شبكة انباء العراق:
2025-03-17@00:28:55 GMT

القطب الثالث وفق ميزان القوى

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..

خلف الفرضيات تكمن البديهيات التي تؤدي الى النتائج ومنها تولد النظريات …..
سؤال _ كيف استطاع محور المقاومة ومن خلال وحدة الساحات  ان يقلب المعادلات بين  المعسكرين الشرقي  والغربي ويعلن عن ولادة  قطب عالمي ثالث …؟؟؟ 
بكل  بسالة  وثقة بالله ورباطة جأش استطاع  محور المقاومة ان يؤثر في التوازن العالمي والدخول في  لعبة الامم على مستوى الكبار ليكون القطب الثالث الذي يضبط موازين وايقاع الحركة والاحداث مابين الشرق والغرب في عالم مضطرب يقف على فوهة انفجار كوني مدمر  وسنرى تراتبية التصعيد وفق  مبدأ وحدة الساحات •
ان من يمتلك زمام المبادرة ويحدد بوصلة الاحداث ونتائجها هو محور المقاومة لاغيره•
ولابد هنا من استحضار تراتبية وتوالي الاحداث وتدحرج كرة النار
اولا _ عملية طوفان الاقصى نتائجهاكبيرة وتداعياتها خطيرة فهي  انطلقت خاصة بتحرير الاسرى و وفق هذا الهدف يمكن النظر اليها بانها عملية محدودة و محلية  بين المحتل الغاصب واصحاب الارض •
ثانيا _ انتقلت المعركة  وفق مبدأوحدةالساحات الى اقليمية بعد اعلان  سماحة سيد المقاومة بتقديم  المساندة تحت الضغط وهنا لايمكن لاي مهتم ومراقب منصف  ومهما كان مستوى مايحصل من اشتباك ومواجهة ان يوصفها باقل من الحرب الاقليمية
ثالثا  هذه المعركة  جعلت ابواب أحتمالات  الحرب العالمية مفتوحة رابعا ان غلق باب المندب مع طوفان الاقصى أحرج المعسكر الصهيوامريكي الغربي الذي يسعى  ليس فقط الى احياء ميناء ايلات الذي مات سريريا  فقط بل للسيطرة على الممرات البحرية المهمة في المنطقة  بالاضافة الى أهدافه الاخرى المتمثلة بالاستحواذ على مصادر الطاقةوامن  اسرائيل ولاجله دفعت كل من  واشنطن والناتو بقوات اضافية برية وبحرية وجوية الى  المنطقة   بالاضافة الى ماموجود من قواعد  لهما  مما ادى الى … 
1_ نقل عدد كبير من القوات المختلفة  (جوا وبرا وبحر ) واشغالها عن ساحة المواجهة  الرئيسية المباشرة مع روسيا الى المنطقة  ومن المعروف ان  منطقة الصراع المباشر الحالية تقع او تعرف فيما يسمى بقلب العالم حسب نظرية ماكندر (اوراسيا )  مما خفف الوطأة على كل من روسيا في اوكرانيا  والمواجهة  المحتملة مع الصين
2_ ان المنطقة (الخليج الفارسي والبحر الاحمر ) تعج بالقواعد الامريكية  و البريطانية والفرنسية والإسرائيلية وقواعد اخرى تابعة للناتو وتفتقر افتقار  شديد الى القواعد الروسية حيث تتواجد فقط في سوريا مع مرتكز بسيط لها  في السودان ولم تنجح بانشاء قواعد في ارتيريا  علما ان الصين لها قاعدة واحدة فقط في جيبوتي
3_ عملية تزويد اوكرانيا   من قبل المانيا بصواريخ كروز عالية الدقة نوع (توروس )مع طائرات  F16 مما يعني دخول العالم الى منطقة الخطر واشعال الضوء الاحمر  ولابد هنا من وقفة سريعة حول اشكالية الطائرات  •
(أ)_ ان طائرات  F16  المزمع ارسالها الى اوكرانيا تفتقر الى البنية التحتية من مطارات وطيارين وكوادر مختصة وبذلك يكون الناتو ملزم بتوفير ذلك خصوصا الطيارين الذين هم بالتأكيد ليس من مواطني اوكرانيا مما يعني دخول اوربا في حرب مباشرة مع روسيا وهذا ما تسعى اليه امريكا لتوريط اوربا وتتجنبه روسيا 
(ب)_ ان لتلك الطائرات  F16 القدرة على حمل اسلحة نووية
(ج)_ هذه الطائرات  تستطيع العمل كدفاعات جوية  باستخدام صواريخ جو _ جو عن طريق الطيران المنخفص  المحدود ثم تهبط  لكي تتجنب الرادارات الروسية وبالتالي مواجهة القوة الجوية  الروسية الامر الذي يتطلب طائرات مسيرة تقوم لاحقا بتوجيه  تلك الصواريخ  جو _ جو  بعد انطلاقها  من طائرات  F16  والتي لاتتعدى مهمتها اكثر من عملية الاطلاق في المرحلة الاولى  ومن ضرورات نجاح المهمة  ان الطائرات المسيرة سيكون مسرح  عمليتها في نطاق اجواءالبحر الاسود  وليس بحر البلطيق  مما يعني تورط تركيا العضو في الناتو او اي دولة قريبة  في الحلف ذاته وهذا يعني تورط عسكري وتقرب مباشر  من الاجواء  و الحدود الروسية الوطنية  وان تورط اوربا بصورة مباشرة تختلف حساباته وتداعياته عما يحصل الان من تقديم دعم   
(د)_ في كلا الحالتين لن تقبل روسيا بالهزيمة السياسية او نجاح  خطط ومؤامرات امريكا وسعيها  لتوريط اوربا  بحرب مباشرة مع روسيا 
خامسا _ ان دخول باب المندب والبحر الاحمر  في المعادلة  بعد طوفان  الاقصى احدث نوع من التوازن  وقدم بديلا وملاء الفراغ والشاغر الروسي بقيادة محور المقاومةفي البحر  الاحمر وبحر العرب وعموم المياه الدافئة التي تنتشر  بها القواعد  الامريكية والأجنبية   وبالنظر الى البحار ذات العلاقة نرى هناك شبه توازن قد حصل اولا على مستوى انتشار وسيطرة القوى وايضا حصول توازن بحري  فيما بين  البحر الاسود بسيطرة روسية وبحر  البلطيق  بسيطرة امريكية اوربية والابيض المتوسط بسيطرة مشتركة مع وجود القواعد البحرية  الروسية في كل من سوريا والجزائر القريبة من مضيق جبل طارق
وسيطرة  لقوة ثالثة تتمثل بمحور المقاومة على البحر الاحمر من خلال باب المندب 
سادسا   من البديهيات مايلي…….

1البديهية الاولى
اذا كانت اوراسيا  هي قلب العالم حسب نظرية ماكندر   فان باب المندب  هو قلب المنطقة الذي قلب الموازين والمعادلات
2_ البديهية الثانية
ان اي تمادي للناتو او امريكا في البحر الاسود سيفرض على  روسيا التنسيق مع محور المقاومة مالم ترمي بثقلها في البحر الاحمر وبحر العرب  والمندب
3_ ان اي عملية متهورة لاستعادة جزيرة القرم من قبل امريكا وغلق  البحر الاسود امام روسيا سيفرض على روسيا  غلق البحر الابيض المتوسط  من مضيق جبل طارق  ومن قناة السويس  ( بلحاظ قواعدها في كل من سوريا والجزائر )     
سابعا _ النتائج
1_ النتيجة الاولى
ان البحر الاحمر وعن طريق  باب المندب قدم يد العون والانقاذ للبحر الاسود وبالعقل والمنطق ان البحر  الاحمر ومن ذات المضيق  يطل على البحر الاسود والاخير يطل على المحيط  الهندي والذي يعني فرض التوازن من قبل المحور المقاوم
2_ ان محور المقاومة هوالقوة العالمية والقطب الثالث الذي يمتلك  القدرة على ضبط ايقاع الاحداث وموازينها ويفرض توازن  القوى في العالم مع امتلاكه لزمام المبادرة والقول الفصل
3_ محور المقاومة  واقتناصة للحظة المناسبة ومن خلال  وحدة الساحات وبكل حكمة وعقل وروية اعلن انه القطب الثالث و كشف عن جملة من قدراته وامكانياته ونفوذه ومجاله الحيوي  ناهيك عن مايملك من ثروات وامكانيات  وموارد بشرية مطلوبة في ميزان القوى العالمي وتاثيره في الاحزمة الجيواستراتيحية ومناطق  المصالح والنفوذ الحيوية وفي ذات الوقت شكل ضغطا على كل الاطراف الصديقة منها والمعادية  لاعادة حساباتهما مع بلدان محور المقاومة وايضا مدى تحكم الاخير في  قواعد الاشتباك  ومستويات اتساع رقعة الحرب وعالميتها  ….
واذا مت فلا نزل القطر
4_ وهو المهم _ لايمكن لاي قطب او معسكر  ان يحسم المعركة مالم يقوم بالتنسيق مع محور المقاومة او يتخذ موقف مخالف( مع او ضد ) وهنا انتقلت قواعد الصراع ومايترتب عليها من نتائح الى قطب ثالث جديد يتحكم بالمعادلات اشبه ما يكون  ببيضة القبان
@ نصيحة مجانية _ مالم تمتلك الشجاعة لتكون  مع امة المقاومة فلاتضع نفسك عائقا  في طريقها.

عباس الزيدي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات محور المقاومة البحر الاحمر البحر الاسود باب المندب

إقرأ أيضاً:

التصعيد الأمريكي… إلى أين؟  

بقلم / أزال عمر الجاوي

 

من الناحية العسكرية، لا خوف على صنعاء، إذ إن بنك الأهداف العسكرية الذي تمتلكه يفوق بكثير نظيره الأمريكي، الذي في الغالب لن يكون سوى تكرارًا لقصف مواقع سبق استهدافها على مدى عشر سنوات. هذا طبعًا إن لم يتعمدوا استهداف المدنيين. في المقابل، تمتلك صنعاء القدرة على ضرب عشرات القواعد والمواقع العسكرية والمصالح الاقتصادية الأمريكية في المنطقة.

 

لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الجرائم التي قد ترتكبها الولايات المتحدة بحق المدنيين في حال فشلها عسكريًّا وسياسيًّا، سواء عبر القصف العشوائي باستخدام أسلحة ذات قدرة تدميرية كبيرة، أو من خلال الحصار والعقوبات الاقتصادية، خاصة إذا استمر التصعيد. ومع ذلك، مهما بلغ حجم العدوان الأمريكي، فإنه لن يغيّر موازين القوى إلا في حالة استهداف الهيكل البنيوي للقيادة والسيطرة، على غرار ما حدث في لبنان. وحتى هذا يبقى أمرًا بالغ الصعوبة في اليمن وفق معطيات الواقع الحالي.

 

في المقابل، فإن باستطاعة اليمن، إذا أرادت التصعيد، التأثير على الأولويات الاستراتيجية الأمريكية وجرّها إلى حرب مشاغلة، وربما استنزاف، خصوصًا إذا تلقت دعمًا من بعض القوى الدولية، كما حصل بين أوكرانيا وروسيا على سبيل المثال.

 

بمعنى آخر، هذا التصعيد الأمريكي لن يحقق شيئًا سوى إراقة المزيد من الدماء وتدمير ما هو مدمر أصلًا، في مقابل ثمن باهظ قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة لدفعه، بسقف مفتوح وتداعيات قد تكون غير محسوبة وغير متوقعة.

 

من حساب الأستاذ أزال عمر الجاوي على منصة x

مقالات مشابهة

  • ميزان المدفوعات الإسرائيلي ومدى تأثره بالحرب
  • الهلال الاحمر بالنيل الابيض يدشن حملة لإصحاح البيئة ومكافحة النواقل
  • رداً على ترامب..كارني يؤكد سيادة كندا في القطب الشمالي ويزور فرنسا والمملكة المتحدة
  • التصعيد الأمريكي… إلى أين؟  
  • أستاذ علوم سياسية: التقارب والتنسيق يصل إلى حد التحالف بين روسيا والصين
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • بفستان أحمر .. إطلالة جذابة لـ لقاء الخميسي
  • فيلادلفيا.. محور الموت الذي يمنع أهالي رفح من العودة
  • كتاباتي: عن اضطراب ثنائي القطب