حرب غزة "تهدد" فرص السلام في اليمن
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
واشنطن (عدن الغد) الحرة:
الهجمات الحوثية التي تستهدف إسرائيل وممرات الشحن البحرية "تهدد" جهود وفرص السلام في اليمن، الذي يعاني من حرب أهلية مستمرة منذ تسع سنوات، وفق تحليل لصحيفة وول ستريت جورنال.
جهود الوساطة بين الحوثيين والسعوديين أسفرت "خارطة طريق غير رسمية" لنحو ثلاثة أعوام، وهو ما تأمل الأمم المتحدة أن يصبح أساسا لحل طويل الأمد ومستدام للصراع، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وسعوديين ويمنيين ومسؤولين من الأمم المتحدة.
وفي حال النجاح بإنهاء الصراح سيتيح هذا الأمر للرئيس الأميركي، جو بايدن، القول إن سياسته الخارجية كانت ناجحة خاصة بتعيين مبعوث خاص لقيادة جهود السلام وتجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات.
وتشير الصحيفة إلى أن المحادثات كانت تتجه نحو مزيد من النجاح هذا العام، ولكن "الحرب في غزة تهدد بقلب المفاوضات الحساسة بين أطراف الصراع".
وفي الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون الذين تدعمهم إيران، هجماتهم بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا.
ودفعت هذه الهجمات التي تهدد بتعطيل تدفقات التجارة البحرية العالمية، الولايات المتحدة إلى إنشاء قوة حماية بحرية تضم أكثر من 20 بلدا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون إنهم يهاجمون السفن المتجهة لإسرائيل أو المملوكة لإسرائيل ضمن "دعمهم للشعب الفلسطيني"، مجددين موقفهم "بشأن منع مرور كافة السفن الإسرائيلية" عبر الممر المائي، بحسب وكالة فرانس برس.
وكان الجيش الأميركي أعلن، الثلاثاء، أنه أسقط أكثر من 10 طائرات مسيرة هجومية وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفن شحن في البحر الأحمر من دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار.
وقال مسؤول أميركي لم يكشف اسمه للصحيفة "لقد دعمنا منذ فترة طويلة جهود إنهاء الصراع في اليمن، ونرحب بالتقدم نحو وقف دائم لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأضاف أن واشنطن "تشعر بالقلق من الهجمات المتهورة والخطيرة التي يشنها الحوثيون على السفن المدنية في ممرات الشحن البحري الحيوية حول اليمن".
وتوقع مشاركون في جهود السلام أن يتم الإعلان عن خطة لإنهاء القتال قبل نهاية العام، إلا أن الضغوط التي تفرضها هجمات الحوثيين تعرض المفاوضات للخطر، إذ قد يثير "أي اتفاق للسلام الآن انتقادات لإدارة بايدن لتفاوضها مع الحوثيين... في الوقت الذي يكثفون فيه هجماتهم على إسرائيل وطريقة التجارة العالمي الرئيسي".
ولا يوجد تفاصيل كاملة حول اتفاق السلام بين الحوثيين والسعودية، ولكن بمجرد التوقيع عليه "ستدعو الاتفاقية القوات السعودية إلى مغادرة اليمن في غضون ستة أشهر" بحسب ما كشف مسؤولون مطلعون على الاتفاقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق مع السعودية من غير المرجح أن يؤدي إلى إحلال السلام في اليمن، إذ لا تزال تواجه انقسامات محتملة متعددة.
وتتواجه القوات الحكومية المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري بقيادة السعودية، مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعلى مساحات شاسعة في شمال البلاد وغربها.
مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ، قال في آخر تصريح له "لقد اتخذ الطرفان خطوة هامة"، في إشارة إلى التحرك نحو وقف إطلاق النار والتحضير لعملية سياسية متجددة.
ولم يحدد تفاصيل كاملة، إذ قد لا تزال هناك "خلافات جوهرية بين المتحاربين وحتى داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا"، بما في ذلك المجلس الانتقال الجنوبي وهو فصيل تدعمه الإمارات ويسيطر على الساحل الجنوبي الغربي للبلاد ويريد إنشاء دولة منفصلة هناك.
وذكرت الصحيفة أن إنهاء الصراع ضمن الوضع الحالي "سيؤدي إلى فشل جهود ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في تحقيق هدفه في إخراج المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران من السلطة، وحرمانهم من قدرتهم على شن هجمات جوية مميتة ضد المملكة".
ورحبت السعودية والإمارات بتصريحات مبعوث الأمم المتحدة وقالت الرياض "إنها حريصة على توصل الأطراف اليمنية إلى نهاية شاملة للصراع"، فيما قالت الإمارات "إنها تدعم جميع الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي".
أدى النزاع في اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، إلى واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم خففت الهدنة من وطأتها إلى حد ما وفق منظمات إنسانية.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يتعرض لأحد مواقع يونيفيل جنوب لبنان
اتهمت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "يونيفيل" اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024، الجيش الإسرائيلي بالتعرّض لأحد مواقعها في جنوب لبنان، واصفة ذلك بأنه عمل "متعمّد ومباشر" ضدّ قواتها.
وقالت القوة في بيان إنّ "حفارتين وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت أمس (الخميس) على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة".
واعتبرت أنّ "الحادثة مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي لا تتعلّق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت القوة أنّ "الجيش الإسرائيلي نفى القيام بأيّ نشاط داخل موقع" تابع لها.
ومن جهة أخرى، لفت البيان إلى "تدمير وإزالة برميلين من البراميل الزرقاء التي تمثل خط الانسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل (الخط الأزرق) هذا الأسبوع"، موضحا أنّ "جنود حفظ السلام شاهدوا الجيش الإسرائيلي وهو يزيل أحد البراميل بشكل مباشر".
وتنتشر قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" التي تضم نحو عشرة آلاف جندي في جنوب لبنان منذ العام 1978. وهي مكلفة خصوصا السهر على احترام الخط الأزرق الذي يشكل حدودا بين لبنان وإسرائيل منذ العام 2000 بناء على ترسيم الأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم "اليونيفيل" الشهر الماضي إن القوة سجّلت أكثر من 30 حادثة في تشرين الأول/أكتوبر أسفرت عن أضرار في الممتلكات أو إصابة جنود حفظ السلام، نحو 20 منها نتيجة إطلاق نار أو عمل إسرائيلي.
وأكدت "اليونيفيل" في بيانها الجمعة أنّه "على الرغم من الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والإبلاغ المنوطة بهم بموجب القرار 1701".
المصدر : وكالة سوا