رئيس أوزبكستان يشهد ربط مشاريع طاقة نظيفة طورتها «مصدر» بالشبكة الوطنية لبلاده
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
طشقند/وام
شهد شوكت ميرضيايف، رئيس جمهورية أوزبكستان، ربط مشاريع طاقة نظيفة بقدرة إجمالية تبلغ 1.4 جيجاواط نفذتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، بالشبكة الوطنية للكهرباء في أوزبكستان، وذلك خلال مراسم أقيمت يوم أمس، وشارك فيها سعيد مطر سلطان الصيري القمزي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية أوزبكستان، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، وممثلون رفيعو المستوى عن الحكومة الأوزبكية، إلى جانب عدد من ممثلي شركات الاستثمار العالمية المشاركة في المشروع.
وأشاد الرئيس الأوزبكي، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، بعلاقات الصداقة والتعاون الوطيدة وطويلة الأمد التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أوزبكستان، والتي تشمل الاستثمار وتطوير مشاريع طاقة متجددة.
وتشمل المشاريع التي تم ربطها بالشبكة، محطة زارافشان لطاقة الرياح، وثلاث محطات طاقة شمسية تقع في جيزاخ وسمرقند وشير آباد، وهو أكبر برنامج طاقة شمسية في المنطقة.
ووقعت «مصدر»، على هامش مراسم الربط وبحضور جمشيد كوتشكاروف نائب رئيس الوزراء الأوزبكي، اتفاقية تنفيذ جديدة مع كل من وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار والصناعة والتجارة في جمهورية أوزبكستان لتطوير مشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة 2 جيجاواط، تشمل أيضاً نشر نُظُم بطاريات لتخزين الطاقة بسعة 1150 ميجاواط/ساعي ضمن خمسة مشاريع قائمة لشركة «مصدر» في أوزبكستان.
وبعد هذه الاتفاقية، يصل إجمالي استثمارات «مصدر» في أوزبكستان إلى نحو 4 مليارات دولار أمريكي.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «COP28» رئيس مجلس إدارة «مصدر»: «تماشياً مع توجيهات القيادة بتعزيز التعاون الدولي ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ونشر حلول الطاقة النظيفة، يأتي ربط هذه المشاريع بالشبكة في إطار علاقات التعاون الوثيقة مع جمهورية أوزبكستان الصديقة، وانسجاماً مع الأهداف الطموحة لـ«اتفاق الإمارات» التاريخي الذي تم التوافق عليه في «COP28»، والذي وضع خطة عمل متكاملة ومتوازنة للحفاظ على إمكانية تفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق مستوى 1.5 درجة مئوية، وتحقيق انتقال عادل ومنظم ومسؤول ومنطقي في قطاع الطاقة، وزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. ولا شك في أن هذه المشاريع الطموحة تسهم في دعم هذا التوجه، وتعزيز حصة الطاقة المتجددة في المزيج العالمي للطاقة».
وتتمتع أوزبكستان بوفرة في مصادر طاقتي الشمس والرياح وتتطلع إلى توفير 7 جيجاواط من طاقة الشمس و5 جيجاواط من طاقة الرياح مع نهاية هذا العقد.
من جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: «تمثل جمهورية أوزبكستان سوقاً استراتيجية رئيسية بالنسبة لنا في "مصدر"، ونفخر بأننا قمنا بدور فاعل في دعم جهودها لتحقيق أهدافها للطاقة النظيفة حيث تعكس هذه المشاريع التي تم ربطها بالشبكة الوطنية التزامنا طويل الأمد بالإسهام في تسريع نشر حلول الطاقة النظيفة في هذا البلد، ونثمن عالياً الثقة والتعاون بين "مصدر" وحكومة أوزبكستان».
وكانت شركة «مصدر» قد وقعت في مايو الماضي اتفاقية تطوير مع كل من وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار والصناعة والتجارة في أوزبكستان، تقوم بموجبها الشركة بتطوير مشاريع للطاقة المتجددة بقدرة إنتاجية تتجاوز 2 جيجاواط وبطاريات تخزين الطاقة باستطاعة 500 ميجاواط، وستتم بموجب الاتفاق الجديد، زيادة قدرة بطاريات تخزين الطاقة إلى 1150 ميجاواط/ساعي.
وتقام مشاريع الطاقة الشمسية في مناطق نور نافوي وشير آباد وسمرقند وجيزاخ، في حين تقام محطة لطاقة الرياح في زارافشان.
وستزود محطة الرياح البالغة قدرتها 2 جيجاواط نحو مليون منزل بالكهرباء، وستسهم في تفادي إطلاق قرابة 4 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وتنشط «مصدر» في جمهورية أوزبكستان منذ عام 2019، حين وقعت اتفاقية لشراء الطاقة مع حكومة جمهورية أوزبكستان لتطوير محطة «نور نافوي» للطاقة الشمسية بقدرة 100 ميجاواط، والتي تعتبر أول مشروع مستقل للطاقة الشمسية يتم تمويله بنجاح في هذا البلد، وتم تدشينها ودخلت حيز التشغيل الكامل في عام 2021.
كما فازت «مصدر» نهاية العام الماضي بمناقصة تطوير مشروع بخارى للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاواط الذي يشمل نظام بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 126 ميجاواط/ساعي، وهو الأول من نوعه في منطقة آسيا الوسطى.
كما فازت «مصدر» في شهر يونيو الماضي بمناقصة تطوير مشروع غوزار للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 300 ميجاواط ونظام بطاريات لتحزين الطاقة بقدرة 75 ميجاواط/ساعي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أوزباكستان مصدر جمهوریة أوزبکستان للطاقة الشمسیة فی أوزبکستان طاقة الریاح
إقرأ أيضاً:
هل تهدد الطاقة الشمسية شبكاتِ الكهرباء؟
في عام 1812 ابتكر رائد الأعمال المغامر فريدريك وينسور مفهوم أو نموذج "المرفق العام." أسس وينسور شركة غاز الإضاءة وفحم الكوك لتزويد سكان لندن بالغاز. (تستخرج الشركة الغاز وفحم الكوك من الفحم الحجري بالتقطير الإتلافي أو الكربنة. وكان هذا الغاز يُستخدم في إنارة الشوارع والأغراض المنزلية من إضاءة وطهي وتدفئة- المترجم).
الفكرة وراء تأسيس الشركة هي ضخ الغاز مباشرة عبر الأنابيب الى المنازل من موقع مركزي بدلا من شراء كل منزل مصدرا خاصا به للطاقة سواء كان ذلك المصدر أكياسا من الفحم أو قطعا من حطب الوقود. فوجود عدد كبير من الزبائن بأنماط مختلفة من الطلب على الخدمة سيتيح تشغيل مصانع انتاج الطاقة بمزيد من الكفاءة.
كان ذلك احتكارا طبيعيا (الاحتكار الطبيعي يعني وجود لاعب كفء واحد في قطاع صناعي أو خدمي تمنع الحواجز والتكلفة الأولية الباهظة من وجود منافسين له– المترجم). فوفورات الحجم الكبير توزِّع تكلفة منشأة انتاج الغاز والأنابيب والمكونات الأخرى على عدد كبير من الزبائن مما يعني أن كل واحد منهم ينفق مبلغا أقل مقابل استهلاك نفس الكمية من الغاز. وهكذا انتشرت حول العالم فكرة "الطاقة بوصفها خدمة."
ألواح الطاقة الشمسية
لكن كهرباء الطاقة الشمسية الرخيصة تفكِّك الآن هذا النموذج. ففي العام الماضي أصبحت باكستان ثالث أكبر مستورد لألواح الطاقة الشمسية. والعديد من هذه الألواح انتهي بها المطاف الى أسطح مباني الشركات التجارية والصناعية أو المزارع لكي تحل محل مولدات وقود الديزل.
أسعار الطاقة في باكستان مرتفعة جدا. ويعود ذلك الى إبرام عقود مكلفة لسداد قيمة السعة التوليدية من محطات صينية في الغالب لتوليد الكهرباء من الفحم الحجري.
لذلك تَبنِّي الطاقة الشمسية الأرخص والأنظف تطورٌ مُرحَّبٌ به. لكنه في ذات الوقت يقود الى حلقة شريرة. فتكاليف تشغيل شبكة الكهرباء وتسديد تكلفة الكهرباء المنتجة بواسطة الفحم الحجري سيتحملها عدد أقل من الناس. وسيكون لديهم حينها أكثر من سبب كاف للتخلي عنها وعدم شرائها مما سيقوض اقتصاديات المشروع بأكمله.
شهدت جنوب افريقيا تطورا شبيها. فتخفيف الأحمال بواسطة شركة الكهرباء المملوكة للدولة "اسكوم" يقطع الكهرباء عن المستهلكين عندما لا تكون هنالك كهرباء كافية لمقابلة الطلب. قاد ذلك الى ازدهار الطاقة الشمسية. وتسبب في مشاكل مالية لحكومات البلديات التي توجب عليها شراء كهرباء تزداد تكلفتها باطراد من شركة اسكوم لبيعها الى المستهلكين. وبحلول شهر نوفمبر كانت لديها فواتير غير مسددة للشركة بقيمة 95 بليون راند (5 بليون دولار أو ما يساوي 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي).
وفي لبنان حيث حددت شركة الكهرباء المملوكة للدولة في عام 2019 توليد الكهرباء لمدة ساعتين في اليوم ارتفعت سعة توليد الكهرباء الطاقة الشمسية من 100 ميجاواط الى 1300 ميجاواط في الفترة من 2020 الى 2023. وتغطي ألواح الخلايا الكهروضوئية أسطح المنازل في أحياء بيروت الأكثر ثراء.
أسعار الطاقة
حتى في أمريكا دفعت أسعار الطاقة المرتفعة وانقطاعات الإمداد الكهربائي بسبب الكوارث الطبيعية الناس الى التخلي عن خدمة شبكة الكهرباء. لقد وجد كل من السيد على السادات وجوشوا بيرس وكلاهما باحثان من جامعة ويسترن أن مزيجا من ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات ومولدات الديزل بديلٌ اقتصادي فعال للاعتماد على شبكة الكهرباء في أجزاء من خمس ولايات أمريكية. كما تنخفض أسعار مثل هذه الأنظمة بحوالي 9% في العام، حسب تقديرات هذين الباحثين. ويعود ذلك الى رخص البطاريات وألواح الطاقة الشمسية.
بالنسبة المتفائلين تقدم هذه التطورات رؤية مستمدة مباشرة من حركة الخضر في سنوات السبعينات. وقتها صاغ أموري لوفينز وهو محلل للطاقة مصطلح "مسار الطاقة الناعم" لوصف مستقبلٍ سيتم فيه إنتاج الطاقة بموارد متجددة ولا مركزيا وبكميات صغيرة.
كتب الباحث بمركز الأبحاث "أميركان انتربرايز انستيتيوت" لين كيسَلِينغ أن اقتصادا صناعيا غنيا "يمكنه العمل بكفاءة دون الاعتماد على محطات كهرباء مركزية على الإطلاق." ويحتفل الليبرتاريون (دعاة تقليص الدور الحكومي في الاقتصاد وحرية الفرد والأسواق) بهذا التحول الى الطاقة الشمسية أيضا. فالتغير التقني يجعل أسواق الكهرباء حرة أو مفتوحة بقدر أكبر للمنافسة، بحسب كيسَلِنغ. وتعني إمكانية "فك الارتباط" بشبكة الكهرباء حتى إذا لم يحدث أن الاحتكارات الطبيعية تواجه تهديد التخلي عنها.
مع ذلك هنالك عيوب في هذا التحول. أحدها الكفاءة. فتكلفة انتاج الوحدة من الطاقة الكهربائية في مزرعة الطاقة الشمسية خلال فترة تشغيلها أو عمرها الافتراضي تبلغ حوالي ربع تكلفة وحدة الكهرباء المنتجة بواسطة الألواح الكهروضوئية المثبتة في أسطح المباني، بحسب تقديرات بنك لازارد. في المزرعة تتوافر اقتصاديات الحجم الكبير في التركيب والصيانة. فوق هذا، الكثير من الكهرباء التي يتم توليدها على أسطح المنازل ومباني الشركات ستضيع هباء في نهاية المطاف (لمحدودية الاستفادة منها من قبل أصحابها.)
علاوة على ذلك، التكلفة الأولية للتخلي عن الشبكة تجعل في العادة هذا الخيار ممكنا للأغنياء فقط. فنظرا الى أن الباكستانيين الأكثر ثراء يمكنهم مقابلة تكلفة أنظمة الطاقة الشمسية يجد الأكثر فقرا أنهم مضطرُّون إما الى تحمل المزيد من تكاليف الشبكة أو التخلي عن استخدام الكهرباء تماما.
في لبنان تتكدس في السوق أنظمة الطاقة الشمسية والبطاريات متدنية النوعية لافتقارها الى الضوابط التنظيمية حسبما تقول جيسيكا عبيد الباحثة بمعهد الشرق الأوسط. والشركات الصغيرة التي تظهر فجأة لتركيب هذه الأنظمة تُفلِس ولا يمكنها تقديم خدمات الصيانة.
تحليلات الطاقة الشمسية
يحاول واضعو السياسات الآن إيجاد حلول. تقول جيني تشيس رئيسة فريق تحليلات الطاقة الشمسية بشركة الأبحاث الاستراتيجية "بلومبرغ إن إي في" من الممكن تصميم وتشغيل أنظمة الطاقة الشمسية لكي تتكامل بسلاسة مع شبكات الكهرباء.
مشاكل الكهرباء في باكستان ناشئة عن إرث كهرباء الفحم الحجري باهظة التكلفة وطريقة تسعيرها للمستهلكين. فالتكاليف الثابتة لنقل وتوزيع الكهرباء يتم سدادها من خلال التسعير بالساعة والذي لا يتغير كثيرا بناء على الطلب (بمعنى لا ينخفض سعرها في الساعات التي ينخفض فيها الطلب على الكهرباء ولا يرتفع في الساعات التي تشهد ارتفاعا في استهلاكها– المترجم.)
في الوقت الحالي هنالك عدد قليل من الناس الذين ليست لديهم أنظمة تخزين للطاقة الكهربائية مما يعني أنهم يستخدمون كهرباء الشبكة كاحتياطي ولا يتخلون عنها تماما. نتيجة لذلك أولئك الذين بمقدورهم الحصول على نظام طاقة شمسية خاص بهم يمكنهم الاستفادة من الكهرباء التي ينتجونها عندما تكون الشمس ساطعة والحصول على الكهرباء من الشبكة عندما تغيب الشمس بسعر رخيص لا يعكس التكلفة الحقيقية.
كما يستفيد مستهلكو الكهرباء الذين لديهم أنظمة طاقة شمسية في منازلهم من نظام عدادات "صافي القياس" بالحصول على رصيد كهربائي مقابل تزويد الشبكة العامة بفائض الكهرباء التي تنتجها أنظمتهم أثناء النهار وعندما تكون قيمتها أقل. القضاء على مثل هذه الحوافز (المفرطة في السخاء- المترجم) سيساعد في توزيع تكلفة صيانة الشبكة على مستخدميها بطريقة أكثر عدالة.
مع ذلك، الحل الأفضل لشركات الكهرباء سيكون الاستجابة للمنافسة وترتيب أمورها بناء على ذلك. في باكستان كثيرا ما تخفق الشركات في جعل المستهلكين يسددون فواتير استهلاكهم. وفي جنوب افريقيا مع تمكن شركة "اسكوم" أخيرا من تقليص انقطاعات الكهرباء تباطأ ازدهار الطاقة الشمسية.
وعلى الرغم من أن التوليد اللامركزي للكهرباء قد يكون مهددا ومزعزعا لشبكة الكهرباء لكنه يشكل حافزا لمشغليها لتحسين أدائها. فألواح الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المباني تقدم بديلا لاحتكار خدمة إمداد الكهرباء التي لم يعد بالإمكان اعتبارها احتكارا طبيعيا.