شهد الشيخ صفوت أبو السعود وكيل وزارة الأوقاف، افتتاح الندوة الشهرية الكبرى لمديرية أوقاف القليوبية، وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تحت عنوان «الحفاظ على الأوطان من مقاصد الأديان» بمشاركة الأستاذ الدكتور محمود عبد الله أستاذ الحديث وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور أحمد القرشي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر.

أكد الشيخ صفوت أبو السعود وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية خلال الفعاليات على أن قضية الأوطان ومكانتها تحتاج إلى إزالة الغبار الذي أرست له جماعات التطرف والضلال حيث كان لهذه الجماعات منطلقات لتشويه وتسفيه فكرة الوطن تارة تحت زعم وجود تعارض بين التدين والوطن وتارة تحت زعم أنه لن يكتمل لك تدين حتى تقطع كل ما يمت للوطن بصلة، وتارة تحت زعم أن الوطن أحد مخلفات فكرة الإستعمار وصنيعته.

وأضاف وكيل أوقاف القليوبية أن كل هذه المزاعم باطلة من الأساس ولا تصدر إلا عن خونة الدين والوطن، مشيرًا إلى أن الوطن والدين طريق واحد لا ينفصلان أبدا، إذ أن الدين يحتاج إلى وطن تتم فيه ممارسة شعائر الدين ومناسكه.

وأشار الشيخ صفوت أبو السعود إلى أن لوزارة الأوقاف السبق فى إطلاق فكرة أن الحفاظ على الأوطان من أهم مقاصد الأديان، وأخرجت للنور كتاب الكليات الست، والذي تم التأكيد فيه على أن الحفاظ على النفس والعرض والمال والعقل والدين لا يكتمل إلا بالحفاظ على الوطن ولعل قيمة الوطن ونعمة وجوده لا يعرف معناها إلا الذين فقدوها وأصبحوا فى مخيمات اللاجئين حيث لا وطن ولا أمان ولا صيانة لنفس ولا عرض ولا حتى دين والناظر فى علوم الإسلام، وفكر علماء الشرع الحنيف يلحظ وقوفهم قديماً عند فكرة الوطن بالتعظيم والتوقير بعكس الفكر الخبيث فى عقول جماعات الضلال.

وأشار وكيل أوقاف القليوبية إلى أن الرسول كان مثالا على ترسيخ حب الوطن في قولته الشريفة التي تفوح منها قداسة الوطن وروح الوطنية المتأصلة في قلبه: «والله يامكة إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ماخرجت أبدًا».

وتوجه الجميع بالدعاء إلى الله أن يديم علينا نعمة الوطن وأن يحفظ علينا وطننا العزيز قيادةً وشعباً، وأن تستمر أوقاف القليوبية في عهدها على خدمة بيوت الله.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ندوة أوقاف القليوبية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وكيل أوقاف القليوبية الحفاظ على الأوطان أوقاف القلیوبیة الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

قوة الأوطان في موضوع خطبة الجمعة اليوم

نشرت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة اليوم، والتي جاءت تحت عنوان «قوة الأوطان»، وتتناول الخطبة اليوم مفهوم المواطنة من المنظور الديني، وما جاء في الشريعة الإسلامية عن الوطن وحمايته وواجبات المواطن تجاه وطنه. 

موضوع خطبة الجمعة اليوم

وتفتتح خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف المصرية بـ: «الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ﴾، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

إنَّ مصالحَ الأوطانِ مِن صميمِ مقاصدِ الأديانِ وتعزيزَ أُسسِ قوتِهَا مطلبٌ شرعِيٌّ ووطنِيٌّ لا غنًى عنهُ للأفرادِ والأممِ والوطنُ أحدُ الكلياتِ الستِّ التي ينبغِي الحفاظُ عليهَا.

وبقدرِ إيمانِ الإنسانِ بحقِّ الوطنِ وقوةِ انتمائِهِ إليهِ وعطائِهِ لهُ واستعدادهِ للتضحيةِ في سبيلِهِ، تكونُ قوةُ الوطنِ.

وبقدرِ اختلالِ هذا الانتماءِ أو ضعفِ ذلك العطاءِ، والنكوصِ عن التضحيةِ بالنفسِ أو بالمالِ يكونُ ضعفُ الأوطانِ أو سقوطُهَا وضياعُ مصالحِ العبادِ والبلادِ، فقوةُ الوطنِ قوةٌ لجميعِ أبنائِهِ، وضعفُهُ ضعفٌ لجميعِ أبنائِهِ».

تعزيز قوة الأوطان

وقالت خطبة الجمعة اليوم إن تعزيز قوة الأوطان ليس من الأمر السهل، حيث جاء في نصها: «على أنَّ تعزيزَ قوةِ الأوطانِ ليسَ أمرًا سهلاً أو هيّنًا، إنَّمَا هو عمليةٌ شاقةٌ شديدةُ التعقيدِ يحتاجُ إلى إرادةٍ صلبةٍ وعملٍ دءوبٍ، ورؤيةٍ ثاقبةٍ في مختلفِ المجالاتِ والاتجاهاتِ التي تعززُ قوةَ الأوطانِ وتحافظُ على أمنِهَا واستقرارِهَا مع القدرةِ على قراءةِ الواقعِ وفهمِ تحدياتِهِ.

إنَّ الأوطانَ لا تقوى بغيرِ العلمِ والعملِ الجادِّ والجهدِ والعرقِ، وقد جاءَ الشرعُ الحنيفُ بالدعوةِ إلى العلمِ والعملِ وإتقانِهِمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِ العلمِ- على لسانِ نبيِّنَا ﷺ: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّ»، ويقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِ العلمِ: ﴿هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِۦ ۖ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ﴾، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ»، ويقولُ الشاعرُ: بالْعِلْمِ وَالمَالِ يَبْنِي النَّاسُ مُلْكَهُمُ * لَمْ يُبْنَ مُلْكٌ عَلَى جَهْلٍ وَإِقْلَالِ

وإلى جانبِ العلمِ والعملِ لا بُدَّ مِن تعزيزِ روحِ الولاءِ والانتماءِ للوطنِ وإيثارِ مصالحِهِ العامَّةِ على المصالحِ الخاصّةِ والشخصيةِ، بعيدًا عن كلِّ صورِ الفرديةِ والأنانيةِ والسلبيةِ، والتحلِّي بروحِ العملِ الجماعِي، وتقويةِ روابطِ وتماسكِ أبناءِ المجتمعِ حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى»، وقد قالُوا: ما استحقَّ أنْ يولدَ مَن عاشَ لنفسِهِ».

نعمة الأمن والأمان داخل الأوطان 

وأوضحت خطبة يوم الجمعة أن الأمن والأمان داخل الوطن نعمة لابد من الحفاظ عليها، وجاء في نص الخطبة: «كمَا أنَّ الحفاظَ على نعمةِ الأمنِ مِن أهمِّ ركائزِ قوةِ الأوطانِ واستقرارِهَا واستمرارِ تقدمِهَا وازدهارِهَا، فالأمنُ مِن أجلِّ النعمِ التي امتنَّ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهَا على عبادِهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ ممتنًّا على قريشٍ: ﴿لإيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾، ويقولُ سبحانَهُ ممتنًّا على مكةَ وأهلِهَا: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، ويقولُ سبحانَهُ وتعالَى: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: «مَنْ أَصبح مِنكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسدِه، عِندهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها»، فإذا وُجِدَ الأمنُ هنأتِ الأقواتُ وازدهرتِ الدولُ، وإذا فُقِدَ الأمنُ تبعَهُ فَقْدُ كلِّ شيءٍ.

كمَا أنّهُ لا قوةَ لوطنٍ بلا قيمٍ ولا أخلاقٍ، فالأوطانُ التي لا تكونُ الأخلاقُ والقيمُ مِن ركائزِ قوتِهَا تحملُ عواملَ ضعفِهَا وسقوطِهَا في أصلِ بنائِهَا وأُسسِ قيامِهَا، ويكونُ مصيرُهَا إلى الزوالِ والاندثارِ.

إنَّ دينَنَا الحنيفَ هو دينُ القيمِ والأخلاقِ، وبعثَةُ رسولِنَا ﷺ كان الهدفُ الأسمَى منهَا هو إتمامُ مكارمِ الأخلاقِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: «إِنَّمَا بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ».

مقالات مشابهة

  • وكيل أوقاف الفيوم يهنئ الشعب المصري بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو
  • أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم: مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان
  • أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان
  • "مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان" ضمن قوافل أوقاف الفيوم 
  • قافلة توعوية للأزهر والأوقاف تؤكد: مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان
  • قوة الأوطان في موضوع خطبة الجمعة اليوم
  • أوقاف الفيوم تنظم ندوات علمية بعنوان "دروس من الهجرة النبوية"
  • "مفهوم الوطنية الصادقة".. ندوة تثقيفية بأوقاف الفيوم
  • وزير الأوقاف: مصالح الأوطان والعمل على قوتها من صميم مقاصد الأديان
  • وزير الأوقاف: مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان