تحول كبير في المواقف الغربية تجاه الحرب على غزة ودول أوروبية تدعو لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
سرايا - شهدت الأيام الماضية، تحولًا كبيرًا في المواقف الغربية تجاه الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ 73 يومًا، ففي الوقت الذي دعا وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا لـ"وقف دائم لإطلاق النار"، طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية بالتوصل إلى هدنة "فورية ودائمة" لتجنب تداعيات كارثية للقطاع المُحاصر منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ويعتقد مراقبون ومحللون أن التغيّر التدريجي في المواقف الغربية والأميركية تجاه حرب غزة، يأتي لعدّة أسباب على رأسها الضغوط الداخلية في تلك الدول نتيجة آلاف الشهداء من المدنيين الفلسطينيين جراء "القصف العشوائي الإسرائيلي"، فضلًا عن مضي الكثير من الوقت لتنفيذ تل أبيب لـ"بنك أهدافها" داخل القطاع، وكذلك عدم وجود خطة واضحة أمام حكومة الاحتلال بشأن اليوم التالي لإنهاء هذا الصراع.
ويواجه الاحتلال ضغوطا متزايدة من حلفائها بشأن حربها في غزة، حيث انتقدت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لها، ما وصفته بـ"القصف العشوائي" الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين.
رغم امتناع بريطانيا وألمانيا عن التصويت على قرار مجلس الأمن الأخير لوقف إطلاق النار، والذي عطلته الولايات المتحدة باستخدام الفيتو، خرج وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، للتأكيد على "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة "صنداي تايمز" أن: "عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا في هذه الحرب"، وحضّا الاحتلال على إنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع ولكن "دائم" أيضا.
أضافا: "علينا أن نفعل كل ما باستطاعتنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار يؤدي إلى سلام دائم. وكلما أتى ذلك عاجلا، كلما كان أفضل. الحاجة عاجلة"، ومع ذلك، لفت الوزيران أيضا إلى أنهما "لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائما بطريقة ما، هو السبيل للمضي قدما".
أوضح الوزيران أن هذا "يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها: حماس هاجمت إسرائيل بوحشية وما زالت تطلق الصواريخ لقتل المواطنين الإسرائيليين كل يوم. يجب على حماس أن تلقي سلاحها".
بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، يمثل المقال تحولًا واضحًا في مواقف البلدين بشأن الحرب في غزة، إذ دعت الحكومة البريطانية إلى "وقف إنساني" في القتال، لكنها لم تصل إلى حد الحث على وقف إطلاق النار، في حين دافعت ألمانيا بقوة عن ما يدعى بـ "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها".
كما سبق أن دعت بريطانيا وأكثر من 12 دولة أخرى، من بينها أستراليا وكندا وفرنسا، كيان الاحتلال، إلى اتخاذ خطوات فورية وملموسة للتصدي لعنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
ومن تل أبيب، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها "الإسرائيلي" إيلي كوهين، عبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة" في الحرب، وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله.
بدوره، حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على ضرورة وقف العمليات العسكرية والوصول إلى هدنة إنسانية "بشكل عاجل"، مضيفًا عبر حسابه على موقع "إكس"، الإثنين: "تم قتل الكثير من المدنيين في غزة، وكما أكد عليه آخرون من بينهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، فإننا نشهد تقصيرا كارثيا في التمييز خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة".
وأكد منسق العلاقات الألمانية العربية في البرلمان الألماني، أنه "لا يمكن أن تقف ألمانيا أو بريطانيا ضد إسرائيل بأي شكل من الأشكال"، لكن دعوتهم لوقف القتال تأتي في ظل سقوط آلاف المدنيين وتزايد الضغوط للعب دور إيجابي في وقف تلك المعاناة.
وأشار إلى أن كيان الاحتلال لا يريد أن يكون هناك وقفًا مباشرًا لإطلاق النار في غزة حفاظًا على صورتها أمام شعبها وأمام العالم، وحتى لا تظهر بموقف ضعيف، وترغب في أن يكون ذلك "بقرار دولي".
وتابع: "وقف الحرب يتطلب تنازلات من قبل السلطات الإسرائيلية، والحرب لن تطول وشارفت على نهايتها وستكون بقرار دولي مدعوم من دول غربية، بجانب الولايات المتحدة".
إقرأ أيضاً : قائد الحرس الثوري الإيراني: عملية طوفان الأقصى فلسطينية بالكامل وحماس تصنع أسلحتهاإقرأ أيضاً : تخوف لدى شرطة الاحتلال من تكرار عملية "طوفان الأقصى"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: لإطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصر تدعو المجتمع الدولي لدعم الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة
أعلنت مصر نجاح الجهود المضنية التي تم بذلها منذ بدء الأزمة بقطاع غزة في السابع من أكتوبر عام 2023، وبالتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والمقرر بدايته الساعة 8:30 صباحًا يوم 19/1/2025، والذي تمتد المرحلة الأولى منه لـ42 يوماً تفرج حماس خلالها عن 33 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1890 أسيراً فلسطينياً لديها.
وأفادت وزارة الخارجية، في بيان، بأنه تأكيدًا على التزام الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث خلال التوقيتات المتفق عليها، وبما يضع حداً للمأساة الإنسانية التي عانى منها سكان القطاع لأكثر من عام نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية والتي خلفت وراءها أكثر من 50 ألف من الشهداء وأكثر من 100 ألف من الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، وانهيار كامل للبنية التحتية للقطاع، الأمر الذي جعله غير صالح لأي صورة من صور الحياة الإنسانية.
وأعربت مصر عن شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر والمتواصل لإنجاح التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، مع تثمين الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب لإنهاء الأزمة، وكذلك الرئيس بايدن.
وإيماناً من مصر بمحورية دورها تجاه الأشقاء الفلسطينيين فإنها لم تدخر جهداً منذ اليوم الأول للأزمة لمحاولة احتوائها على كل المستويات، إذ شكَّلت مصر غرفة دائمة لمتابعة الأزمة والتي ارتكز عملها منذ اللحظة الأولى على ضرورة تكثيف دخول المساعدات لأهالي القطاع للتخفيف من وطأة الحرب، وأعلنت مراراً وتكراراً عن فتح معبر رفح من الجانب المصري على مدار الساعة لإدخال المساعدات واستقبال الجرحى والمصابين.
تأمل مصر أن يكون البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، كما تدعو مصر المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، وحث المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة
وأكدت مصر على أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية القضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.