محمود علي البنا.. قارئ المساجد الكبرى من كتاب القرية إلى الحرمين والأقصى
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
داخل كُتَّاب صغير بإحدى قرى شبين الكوم محافظة المنوفية، في ثلاثينيات القرن الماضي، كان الطفل محمود علي البنا، يتلو آيات من القرآن الكريم على مسامع شيخه موسى المنطاش، حيث تلاحقه نظرات الإعجاب من الحاضرين، ويتهامسون بينهم بأنه أفضل أقرانه، وأجودهم حفظاً.. «الولد ده هيبقى حاجة كبيرة»، ينطلق صوته الرخيم فيصمت الجميع كأن على رؤسهم الطير، وما إن يفرغ من القراءة، حتى تعلو أصوات التكبير والتهليل.
«الله عليك يا مولانا.. زدنا تاني».. الكلمات ذاتها تطرق مسامع الطفل الريفي من جديد، ولكن هذه المرة في ساحة مسجد الحسين بالقاهرة بعد أن أصبح علماً يشار له بالبنان ليعرف بـ«الشيخ محمود علي البنا»، لم تتوقف شهرة أحد أهم القراء المصريين والعرب عند حدود المحروسة، فراح يصدح بصوته في كل الدنيا، لينال شرف القراءة في الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى المبارك.
إنشاء نقابة القراءوعقب عودته من الإمامة في مساجد الدنيا بعد أن ترك بصمة في جميع القارات، قاد «البنا» حملة نضال واسعة من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائباً للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984، وبعد رحلة عطاء حافلة تُوفي الشيخ محمود علي البنا في 3 من ذي القعدة 1405 هـ /20 يوليو 1985م، ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص، وقد منحته الدولة المصرية وسام اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 38 عاماً على وفاة الشيخ البنا، إلاّ أن القارئ الجليل حظي بتكريم من قبل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، حيث حملت المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، اسمه، وتسلم شهادة التكريم الشيخ أحمد محمود علي البنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمود علي البنا نقابة القراء البنا محمود علی البنا
إقرأ أيضاً:
ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (حَدَثَ نِقَاشٌ عندنا بين رُوَّاد المسجد حول مدى جواز إلقاء السلام على مَن يقرأ القرآن، فنرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن إلقاء السلام على قارئ القرآن مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الكراهة والاستحباب، فيَسَعُ المكلَّفَ أنْ يُلْقِيَ السلامَ عليه أو لا يَفعَل، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج.
وأوضحت جدار الإفتاء أنه لا يُشرع لغيره الإنكارُ عليه، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الأَوْلَى مراعاةُ حال القارئ فإن كان مستغرِقًا في التدبر والترتيل، ولا يحزنه عدمُ السلام عليه، تُرِكَ السلامُ عليه، أما إذا لَم يكن مستغرِقًا في التدبر والترتيل، أو كان يحزنه عدم إلقاء السلام عليه، فالأَوْلَى في هذه الحالة والمستحبُّ إلقاءُ السلام.
وذكرت دار الإفتاء أن السلام تحيةٌ مِن عند الله، أهداها أهلَ الإسلام، وأَمَرَهُم بإفشائها؛ فقال تعالى: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].
وعن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.
وتابعت: وللسلام أثرٌ عظيمٌ في توثيق أواصر الأُلفة والمحبة في المجتمع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".