تعرف المنطقة وتتحدث العربية.. من تكون المنسقة الإنسانية المعيّنة بغزة؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عينت الأمم المتحدة السياسية الهولندية والدبلوماسية المخضرمة، سيغريد كاغ، لتولي مسؤولية منسقة الشؤون الإنسانية في غزة، في المنصب المُحدث، الأسبوع الماضي، بعد قرار الأمن الدولي بزيادة المساعدات للقطاع الذي مزقته الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
وفي منشور لها على منصة "إكس"، قالت كاغ، إنها ستستقيل من منصبها كوزيرة للمالية ونائبة لرئيس وزراء هولندا لتتولى منصب كبير منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
وقالت كاغ، في بيان: "لقد كان السلام والأمن والعدالة من بين دوافعي الدائمة.. قبلت هذه المهمة الخاصة على أمل المساهمة في مستقبل أفضل".
ويأتي التعيين، الذي سيدخل حيز التنفيذ في 8 يناير، في الوقت الذي وصلت فيه الأوضاع في القطاع الفلسطيني المحاصر إلى مستويات كارثية، على حد تعبير رئيس منظمة الصحة العالمية بعد زيارة قام بها مؤخرا.
وقالت المنظمات الإنسانية، إن نقص الطاقة والأدوية أدى إلى خروج المستشفيات العمل، كما أن خطر المجاعة يلوح في الأفق على سكان غزة.
ومنذ أن بدأت الحرب في 7 أكتوبر، في أعقاب هجمات حركة حماس المصنفة إرهابية بعدد من الدول، سمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، غير أنها لا تلبي احتياجات السكان الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
واتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، العمليات الإسرائيلية في غزة، والتي تشمل القصف الجوي المكثف، بأنها "تخلق عقبات هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة".
وستعمل منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، على تيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية لغزة"، كما أنها ستنشئ "آلية" لتسريع وصول المساعدات إلى غزة، بحسب الأمم المتحدة.
وتبنّى مجلس الأمن الدولي، الجمعة، قرارا يدعو إلى تسليم المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق في جميع أنحاء غزة، بعدما تأخر لأيام في ظل خلافات دبلوماسية ومداولات لتفادي استخدام الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل حق النقض.
وطالب المجلس في قراره بزيادة "واسعة النطاق" للمساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ترفضه واشنطن رغم الضغوط الدولية.
وتتمتع كاغ بخبرة واسعة في الشؤون السياسية والإنسانية والتنموية، وكذلك في الدبلوماسية. شغلت مؤخرا منصب النائب الأول لرئيس الوزراء وأول وزيرة للمالية في الحكومة الهولندية منذ يناير 2022.
وقبل ذلك، شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي، خلال الفترة بين أكتوبر 2017 حتى مايو 2021، ووزيرة للشؤون الخارجية، حتى سبتمبر 2021.
وانتخبت سيغريد كاغ زعيمة للحزب الاشتراكي الليبرالي في سبتمبر 2020، ثم استقالت من هذا المنصب في أغسطس 2023، بعد أن قادت حزبها للفوز في انتخابات شهر مارس 2021.
وعلى الصعيد الأممي، تولت كاغ مجموعة من المناصب العليا في منظمة الأمم المتحدة والهياكل التابعة لها:
بين عامي 2015 و2017: منسقة خاصة للأمم المتحدة في لبنان. 2013 إلى عام 2015: منسقة خاصة للمنظمة المشتركة لحظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة في سوريا. 2010 إلى عام 2013: الأمينة العامة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2007 إلى عام 2010: المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الأردن.بالإضافة إلى العديد من المناصب العليا الأخرى مع اليونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
وحصلت كاغ على درجة الماجستير في الآداب في دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر، ماجستير الفلسفة في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب في دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتتحدث المنسقة الأممية الجديدة باللغات: الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية.
وفي خطاب ألقته الشهر الماضي، شددت كاغ على الحاجة إلى ضمان وصول "مساعدات إنسانية كافية" إلى غزة.
وقالت، حسبما نقلته "سي أن أن"، إن حق إسرائيل في الوجود وحقها في الدفاع عن نفسها "أمر بديهي بالنسبة لنا"، قبل أن تضيف "لكن في هذه الأوقات المظلمة، من المهم أن تمتثل أعمال الحرب للقانون الدولي والقانون الإنساني للحرب من أجل تجنب وقوع ضحايا مدنيين أبرياء وتمكين تقديم المساعدات الإنسانية الكافية في الوقت المناسب".
وتعليقا على تعيينها، قال مسؤول حكومي هولندي لشبكة "CNN"، إنه يرى أن "كاغ مناسبة جدا لهذا الدور الجديد".
وأضاف: "إنها دبلوماسية ذات خبرة كبيرة وتعرف الشرق الأوسط جيدا وتتحدث العربية أيضا"، مشيرا إلى العمل الكبير الذي حققته في التفاوض مع رئيس النظام السوري بشأن التخلي عن الأسلحة الكيماوية.
ورحب دبلوماسيون عبر العالم، بعد إعلان تعيينها في المنصب الجديد، بعد أشهر من الانقسام والجمود في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن كيفية توصيل المساعدات للمدنيين في غزة.
ووصفها وزير الخارجية الهولندي، هانكي بروينز سلوت، بأنها "الشخص المناسب لهذا الدور المليء بالتحديات" نظرا "لمعرفتها الواسعة" و"خبرتها (الدبلوماسية) الواسعة للغاية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان، إن واشنطن ترحب بتعيين كاغ وتأمل في تنسيق "بشأن الجهود المبذولة لتسريع وتبسيط إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية للمدنيين الفلسطينيين في غزة".
واندلعت الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة، بعدما هاجمت حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وقتلت حوالى 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس مبنية على أرقام إسرائيلية.
وأخذ عناصر الحركة 250 رهينة، ما زال 129 منهم داخل غزة.
بدورها، أطلقت إسرائيل حملة قصف جوي مكثفة وحصارا أعقبته عملية برية. وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل 20915 شخصا، غالبيتهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة الشرق الأوسط إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: زيادة التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية في السودان
قال توم فيلتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، إنه سيعمل بالتعاون مع السودان لزيادة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة نتيجة للنزاع المستمر..
التغيير: الخرطوم
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فيلتشر، الأحد، بأنه يعمل بالتعاون مع السودان لزيادة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025.
ووصل فيلتشر إلى مدينة بورتسودان، التي أصبحت العاصمة البديلة للبلاد، في أول زيارة له إلى السودان عقب توليه منصبه.
وبدأ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الزيارة بلقاء مفوضة العون الإنساني منى نور الدائم، وفقا لما نقلته وكالة السودان للأنباء.
وقال فيلتشر إنه سيعمل ويتعاون مع حكومة السودان من أجل المساهمة في زيادة التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025”
وأوضح أن زيارته تهدف إلى الاطلاع على الوضع الإنساني والاستماع إلى المتأثرين والنازحين.
من جهتها، قالت مفوضة العون الإنساني، منى نور الدائم، بأن تمويل المانحين لهذا العام لم يصل إلى مستوى الطموحات، مشيرة إلى أن السودان يمر بأسوأ أزمة إنسانية في تاريخه.
وأكدت المسؤولة ضرورة تنفيذ مشروعات وتدخلات تخفف حدة الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المتضررون جراء النزوح، مطالبة بزيادة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام المقبل.
وطالبت نور الدائم المجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
وأفادت أنها ناقشت مع فيلتشر أوضاع المدنيين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، بما في ذلك الانتهاكات المتعلقة بالغذاء، العلاج، المياه، وحرية الحركة.
إجراءات إداريةكما تطرقت إلى التسهيلات المطلوبة للأمم المتحدة في ما يتعلق بتأشيرات الدخول، أذونات الحركة، والإعفاءات الجمركية.
وفي ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يعاني السودان من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه. وقد أدى النزاع إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، ما جعل الاستجابة الإنسانية ضرورة ملحة.
ويواجه السودان أسوأ أزمة جوع في تاريخه، حيث يعاني أكثر من نصف سكان البلاد من مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي.
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني حوالي 25.6 مليون شخص من الجوع الحاد، بما في ذلك 8.5 مليون شخص يعانون مستويات طارئة (حالة IPC 4)، وأكثر من 755,000 شخص يعيشون في ظروف كارثية (حالة IPC 5) في مناطق مثل دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.
كما أضافت التقارير أن النزاع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى الحصار والعوائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية، يزيد تفاقم الوضع الغذائي في هذه المناطق المتأثرة بالصراع.
الوسومالأمم المتحدة السودان حرب الجيش والدعم السريع