الخليج الجديد:
2025-03-16@19:21:47 GMT

أوروبا والمحرقة

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

أوروبا والمحرقة

أوروبا والمحرقة

فكرة استثنائية المحرقة تستغلها إسرائيل لتكون «الضحية»، وبالتالى لا يجوز حسابها.

تنتقد جيسين فكرة استثنائية المحرقة مشيرة إلى أن التعلم من التاريخ يتطلب أصلًا المقارنة بين أحداثه.

رفض اعتبار المحرقة حدثًا استثنائيًا فكرة ليست جديدة بل أصر عليها مفكرون يهود كثر، منهم حنا أرندت نفسها، التى تُسمى الجائزة باسمها.

تشبيه غزة بغيتو اليهود فى وارسو تحت الاحتلال النازى، فهذا التشبيه «يمنحنا اللغة التي يمكن من خلالها وصف ما يجرى فى غزة. فالغيتو اليوم تتم تصفيته».

مقال جيسين بعنوان «فى ظلال الهولوكوست»، يأخذ القارئ فى رحلة صناعة الذاكرة الجمعية الأوروبية حول المحرقة واعتبارها حدثًا «استثنائيًا» لا يقارن بأى حدث.

مفارقة بالغة الأهمية، هى ضلوع اليمين المتطرف بأوروبا، والمتهم أصلًا بالعنصرية ضد اليهود، بتزعم المساواة بين الصهيونية والعداء للسامية لأنها وسيلة لاستهداف المسلمين.

«نتنياهو كان يبنى تحالفًا مع دول لاليبرالية بأوروبا كبولندا والمجر لمنع تشكل إجماع معادٍ للاحتلال بالاتحاد الأوروبى. ولذلك المسعى كان مستعدًا لأن يكذب بخصوص المحرقة».

قامت «ألمانيا طويلًا بضبط وتنظيم الكيفية التى يتم بها تذكُّر المحرقة ومناقشتها»، وتتبنى تعريفًا لمعاداة السامية يتجاوز معاداة اليهود وإيقاع الأذى بهم أو يعتبر «إسرائيل مشروعًا عنصريًا» أو «يقارن سياساتها بالنازىة».

* * *

بعد الإعلان بألمانيا عن حصول الصحفية ماشا جيسين على جائزة «حنا أرندت» المهمة، وتحديد موعد للاحتفال، أعلنت المؤسسة الممولة للحدث ثم المدينة انسحابهما جميعًا من تنظيم الحدث، بينما أصرت لجنة التحكيم على منح الجائزة، فأُلغى الاحتفال وتحدد موعد لحلقة نقاشية ضيقة يتم فيها تسليم الجائزة دون احتفال!

أما السبب فكان أن «جيسين»، اليهودية الأمريكية ذات الأصول الروسية، كانت قد كتبت مقالًا بمجلة «نيويوركر» الأمريكية شبهت فيه غزة بـ«الغيتو اليهودى» بأوروبا الشرقية، خاصة وارسو تحت الاحتلال النازى، والتى شهد فيها اليهود أسوأ أشكال التنكيل والمعاناة أثناء جرائم المحرقة.

وسواء اتفقت أو اختلفت مع كتابات «جيسين» عمومًا أو حتى مع بعض تفاصيل ما جاء فى ذلك المقال تحديدًا، فإن أطروحته الرئيسية بالغة الأهمية بل ويناقش جوانب تستحق أن تُروى. فمقال «جيسين»، الذى نُشر بعنوان «فى ظلال الهولوكوست»، يأخذ القارئ فى رحلة تتعلق بصناعة الذاكرة الجمعية الأوروبية بخصوص المحرقة واعتبارها حدثًا «استثنائيًا» لا يجوز مقارنته بأى حدث آخر.

وهى بالمناسبة فكرة تستغلها إسرائيل لتكون «الضحية»، وبالتالى لا يجوز حسابها. وتنتقد الكاتبة تلك الفكرة، مشيرة إلى أن التعلم من التاريخ يتطلب أصلًا المقارنة بين أحداثه. ورفض اعتبار المحرقة حدثًا استثنائيًا فكرة ليست جديدة بل أصر عليها مفكرون يهود كثر، منهم حنا أرندت نفسها، التى تُسمى الجائزة باسمها.

وتشرح «جيسين» بالتفصيل «قيام ألمانيا طويلًا بضبط وتنظيم الكيفية التى يتم بها تذكُّر المحرقة ومناقشتها»، وتبنى الدولة هناك تعريفًا لمعاداة السامية لا يتضمن فقط معاداة اليهود كيهود وإيقاع الأذى بهم، وإنما يتضمن أيضًا أى ما يشير إلى «إسرائيل باعتبارها مشروعًا عنصريًا» أو «يعقد مقارنة بين سياسات إسرائيل المعاصرة وسياسات النازى».

ثم تتناول الكاتبة مفارقة بالغة الأهمية، وهى ضلوع اليمين المتطرف بأوروبا، والمتهم أصلًا بالعنصرية ضد اليهود، بتزعم المساواة بين الصهيونية والعداء للسامية لأنها وسيلة لاستهداف المسلمين.

فتشير «جيسين»، مثلًا، إلى أن القانون الذى مرره البرلمان الألمانى عام 2019، ويجرم الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل باعتبارها «معادية للسامية»، كان قد قدمه أصلًا حزب «البديل لألمانيا»، ثم اضطرت أحزاب أخرى لكتابة مشروع قانون مماثل لتمريره لئلا تكون قد وافقت على ما قدمه الحزب المتطرف.

ثم تنقلنا الكاتبة لحالة بولندا التى سعت تحت حكم اليمين لإعادة كتابة التاريخ ليُحذف منه أى إشارة لضلوع البولنديين فى قتل اليهود، وكيف اشترك نتنياهو عام 2018 فى ذلك عبر بيان مشترك مع رئيس وزراء بولندا يؤكد براءة بولندا رغم التاريخ الموثق!

وعلقت أن «نتنياهو كان يبنى تحالفًا مع الدول اللاليبرالية بأوروبا كبولندا والمجر للحيلولة دون تشكل إجماع معادٍ للاحتلال فى الاتحاد الأوروبى. ومن أجل ذلك المسعى كان مستعدًا لأن يكذب بخصوص المحرقة».

وفى هذا السياق، تقدم «جيسين» فكرتها الجوهرية، أى تشبيه غزة بغيتو اليهود فى وارسو تحت الاحتلال النازى، قائلة إن هذا التشبيه «يمنحنا اللغة التى يمكن من خلالها وصف ما يجرى فى غزة. فالغيتو اليوم تتم تصفيته».

وتلك العبارة القوية أو انتقادات «جيسين» لانتهازية نتنياهو لم يغفرها لها المستعدون لإعفاء إسرائيل من المسؤولية بالمطلق، تمامًا مثلما حدث مع حنا أرندت، الفيلسوفة اليهودية التى هربت من مراكز اعتقال النازى أصلًا.

فـ«أرندت» بسبب موقفها من الصهيونية بعد نشأة إسرائيل وانتقاداتها لإسرائيل ولاعتبار الهولوكست جريمة استثنائية ثم رفضها دخول مناحم بيجين أمريكا، كلها مواقف أدت لاختراع تعبير «اليهودى الذى يكره نفسه» كاتهام جاهز من أجل الاغتيال الأدبى والمعنوى لليهود الذين ينتقدون إسرائيل!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أوروبا المحرقة هولوكوست نتنياهو ألمانيا أرندت اليهود مقاطعة إسرائيل معاداة السامية استثنائی ا

إقرأ أيضاً:

بحضور الآلاف .. مجلس الشمس يزف 3 أخبار سارة لأعضاء النادي

فى أجواء رمضانية وأسرية خالصة .. تجمع الألاف من أعضاء نادي الشمس على مائدة إفطار رمضانى واحدة فى “يوم العيلة ” أو “ عيش وملح ” تلك المبادرة التى إبتكرها مجلس إدارة النادي برئاسة الدكتور أسامة أبوزيد منذ 4 سنوات تقريبا وإعتاد على تكررها سنويا فى شهر الخير واليمن والبركات ويعقبه حفل لفرقة “ الأخوة أبوشعر السورية ” للإنشاد الدينى التى تلهب الحماس وتمتع الحضور بمدح خير خلق الله المصطفى نبى الأمة محمد صلى الله عليه وسلم .

وعقب جولة استمرت قرابة الساعة حرص خلالها الدكتور أسامة أبوزيد على مصافحة كل عضو شمساوى تقديرا لتلبيتهم دعوته لحضور يوم العيلة وتلقى منهم الشكر على الثورة الإنشائية والطفرة الرياضية غير المسبوقة التى حدثت منذ توليه المسئولية قبل 7 سنوات أنطلق الحفل الذى حضره العديد من الضيوف يتقدمهم آمنة الطرابلسى رئيس اتحاد الإسكواش وشريف مصطفى رئيس اتحاد الكونغ فو ولفيف من قيادات النادى التنفيذية والرياضية فى مشهد رائع وأجواء رمضانية أروع .

وحضر الحفل، د. أسامة أبوزيد رئيس مجلس إدارة النادي، المستشار محسن عبدالقادر أمين الصندوق، الكابتن أسامة صلاح، المحاسبة دعاء هشام بركات، المهندس كريم مسعود، الأستاذ عمرو عثمان، النائبة أية مدني، أعضاء مجلس الإدارة، الأستاذ مأمون العطار المدير التنفيذي، المحاسب تامر علي مستشار مجلس الإدارة.

وأعلن د. أسامة أبو زيد خلال كلمته بحفل افطار “يوم العيلة” عن استرداد أرض أصحاب الجياد لملكية النادي، بعد اتمام بروتوكول مع الدولة المصرية بأحقية نادي الشمس بها، موجهاً الشكر إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ولمؤسسات الدولة المصرية، بعد الاتفاق على بروتوكول يفيد بعودة الأرض مرة أخرى في شهر يوليو المقبل، موضحاً أنه يسعى دائما للحفاظ على ممتلكات النادي، وإقامة عدة مشاريع عليها من ضمنها إنشاء باريكنج لسيارات الأعضاء، حمامات سباحة ومبنى إجتماعى لتصبح بمثابة فرعا جديدا للنادى ومتنفسا لإعضائه. 

وواصل رئيس النادي الإعلان عن الأخبار السارة لأعضاء الشمس من خلال التأكيد على فوز النادى بدعوى قضائية حول احقيته بالتصرف فى ملاعب كرة القدم الثلاثة المغطاة بالنجيل الصناعى “ ملاعب أكاديمية البراعم السابقة” بالقرب من المسجد الداخلى ليتم تخصيصها لممارسة الأعضاء عليها الساحرة المستديرة حتى سن 15 عاما مقابل 50 جنيها لتأجير الساعة وهذا أقل ثلاثة أضعاف تقريبا من تأجير ملاعب مجمع ملاعب كرة القدم الخماسية .

كما وجه أبوزيد  الدعوة إلى  أعضاء النادي لحضور إجتماع  الجمعية العمومية غير العادية المقرر انعقادها في شهر يونيو القادم، لاتخاذ قرارات لمصلحة النادي ووضع الكثير من الأمور في نصابها الصحيح مؤكدا أنه يأمل أن تجرى الإنتخابات القادمة بنظام القائمة الموحدة بحيث يحق لاى عضو انتخاب قائمة كاملة يرى فيها القدرة على خدمة الشمس والحفاظ على مقدرات أعضائه مما يعنى التخلص من آفة أن تأتى الانتخابات بافراد غير منسجمين وبالتالى قد يعرقل البعض مسيرة التطوير والإنجازات .

مقالات مشابهة

  • الصعيد.. و"ناسه"
  • الديموقراطية نبراس الحقيقة
  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • مظاهرات في أوروبا لدعم فلسطين والتنديد بمجازر إسرائيل
  • تكريم 3 آلاف طفل من حفظة القرآن الكريم في البحيرة.. صور
  • أطعمة تعالج نزلات البرد والإنفلونزا .. اكتشفها
  • خلى بالك.. ما هى الموافقة الخطية التى اشترطها القانون لسفر الأبناء؟
  • بحضور الآلاف .. مجلس الشمس يزف 3 أخبار سارة لأعضاء النادي
  • وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
  • جحيم وسط البلد.. سر نشوب حريق معامل الصحة.. ومن أين بدأ؟