NYT: لا مؤشرات حتى الآن على انهيار قدرات حماس العسكرية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا بشأن الشكوك المتزايدة بقدرة الاحتلال على تفكيك حركة "حماس" في غزة، فمنذ هجمات 7 تشرين الأول /أكتوبر تعهدت إسرائيل بمحو حماس إلا أن النقاد يرون في الهدف غير واقعي ومستحيلا.
وفي التقرير الذي ترجمته "عربي21"، وأعده نيل فاركور ونقل فيه ما قاله المتحدث باسم حركة حماس في بيروت، أسامة حمدان، الذي كان يقف أمام خلفية مزينة بشعارات حماس واسم "طوفان الأقصى"، حيث لم يبد أي قلق على الإطاحة بالحركة من غزة.
وأشار التقرير إلى أنه "وعليه فقد رفض حمدان واحدا من أهم أهداف إسرائيل الرئيسية منذ بداية الهجوم على غزة: تفكيك المنظمة السياسية والعسكرية الإسلامية التي كانت وراء قتل 1.200 إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر".
وذكر أن ظكرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كرر هذا الهدف وسط الضغوط الدولية لتخفيف حدة الهجوم العسكري، حيث أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن عددا من المبعوثين للتباحث في المرحلة المقبلة للحرب والتركيز على عمليات استهداف أكثر دقة بدلا من التدمير الواسع. وتساءل النقاد في إسرائيل وخارجها عن حكمة هذا الهدف وإمكانية تفكيك جماعة متأصلة في المجتمع الفلسطيني وإن كان هدفا واقعيا. ووصف أحد مستشاري الأمن القومي السابقين في إسرائيل هذا الهدف بالغامض".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة يجب أن تحدد فيها السلطات الإسرائيلية وبمزيد من الوضوح هدفها النهائي"، وتساءل قائلا "هل هي التدمير الكامل لحماس؟ هل هناك أحد يعتقد أن هذا ممكن؟ وإن كان هذا هو الجواب، فستستمر الحرب مدة 10 أعوام".
ولفت التقرير إلى أنه "منذ ظهور حركة حماس في عام 1987 نجت من عدة محاولات لمحوها، فقد تم تصميم بينتها لاستيعاب هذه الطوارئ، حسب محللين سياسيين وعسكريين. إلى جانب التدمير الكامل لغزة والذي تقوم به إسرائيل سيكون عامل تشدد قطاعات في المجتمع الغزي مما يعني جنودا جددا للحركة. ويرى المحللون إن النتيجة الأمثل لإسرائيل تشتمل على إضعاف قدرات حماس العسكرية لمنع تكرار هجمات مماثلة كما في تشرين الأول/أكتوبر، وحتى هذا الهدف المحدود يقتضي جهدا هائلا."
ونقلت عن خبراء قولهم إن "أيديولوجية حماس متجذرة بضرورة مقاومة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واستخدام القوة، وهو مبدأ سيظل قائما حتى لو انتهت حماس كما يقول المحللون. وتقول تهاني مصطفى، من مجموعة الأزمات الدولية: طالما ظل هذا السياق قائما فإنك ستتعامل مع شكل من حماس وافتراض أنك قادر على اقتلاع منظمة كهذه هو مجرد فتنازيا".
وذكرت أن جيش الاحتلال "قال هذا الأسبوع إنه قتل 8.000 من مقاتلي حماس التي لديها قوة ما بين 25.000 – 40.000 مقاتلا، لكن لا يعرف كيف قامت إسرائيل بحساب القتلى. وقالت إن 500 من المقاتلين استسلموا مع أن حماس نفت أن هؤلاء هم من صفوفها. وقدم الجيش في أوقات تقارير إيجابية عن السقوط المحتوم لقيادة الحركة في شمال غزة حيث بدأ الهجوم. واعترف نتنياهو أن حماس تكلف الجيش ثمنا باهظا، حيث أعلن عن مقتل 15 جنديا في 48 ساعة فقط. ولا تزال الصواريخ تنطلق من جنوب غزة بشكل يومي وإن بأعداد أقل من السابق".
ونقل التقرير عن المسؤول الاستخباراتي السابق مايكل ميليشتين، قوله إن "المزاعم من المسؤولين الإسرائيليين عن حماس وقرب انتهائها تخلق حسا كاذبا بشأن الحرب". وانتقد ميليشتين قائلا "يقولون هل منذ زمن وأن حماس تنهار لكن هذا ليس صحيحا، ففي كل يوم نواجه معارك صعبة".
ورمى جيش الاحتلال ملصقات على جنوب غزة يعرض فيها مكافأت مالية عمن لديه معلومات عن قادة حماس. وفي ملصق بالعربية "حماس فقدت قيادتها ولا يستطيعون قلي بيضة" و "نهاية حماس اقتربت". ووعد الجيش بـ 400.000 دولار لم يدلي بمعلومات عن يحيى السنوار و 100.000 لمن يدلي بمعلومات عن القائد العسكري محمد الضيف. وقد نجا الأخير من عدة محاولات اغتيال أو اعتقال ولا تتوفر له إلا صورة وجه عمرها عقود، وفقا لما أوردته الصحيفة.
ويرى الكاتب أن المكافأة هي دليل آخر عن مشاكل إسرائيل بملاحقة القادة. ويعتقد أنهم مختبئون مع معظم جنودهم وبقية الرهائن في أنفاق عميقة.
وأضاف التقرير أنه مع أن الجيش الإسرائيلي يزعم أنه دمر مدخل 1.500 نفقا إلا أن الخبراء يقولون إن بنى الأنفاق لا تزال سليمة. وتم بناء الأنفاق على مدار 15 عاما وهي شبكة واسعة يقدر طولها بمئات الأميال ويطلق عليها الإسرائيليون مترو أنفاق غزة. ويقول طارق باكوني، مؤلف كتاب عن حماس "استطاعت حماس التغلب وبشكل جيد على هذا الهجوم" و "كشفت أن لديها قدرات عسكرية هجومية".
أما غويرا إيلاند، الجنرال المتقاعد ورئيس مجلس الأمن القومي السابق، فقد قال في حديثه للصحفية إن حماس استطاعت الكشف عن قدرة على استبدال القيادات المؤهلة بقيادات أخرى ملتزمة وذا كفاءة عالية.
وتابع: "من ناحية حرفية يجب علي أن أشيد بتصميمهم، ولا أرى أية إشارة عن انهيار في القدرات العسكرية لحماس ولا في قوتهم السياسية لمواصلة قيادة غزة".
وفي محاولة فاشلة لتفكيك حركة حماس قامت بترحيل 415 من قادتها ورمتهم عند منطقة حدودية عازلة بينها وإسرائيل. وقبل عودتهم من المنفى الذي استمر اشهرا بنوا تحالفا مع حزب الله، أقوى جماعة مسلحة بالمنطقة.
وشدد التقرير على أن سلسلة من الاغتيالات لقادتها العسكرية والسياسية والدينية لم تضعف الحركة، وفازت في الانتخابات التشريعية في 2006 وسيطرت على القطاع بعد عام. وخاضت ثلاث حروب أخرى مع إسرائيل منذ عام حتى المواجهة الأخيرة.
وأشارت إلى أن وحدة كتائب القسام تستمر في العمل حتى لو دمرت إسرائيل أجزاء منها. وهي موزعة على خمس كتائب رئيسية في الشمال، مدينة غزة ووسط غزة واثنتان في الجنوب في خانيونس ورفح. وتعتبر وحدات النخبة في شمال غزة والتي تمثل 60% من القوة العسكرية.
وزعم المسؤولون الإسرائيليون ان نصفهم قتل، جرح، أسر أو هرب. وكان هدف إسرائيل الرئيسي هو تفكيك حكم حماس وتفريق مقاتليها، لكن عزام التميمي، الصحافي الفلسطيني الذي كتب كتابا عن حماس قال إن الحركة جهزت نفسها لهذا "يمكن للقيادة العليا الاختفاء في أي وقت لأنها قد تقتل أو تعتقل أو تسفر" و "لهذا طوروا هذه الآلية لنقل السلطة بشكل سهل"، وفقا للتقرير.
وتنقسم كتائب القسام إلى فرق ووحدات أصغر للدفاع عن أحياء بعينها. وبعضها مختص بمواجهة الدبابات ووحدات بناء الأنفاق والوحدة الجوية التي كانت طائرات المسيرة والدراجات الشراعية مهمة في الهجوم على إسرائيل. وتشمل كتيبة النخبة على ألف مقاتل تدربوا بشكل حرفي ولعبت على ما يبدو دورا مهما في عملية 7 تشرين الأول /أكتوبر، بحسب تقديرات التقدير.
وخلص التقرير إلى أنه بناء على ما سبق، فالقضاء على حماس كليا يحتاج إلى حرب مدن وشوارع كما يقول إليوت تشامبان، محلل شؤون الشرق الأوسط في جينز للتحليل الدفاعي. ومثل تجربة الولايات المتحدة مع القاعدة وطالبان، فالحركة تعود عندما يخف الضغط العسكري.
وأضاف أنه تم مقارنة الحرب الحالية في غزة، بالمواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، لكن هناك ثلاث اختلافات مهمة، حماس هي جزء لا يتجزأ من غزة، خلافا لتنظيم الدولة، ونشأت حماس نتيجة الإحباط من الفصائل الأخرى، وترفض حماس الاعتراف بإسرائيل. كما أن حجم الدمار الإسرائيلي سيزيد من نزعات التشدد، وبخاصة بعد مقتل (استشهاد) أكثر من 20.000 فلسطين. وربما لعن البعض حماس وعبروا عن معارضتهم على الهواء مباشرة أو من خلال التواصل الاجتماعي لكن بقية الغزيين مع المقاومة ولدى الحركة تاريخ في تقديم الخدمات والمساعدات لسكان القطاع.
وتطرق التقرير إلى استطلاع أخير للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وجد أن معظم المشاركين دعموا هجوم حماس على إسرائيل. وزاد دعم حماس في غزة منذ الحرب إلى 42% ومن 38.
وربما استطاعت إسرائيل احتواء حماس، حسبما يقول المحللون. وحتى لو فككت الحركة في غزة ففروعها في الضفة الغربية وفي الخارج قد تعيد إحياؤها. ويقول مارك بوليميروبوليس، الضابط المتقاعد من "سي آي إيه"، إن "الطريقة الوحيدة للتفكير بها هي إضعاف المنظمة لدرجة لا تصبح فيها تهديدا دائما"، وأضاف "لا تستطيع أن تقتل كل شخص عبر استراتيجية" و"يجب أن يكون لديك يوما تاليا للسيناريو"، وفقا للتقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس غزة الفلسطيني السنوار فلسطين حماس غزة الاحتلال السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التقریر إلى تشرین الأول هذا الهدف إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
تحذر منظمات أممية وإنسانية من تردي الأوضاع في غزة، وسط مخاوف من توقف عمل المستشفيات بسبب نقص الوقود.
ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة قال إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية العناية بالسكان المدنيين تبعا للقانون الدولي، فهي سلطة الاحتلال والحاكمة" في تلك الأراضي.
وقال في حديث لقناة "الحرة" إنه "من الواضح أن الظروف في غزة الآن لا يمكن أن يعيش فيها الإنسان"، وأشار إلى تأخير تسليم الوقود يؤثر على كل مناحي الحياة في المستشفيات، وهي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة كل ما عليهم "السماح بدخول المحروقات إلى المستشفيات".
وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص "نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال إدخال الوقود".
ويرى هاردن أن على إسرائيل "التأكد" من السماح بعبور المحروقات، منوها إلى أن الولايات المتحدة "لديها بعض النفوذ على إسرائيل" للضغط لإدخال هذه المادة الأساسية التي تسمح بعمل المستشفيات.
وأكد أن النفوذ الأميركي على إسرائيل "لم تستخدمه" من أجل الضغط لإدخال المحروقات والمساعدات إلى القطاع، وهذا كله يؤثر على "المدنيين في غزة".
أزمة المخابز تهدد بتفشي الجوع في غزة.وأشار هاردن إلى أن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها من أجل الضغط بطريقة غير قانونية على سكان غزة، وهم "سلطة الاحتلال في عين القانون الدولي، وواجبها العناية في السكان"، وقال إن إسرائيل "فشلت في تحقيق ذلك".
من جهتها، أبدت منظمة الصحة العالمية "قلقا بالغا" على وضع 80 مريضا، بينهم ثمانية في العناية المركزة، وعلى العاملين في مستشفى كمال عدوان، أحد المستشفيين الوحيدين اللذين يعملان جزئيا في شمال غزة.
مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بغزة أفاد الدفاع المدني في غزة، السبت، بمقتل 19 شخصا، بينهم أطفال، في غارات ليلية إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على مناطق مختلفة في القطاع الفلسطيني.بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب، أثار قرار المحكمة الجنائية الدولية الخميس غضب إسرائيل، الذي يتضمن مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق في حكومته يوآف غالانت.
ويرى هاردن أن "حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن هجمات السابع من أكتوبر وأزمة الرهائن، وأن إسرائيل لديها مسؤولية تجاه غزة من ناحية التأكد من دخول المساعدات إلى القطاع، والإدارة الأميركية لم تستخدم نفوذها وتتحمل بعضا من المسؤولية".
وقال إن نتانياهو لا يستمع لأي مما يقوله الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهذا "الضعف" في الموقف الأميركي تتحمل مسؤوليته "إدارة بايدن".
أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عما لا يقل عن 44056 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين ماتوا.
إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة تتفاقم الأوضاع الانسانية والمعيشية في جنوب ووسط قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل القيود الإسرائيلية على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.وفي هذا الإطار حذرت الأمم المتحدة من أن المخابز التي تعد شريان الحياة للفلسطينيين معظمها أغلقت والبقية على وشك الإغلاق.
وفي تقييمه أن هناك "تداعيات قصيرة المدى على المدنيين في غزة، حيث النساء والأطفال لا يحصلون على مستلزمات النظافة ومخاطر الجوع، والصحة النفسية والعقلية التي سيكون لها تداعيات طويلة المدى، وهذا أمر مستمر منذ فترة طويلة" وهو ما سيعني التأثير على الأجيال القادمة ما يعني بالضرورة التأثير على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال إن الإسرائيليين "لديهم حق الرد على ما فعلته حماس، ولكن لا يجب الرد بطريقة تفاقم من الكارثة الإنسانية في غزة".
وزاد أن السكان في الغزة "ينظرون إلى العالم أنه خذلهم، والقانون الدولي لم يخدمهم" منذ سنوات.