موريتانيا 2023 .. محاكمة رئيس وتهدئة سياسية وعين على الانتخابات والغاز
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
شكلت محاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، والحوار بين الحكومة والأحزاب السياسية أبرز الأحداث في موريتانيا خلال العام 2023، فيما يترقب الموريتانيون انتخابات رئاسية وبدء تصدير الغاز العام القادم.
كما انشغل الموريتانيون خلال العام 2023 بأحداث أخرى بينها فرار سجناء متهمين بالإرهاب من سجن نواكشوط ومقتل ناشط حقوقي في مركز للشرطة وتنظيم انتخابات نيابية ومحلية.
محاكمة العشرية
وتعتبر محاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه أبرز حدث شغل الرأي العام الموريتاني طيلة العام 2023.
فقد استمرت جلسات محاكمة الرئيس السابق سنة كاملة قبل أن تنطق المحكمة المختصة في جرائم الفساد بحكمه مطلع ديسمبر الجاري، في الملف الذي عرف بملف "فساد العشرية" أي العشر سنوات التي أمضاها الرئيس السابق في السلطة.
فقد قضت المحكمة بسجن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز 5 سنوات نافذة وحرمانه من حقوقه المدنية.
بينما برأت المحكمة رئيسا الحكومة السابقين يحيى ولد حدمين ومحمد سالم البشير ووزير البترول والطاقة والمعادن السابق الطالب عبدي فال ومدير الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم (حكومية) محمد عبد الله ولد لوداعه.
واستمرت محاكمة ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه سنة كاملة وذلك بتهم "الفساد والإثراء غير المشروع وغسل الأموال، ومنح امتيازات غير مبررة في صفقات حكومية، والإضرار بمصالح الدولة".
وحكم ولد عبد العزيز موريتانيا لولايتين رئاسيتين (من 2009 إلى 2019) لكنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 22 يونيو 2019، بل إنه مهد الطريق أمام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتخب في 22 يونيو 2019 رئيسا للبلاد.
تهدئة سياسية
ونظمت الحكومة خلال العام 2023 حوارا سياسيا مع عدد من الأحزاب بينها أحزاب معارضة بهدف تهدئة سياسية يريد لها الرئيس الحالي ان تستمر حتى الانتخابات الرئاسية القادمة.
ووقعت الحكومة في هذا الإطار اتفاقا سياسيا مع ثلاثة أحزاب سياسية هي "الإنصاف" الحاكم، و"تكتل القوى الديمقراطية" و"اتحاد قوى التقدم" المعارضان يهدف إلى تجاوز الخلاف السياسي حول نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي نظمت في مايو الماضي، وشككت المعارضة في نتائجها، وتهدئة الأوضاع قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.
لكن بقية أحزاب المعارضة رفضت توقيع هذا الاتفاق رغم أنه ينص في مادته السادسة على أنه "مفتوح أمام جميع الأحزاب السياسية الراغبة في الانضمام إليه".
وقدم الاتفاق المذكور "خارطة طريق" تتكون من ثمانية نقاط، قالت فيها الأطراف الموقعة إنها تمكنت من "التغلب في هذا الظرف الدقيق على خلافاتها، خدمة للمصالح العليا للبلد، و تجنبا للمخاطر التي قد يتعرض لها جراء الانقسامات العقيمة والهدامة بين مكونات الطبقة السياسية".
أحداث أخرى شغلت الرأي العام
ومن بين الأحداث الأخرى التي شغلت الرأي العام الموريتاني خلال العام 2023
فرار سجناء مدانين في قضايا إرهاب من أحد السجون في العاصمة نواكشوط مارس الماضي، وذلك بعد اشتباك مع حراس السجن أسفر عن مقتل حارسين.
وبعد أسبوع من فرار السجناء الأربعة تمكنت قوة أمنية موريتانية من قتل ثلاثة منهم واعتقال الرابع في منطقة جبلية شمالي البلاد.
كما انشغل الموريتانيون أيضا بحادثة مقتل ناشط حقوقي بأحد مراكز الشرطة في نواكشوط وهو ما أثار موجة احتجاجات وغضب واسع في الشارع الموريتاني.
كما عرفت موريتانيا أيضا في 2023 انتخابات نيابية ومحلية أثارت جدلا واسعا إثر حديث أحزاب سياسية من المعارضة والموالاة عن "تزوير" واسع، ومطالبتها بإلغاء نتائجها وإعادتها.
وقد تمكن حزب "الإنصاف" الحاكم من الفوز في هذه الانتخابات وحصد أغلبية برلمانية.
عين على الغاز والرئاسيات
ويتطلع الموريتانيون خلال العام القادم إلى دخول بلادهم نادي الدول المصدرة للغاز، حيث ستصدر البلد أول شحنة من غازها المكتشف منتصف العام القادم.
وتستعد موريتانيا لإنتاج الغاز من "حقل السلحفاة آحميم الكبير" المشترك مع السنغال، منتصف 2024.
وتقدّر احتياطات حقل "السلحفاة" من الغاز الطبيعي بـ 25 تريليون قدم مكعب، فيما تقول الحكومة الموريتانية، إن احتياطات الغاز المكتشف في البلاد تقدّر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب، من ضمنها احتياطات حقل "السلحفاة" الذي تتقاسمه مع جارتها السنغال.
كما يترقب الموريتانيون أيضا انتخابات رئاسية مقررة صيف العام القادم.
وحتى الآن لم تعلن الأحزاب السياسية مرشحيها لهذه الانتخابات ولا تحالفاتها بهذا الخصوص، لكن الترجيحات تشير إلى أن حزب "الإنصاف" الحاكم وباقي أحزاب الموالاة وبعض أحزاب المعارضة ستدعم ترشح الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية رئاسية ثانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية موريتانيا انتخابات الحكومة الموريتانية انتخابات موريتانيا الحكومة الموريتانية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ولد عبد العزیز خلال العام 2023 العام القادم محمد ولد
إقرأ أيضاً:
الحكومة الأمريكية تتهم محمود خليل بـإخفاء عمله السابق في أونروا
اتهمت الحكومة الأمريكية، الطالب محمود خليل، الناشط في حركة التضامن مع فلسطين بجامعة كولومبيا، بإخفاء عمله السابق في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عند تقديمه طلب تأشيرة الدخول، معتبرة ذلك سببا كافيا لترحيله.
وجاءت هذه الخطوة في سياق الهجوم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي وتعليق الحكومة الأمريكية تمويلها للوكالة الأممية بعد اتهام الاحتلال لعدد من موظفيها بالمشاركة في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو ما نفته "أونروا" بالأدلة.
تفاصيل القضية
اعتقلت السلطات الأمريكية خليل في 8 آذار/ مارس الجاري٬ وهو يعد أحد أبرز وجوه الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي شهدتها جامعة كولومبيا عام 2023، ونقل إلى ولاية لويزيانا تمهيداً لترحيله.
يُنظر إلى القضية كاختبار لحريّة التعبير، حيث يرى مؤيدو خليل أنه مستهدف بسبب مواقفه المناهضة للسياسة الأمريكية تجاه الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بينما تصر الإدارة الأمريكية على أن وجوده "يهدد المصالح الخارجية للبلاد".
أصدر قاض أمرا بوقف الترحيل ريثما تنظر محكمة اتحادية أخرى في طلب "الإفراج الاحتياطي" المقدم من خليل.
مزاعم الحكومة الأمريكية
واتهمت واشنطن خليل بإخفاء عضويته في منظمتين: "أونروا" حيث عمل كمسؤول سياسي عام 2023، و"مجموعة مقاطعة إسرائيل بجامعة كولومبيا"، بالإضافة إلى عدم إفصاحه عن عمله السابق في السفارة البريطانية ببيروت.
واستندت في اتهاماتها إلى وثيقة 17 آذار/ مارس تُفيد بإمكانية ترحيله بسبب "تقديم معلومات ناقصة".
ردود الفعل
وصف المحامي رامي قسوم (المدير المشارك لعيادة "كلير" القانونية) هذه الاتهامات بأنها "واهية وذريعة لمعاقبة خليل على مواقفه المشروعة"، وفقا لتصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز.
يُذكر أن خليل دخل الولايات المتحدة بتأشيرة طالب عام 2022، وقدّم طلبا للإقامة الدائمة عام 2024. ولا تزال القضية تثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير ومدى شرعية استخدام الإجراءات القانونية ضد الناشطين السياسيين.
وشهدت عدة جامعات أمريكية، من بينها كولومبيا، ونورث وسترن، وبورتلاند الحكومية، وتوين سيتيز في مينيسوتا، وحرم بيركلي بجامعة كاليفورنيا، مظاهرات حاشدة دعماً لفلسطين، بدأت في نيسان/أبريل 2024 وامتدت إلى مختلف أنحاء العالم.
وانطلقت الاحتجاجات من جامعة كولومبيا قبل أن تنتشر إلى أكثر من 50 جامعة أمريكية أخرى، حيث اعتقلت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، في محاولة لاحتواء المظاهرات.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل دعم أمريكي واسع للاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 163 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب فقدان أكثر من 14 ألف شخص تحت الأنقاض.