الخليج الجديد:
2025-03-10@16:03:08 GMT

إسرائيل تغرق في غزة

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

إسرائيل تغرق في غزة

إسرائيل تغرق في غزة

الخسارة الاستراتيجية التي تتكبدها إسرائيل في حربها على غزة، تكاد تكون الأكبر والأقسى في تاريخها على الإطلاق.

الحروب لا تُقاس بعدد الضحايا والخسائر المادية، بل بنتائجها النهائية وحجم الأهداف الذي يحققه كل طرف، أي أن الحروب تُقاس بمآلاتها لا بمساراتها.

تتكبد إسرائيل في هذه الحرب خسارة فادحة، رغم المجازر الوحشية التي ترتكبها في غزة، وتستهدف النساء والأطفال والمستشفيات وسيارات الإسعاف.

إسرائيل تسجل فشلاً استراتيجياً، والقرار المفاجئ بخروج لواء «غولاني» من القطاع دليل على فشل عمليتها البرية وتريد تقليل الخسائر التي تتكبدها هناك.

الأسرى الإسرائيليين يموتون واحداً تلو الآخر في القصف، حالهم حالُ سكان القطاع، الذين يقتلون بسبب سياسة «الأرض المحروقة» التي تنتهجها إسرائيل.

* * *

الخسارة الاستراتيجية التي تتكبدها إسرائيل في حربها على غزة، تكاد تكون الأكبر والأقسى في تاريخها على الإطلاق. فالحروب لا تُقاس بعدد الضحايا، ولا بالخسائر المادية، وإنما بنتائجها النهائية وبحجم الأهداف الذي يحققه كل طرف من الأطراف المتخاصمة، أي أن الحروب تُقاس بمآلاتها وليس بمساراتها.

الحربُ الاسرائيلية على غزة تقترب من إكمال شهرها الثالث، ولم تُحقق أياً من الأهداف التي أعلنها الإسرائيليون، ولا التي تحدث عنها مجلس الحرب ولا التي كررها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مراراً.

بل إن نتائجها تذهب بالاتجاه المعاكس تماماً لتلك الأهداف، ويتكبد الإسرائيليون في هذه الحرب خسارة فادحة، على الرغم من المجازر الوحشية التي يرتكبونها في غزة، والتي تستهدف النساء والأطفال والمستشفيات وسيارات الإسعاف.

إسرائيل أعلنت هدفين لهذه الحرب على غزة:

- الأول هو تحرير الأسرى (أو الرهائن) الإسرائيليين بالقوة، من دون الرضوخ إلى التفاوض مع حركة حماس، أو غيرها من الفصائل،

- والثاني هو تدمير حركة حماس واستئصالها من قطاع غزة وإنهاءُ التهديد الأمني، الذي يأتي للإسرائيليين من القطاع.

ولذلك قررت شن حرب شاملة على قطاع غزة تضمنت اجتياحاً برياً هو الأول من نوعه للقطاع، منذ مغادرة القوات الإسرائيلية في عام 2005، وكذلك هو أول حرب برية إسرائيلية منذ عام 1982، أي منذ اجتياح بيروت البري.

أما الهدف الأول فهو يتبخر تدريجياً مع استمرار الحرب ومع تصاعد وتيرتها، إذ يتبين أن الأسرى الإسرائيليين يموتون واحداً تلو الآخر في القصف، حالهم حالُ غيرهم من سكان القطاع، الذين يموتون بسبب سياسة «الأرض المحروقة» التي تنتهجها إسرائيل، والتي تقوم على قصف كل مكان وفي أي زمان، وكذلك مسح مناطق سكنية بالكامل من الوجود، بغض النظر عن الموجودين في داخلها.

كما أن الأسير الإسرائيلي الوحيد الذي تمكن الإسرائيليون من تحديد مكانه وهو حي، كان الجندي ساعر باروخ البالغ من العمر 25 عاماً، حيث حاولت قوات من النخبة الاسرائيلية تحريره في عملية عسكرية، لكن العملية فشلت وانتهت بمقتل باروخ نفسه وإصابة اثنين من الجنود الإسرائيليين بجراح خطيرة.

واقع الحال هو أن إسرائيل فشلت في تحرير أي من الرهائن بالقوة، ومن تم تحريرهم من النساء والأطفال كان ضمن صفقة الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية، وهو ما يؤكد صحة التعهد الذي أطلقته حركة حماس، وهو أن الطريق الوحيد لتحرير هؤلاء الأسرى هو التوصل إلى صفقة تبادل.

أما الحرب فلا يُمكن أن تنتهي بعودة أي منهم إلى بيته.. وما دام وعيد حماس هو الذي يحدث فعلياً على الأرض، فهذا يعني أن إسرائيل فشلت في تحقيق هذا الهدف الذي هو أساس هذه الحرب.

أما الهدف الثاني وهو تدمير حركة حماس وإنهاء وجودها العسكري، فتكفي الإشارة إلى أنه في اليوم 75 للحرب أمطرت حماس مدينة تل أبيب بالرشقة الأعنف من الصواريخ، ما يعني أن حركة حماس ما زالت تحتفظ بمركزها العسكري رغم اقتراب هذه الحرب من نهاية شهرها الثالث، وما زالت متماسكة من حيث القوة، ولا يبدو أن من السهل تدميرها، بل إن الأسهل هو التوصل الى هدنة معها.

ما يحدث حالياً هو أنَّ إسرائيل تغرق في قطاع غزة، وتسجل فشلاً استراتيجياً ذريعاً، والقرار المفاجئ بخروج لواء «غولاني» من قطاع غزة ليس سوى دليل على أن القوات الإسرائيلية فشلت في عمليتها البرية وتريد تقليل الخسائر التي تتكبدها هناك.

ومن المهم الإشارة الى أن جريدة «نيويورك تايمز» نشرت يوم الخميس 21 ديسمبر 2023 تقريراً قالت فيه، إن إسرائيل فشلت في الوصول إلى أي من قادة حماس أو أي من مدبري عملية «طوفان الأقصى»، رغم أنها قتلت أكثر من 20 ألف فلسطيني في القطاع.

كما أنها أمطرت قطاع غزة بالمنشورات التي تعرض على الفلسطينيين مكافآت مغرية، من أجل الإدلاء بأي معلومة عن هؤلاء القادة، ومع ذلك لم تستطع من تحديد مكانهم ولا الوصول اليهم.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل فشل الأسرى الأرض المحروقة الهدنة لواء غولاني تدمير حركة حماس حرکة حماس هذه الحرب قطاع غزة على غزة فشلت فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تبدي مرونة في المفاوضات وتنتظر نتائج الوسطاء مع إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت حركة "حماس"، في بيانها الصادر يوم الاثنين، أنها تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم مصر وقطر والولايات المتحدة، في إطار المباحثات الجارية مع إسرائيل. وترى الحركة أن هذه المفاوضات تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية: إنهاء الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار قطاع غزة.
ومع ذلك، حذّرت حماس من أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، مثل التهديد باستئناف القتال وقطع الكهرباء عن غزة، هي محاولات فاشلة تهدف إلى الضغط على الحركة، وقد تشكل تهديدًا مباشرًا للأسرى المحتجزين لدى المقاومة.
جولة جديدة من المفاوضات
بالتزامن مع موقف حماس، توجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية، الدوحة، لإجراء جولة جديدة من المفاوضات بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. 

ويأتي هذا التحرك بعد إعلان إسرائيل قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع، في خطوة تهدف إلى تكثيف الضغوط على الحركة الفلسطينية.
اتفاق الهدنة
تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 19 ديسمبر 2023، بعد أكثر من عام من الحرب التي اندلعت إثر هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. لعبت كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر دورًا رئيسيًا في التوسط لإنجاح الاتفاق، الذي تم تقسيمه إلى مراحل:
المرحلة الأولى: امتدت ستة أسابيع وانتهت في مطلع مارس 2024.
المرحلة الثانية: تمثل نقطة الخلاف الأساسية، حيث تطالب "حماس" ببدء المفاوضات لإنهاء الحرب بشكل نهائي، في حين تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل، بناءً على مقترح أمريكي.
أدوات الضغط السياسي والعسكري
في ظل استمرار المفاوضات، لجأت إسرائيل إلى تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في بداية الشهر، قبل أن تعلن يوم الأحد عن قطع إمدادات الكهرباء للقطاع. وقد صرّح وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، بأن تل أبيب "ستستخدم كل الأدوات المتاحة لاستعادة الرهائن وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي".
هل تتحرك المفاوضات نحو حل أم تصعيد؟
تعكس هذه التطورات حالة الجمود التي تواجهها المفاوضات، حيث تحاول إسرائيل فرض شروطها عبر الضغط الاقتصادي والعسكري، بينما تصر "حماس" على ضمان اتفاق نهائي ينهي الحرب ويضمن إعادة الإعمار.
في المقابل، تستمر جهود الوسطاء في محاولة تضييق الفجوة بين مطالب الطرفين. ومع استمرار الضغوط الإسرائيلية، قد تلجأ حماس إلى تصعيد ميداني إذا لم يتم تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، مما يهدد بانهيار الهدنة وعودة المواجهات المسلحة، بينما يبقى السؤال الأهم: هل تنجح الدبلوماسية في تحقيق تقدم حقيقي، أم أن سيناريو التصعيد يظل الأكثر احتمالًا في المرحلة المقبلة؟.
 

مقالات مشابهة

  • حماس تبدي مرونة في المفاوضات وتنتظر نتائج الوسطاء مع إسرائيل
  • مقررة أممية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة يتسبب في إبادة جماعية
  • حماس: إسرائيل "تواصل الانقلاب" على اتفاق غزة
  • تفاصيل إعلان حركة حماس موافقتها على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة
  • بعد تهديدات «ترامب».. إسرائيل تقطع الكهرباء عن قطاع غزة المحاصر
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • إعلام إسرائيلي يوضح خطط الاحتلال للضغط علي حماس إذا فشلت محادثات الهدنة
  • «الحوثي» يهدد إسرائيل.. أمامكم 4 أيام!
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • حركة حماس تثمن موقف السيد القائد بإمهال الاحتلال 4 أيام لإدخال المساعدات لغزة