19 قاعدة عسكرية في «باب المندب» بلا فائدة!
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
انشغلت مراكز الفكر والأبحاث فى جميع دول العالم بالبحث عن إجابة على السؤال الذى يتردد على ألسنة الصحافيين والإعلاميين والسياسيين والمسئولين منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة فى (٧ أكتوبر) وهو: هل ستتسع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط لتشمل دولاً أخرى؟.
بمعنى آخر: هل ستتسع المواجهات لتمتد لدول الجوار؟ أو بمعنى آخر: ما هو رد فعل الميليشيات المسلحة التى تصف نفسها بأنها (محور المقاومة) تجاه الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة؟.. للرد على هذه الأسئلة -تحديداً- يجب علينا الرجوع للوراء قليلاً ورصد الأوضاع فى المنطقة قبل (٧ أكتوبر) لمقارنتها بالأوضاع الآن.
(قبل ٧ أكتوبر) كانت الأوضاع كالآتى: «إسرائيل» تسمح بتسهيل مرور الأموال إلى حركة حماس شهرياً ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو -شخصياً- يشدد على ضرورة استمرار وصول الأموال لحركة حماس بعد تقارير رسمية من الجهات المعنية فى تل أبيب تؤكد أن: حركة حماس حريصة على السيطرة على قطاع غزة ومنشغلة بالهيمنة على القطاع وتعمل على استمرار الوضع كما هو.. التوافق بين إسرائيل ولبنان -بعلم وموافقة وتأييد ومباركة من «حزب الله»- على تقسيم الغاز فى المياه الإقليمية فى البحر المتوسط بعد وساطة فرنسية مع الاتفاق على قواعد اشتباك بين إسرائيل وحزب الله فى مسافة تتعدى (٤٠) كم.. إعلان «أمريكا» عن فقدان أسلحة حديثة فى اليمن بقيمة (٥٠٠) مليون دولار كانت قد أعطتها للحكومة اليمنية لكن بعد مدة قليلة أعلنت أنها قد وقعت فى يد الحوثيين.. وصول عدد القواعد العسكرية فى مضيق باب المندب إلى (١٩) قاعدة للدول الكبرى ومنها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا والصين وإسرائيل واليابان وتركيا، وهذه القواعد تتركز فى (إريتريا وجيبوتى والصومال)، وهذه الدول تتحمل تكلفة القواعد العسكرية بمليارات الدولارات التى تضم دبابات وطائرات ومضادات طائرات ومدفعية ورادارات ومطارات، وهدف هذه القواعد العسكرية حماية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية التى تهم كل دول العالم.
(بعد ٧ أكتوبر) إسرائيل ترفع شعار: نريد القضاء على حكومة حماس والعودة للسيطرة على قطاع غزة.. حزب الله يعلن الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل فى ثانى أيام اعتداءاتها على قطاع غزة وتحديداً يوم (٨ أكتوبر) لكن بلا أنياب حقيقية وكل ما قام به هو ضرب أعمدة الكهرباء والاتصالات الموجودة فى صحراء منطقة قواعد الاشتباك.. «الحوثيون» فى اليمن الذين يبعدون عن إسرائيل مسافة (٤٤٠) كم أطلقوا صواريخ طائشة قالوا إنها على إسرائيل لكنها سقطت فى صحراء نويبع المصرية وصحراء الأردن رغم أن جزيرة دهلك الإريترية بها قاعدة عسكرية إسرائيلية وتبعد عن الحوثيين مسافة لا تتعدى (٣٣) كم، فإذا كان «الحوثيون» جادين لمواجهة إسرائيل أليس من الأولى أن يستهدفوا القاعدة العسكرية القريبة منهم؟ لكن إسرائيل أكدت فى بيان رسمى أنها لن ترد إلا فى الوقت والمكان المناسبين رغم أن لديها قاعدة عسكرية قريبة من مواقع الحوثيين بمسافة (٣٣) كم.. «أمريكا» تعلن عن تشكيل تحالف دولى لحماية حركة التجارة الدولية فى «مضيق باب المندب» من مشاغبات «الحوثيين» رغم وجود الـ(١٩) قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، إذن ما فائدة القواعد العسكرية الكامنة على شواطئ البحر الأحمر؟ لماذا تنفق الدول الكبرى مليارات الدولارات فى هذه القواعد لصد أى أضرار تمنع التجارة الدولية وحينما تقع الأضرار يقفون متفرجين ويظلون يلهثون وراء تحالف دولى بلا قيمة؟
على ما يبدو أننا أمام صفحة جديدة من (لعبة تقسيم الأدوار) فى منطقة الشرق الأوسط، وأصبح الهدف واضحاً جداً أمامنا، هم يريدون عدم استقرار وإحداث قلاقل فى المنطقة بالتعاون مع عدد من (الفاعلين من غير الدول)، يريدون تحقيق أكبر استفادة لإسرائيل وتوسعها وسيطرتها على أراضى قطاع غزة وتهجير أهالى القطاع على حساب دول أخرى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل القواعد العسکریة قاعدة عسکریة على قطاع غزة ٧ أکتوبر
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيع إسرائيل هزيمة حماس؟
رأى الكاتب الإسرائيلي، أمنون ليفي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تستطيع هزيمة حركة حماس في قطاع غزة، موضحاً أن حماس فكرة، وأيديولوجية تشكل قوة دافعة قاتلة، ورغم القضاء على زعيمها يحيى السنوار، إلا أن هناك بديلاً له أخذ مكانه على الفور، وهو شقيقه محمد، وهو لا يقل عنه في شيء.
وقال ليفي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن صور آلاف الرجال المسلحين بالزي العسكري لحماس وهم يملأون ساحات مدينة غزة دون خوف أذهلت الإسرائيليين، فكيف يمكن أن يحصل ذلك بعد المعارك العنيفة والقصف، وبعد تدمير أجزاء واسعة من غزة وتحويلها إلى بحر من الأنقاض، وكيف تمكنت حماس من أن تبقى قوة كبيرة وقوية ومنظمة. ووصف المشهد بـ"المرعب".وأضاف ليفي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، غير قادرة على هزيمة حماس، لأنها ليست مجرد تنظيم مسلح، فحماس فكرة وأيديولوجية تشكل قوة دافعة قاتلة، ورغم القضاء على يحيى السنوار إلا أن شقيقه محمد تولى المهام سريعاً، مؤكداً أنه لا يقل عنه.
ماذا يريد أهل غزة؟https://t.co/QaclBXNQdG pic.twitter.com/HF6nsJKE6s
— 24.ae (@20fourMedia) February 18, 2025نبع لا ينضب
وقال الكاتب إن حركة حماس تجلس على نبع غضب لا ينضب، وسينتج دائماً عناصر مقاتلة من الداخل، مشيراً إلى أن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالجحيم "أمر سخيف"، فنصف سكان القطاع أصبحوا الآن بلا مأوى وبلا طعام وبلا مستقبل، وتساءل: "كيف يمكنك أن تهددهم بعد الآن؟".
ورأى أن الطريقة الوحيدة لمحاربة تنظيم مسلح عنيف ذا أيديولوجية هي من خلال العمل المشترك، وشن حرب عسكرية لا هوادة فيها من ناحية، ومن ناحية أخرى بناء بديل معتدل يقدم الأمل، مشدداً على ضرورة تقديم بديل محلياً يوفر لهم الحماية من حماس التي تسيطر على القطاع.
لن تنجح في هزيمة حماس
وأشار إلى أنه أمام أيديولوجية حماس التي تعد بالحرب الأبدية، فلا بد من إقناع سكان غزة، من خلال القيادة الفلسطينية المعتدلة، بأن هناك فرصة للحياة معاً، وأن منطقة الكارثة هذه يمكن أن تتحول إلى مكان يمكن العيش فيه، مؤكداً أن حكومة نتانياهو غير قادرة على تشكيل ائتلاف مع المعتدلين، وبالتالي لن تنجح في هزيمة حماس.
كما أكد أنه لا يمكن لنتانياهو، وإيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش أن يقدموا إلا الموت لسكان غزة، فإنهم يستطيعون أن يأمروا الجيش بقتال حماس، ولكن ليس لديهم حليف فلسطيني، ورغم كل هذا، فإن الأمر انتهى بـ"كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول) بسبب عدم كفاءتهم، مؤكداً أن مفهوم نتانياهو وشركائه كان ولا يزال يهدف إلى تقويض السلطة الفلسطينية التي يمكن التحدث معها.
إسرائيل: سنبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزةhttps://t.co/2Vng4vua2O
— 24.ae (@20fourMedia) February 18, 2025تحالف خفي
وتابع "يستطيع رئيس الوزراء أن يقول من الصباح إلى الليل إن كارثة 7 أكتوبر ، حدثت لأنه لم يتم إيقاظه في الوقت المناسب، لكن الحقيقة هي أنه نائم منذ عشرين عاماً، لقد حل علينا الدمار بسبب عمى بصره، لأنه رعى حماس، حتى لا يضطر إلى التحدث مع السلطة الفلسطينية"، مضيفاً أن حكومة نتانياهو حليف خفي لحماس، وهذا التحالف "متطرف" يمنع إسرائيل من القضاء على الحركة.