محمد وداعة: المقاومة الشعبية ..غضبة الحليم
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
*فرار المواطنين من اى مكان تتواجد فيه المليشيا يمثل اكبر ادانة شعبية ويؤكد استحالة التعايش مع المليشيا المجرمة* ،
*كيكل حصان طروادة المليشيا ، يقدم مسرحيات هزلية لكسب المواطنين بعد ان غدر بهم*
*اذا كان الدفاع عن النفس و الارض و العرض سيقود للحرب الاهلية ، فلتقم هذه الحرب*
*الشعب السودانى لم يجمع على امر من قبل كما اجمع الان على صد العدوان و دحر المليشيا*
*الحرية و التغيير- المجلس المركزى و( تقدم ) ، شركاء المليشيا فى كل الجرائم و الانتهاكات*
شهدت ود مدنى و قرى الجزيرة ( المحتلة ) من قبل المليشيا ، جرائم وانتهاكات لم يسبق لها مثيل ، استهدفت المليشيا مؤسسات الدولة وهى ملك عام للشعب السودانى ، نهبت مصانع السكر، مصانع الزيوت ، وقاية النباتات ، الجمارك و الحاويات ، البنوك ، آليات و معدات مشروع الجزيرة ، مصنع اساور ، الادوية ، عربات المواطنين و اموالهم و قتلت من يرفض او يقاوم ، اغتصاب ، ارهاب ، اغتيالات ، تهجير قسرى ، المليشيا فعلت مثل هذا و اسوأ منه فى نيالا و الجنينة و اردمتا و كتم وزالنجى ، و قامت بابشع جرائم التطهير العرقى ، و فعلت فى الخرطوم ما لم تفعله حرب فى عاصمة دولة ، احتلت المنازل و المستشفيات و الجامعات و المرافق العامة ، و نهبت البنوك و الاسواق ، قتلت المدنيين بالقصف العشوائى ، و اعتقلت الاف المواطنين ، فتحت السجون و اطلقت سراح المحكومين و النزلاء و جندتهم مقاتلين ،
تقارير دولية ادانت المليشيا ، الامم المتحدة ، الاتحاد الاوربى ، لجنة اللاجئين الدولية ، الكونغرس الامريكى ، المحكمة الجنائية الدولية ، الخزانة الامريكية اصدرت عقوبات ضد عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة ، و يأتى فرار المواطنين من اى مكان تتواجد فيه المليشيا ليمثل اكبر ادانة شعبية و يؤكد استحالة التعايش مع المليشيا المجرمة ، ما حدث فى الجزيرة اكد ان قادة هذه المليشيا يدعون كذبآ انهم لا يستطيعون السيطرة عليها ، وفى محاولة فاشلة للتضليل انكرت علاقتها بهم ووصفتهم بالمتفلتين ، و ان كيكل ما هو الاحصان طروادة ، ادخل المليشيا و سط الجزيرة ، وفى مسرحية سيئة الاخراج لكسب المواطنين بعد ان غدر بهم ، وقف على اعادة عربات مواطنى فداسى ، و ما ان غادر تم نهب العربات للمرة الثانية ،
المقاومة الشعبية انطلقت من مدنى ، مواجهات من المواطنين ورفض لتسليم اموالهم و عرباتهم ، فقدموا ارواحآ عزيزة اكدت بسالتهم و شجاعتهم ،و تصدت مجموعات من المواطنين للمليشيا و قتلتهم و استولت على سلاحهم ، وعادت اعداد كبيرة من القوات النظامية وهى تقوم بعمليات نوعية ضد المليشيا ، و فى عشرات القرى انتظمت مقاومة مسلحة واجهت المليشيا و الحقت بها خسائر كبيرة ، هذا الفعل المقاوم لم يتم بتوجيه من احد ، هذا رد فعل طبيعى يجلله الاعتزاز بالنفس و الامتثال لاعلاء القيم الفاضلة و الوقوف ضد العدوان وهى شيم الرجال ، الدفاع عن النفس و الارض و العرض لا يحتاج لتحريض من احد ، هذا فعل تلقائى وواجب دينى و اخلاقى ووطنى،
ما حدث فى الجزيرة من جرائم و انتهاكات كان ملهمآ لبقية الولايات ، و كان سببآ اضافيآ لتسريع وتيرة الاستنفار و الاستعداد لرد العدوان ، عشرات الالاف فى الشمالية ، نهر النيل ، كسلا ، البحر الاحمر ، القضارف ، النيل الازرق ،و النيل الابيض ، سنار، كردفان الكبرى ، الفاشر و بعض مناطق فى ولايات دارفور، تسلحوا طوعآ تحت اشراف و قيادة القوات المسلحة ، لم يتدافعوا بطلب من احد او جهة ، او يجندوا اجباريآ ، من كافة الطيف الاهلى و المجتمعى ، يجمعهم هدف واحد هو حماية مناطقهم و ممتلكاتهم من عدوان المليشيا ، قادة المليشيا وثقوا عبر مقاطع مسجلة عن نيتهم لمهاجمة مروى و دنقلا و كسلا و القضارف و شندى ، فهل يقف اهلها مكتوفى الايدى فى انتظار المليشيا ؟، انهم مستعدون و على قدرالتحدى ،
بعض حلفاء المليشيا من قوى الحرية والتغيير يحذرون ، و يقولون ببلادة و قلة نخوة ، ان الدفاع عن النفس سيقود للحرب الاهلية ، و لتفادى هذه الحرب الاهلية على الشعب السودانى ان ينتظر احتلال بيته ونهب امواله و اغتصاب نسائه و احتلال ارضه ، و يتغافلون عن حقائق ووقائع موثقة ، ان هذه المليشيا و مع سبق الاصراراتجهت بحربها ضد المواطنين، فنهبت اموالهم و احتلت بيوتهم و قتلتهم واغتصبت النساء وارتكبت جرائم التطهيرالعرقى على رؤوس الاشهاد ،
بعض حلفاء المليشيا فى ( تقدم ) متورطون فى دعم المليشيا حتى و ان استهدفت اهلهم وقتلتهم و نكلت بهم ، و بعضهم صامتون ، كلهم شركاء للمليشيا فى كل جرم ارتكبته ، هم شركاء فى كل الدم المسفوح و كل جرائم الاغتصاب ، هم شركاء فى السرقة و النهب لمواطنيهم ،و فى اهدار كرامة اهل السودان، كحال المجتمعات الاخرى هناك عملاء يشترون و خونة ، و لكن مثل هذه الخيانة لا نظير لها فى العالمين ،
ان الدفاع عن النفس و الارض و العرض حق مشروع ، وواجب معلوم ، لا ينتقص من ذلك اراجيف العقول الخائبة و المريضة ، انتم خارج دائرة الفعل و التأثير و الاحترام ، لقد عميت عيونكم ، فقست قلوبكم و تبلدت احاسيسكم ، يا ايها الغافلون الجاهلون بالتاريخ واسباب الحروب و الكفاح و النضال، اذا كان الدفاع عن النفس و الارض و العرض سيقود للحرب الاهلية ، فلتقم هذه الحرب ، هل وقوف الشعب السودانى ضد عدوان المليشيا و المرتزقة و المجرمين من نزلاء السجون سيقود للحرب الاهلية ؟ اذن ، فلتقم هذه الحرب ، الشعب السودانى لم يجمع على امر من قبل كما اجمع الان على صد العدوان و دحر المليشيا ، ستنتصر ارادة الشعب السودانى على هذا العدوان ، و سيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون ،
محمد وداعة
27 ديسمبر 2023م
.المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ان الدفاع عن النفس الشعب السودانى هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
رغم الحرب الاهلية... بورما تحتفل بمهرجان الزراعة القائمة على الحرق
بيكون"أ.ف.ب":رغم الاضطرابات السياسية التي تشهدها بورما منذ سنوات، الا أن السكان يحاولون ايجاد طريقة اخرى الى التعايش مع الاوضاع المعيشية، ففي شرق بورما، تواصل قرية تنظيم مهرجان للاحتفال بالزراعة القائمة على حرق المحاصيل، على الرغم من تلوث الهواء الذي يسمم سكانها، في حين تظل الطرق الأخرى الأكثر مراعاة للبيئة غير متاحة بسبب الحرب الأهلية.
يوضح جوزيف البالغ 27 عاما، وهو مسؤول عن الشبيبة في ثا يو بولاية شان "إنه تقليد متوارث من أجدادنا".
ويضيف الشاب الذي يُعرّف عن نفسه باسمه الأول فقط "إنه السبيل الوحيد لنا للصمود".
بين يناير و أبريل، تلفّ سحابة من التلوث الضبابي جنوب شرق آسيا، ويعود ذلك أساسا إلى الحرائق التي يُشعلها المزارعون لتنظيف الأراضي، وتُصدر جسيمات دقيقة جدا (2,5 بي ام) قادرة على أن تخترق الرئتين.
يفقد البورميون2.3 سنة من متوسط العمر المتوقع بسبب تلوث الهواء، وفق بيانات صادرة عام 2022 حللها معهد سياسة الطاقة بجامعة شيكاغو.
ومع ذلك، لا تتوافر أرقام في بورما حول نسبة تلوث الهواء المنسوبة إلى زراعة القطع والحرق والتي تُساهم فيها قطاعات أخرى.
وأدى الصراع الداخلي الذي أشعله انقلاب العام 2021، والأزمة متعددة الجوانب التي أثارها، إلى تراجع الاهتمام بالمخاوف بشأن جودة الهواء. وفيما يدرك سكان ثا يو هذه المشكلة جيدا، ليس لديهم أي وسيلة لحلها.
يشرح جوزيف، بينما يلفّ الضباب التلال خلفه "ليس لدينا عمل أو فرص أخرى في منطقتنا (..) لذلك نضطر إلى احترام هذا التقليد كل عام"، والذي يُقام سنويا في أبريل.
في معظم الحالات، يحرق المزارعون بقايا الحصاد السابق لتنظيف الحقول بتكلفة زهيدة للموسم الآتي.
لكن الدخان المتصاعد حول قرية ثايو يأتي من الزراعة المتنقلة التي تُمارَس بشكل رئيسي في الغابات المطيرة الاستوائية، والتي تتضمن حرق بقع من النباتات البرية لتكوين طبقة من الرماد تنمو عليها المحاصيل، على مدى دورة قصيرة لا تتجاوز بضع سنوات.
يقول جوزيف "لو كان ذلك ممكنا، لجربنا أساليب زراعية أخرى، لكن لا نملك أي تكنولوجيا، ولم يُعلّمنا أحد هذه الأساليب".
يقول معظم الناشطين البيئيين إن الزراعة القائمة على الحرق تدمّر مساحات من النباتات القائمة القادرة على امتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
مع ذلك، تشير دراسة أجريت عام 2023 في بيليز إلى أن هذه الطريقة التي يمارسها السكان الأصليون في قطع أراض متوسطة الحجم، قد يكون لها تأثير إيجابي على تنوع الغابات من خلال إتاحة مساحة لنمو نباتات جديدة.
خلال الاحتفال في ثا يو، يرقص قرويون واضعين عصابات رأس بيضاء على خشبة مسرح قبل إشعال حزمة رمزية من الحطب، ويتمايلون ويصفقون بأيديهم على إيقاعات راقصة.
تتصاعد سحب من الدخان في السماء. ويوضح عضو اللجنة الثقافية في المنطقة خون بي ساي "يمكنني أن أؤكد أننا لا نحقق أي ثروات من الزراعة المتنقلة. نحن نفعل ذلك فقط للصمود عبر توفير القوت اليومي".
من الصعب تحديد حجم الضرر الناجم عن تلوث الهواء في بورما بسبب الصراع الأهلي، لكن عواقبه قد تكون كارثية.
يقول الخبير الاقتصادي البيئي في جامعة كاسيتسارت في تايلاند ويتسانو أتافانيش إن "الهواء النقي بالغ الأهمية للصحة".
ففي غياب نوعية الهواء الجيدة، "يقل عدد الأشخاص الأصحاء، ويضعف رأس المال البشري. كيف يمكن للبلد أن يتحسن إذا لم يكن يتمتع بصحة جيدة؟"، بحسب أتافانيش.
يوضح خون بي ساي أن مئات القرى في المنطقة لا تزال تمارس زراعة القطع والحرق، لكن ثا يو هي المكان الوحيد الذي يُحتفل فيه بهذه الممارسة.
ومع ذلك، لا يرى خون بي ساي أي سبب للاحتفال بهذا التقليد نظرا للأضرار الناجمة عن تغير المناخ حول القرية. ويوضح "الكوارث الطبيعية تتزايد. الغابات تتقلص، والقدرة على حبس المياه تتناقص. الأمطار الغزيرة تسبب تآكل التربة".
في حين أن الاحتفال يرتبط بممارسة تضمن سبل عيش المجتمع، يرى خون بي ساي أيضا أنه يُضعف أسلوب حياته.
ويقول "الناس يغادرون ويعيشون في أماكن مختلفة"، مضيفا "هوياتنا وأصولنا ولغتنا وأدبنا تختفي وتبتلعها ثقافات أخرى".