الإستحقاق الرئاسي معلّق بانتطار الانفراجات الاقليمية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": رغم التعقيدات الداخلية، التي تبدأ برفض القوى المسيحية ترشيح سليمان فرنجية، ولا تنتهي بتمسّك «حزب الله» بترشيح الأخير، والاعتبارات الخارجية التي تجعل من لبنان ملفاً عالقاً ضمن قافلة الملفات العالقة بين واشنطن وطهران... حصل تقاطع ما أبقى على جوزاف عون قائداً للجيش. وهي خطوة يجوز القول إنّها مرتبطة وغير مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، وقد أثبتت:
- أنّ واشنطن ستقول كلمتها في الشؤون الداخلية حين تحين لحظة الحسم.
- أنّ ورقة ترشيح جوزاف عون ستظلّ على الطاولة حتى نهاية العام 2024 ولو أنّه خرج من استحقاق التمديد له، مثقلاً بالانتقادات، وقد يصير قائداً للجيش مطعوناً بولايته. لكن على «الحسبة الرئاسية»، هو مرفوض من جبران باسيل، والرئيس بري غير متحمّس له، ووليد جنبلاط يفضّل رئيساً من صلب المنظومة، ولـ»حزب الله» مرشحه. وبالتالي عبوره معمودية الرئاسة، دونه صعوبات كثيرة.
- أنّ «حزب الله» مستعد للتعاطي بواقعية حتى لو تركت هذه الواقعية مزيداً من الندوب على هيكل العلاقة المترهلة التي تربطه بـ»التيار الوطني الحر». وبالتالي إنّ سياسة التشدد، قد تلين إذا ما تلاقت المصالح. والتخريجة التي تجلّت في جلسة التمديد، قد تكون بروفة لجلسة الرئاسة إذا تأمّنت الظروف السياسية لها.
- أنّ الممرات الخلفية قد تنتج أحياناً تقاطعات داخلية، وهو ما يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري البناء عليه بعد الأعياد لتزخيم قنوات التواصل لا سيما مع «القوات»، من باب تحضير الأرضية الداخلية لأي تقاطع إقليمي قد يحصل في المستقبل.
اما خلاصة العام 2023، فتتجلّى في أنّه لا رئاسة من دون تسوية خارجية. وأنّه على أعتاب قصر بعبدا مرشحان اثنان: جوزاف عون الذي أبقى التمديد على حظوظه من دون أن يزيدها، وسليمان فرنجية الذي يراهن كحلفائه على أن تأتي نتائج التطوّرات الإقليمية وتحديداً تلك المرتبطة بتطبيق القرار 1701 لمصلحته.
ولكن حتى الآن لا معطيات جديدة، ومسعى الرئيس بري لا يخرج من إطار تحريك المياه، وآخر الإحداثيات كانت لا تزال عبر الفرنسيين من خلال الترويج للمرشح الثالث، فيما السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو يتحدث بمرارة عن الانتقادات التي تعرّضت لها بلاده جرّاء تبني خيار فرنجية، وبالتالي ثمة صعوبة إن لم نقل استحالة في تكرار تلك التجربة وارتكاب ذلك الخطأ، لا سيّما أنّ كلاً من «القوات» و»التيار الوطني الحر» يقفان بالمرصاد لأي محاولة ترفع من حظوظ رئيس «المردة» وتعيد تعويم ترشيحه، وهي معضلة تصعب معالجتها حتى لو حصل التقاطع الخارجي على اسم القطب الزغرتاوي، لا سيما إذا كان التقاطع مشوباً بعيب الامتناع عن دعم لبنان مالياً واستنهاضه من كبوته الاقتصادية.
والخشية، من أن يمضي العام 2024، كسابقه، من دون إحداث الخرق في الجدار الرئاسي، ليترك مصير الكرسي الأول معلّقاً على مشنقة الأحداث الإقليمية وتطوراتها، وانفراجاتها، إلى حين حصولها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اشتباكات بعد هجوم لـ قوات الانتقالي على مقر إقامة أعضاء الرئاسي في عدن
الجديد برس|
نفذ المجلس الانتقالي، سلطة الامر الواقع جنوب اليمن، الثلاثاء، انقلاب جديد ضد السعودية ..
يتزامن ذلك مع استمرار الازمة بين رئيسه وبقية أعضاء المجلس الرئاسي، السلطة الموالية للتحالف.
وافادت مصادر محلية بأن قوات الانتقالي سيطرت خلال الساعات الأخيرة على عدة مواقع تابعة لما تعرف بـ”الحماية الرئاسية” بقصر معاشيق، مقر إقامة أعضاء الرئاسي.
ونقل موقع عدن الغد عن موظفين قولهم ان اشتباكات اندلعت صباحا بين افراد الكتيبة المكلفة بحماية القصر والمدعومة من السعودية وعناصر من قوات الانتقالي اقتحمت القصر.
واكدت المصادر سيطرة عناصر الانتقالي على عدة مواقع بالقصر.
ولم يعرف بعد دوافع هذه التطورات ، لكن توقيتها يشير إلى انها ضمن التصعيد الذي يسلكه عيدروس الزبيدي ، رئيس الانتقالي، ضد أعضاء الرئاسي الأخير وتجرى في مقر اقامتهم بالعاصمة السعودية الرياض.
وتضغط السعودية لتسليم القصر لفصائل سلفية موالية لها تعرف بـ”درع الوطن”.
كما تضغط لتوحيد فصائل القوى الموالية لها وتسليم عدن مع عودة مؤسسات الدولة اليها بينما يرفض الزبيدي ويشترط تغييرات في قيادة القوات العسكرية إضافة لتوسيع حصص المجلس المنادي بالانفصال في قوام الحكومة الجديدة.
وكان الزبيدي انسحب عدة مرات من اجتماعات للرئاسي تحتضنها العاصمة السعودية منذ أيام ضمن ترتيبات مرحلة ما بعد الاتفاق مع صنعاء.