لبنان ٢٤:
2024-09-30@09:54:18 GMT

دار الفتوى: ثمة متضايقون من دور التعقّل

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

دار الفتوى: ثمة متضايقون من دور التعقّل

كتب عيسى يحيى في" نداء الوطن": ضرب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يده على الطاولة، ومنع أي تصريح من دون إذنٍ مسبق لكل من له صفة دينية، فيما يسعى بعض العمائم إلى الخروج عن الخط الذي يسير عليه مفتي الجمهورية ومفتو المناطق، جاهدين لتسجيل اسمٍ في المعترك السياسي من باب الصفة الدينية. ذهب مساعد المفتش العام في دار الفتوى الشيخ حسن مرعب بعيداً في تصريحاته من دون إذنٍ من الدار الأم التي ينتمي إليها، ومن دون أن يتماشى رأيه مع التوجّه العام ورأي مفتي الجمهورية، مغالياً في مواقفه، يتحدّث باسم أهل السنّة حيناً، وباسم الدار أحياناً، حتى بلغت الأمور حدّ إصدار مفتي الجمهورية قراراً منع فيه جميع العاملين في الجهاز الديني والمؤسسات التابعة لدار الفتوى من التصريح من دون إذن خطي مسبق.


وفي هذا السياق، قالت مصادر دار الفتوى: «ليس من الضروري عند صدور قرار عن مفتي الجمهورية أن يربط بحادثة أو أن يكون متعلّقاً بشخص، فالقرارات تصدر دائماً بناءً على استقرار الحالة الدينية عموماً ومصلحة المؤسسة، إلّا إذا أراد البعض إسقاطها على حادثة معينة أو شخص، فهذا حقه وطبيعي، لكن سياسة دار الفتوى لا تنطلق إلا من قاعدة الحفاظ على خطاب وطني جامع بعيد من التناقضات، وتسعى لأن يكون نقطة جمع. فالسياسة العامة لنا هي استيعاب الجميع تحت عباءة دار الفتوى، وأن تسعى مع أخواتها من المؤسسات الدينية للنهوض بالوطن والحفاظ على ثوابت وطنية أساسية هي الحفاظ على العيش المشترك، واتفاق الطائف، وفلسطين قضية مركزية للمسلمين والمسيحيين». 
وأشارت المصادر إلى «أنّ الدار مؤسسة دينية وليست حزباً سياسياً، ودورها التخفيف من غلواء السياسة وأن تديّنَها ما استطاعت، وليس دور الدين أن يتحول إلى دين تسيّسه السياسة وتأخذه إلى حيث تريد، ونحن نريد أن نديّن السياسة، بمعنى أن تحافظ السياسة على الأخلاق والمبادئ واحترام الشخصيات والهيئات وعدم التجريح، أما الانتقاد البناء وبعض وجهات النظر التي لا تؤثر في القضايا المبدئية فهي أمرٌ عادي». 
وأوضحت «أنّ مفتي الجمهورية قال أمام المجلس الشرعي في جلسة التمديد، وقالها قبل التمديد، هو لا يرغب في التمديد ولا يريده، إنما ما وقع كان ضرورة وحاجة فرضت عليه، ومن يربط المقام بالوضع الصحّي للمفتي لا يرى نشاط المفتي واستقبالاته، فوضعه طبيعي، ونحن جميعاً تحت ألطاف الله ورعايته، أما من سيخلفه فهو طرح مفخّخ وخارج سياقه وليس هذا أوان طرحه، وهناك آليات تعتمد في المؤسسة الدينية في حال انتهاء ولايته وهذه الآليات معروفة للجميع، فالموضوع خارج أوانه، ومن يطرحه لديه مآرب وغايات وهو في دائرة الشبهة». 
وسألت المصادر: «هل الذين زاروا دار السفارة السعودية يعملون لدى السفارة أم لدى دار الفتوى؟ فالسعودية تساعد لبنان كبلد وتساعد الدار كمؤسسة لكنها ليست ملزمة بمساعدة الموظفين ولا يستطيع الموظف أن يزور السفارة من دون المرور عبر رئيسه، وبالتالي نستغرب هذا الطرح وهذا الموضوع ونشر تلك الأخبار. ونحن أوقافنا غنية جداً والمطلوب تفعيلها ووضع خطط عملية للنهوض بها، وقانون الإيجار الجديد كفيل بالنهضة بالعلماء والمؤسسة الدينية لجهة المردود الذي تحصّله الأوقاف من أملاكها». 
وذكرت أنّ «أمين عام الفتوى معيّن بموجب قرار من رئاسة الوزراء، وإذا تبين أنه يريد الاستقالة فهذا حقه، واذا كان يريد البقاء فهذا حقه أيضاً، والأمور ليست خاضعة لرأي الشارع ومزاجه، إنما خاضعة لعمل المؤسسات وانتظامها». واعتبرت أنّه «في ظل ما تعانيه الطائفة السنية بعد تعليق «تيار المستقبل» عمله السياسي، تحولت دار الفتوى مرجعية سياسية ودينية، والذين يرمون الأحجار على دار الفتوى متضايقون من دورها الذي يقوم على الحكمة والتعقل وعلى مقاربة الأمور بشكل هادئ ومتوازن، ومشكلة دار الفتوى بالنسبة الى البعض اعتدالها ووسطيتها، ونحن نعتبر أنّ هذا دورها الطبيعي».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مفتی الجمهوریة دار الفتوى من دون

إقرأ أيضاً:

عُمان.. نموذج للحوار والتسامح في السياسة الخارجية

مثَّلت كلمة سلطنة عمان أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التزام البلاد الدائم بقيم الحوار والسلام والتسامح في بناء ركائز سياستها الخارجية، كما أوضحت الكلمة تمسُّك سلطنة عمان القوي بسياسة تعزيز العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي بين الدول. والعالم في أمسّ الحاجة في هذه اللحظة لمَن يذكّره بقيم الحوار وقيم السلام والتسامح؛ في لحظة تنسى الكثير من الدول هذه القيم ولا تقيم لها أي وزن منتشية بانتصارات مرحلية أو مؤقتة.

وتأكيد مواقف سلطنة عمان الراسخة نحو القضايا العادلة، مثل القضية الفلسطينية، وأمام أكبر تجمّع للمجتمع الدولي يعبِّر عن إيمان سلطنة عمان العميق بأهمية العدالة والسلام باعتبارهما أساسًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي ليس في العالم العربي فقط ولكن في كل أجزاء العالم الذي يغادره الاستقرار وتسيطر عليه التوترات وغياب اليقين التام حول المستقبل.

إن فهم سلطنة عمان العميق لأبعاد الصراع العربي ومآلاته في ظل المسارات الحالية فرض عليها وهي تلقي كلمتها أمام المجتمع الدولي أن تدعو الجميع، رغم اللحظة الملتبسة التي تمر بها المنطقة، للعمل الجاد والصادق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وفي لبنان الذي يتعرَّض منذ أسبوع لأحد أعنف الهجمات من الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أهمية الرؤية السياسية التي دعت لها سلطنة عمان في كلمتها الأممية نظرا للمشهد السياسي العالمي المشتعل فإن نظرتها -كما جرت العادة- أوسع من مسار يركز على بنية واحدة؛ إنها رؤية واسعة لبناء متكامل؛ لذلك ركزت الكلمة، أيضا، على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة التزامها ببرامج الحماية الاجتماعية المتكاملة التي تدعم مختلف فئات المجتمع، ما يعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى المعيشة لمواطنيها. كما أن التركيز على تمكين الشباب كونهم عمادًا للمستقبل يعكس إدراك البلاد لأهمية الاستثمار في رأس المال البشري بوصفه عاملًا رئيسيًا في تحقيق التقدم والازدهار. وفي الحقيقة إن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الاستقرار السياسي والاجتماعي وهي القيم التي تدعو لها سلطنة عُمان العالم أجمع.

وأكدت سلطنة عمان للعالم مواجهتها لتحديات التغير المناخي الذي يؤثر في العالم وتتأثر به سلطنة عمان بوضوح، ولذلك جددت التزامها وسعيها لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050 من خلال مشروعات الطاقة النظيفة والحلول البيئية المبتكرة.

وفي سياق تكامل الرؤية فإن سلطنة عمان أكدت، أيضا، في كلمتها دعمها الكامل للميثاق الجديد الذي خرجت به قمة المستقبل، ما يعكس الالتزام والتعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية بشكل جماعي.

تستحق كلمة سلطنة عُمان، وهي عاكسة لسياستها وقيمها ومبادئها، أن تكون نموذجا يُحتذى به في بناء السياسات الخارجية الدولية وكذلك في التنمية المستدامة، وهذه الرؤية الواضحة التي عبَّرت عنها عُمان متوافقة تماما مع الجانب التطبيقي لسياساتها الداخلية والخارجية الأمر الذي يعطي كلماتها مصادقة أكبر ويعزز من مكانتها على الساحة العالمية ويجعل منها قوة إيجابية تسهم في تحقيق مستقبل أفضل للجميع.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية:لا يخلو عصر من وجود طائفة تجعل من الإلحاد بوابة تتبوأ بها مكانًا عليًّا
  • عُمان.. نموذج للحوار والتسامح في السياسة الخارجية
  • مفتي الجمهورية يبحث مع سفير سنغافورة سبل تعزيز التعاون بمجال الإفتاء
  • مفتي الجمهورية يبحث مع سفير سنغافورة تعزيز التعاون
  • مفتي الجمهورية يشهد افتتاح البرنامج التدريبي لأمناء الفتوى
  • مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق
  • مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدا من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا رفيع المستوى من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا
  • مفتي الجمهورية السابق: سرقة الكهرباء ووصلات المياه حرام شرعا