كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء واحدة من الأمور التي يبحث الكثيرون عنها، خاصة لما ثبت في شأن صلاة قيام الليل من آيات وأحاديث نبوية مطهرة، فما هي كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء، هذا ما نرصده في التقرير التالي.

كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء

ورد الأمر بـ صلاة قيام الليل في صدر سورة المزمل وفي نهايتها، حيث ورد في قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ • قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا • نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا﴾ [المزمل: 1- 3]، وفي الآية [20] من السورة يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ﴾.

كما دلت السنة النبوية المطهرة عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد"، وورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ».

وقت قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الوتر، وذلك لما رُوي عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» رواه الحاكم والنسائي والترمذي وابن خزيمة، وقال: حسن صحيح. وأفضلها عشر ركعات غير الوتر أو اثنتا عشرة ركعة غير الوتر. 

هل يجوز قيام الليل بالذكر وقراءة القرآن فقط دون صلاة.. الإفتاء ترد فضل التعبد بسورة الفاتحة في صلاة قيام الليل.. أسرار يغفلها الكثيرون

وفي بيان فضل صلاة قيام الليل، ذكرت دار الإفتاء أن صلاة الليل مِن أجَلِّ العباداتِ وأعظَمِهَا، وأفضلِ القرباتِ وأحسَنِها، وهي دأبُ الصالحين، وسبيل الفالحين، امتدَحَها وامتَدَح أهلَها ربُّ العالمين؛ فقال في مُحكم آياته وهو أصْدقُ القائلين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16-17].

قال الإمام الزَّمَخْشَرِيُّ في "الكشاف" (3/ 511-512، ط. دار الكتاب العربي): [﴿تَتَجَافَى﴾ تَرتفع وتَتَنَحَّى عَنِ الْمَضاجِعِ عن الفُرُش ومواضِع النوم، داعِين ربهم، عابِدِين له، لأجْل خوفهم مِن سَخَطِه وطَمَعِهم في رحمته، وهم المُتَهَجِّدُون. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تفسيرها: «قِيَاْمُ الْعَبْدِ مِنَ الْلَّيلِ».. والمعنى: لا تَعلم النُّفُوس -كلُّهنَّ ولا نَفْسٌ واحدةٌ منهنَّ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسَلٌ- أيَّ نوعٍ عظيمٍ مِن الثواب ادَّخَرَ اللهُ لأولئك وأَخْفَاهُ مِن جميع خلائقه، لا يَعلمه إلا هو مما تَقَرُّ به عيونُهم، ولا مَزيد على هذه العدة ولا مَطْمَحَ وراءها، ثم قال: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فحَسَمَ أطماعَ المُتَمَنِّين] اهـ.

وتابعت: لَمَّا كان الليلُ يَنقسم إلى أجزاءٍ يَختص بعضُها بِمَزِيَّةٍ عن غيرها مِن الفضل والأجر، احتاج المسلم أن يعرف هذه الأوقات ابتغاءَ نَيْلِ بَرَكَتِهَا وإحيائها بالعبادة مِن القيام، والتهجُّد، وقراءة القرآن، والْذِّكْرِ، والدعاء وقت السَّحَرِ، والحرص على إيقاع الأذكار في أوقاتها المحبوبة، فإنَّ خيرَ الناس مَن يراعي الأوقات لأجْل ذلك؛ فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللهِ» أخرجه مرفوعًا الأئمةُ: البيهقي في "السنن الكبرى"، والبغوي في "شرح السنة"، والطبراني في "الدعاء"، والحاكم في "المستدرك" ووثَّق إسناده.

قال زين الدين المُنَاوِيُّ في "فيض القدير" (2/ 448-449، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ» أي: مِن خيارهم «الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ» أي: يترصدون دخول الأوقات بها «لِذِكْرِ اللهِ» أي: لأجْل ذِكره تعالى مِن الأذان للصلاة ثم لإقامتها، ولإيقاع الأوراد في أوقاتها المحبوبة] اهـ.

صلاة قيام الليل كم ركعة .. أقلها ركعة واحدة

قال رسول الله "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصّبح صلى ركعةً واحدةً، توتر له ما قد صلى"، فمن صلى العشاء وصلى بعدهم 4 ركعات ونام ثم استيقظ وصلى 4 ركعات فيجوز له ذلك وإن كان صلى 8 ركعات متواصلين يجوز أيضًا ولكن الأفضل أن يكونوا منفصلين.

دعاء صلاة قيام الليل الثابت عن النبي

ورد دعاء صلاة قيام الليل في الحديث عن عبدالله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة قيام الليل كيفية صلاة قيام الليل دعاء صلاة قيام الليل فضل صلاة قيام الليل وقت قيام الليل صلى الله علیه رسول الله ال ح م د

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن ناقة صالح عليه السلام، من أعظم المعجزات الإلهية، التي أرسلها الله كدليل على نبوته وتحديدا للكافرين، مشيرا إلى أن الله وصفها في القرآن بقوله: (هذه ناقة الله لكم آية)، ما يعكس عظمتها ويؤكد أنها لم تكن مجرد ناقة عادية، بل آية واضحة على قدرة الله.

الهدهد: قوم صالح طلبوا منه معجزة غير مألوفة

وأوضح «الهدهد»، خلال حلقة برنامج «هديات الأنبياء» على قناة «الناس»، أن قوم صالح طلبوا منه معجزة غير مألوفة؛ إذ اشترطوا عليه أن يخرج لهم ناقة عشراء «حامل» من صخرة، فدعا صالح ربه فاستجاب له، وانشقت الصخرة وخرجت منها الناقة ومعها وليدها، في مشهد مذهل رآه القوم بأعينهم، فلم يكن أمامهم سوى الاعتراف بأنها معجزة خارقة.

وأضاف أن هذه الناقة كانت مختلفة عن باقي النوق، فقد خصص الله لها نظاما خاصا؛ إذ كانت تشرب من البئر يوما، وفي اليوم التالي كان القوم يشربون منه، كما أنها كانت تحلب لهم لبنا يكفيهم جميعًا، وهو ما يعد تأكيدا إضافيا على كونها آية إلهية عظيمة.

المعجزة كانت رسالة واضحة لكل من يتدبر في قدرة الله

وأشار رئيس جامعة الأزهر السابق، إلى أن هذه المعجزة كانت رسالة واضحة لكل من يتدبر في قدرة الله، لافتا إلى أن الإنسان مهما امتلك الأرض فملكيته مؤقتة، بينما الملك الحقيقي هو لله وحده.

مقالات مشابهة

  • حالتان لا تُقبل فيهما التوبة.. احرص على الإقلاع عن الذنب في أقرب وقت
  • دعاء عظيم للتوبة من الذنب.. احرص عليه بعد صلاة الظهر
  • هل يأثم الشخص بأداء السنن إذا كان عليه فوائت من الفرائض؟ الإفتاء تجيب
  • لتدعو لك الملائكة.. احرص على هذا العمل قبل أو بعد الصلاة
  • فضل العبادة في الشتاء.. الليل طويل للقيام والنهار قصير للصيام
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله
  • طهران تعلق على قيام واشنطن بطرد مواطنين إيرانيين
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • دعاء دخول رمضان 2025 مكتوب بالكامل.. احرص عليه الآن
  • أفضل الأعمال في الثلث الأخير من الليل.. 7 أمور يغفلها كثيرون