تناولت الصحف المحلية والعالمية خلال الساعات الماضية احتمالية إقامة لقاء بين الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان ومحمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، في جيبوتي.

وأشارت التقارير الصحفية، التي صدرت خلال الساعات الماضية باحتمالية عقد لقاء بين البرهان وحميدتي في جيبوتي، وسط تضارب التصاريحات بين الطرفان، ما بين التأجيل والحضور.

فنجد أمام تساؤلات عديدة، ما بين موت حميدتي وإفشال اللقاء المقترح من الهيئة الحكومة للتنمية “إيغاد”، لتأجيل الموعد في يناير المقبل، فى موعد محدد سيعلن لاحقًا وذلك لأسباب فنية.

جيبوتي تحضن البرهان وحميدتي

ناشدت منظمة “إيغاد”، الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ومحمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، بعقد لقاء من أجل الأتفاق علي وقف إطلاق النار فورًا، مع ضرورة الوصول المساعدات للمتضرري الحرب.

ورغم ترحبيهم مساء أمس الثلاثاء، باللقاء اليوم الخميس، إلا أن إيغاد، أعلنت في خطاب رسمى تأجيل لقاء البرهان وحميدتي لـ"أسباب فنية"، ومؤكدة الهيئة أن قائد الدعم السريع إعتذر عن حضور الاجتماع.

الجيش السوداني

من جانبه وافق الفريق عبد الفتاح البرهان  رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، على لقاءه مع حميدتي، بعد شهور في حرب ودمار وخراب واغتصاب ونزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص في دول الجوار.

في ذات السياق كشفت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها، أمس الأربعاء، عن تلقيها مذكرة من قبل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولى بجمهورية جيبوتي رئيس دورة “إيغاد”، تفيد بعدم تمكن قائد قوات الدعم السريع من الوصول إلي جيبوتي لعقد اللقاء الذى كان مقررًا اليوم الخميس، مع الفريق عبد الفتاح البرهان، وذلك لأسباب فنية على حد قولها وسيتم التنسيق مجددًا لعقد اللقاء في يناير.

وأكدت الوزارة، في البيان، أن الفريق البرهان حريص علي إنهاء معاناة السودانيين التي خلفها تمرد قوات الدعم السريع قد أبدي، موافقته رسميًا لرئاسة إيغاد على اللقاء.

 مماطلة الدعم السريع

أعربت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها، عن أسف حكومة السودان لما قال إنه “ مماطلة قيادة قوات الدعم السريع في تحكيم صوت العقل وعدم رغبتها، في إيقاف تدمير السودان وشعبه ويتضح ذلك من عدم استجابتهم لحضور اجتماع اليوم”.

وفي هذا السياق قال الفاتح قرشى، المتحدث الرسمي باسم الدعم السريع، في تصريحات له، إن منظمة إيغاد قدمت لهم دعوة رسمية، مؤكدًا التزام قواته بالمواعيد التي حددتها “إيغاد”.

ونفي قرشي، كل ما يتداول عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي بعدم حضور حميدتي للقاء البرهان بأنه “ غيرصحيح”.

حميدتي في أوغندا

بعد ساعات من تداول أخبار بعدم قدرة ذهاب حميدتي إلي جيبوتي، ألتقي  محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، أمس الأربعاء، مع رئيس أوغندا يوري موسيفيني في كمبالا.

غرد حميدتى، عبر صفحته الرسمية على  تويتر سابقًا" Xحاليا"، عن سعادته بلقاءه برئيس أوغندا يوري موسيفيني بمنزله، لبحث تطورات الأوضاع في السودان وجهود وقف الحرب.

قال  الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن بحثًا تطورات الأوضاع في السودان وما ترتب على ذلك من معاناة الشعب السوداني، خلال الشهور الماضية.

وأكد حميدتي، أن قدمت للرئيس موسيفيني، شرحًا  مفصلا حول أسباب نشوب الحرب التي أشعلها الفلول بمعاونة قياداتهم في القوات المسلحة والجهات التي تعرقل الحل وتدعم استمرار الحرب.

وأضاف:"  طرحت أيضًا رؤيتنا للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة".

وقدم شكره للرئيس موسفيني، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما نشكر الشعب الأوغندي على تضامنهم واستضافتهم أعداد كبيرة من السودانيين الذين دفعتهم ظروف الحرب لمغادرة السودان، لا زلنا متمسكين بمخرجات قمة رؤساء الإيقاد التي انعقدت في جيبوتي، وسنمضي في تنفيذ ما التزمنا به من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا واستعادة الأمن والاستقرار لبلادنا.

ومن جانبه أكد الرئيس موسفيني، دعمه الكامل للشعب السوداني وسوف يعمل علي دفع جهود تحقيق السلام والاستقرار في الدولة،  مشيرًا إلى أنه سوف يسخر كافة إمكانياته وعلاقاته لمساعدة السودانيين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخهم.

الحرب في السودان

في 15 أبريل 2023، شهد السودان حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، نتج عنه مقتل أكثر من 9 آلاف قتيل، علاوة عن نزوح ما يقرب من 6 ملايين مواطن داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.

وزارة الخارجية السودانيةمنظمة إيغادلقاء حميدتي ورئيس أوغنداحميدتي في أوغندا

خبر لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو(#حميدتي) مع الرئيس #يوري_موسيفيني على التلفزيون اليوغندي#لا_للحرب_في_السودان#صحيفة_التغيير_الإلكترونية#رهان_على_الشعب#السودان_يستغيث#انقذوا_السودان#السودان_خارج_التغطية_الإعلامية#غزة_تنتصر pic.twitter.com/OmbpZ1xD1A

— التغيير الالكترونية (@altaghyeersudan) December 27, 2023

I welcomed Gen. Mohamed Hamdan Daglo, the former Deputy Chairman of the Transitional Sovereignty Council of Sudan, to my country home in Rwakitura. During our meeting, he briefed me on the current situation in Sudan. pic.twitter.com/B5zKWO3O98

— Yoweri K Museveni (@KagutaMuseveni) December 27, 2023 البرهان وحميدتيالبرهان وحميدتيالبرهان وحميدتي

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحداث السودان الفریق عبد الفتاح البرهان قائد قوات الدعم السریع فی السودان حمدان دقلو

إقرأ أيضاً:

السودان.. حرب بلا معنى

تحدثنا سابقا في هذا المكان عن السر الذي يكمن خلف غياب الأخبار التي تتناول أسماء أدبية من السودان رغم وجود أسماء أدبية لامعة مثل الطيب صالح ومحمد الفيتوري وإبراهيم إسحق وغيرهم، وتوقعت أن يكون هذا الغياب الإعلامي محصوراً فقط في الجانب الثقافي، لكن الذي يظهر جليا الآن هو أن هذا الغياب يشمل جانباً آخر لا يمكن تجاهله وخاصة في العصر التقني المجنون الذي نعيشه ونقصد بذلك الحرب المدنية الشرسة التي تدور رحاها في السودان الآن والذي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من 150000 شخص وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص والمشكلة أن القادم أسوأ من ذلك بكثير إذا لم يتحرك العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة.

لا يبدو أن السودان يحمل أهمية كبيرة للغرب الأبيض حيث لم تتحرّك الأمم المتحدة لإيقاف هذه الحرب ولم نر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى تتمركز في الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المكلومين هناك. من الجوانب المظلمة في هذه الحرب جرائم الاعتداء الجنسي التي أصبحت بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة “منتشرة” في هذه الحرب رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. التعذيب والتجويع والسرقة جرائم أخرى ترتكب يوميا.

وربما يكون هذا الغياب بسبب صعوبة فهم الطبيعة الديموغرافية للسودان؛ حيث يجد البعض صعوبة في التفريق بين الطرفين بنفس الطريقة التي يميزون بها الصراع في غزة، على سبيل المثال، بين قوات الاحتلال الصهيوني الذين يمثّلون الجانب الشرير والفلسطينيين أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون من احتلّها ويمثّلون الجانب المظلوم في هذه الحرب. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد المتابع انقساما بين السودانيين أنفسهم إلى الدرجة التي يحملون فيها السلاح ضد بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى إشكالات قبلية لا تنتهي بين طرفي الصراع الذي بدأ في 2023 بين قوات الجيش السوداني النظامية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي بعد اختلاف على مقاسمة السلطة بينهما. خرجت ميليشيا الدعم السريع من رحم قوات الجانجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور إبان حكم عمر البشير.

كل حزب يعتقد أنه سيكسب الحرب التي يبدو أنها ستطول. أصابع الاتهام تتجه إلى قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي والتعذيب والتجويع والسرقة في هذه الحرب الأمر الذي يجعل من هذه القوات الطرف الشرّير الظالم أمام العالم لأن الذي يرتكب هذه الجرائم والحماقات ضد مواطنيه لا يستحق أن يحكم أو يشارك في حكم هذا الوطن. وتتضح الأمور أكثر لدى المتابع البعيد من خارج السودان عندما يعرف حقيقة الدعم الذي يأتي من جهات خارجية تسعى لتحقيق مآربها التجارية الخاصة التي لا علاقة لها بالسودان. أما قادة الجيش النظامي فهم في ورطة لأنهم إن قدّموا التنازلات للميليشيا خسروا الوطن، وإن قاتلوها فستستمر هذه الحرب التي تؤدي إلى ذات النتيجة.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • مقتل جلحة نهاية مليشيا الدعم السريع في كردفان والخرطوم
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • السودان: تصاعد انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في ولاية الجزيرة
  • اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • هجرة جماعية من عدة قرى حول الفاشر بعد تصاعد هجمات الدعم السريع
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 
  • تعرف على سبب اغتيال الدعم السريع لقائده جلحة
  • مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة