يجسد جناح بوروندي في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، هوية هذه الدولة الواقعة شرق القارة الأفريقية السمراء، بطقوسها وتقاليدها المستمدة من الإرث التاريخي والجغرافي والتراثي.
يقدم الجناح الموجود بالمنطقة الدولية في المعرض، تعريفاً بثراء بورندي أحدي دول حوض نهر النيل الخالد أطول أنهار أفريقيا والعالم.
كما يضع الزائر أمام الخريطة الإدارية للدولة، وموقعها الجغرافي بشرق القارة، والمناظر الطبيعية الجبلية الساحرة التي يتراوح ارتفاعها بين 770 مترًا و600 مترًا، وصولاً إلى أعلى نقطة بجبل هيها (2670 م) ضمن سلسلة جبال مرتفعات بوروندي.


ويفاجئ الجناح الزوار بطرح سؤال ترويجي فحواه لماذا الإستثمار في بروندي؟ قبل أن يجيب بأن الموقع الاستراتيجي للدولة في شرق القارة السمراء يوفر سوقاً كبيراً يضم شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وغرب تنزانيا بإجمالي 16 مليون عميل، ما يشير إلي كثافة السوق ومركزيته وأهميته للدول الثلاث.
وتضم قائمة المحفزات للاستثمار في بوروندي، التحسن المستمر في مناخ الأعمال، والحوافز المالية والجمركية، والأنشطة السياحية والترفيهية المتفردة في بجيرة تنجانيقا، المناظر الطبيعية الخلابة، والغابة الإستوائية فضلاُ عن توافر المواد الخام غير المستغلة.
وإلى ماسبق يقدم الجناح للزوار مادة تراثية وثقافية دسمة تتمثل في نشر مجسمات للحيوانات بنهر النيل والغابات الاستوائية مثل التماسيح والحيوان وحيد القرن، وغيرها من الكائنات في أركانه الأربع، كما يقدم ملابس ومنتجات جلدية تستخدم في الزينة وأغراض الحياة اليومية، وقطع أثاث منزلية مصنوعة من المعدن والخشب الإفريقي. ويقدم الجناح منتجات زراعية تشتهر بها بوروندي، وهي ذات طبيعة مختلقة ونكهة معقدة لكونها وليدة التربة البركانية والأمطار الغزيرة التي توفر ظروفاً مثالية لإنتاج القهوة عالية الجودة ذات المذاق المتميز والنكهة المختلفة بجانب المحاصيل الغذائية ومنتجات الألبان والذرة، والقمح، والشعير، وتمثل مع القطن والشاي والبن والتبغ وزيت النخيل أبرز المنتجات الزراعية للشعب البوروندي كما يحوي الجناح تعريفات بما يعرف بالدراما في بوروندي، وتتعلق بالمناسبات الوطنية مثل تنصيب الرؤساء والإحتفالات ذات الصبغة الوطنية والأسطورية في بوروندي القديمة.
وتحتل الطبول مكانة متميزة في الوجدان البوروندي، وتعتبر ملمحاً رئيسياً في معظم الطقوس الحياتية هناك، وفي المراسم الرسمية، وخلال احتفالات الربيع. كما تعتبر الطبول أكبر كثيرًا من الآلات الموسيقية ويتم العزف عليها بطريقة استثنائية وطقوس مزركشة، ويتحول قرع الطبول في أحيان كثيرة إلي الغموض والقوة والبأس.
وبحسب المتوارث من الدراما البوروندية الموجودة في الجناح، فإن الطبول ترتبط بمناسبات تتعلق بالخصوبة والتجدد اللذين يضمنان السيادة.، لا تزال الطبلة أداة تحظى بالاحترام والشعبية، وهي مخصصة للأعياد الوطنية والمناسبات المميزة. 
ويبرز الجناح، جهود قارعي الطبول على مدار التاريخ الممتد في الحفاظ على مقدسات البوروندية، وبقاءها طقساً متفرداً في ذاكرة الشعب هناك اذ مازال يحتفظ للطبول بمكانة تقترب من القداسة، مع ابتكار ايقاعات غارقة في الأصالة، والمعاصرة تعبر عن بوروندي كيف كانت، وعلي أي درب تمضي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر معرض إكسبو القارة الأفريقية

إقرأ أيضاً:

علماء كاوست يقودون أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية

جدة

قاد علماء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية منذ انضمام المملكة إلى معاهدة القطب الجنوبي في مايو 2024؛ التي امتدت من 11- 27 فبراير الماضي، حيث جمع الفريق البحثي عينات من القارة لدراسة كيفية مساهمة تعافي أعداد الحيتان في الحد من تغير المناخ من خلال تعزيز عملية احتجاز الكربون، والتي تؤدي الحيتان دورًا محوريًا في النظام البيئي البحري.
وتسهم حركة الحيتان عبر البحار، سواءً في المسافات أو في الأعماق في إعادة توزيع العناصر الغذائية الأساسية التي تغذي العوالق النباتية، التي بدورها تؤدي دورًا رئيسيًا في احتجاز الكربون، حيث تظل حتى بعد وفاتها جزءًا من دورة الكربون فتسقط أجسادها الضخمة إلى قاع المحيط، ما يؤدي إلى عزل كميات كبيرة من الكربون بعيدًا عن الغلاف الجوي لمئات أو حتى آلاف السنين، فقد قدر بعض الاقتصاديين، استنادًا إلى هذه العوامل وغيرها أن القيمة الاقتصادية للحيتان تتجاوز تريليون دولار فقط من حيث تأثيرها في إزالة الكربون.
وجمعت بعثة “كاوست” العلمية عينات من المحيط لتحليل التأثير الكمي للحيتان على احتجاز الكربون؛ مما سيساعد على تقييم الفوائد الاقتصادية للسياسات المتعلقة بصيد الحيتان والحفاظ عليها، إضافة إلى الأنشطة الأخرى التي تؤثر في الحياة البحرية, وتُعد القارة القطبية الجنوبية موقعًا مثاليًا لدراسة أعداد الحيتان، حيث تعرضت هذه الكائنات لصيد مكثف خلال القرن العشرين، مما أدى إلى تراجع أعدادها بشكل حاد.
ويرى الفريق الحثي أنه نظرًا لتراجع أعداد الحيتان في القارة القطبية الجنوبية إلى 10% من مستوياتها التاريخية بسبب الصيد الجائر، يتوقع أن تسمح لهم العينات التي ستحمل نظائر وكيمياء وحمض نووي غني بالمعلومات بإعادة بناء ديناميكيات أعداد الحيتان التاريخية على مدى الـ 400 عام الماضية، وسيساعد هذا البحث في الربط بين تراجع أعداد الحيتان وتعافيها، وتأثير ذلك على احتجاز الكربون، وكثافة الكريليات “المفصليات البحرية”، وإنتاجية المحيط خلال هذه الفترة، معتمدًا الفريق على صور الأقمار الاصطناعية، والنمذجة الحاسوبية، والدراسات الميدانية لفهم دور المحيطات في تنظيم مستويات الكربون.
يذكر أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعد المؤسسة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط وآسيا المشاركة في هذا المشروع العلمي الرائد، كما أصبحت المملكة في مايو 2024 الدولة رقم 57 التي تنضم إلى معاهدة القطب الجنوبي، وأُبرمت لأول مرة عام 1959 بمشاركة 12 دولة، كما تشترط المعاهدة على الدول الأعضاء تنفيذ أبحاث علمية كبيرة في هذه القارة الفريدة من نوعها، وتعدّ أبرد صحراء في العالم.

مقالات مشابهة

  • علماء كاوست يقودون أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية
  • حافز تميز علمي 200 جنيه للموظف في هذه الحالة بقانون الخدمة المدنية
  • مصطفى محمد: الجميع في منتخب مصر سيقاتل للتتويج بكأس أمم إفريقيا
  • سلة الخير وصندوق المحتاجين من الطقوس والعادات الرمضانية في درعا
  • منخفض جوي وحالة عدم استقرار عالية الفعالية تؤثر على الشرق الاوسط
  • مصر تعزز وجودها في بريطانيا عبر جناح رسمي في أكبر معارض الأغذية بلندن
  • أوروبا تعبر عن خشيتها من سحب أمريكا لجنودها من القارة
  • رمضان اليمن… هل تغيّر حاله بعد عشر سنوات حرب؟
  • تصفيات مونديال 2026: الحكم المغربي الكزاز يقود مباراة بوروندي وكوت ديفوار
  • السوداني يقدم كتاب شكر وتقدير بمناسبة عيد المعلم