فلسطينيون بغزة يروون فصول «تعذيبهم» على يد جيش الاحتلال
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عاش الفلسطينيون الذين اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الزيتون شرق مدينة غزة، ليالي طويلة وقاسية، جراء التعذيب الذي تعرضوا له على يد الجنود خلال فترة اعتقالهم.
وروى بعض الفلسطينيين الذين أفرج عنهم مؤخرا، للأناضول، بعضا من فصول التعذيب الذي تعرضوا له خلال الاعتقال من «الضرب المبرح، والصعقات الكهربائية، والتعليق من الأرجل لساعات طويلة»، فضلا عن «التهديد والترهيب».
ما حرم المعتقلين، وفق شهاداتهم، من النوم والطعام حيث كان الجنود يقدمون لهم الخبز الفاسد والمتعفن.
وبدت على هؤلاء الفلسطينيين ملامح الإعياء الشديد جراء التعذيب والضرب الذي تعرضوا له خلال فترة الاعتقال، قائلين إنهم «لم يتخيلوه يوما».
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هجمات واسعة على جميع مناطق قطاع غزة جوا وبرا وبحرا، منذ بداية عدوانه المدمر في 7 أكتوبر الماضي.
لحظات مخيفة
يقول الفلسطيني جهاد ياسين (43 عاما)، المفرج عنه حديثا، إن لحظات الاعتقال الأولى كانت «وحشية ومخيفة». وأضاف للأناضول، إن الجيش اعتقله لمدة «11 يوما، تعرض خلالها للتعذيب بالصعقات الكهربائية». وأوضح أنه أمضى أوقاته، خلال فترة الاعتقال «مقيدا ومكبلا ويواجه أقسى أنواع التعذيب التي ما زالت أثارها على جسده حتى هذه اللحظة».
وذكر أنه من لحظة الاعتقال شرع الجيش بـ»عصب أعين المعتقلين واقتيادهم إلى مناطق مجهولة، حيث أبقوا عليهم مكبلي الأيدي والأرجل لمدة يومين كاملين، دون طعام». وأوضح أن الجيش «رش على أجسادهم مواد غريبة، وغير مألوفة بالنسبة لهم، الأمر الذي جعلهم فريسة للحشرات». واستكمل قائلا: «كانوا ينقلوننا إلى أماكن متعددة، لم نكن نعلم أين هي هذه الأماكن، ثم تركونا عراة في البرد والهواء».
طعام متعفن وفاسد
وعن ظروف الاعتقال، قال ياسين إن المعتقلين لم يعرفوا النوم بسبب التعذيب الذي كانوا يتعرضون له، خاصة الصعقات الكهربائية.
وأضاف أنه في أفضل الحالات يمكن للمعتقل النوم بضع ساعات فقط، ليتم إيقاظه من قبل الجنود ما بين الساعة 4-6 فجرا حيث كانوا يتركوننا جالسين أرضا على ركبنا منذ ذلك الوقت وحتى الساعة 12 بعد منتصف الليل». وفيما يتعلق بالطعام، قال ياسين إن الجنود كانوا يقدمون للمعتقلين طعاما سيئا للغاية وتظهر عليه علامات العفن.
الشاب محمود العالول، أفرج عنه مؤخرا حيث اعتقل من حي الزيتون شرق مدينة غزة، يتفق مع سابقه قائلا: «كان الجنود يحضرون لكل معتقل 3 أرغفة من الخبز الفاسد، ويتركونها أمامه وهو مقيد لتناولها، لكنهم لم يكونوا يستطيعون التقاطها».
وتابع، في حديثه للأناضول، أنه عانى من الجوع خلال فترة الاعتقال لمدة أسبوع كامل، حيث كان يرفض «الأكل»، كونه فاسدا.
وأشار إلى أن الجيش كان يرفض «فك قيود اليدين والقدمين عند دخول المعتقلين لدورات المياه».
وحول ظروف الاعتقال، قال العالول، إنه وباقي المعتقلين «تعرضوا لضرب إسرائيلي مبرح».
وأضاف: «في بداية الاعتقال تركنا الجيش لمدة 6 ساعات مقيدي الأيدي خلف ظهورنا وجالسين على ركبنا». وتابع العالول: «اقتادنا الجيش في الساعة السادسة فجرا، مشيا على الأقدام لمسافة طويلة، ثم انهال علينا الجنود ضربا في منطقة الساحة شرق مدينة غزة». وبيّن أن الجنود الإسرائيليين كانوا «ينهالون بالضرب المبرح على كل من لم يكن يحفظ رقم هويته»، لافتا إلى أنهم كانوا يركزون في «ضربهم بالهراوات على الرأس».
هجوم مفاجئ
الفلسطينية حنان عودة، إحدى النازحات من حي الزيتون، تقول إن الجيش الإسرائيلي انقض عليهم بشكل مفاجئ بعد ساعات الفجر، وبدأوا بتجريف منزلهم بالقاطنين فيه. وأضافت للأناضول: «ألقى الجيش تجاهنا العديد من القذائف صوب المنزل، حتى شعرنا بأن المنزل سيهدم على كل من فيه».
حينها، بدأ الأطفال والنساء بالصراخ، ليتحدث إليهم الجيش ويطلبون منهم الخروج من المنزل واحدا تلو الآخر. وأوضحت أن الجيش منعهم من اصطحاب أي «حقائب أو أكياس معهم»، فيما عمل على فصل النساء والأطفال عن الرجال في وقت لاحق.
وذكرت أنهم أجبروا الرجال على خلع ملابسهم وسط برود الجو آنذاك، واقتادهم بعد مصادرة هوياتهم وهواتفهم وأموالهم إلى خارج المنزل».
واستكملت قائلة: «بعدها سمعنا أصوات إطلاق نيران، وبعدها لم نعرف شيئا عن مصير الرجال».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: مدينة غزة حي الزيتون جيش الاحتلال الإسرائيلي تعذيب الفلسطينيين خلال فترة
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل حملات الاعتقال والتدمير في الضفة الغربية ويستهدف الأراضي الفلسطينية
يمانيون../
واصلت قوات العدو الصهيوني اعتداءاتها في الضفة الغربية المحتلة، حيث شنّت حملة اعتقالات واسعة طالت 12 مواطناً فلسطينياً، من بينهم طالبة جامعية وطفلان، في عدة محافظات شملت الخليل، رام الله، نابلس، بيت لحم، والقدس، فضلاً عن عمليات تدمير وتخريب للمنازل.
وأفادت مصادر محلية بأن الاعتقالات رافقتها تهديدات للمعتقلين وعائلاتهم، مع استمرار الاعتقالات اليومية التي تجاوزت 12 ألف حالة منذ بداية العدوان.
في الخليل، اعتدت قوات العدو على المشاركين في وقفة سلمية كانت تطالب برفع الإغلاق عن البلدة القديمة. وقامت القوات بإطلاق قنابل الصوت والغاز السام، إضافة إلى الاعتداء بالضرب على المتظاهرين. وتأتي هذه الوقفة في وقت تشهد فيه البلدة القديمة الخليل عمليات إغلاق وتفتيش مشددة، بالإضافة إلى الفصل بين الأحياء عبر الحواجز العسكرية.
في سياق آخر، جرفت قوات الاحتلال والمستوطنون أراضي زراعية في قرية دير رازح جنوب الخليل، حيث استولت على 400 دونم من الأراضي الفلسطينية لصالح شق طريق استعماري جديد.
وقال الناشط الحقوقي رائد عمرو إن العملية طالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما أدى إلى تدمير المزروعات وقطع الأشجار، بينما نصب المستوطنون خيامًا على الأراضي المصادرة. هذه الاعتداءات تأتي ضمن سياسة التوسع الاستيطاني والتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية.
هذه الجرائم تأتي في إطار التصعيد المستمر من الاحتلال في الضفة الغربية، والتي تشمل الاعتقالات والتدمير وعمليات الاستيطان في مختلف المناطق.