محسن الخليفي: المرهقون، عام كامل من النجاح العالمي
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عدن ((عدن الغد)) خاص:
حاوره /جهاد جميل محسن
لم يكن العام ٢٠٢٣ عاما عاديا بالنسبة لصناع الفيلم السينمائي الطويل (المرهقون) للمخرج عمرو جمال وللمشهد السينمائي في البلد بشكل عام، فقد شهد هذا العام نجاح عالمي غير مسبوق حققه هذا الفيلم القادم من أزقة مدينة عدن ليتجاوز كل النجاحات السابقة ويحصد ٩ جوائز سينمائية من حول العالم حتى اللحظة، أهمها جائزة افضل فيلم انساني ضمن مهرجان برلين السينمائي المرموق في دورته الثالثة والسبعون، وكذلك حصوله على المركز الثاني في تصويت جمهور مهرجان برلين، وأيضا الجائزة الذهبية من مهرجان شيكاغو السينمائي العريق في دورته التاسعة والخمسون.
حصاد سنة ٢٠٢٣
https://youtu.be/ZH05N9EcqSc
يحكي فيلم المرهقون قصة إنسانية مبنية على أحداث حقيقية حصلت لأسرة عدنية تصارع الظروف والوضع الاقتصادي السيء لتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها الثلاثة، لتصدم بعد ذلك بخبر حمل الأم بطفل رابع، مما يدفعهم لاتخاذ قرارات صعبة وتضحيات مؤلمة بسبب الظروف السيئة والوضع الاقتصادي والإنساني المنهار.
في هذا الحوار خاص مع منتج فيلم المرهقون محسن الخليفي، نتعرف اكثر عن رحلة الفيلم العالمية وموعد وصول الفيلم للجمهور المحلي والعربي.
أولا: بماذا اختلف المرهقون عن فيلم ١٠ أيام قبل الزفة انتاجيا، وكيف تمكنتم هذه المرة من تجاوز نجاحكم السابق؟
فيلم ١٠ أيام قبل الزفة كان تجربتنا الأولى في السينما، وقمنا بإنتاجه وقتها بمفردنا بدون أي شراكات عربية او عالمية، وعرضناه للجمهور في القاعات منذ اليوم الأول، مما جعل العديد من المحافل الدولية ترفض مشاركتنا لعدم التزامنا بشروط الحصرية المطلوبة لدى بعض المهرجانات، ناهيك عن اننا قمنا بتصوير وإنتاج الفيلم بإمكانيات متواضعة لا تتوافق ١٠٠٪ مع المتطلبات التقنية المطلوبة في الصناعة السينمائية، وذلك أيضا قيد من حركة الفيلم بشكل كبير. تجربة قبل الزفة اكسبتنا الخبرة التي كانت تنقصنا، لنقوم بعد ذلك في فيلم المرهقون بسد جميع الثغرات السابقة وندخل سوق انتاج السينما المستقلة بالطريقة الصحيحة، وننتج الفيلم بمعدات سينمائية متكاملة وبالاستعانة بأيادي مختصة تقنيا، ونعقد بعد ذلك شراكات محلية ودولية مع شركات انتاج وموزعين عرب وأجانب، مما جعل الفيلم يسلك مساره الصحيح.
ثانيا: لماذا لم يعرض فيلم المرهقون عربيا وعرض فقط في المهرجانات الأجنبية؟
في فيلم المرهقون ولأننا اخترنا سلك الطريق الرسمي والصحيح للسينما المستقلة وقمنا بتوقيع عقود توزيع مع شركات عربية واجنبية، كان ينبغي على الفيلم المشاركة في المهرجانات السينمائية أولا من ثم اطلاقه للجمهور سوآءا في صالات العرض العام او في المنصات الرقمية، ولكون توقيت المهرجانات الأجنبية يسبق العربية في الدورة السينمائية السنوية، شارك الفيلم في ما يقارب ٣٠ مهرجان حول العالم اهمهم كان في المانيا والولايات المتحدة وأستراليا والصين واسبانيا وسويسرا وجنوب افريقيا وتايوان وإيطاليا، وكان من المخطط اطلاق الفيلم عربيا في مهرجان قرطاج في تونس ومهرجان القاهرة في مصر، ولكن بسبب الأحداث في فلسطين تم تأجيل هذه المهرجانات حتى اشعار اخر.
ثالثا: متى سيشاهد الجمهور في عدن فيلم المرهقون ومتى سيكون متاح للجمهور العربي؟
عرض الفيلم في مدينة مثل عدن تفتقر لقاعات السينما امر ليس بالسهل، خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار الذي يصعب اكثر من خيار تأجير قاعات الاعراس وتجهيزها بسبب التكلفة الباهظة التي ستكون فوق مقدرة الجمهور العام من ناحية قيمة التذاكر، لذلك نسعى حاليا كصناع الفيلم مع فرقة خليج عدن وبالشراكة مع اليونسكو الى ترميم احدى السينمات الرسمية المدمرة في المدينة، على ان يتم عرض الفيلم جماهيريا فيها لأول مرة بعد تجهيزها، لتكون هذه السينما بعد ذلك مركزا ثقافيا لكل صناع الافلام ومحبين السينما في المدينة، ونأمل ان يتوفر الفيلم أيضا في المنصات الرقمية في القريب العاجل وكذلك في صالات العرض في الدول العربية حتى يتمكن الجميع من مشاهدته بأقرب وقت، هذه الأمور كلها مرتبطة بشركات التوزيع التي قمنا بالتوقيع معها واستراتيجيتها للفيلم، يمكن للمهتمين متابعة صفحة الفيلم الرسمية على الانستغرام لمعرفة كافة اخبار الفيلم أولا بأول.
أخيرا: كيف تم تمويل إنتاج فيلم المرهقون؟
مرحلة التمويل هي اصعب مراحل الإنتاج، وفي فيلم المرهقون كانت رحلة طويلة ومرهقة حتى إتمام الفيلم وانجازه، في البداية اعتمدنا على دعم الرعاة المحليين، ومن ثم توجهنا لصناديق دعم الأفلام العربية والعالمية، وتمكنا من الفوز بمنح إنتاجية أهمها منحة صندوق البحر الأحمر في السعودية ومنحة مهرجان كارلوفي فاري في التشيك، مما مكننا من إتمام الفيلم بعد رحلة انتاجية استمرت لقرابة السنتين. ممتنين جدا لكل الرعاة الذين كانوا جزء من المشروع وذكرت أسمائهم في الفيلم والبوستر الرسمي ولن يكفي هذا اللقاء لذكرهم جميعا، وأيضا الرعاة الذين ساهموا في دعمنا لاحقا بعد إعلان ترشيح الفيلم في سباق الاوسكار، ونخص بالذكر مجموعة هايل سعيد انعم، شركة البسيري للصرافة، وكذلك بنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك)، الذين ساهموا بشكل مباشر في الفترة الأخيرة في رعاية مشوار الفيلم عالميا، ولهم جزيل الشكر والتقدير.
فيلم المرهقون للمخرج عمرو جمال، كان من كتابة مازن رفعت وعمرو جمال، وبطولة خالد حمدان وعبير محمد، ومن إنتاج شركة (عدنيوم)، بالشراكة مع شركة (ستيشن فيلمز) من السودان، ومؤسسة (البحر الأحمر) من السعودية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فیلم المرهقون بعد ذلک
إقرأ أيضاً:
سر النجاح المالي
#سواليف
كشفت دراسة، استمرت 50 عاما، عن السر وراء #النجاح_المالي، مؤكدة أن العوامل التقليدية، مثل الأداء الأكاديمي أو العلاقات المهنية أو أخلاقيات العمل ليست هي المفتاح.
بدأت الدراسة في عام 1972، حيث تتبع #علماء_النفس حياة 1000 طفل من مدينة دنيدن النيوزيلندية، وجمعوا بيانات عن تطورهم منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ، لتحديد العوامل التي تؤثر في نجاحهم المالي والمستقبلي.
وركز فريق البحث على تقييم “ضبط النفس” أو الذكاء العاطفي لدى الأطفال في أعمار مختلفة، بدءا من سن الثالثة وحتى الحادية عشرة، من خلال مراقبة سلوكهم مباشرة ومقابلة أولياء أمورهم واستخدام استبيانات من معلميهم.
مقالات ذات صلة ماري أنطوانيت والألعاب النارية “القاتلة”! 2024/12/23وتبين أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في ضبط النفس على مدار هذه السنوات، لديهم ضعف في القدرة على تنظيم عواطفهم.
وفي مرحلة البلوغ، قابل الفريق المشاركين لتقييم استقرارهم المالي. ووجد أن هناك ارتباطا قويا بين قدرة الطفل على التحكم في مشاعره ونجاحه المالي في المستقبل.
وأظهرت نتائج الدراسة أن #الذكاء_العاطفي، أو ما يُسمى “الحاصل العاطفي”، كان المؤشر الأكثر قوة للنجاح المالي. فالأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع “يميلون إلى التركيز على الجوانب الإيجابية والاستماع الجيد قبل اتخاذ القرارات والاعتراف بأخطائهم وإظهار التعاطف مع الآخرين”. كما أن هؤلاء الأشخاص قادرون على التعامل مع المشاعر السلبية بشكل مناسب والتحكم في دوافعهم.
وبالإضافة إلى ذلك، يعزز الذكاء العاطفي من قدرة الفرد على التفكير قبل التصرف، وهو ما يسهم في اتخاذ قرارات مالية حكيمة، مثل الادخار والتخطيط للمستقبل.
وفي المقابل، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يمتلكون ذكاء عاطفيا منخفضا كانوا أكثر عرضة لتحقيق “نتائج غير مواتية” في حياتهم المالية كبالغين، مثل انخفاض الدخل وعادات الادخار السيئة والمشاكل في الائتمان والاعتماد على المساعدات الاجتماعية. وعندما بلغ هؤلاء الأطفال سن الثلاثين، كانوا أقل قدرة على توفير المال مع عدد أقل من الأصول المالية، مثل المنازل أو صناديق الاستثمار أو خطط التقاعد.
أما بالنسبة لعوامل تحديد الذكاء العاطفي، فقد كشف التحليل أن الفتيات والأطفال من الأسر الغنية والأطفال ذوي معدلات الذكاء العالية، أظهروا مستويات أعلى من ضبط النفس. ومع ذلك، أكد العلماء أن الذكاء العاطفي ليس سمة وراثية فطرية، بل يمكن تطويره من خلال التربية والتوجيه المناسب من الأهل والمعلمين، فضلا عن برامج التدخل المبكر.
وأوصى الفريق بضرورة تعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال في سن مبكرة، حيث يمكن للأهل دعم ذلك من خلال نمذجة سلوكيات إيجابية وتشجيع التواصل المفتوح وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم.
تستمر دراسة دنيدن، التي تقودها جامعة أوتاغو، في تقديم بيانات ثرية، وأسفرت عن أكثر من 1000 ورقة بحثية وتقارير على مر السنين.