موقع النيلين:
2024-07-03@18:30:41 GMT

حسان الناصر: مسار وطني

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT


يحتاج الأمر إلى مشروع كتلة سياسية وطنية عبر مبادرات من فاعلين جدد، يقومون بإعادة نسج العلاقات بين الجزر السياسية المعزولة، و التنافر داخل الكتل السياسية ذات الإتجاهات الواحدة.وهنا أعني بها الكتلة الوطنية التي إتخذت موقفها مع الدولة و مؤسساتها مبكرا قبل هذه الحرب بسنوات.

حتى هذه اللحظة أثرت أزمات سياسية منذ العام 2013م على هذه الكتل مما خلق تشققات وتنافر ومراكز قرار جديدة تبعاً لكل أزمة سياسية تأتي، فلا تزال نزاعات العام 2016 مؤثرة على كتلة المعارضة وهو ما بدأ واضح بعد صعودها للسلطة عبر شروط مختلفة للمشروع الذي صممت من أجله.

بكل تأكيد منذ أحداث العام 2019 أعيد إنتاج سياق المصالح السياسية التي توحد الكتل و تفرقها، أعادت إنتاج منافذ جديدة لبؤر تأثير مختلفة. ولكن عملت أحداث ثانوية مختلفة في الفترة الإنتقالية على إنتاج المصالح المشتركة.

بكل تأكيد يمثل مصلحة بقاء الدولة و الحفاظ عليها مبدأ جذري أعلى من كافة التناقضات التي أفرزت خلال الفترة الإنتقالية وحراك 2018م مما يعني ضمنيا وقوع هذه المسارات السياسية في مجرى واحد (المسار الوطني) وإلى مصب واحد (بقاء الدولة)

إن الخيارات الدبلوماسية التي تم إفرازها من خلال العلاقات المسمومة حولت الخيارات السياسية إلى حفر جرذان حيث يجتمع كل شخصين ومن خلال علاقات و مال سياسي قذر بالتأثير على مراكز صنع القرار و الذين يمتلكون المشروعية في إتخاذ مسارات قادت إلى هذا النفق.

لا يكفي دعم الجيش بل هناك ماهو أعلى من الدعم، وهو تأسيس مسار وطني سياسي فيه يتحد الفاعل مع خيارات الكتل الوطنية في رسم ملامح سياسية واضحة تستند على أساس الإنحياز لبقاء الدولة وسيادتها الوطنية.

لقد قام المجتمع بالدور المنوط به على أكمل وجه وحتى هذه اللحظة يقدم المجتمع السوداني بكافة أطيافه نموذج التضحية في الحفاظ على الدولة من واقع المصير المشترك وجب إلتقاط هذه المسار و الذاهب به بعيدا عن الآفاق الضيقة التي تشبه الممارسة السياسية لطلاب الجامعات.

حينها لن نخشى على تحريف المستقبل أو ضياعه لأننا نمتلك الارادة السياسية الكافية من أجل بناء مستقبل وطني وعلى أسس مشتركة لا تعبر الأزمة وإنما تمحي جميع آثارها وتفكك جميع تناقضاتها وتتجه إلى الادوات الدستورية في إنتاج الحل و إدارة الصراع.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

علاوي يحذر من تفجير الأوضاع ويوجه دعوة سياسية

حذر رئيس ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، اليوم الأربعاء، من تفجر الأوضاع في البلاد نتيجة الخلافات الداخلية، فيما وجه دعوى للقوى السياسية إلى حوار يناقش تعديل مسار العملية السياسية. وقال علاوي في بيان ورد لـ السومرية نيوز، "لقد عانى العراق وشعبه الكريم طيلة الفترة الماضية منذ اياما لنظام البائد ولا يزال لغاية الان من ازمات عديدة وتحديات بالغة التعقيد وسعينا بعد اسقاط هذا النظام الدكتاتوري مع قوى المعارضة الوطنية من اجل بناء عراق ديمقراطي وتحقيق دولة المواطنة لكن للاسف بُنيت العملية السياسية على اسس خاطئة واعتمدت على المحاصصة والطائفية والتهميش والاقصاء والاجتثاث المسيس فاستشرى الفساد في كل مفاصل الدولة وانتشر السلاح المنفلت وانعدم الامن والاستقرار حتى اصبح العراق مسرحاً للصراعاتٍ الاقليمية والدولية يضاف الى ذلك تزايد حدة الخلافات والانقسامات فبعد ان كانت شيعية سنية وعربية كردية اصبحت الاجواء معقدة داخل البيت الشيعي والبيت السني والبيت الكردي وحتى المسيحي والتركماني".

وأضاف، ان "بقاء الاوضاع على هذا الحال مع استمرار الخلافات الداخلية يشكل مدعاةً للقلق وخطراً كبيراً قد يؤدي الى تفجير الاوضاع في اي لحظة والى تقسيم العراق، لذا ومن منطلقٍ وطني وخوفاً من انزلاق الاوضاع الى ما هو اسوء فأنني ادعو القوى السياسية الوطنية في البلاد الى عقد مؤتمر وطني للحوار يشارك فيه جميع القوى السياسية والنقابات والاتحادات وشيوخ العشائر العموم وممثلين عن قوى الشعب يناقش قضايا اساسية اهمها تعديل مسار العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية والغاء المحاصصة واعتماد مبدأ المواطنة الحقة التي تقوم على اسس العدل والمساواة وسيادة القانون وتعديل بعض الفقرات الدستورية، وبهذا المنطق نضمن حلاً لجميع القضايا والاشكالات".

ورأى، ان "مؤتمراً كهذا سيكون بدايةً حقيقية لتحقيق الاصلاح السياسي المنشود ويشكل انطلاقة لبناء عراقٍ قوي مزدهر ينعم الجميع فيه بالامن والاستقرار والرفاه".

وأتم: "كما انني على يقين بأن هذا الامر فيما لو تحقق فأنه سيعيد للعراق مكانته الدولية والتي سيكون من خلالها لاعباً أساسياً في بسط الامن والاستقرار في منطقتنا التي تعاني هي الاخرى من ازمات وتحديات خطيرة وسيكون النواة الاساسية للانطلاق نحو عقد مؤتمر للأمن والسلام الاقليمي شبيه بمؤتمر شرم الشيخ حيث بادرنا بالعمل على عقد هذا المؤتمر عندما كنت رئيساً للوزراء والذي حضره دول الجوار والدول الاسلامية والعربية، هكذا مؤتمر وبحكم موقع العراق الجغرافي الرابط بين العمق العربي من جهة والعمق الاسلامي من جهة اخرى سيعمل وبكل تأكيد على ايقاف الدمار والتخفيف من حدة النزاعات والتوترات التي تعاني منها اغلب بلدان المنطقة".

مقالات مشابهة

  • علاوي يحذر من تفجير الأوضاع ويوجه دعوة سياسية
  • أحزاب سياسية راسخة.. ام تجمعات انتخابية؟
  • الناصر يوضح حول التغييرات الجديدة على نظام الخدمة العامة
  • خلال ندوة لـ مركز الحوار.. أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة ستنتهي خلال 10 أيام
  • أستاذ علوم سياسية: الأسماء المعلنة في التشكيل الوزاري الجديد مبشرة ولديها رؤية
  • الجبهة التركمانية:لن نتراجع عن تدوير منصب محافظ كركوك لتشكيل حكومة المحافظة
  • مهلة عامين للمغتربين الحاصلين على إجازة دون راتب
  • الكتل السياسية الفرنسية تحشد أنصارها
  • الكتل السياسية لا تغيّر مواقفها.. التركمان متمسكون بمبدأ المداورة لحل أزمة تشكيل حكومة كركوك
  • حسام بدراوى يستعرض مصر المستقبل كما يراها فى كتابه الجديد