صدى البلد:
2025-03-13@21:21:21 GMT

هل يجوز قيام الليل قبل 12 ليلا؟.. الإفتاء توضح 9 حقائق

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

 هل يجوز قيام الليل قبل 12 ليلا  ؟، لعله استفهام أولئك الذين يدركون فضل وثواب هذه الوصية النبوية،  التي ورد الحث عليها في كثير من النصوص ، حيث يعد قيام الليل من أفضل العبادات والقربات إلى الله سبحانه وتعالى، والتي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تحريها واغتنامها، إلا أن ظروف حياتهم تحتم عليهم النوم قبل منتصف الليل وتصعب عليهم الاستيقاظ في الساعات الأولى من الثلث الأخير من الليل ، ومن هنا تنبع أهمية معرفة هل يجوز قيام الليل قبل 12 ليلا ؟، باعتباره إحدى أوسع بوابات الخيرات وطريقة تحقيق حلم وأمنية واحتياج، والتي لا ينبغي تفويتها لأن الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء الدُّنيا فيقول: «هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، حتى يطلع الفجر.

لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام؟.. تجنبا لـ9 مصائب تقلب حياتك كيف أعرف أن طفلي مصاب بالعين والحسد؟.. إذا ظهرت عليه 10 علامات هل يجوز قيام الليل قبل 12 ليلا 

 قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته عن سؤال : ( هل يجوز قيام الليل قبل 12 ليلا  ؟)، إنه يجوز قيام الليل قبل 12 ليلا وعقب صلاة العشاء مباشرة، إذ تبدأ الصلاة عقب صلاة العشاء وحتى ما قبل صلاة الفجر، مشيرًا إلى أنه من الأفضل أن تؤدى الصلاة في الثلث الأخير من الليل لأنه وقت بركة.

وأوضح أن قيام الليل من العبادات المهمة، وسُنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه، وقيام الليل له شأن عظيم في تثبيت الإيمان، والإعانة على جليل الأعمال، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا» (سورة المزمل:1-6)

وأضاف أن الله تعالى مدح أهل الإيمان والتقوى، بجميل الخصال وجليل الأعمال، ومن أخص ذلك قيام الليل، قال تعالى: «إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».

قيام الليل

 يعتبر قيام الليل من أعظمِ الطّاعات عند الله تعالى، وهي أيضًا سرٌ من أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب الإنسانِ المؤمن؛ إذ ترسم نورًا على وجه المؤمن، حيث إنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا فيقول: «هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، حتى يطلع الفجر.

أعمال قيام الليل

أفاد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قيام الليل مصطلح كبير يشمل سنة العشاء، والشفع والوتر، وصلاة التهجد، والتراويح، وقراءة القرآن، والدعاء ليلًا، فكل هذا من قيام الليل، منوهًا بأن أى طاعة يؤديها الإنسان ليلًا من بعد العشاء إلى قبل الفجر تسمى قيام ليل، فمن صلى الشفع والوتر فهو يكون قام الليل بالشفع والوتر أو من قام الليل بقراءة القرآن أو بالدعاء.

وقيام الليل هو: قضاء معظم الليل أو جزء منه ولو ساعة في عبادة الله بالصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ،  ويطلق القيام ويراد العبادة عموماً، وصلاة الليل خصوصًا.

فضل قيام الليل 

ورد فيه أنه يجزل الله تعالى الثواب والأجر عن قيام الثلث الأخير من الليل والصلاة، لأنه يعد من العبادات المفضلة عند الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتركها، وقد وقد خصّ الله تعالى عباده الذين يقومون الثلث الأخير من الليل بالأجر العظيم لأن القائم يهجر فراشه الدافئ والنوم المريح ليعبد الله عز وجل والناس نيام، لذلك فعلى المؤمن حقًا استغلال هذا الوقت.

كما جاء أنه يمدح الله تعالى لمن يقيم الليل ومن ضمنها آخر ساعة قبل الفجر ، قال عز وجل: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)» من سورة السجدة، وكذلك المستغفرين في هذا الوقت ، فقال الله تعالى: «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» الآية 17من سورة آل عمران، وقل عز وجل: وقال تعالى: «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » سورة الذاريات، وليس هناك أعظم من مديحٍ قادمٍ من رب الكون أجمعين.

ومن فضل قيام الليل كذلك  تحقيق علامات المتقين، ويذكرهم الله تعالى بأحسن الذكر كما قال عز وجل : «إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)» من سورة الذاريات، وقد استحقوا هذه المنزلة لأنّ في قيام الليل مجاهدة للنفس والشهوات، كما  أن القائم بهذه الساعة يجلس بين يدي الله خائفًا متضرعًا ليغفر له ويرحمه ويستحق هذه المنزلة، كما يتحقق الخشوع في الصلاة ، وامتيازها بالإخلاص لأن القائم يقوم لوحده بعيدًا عن أعين الناس النيام ممّا يضمن نقاء نيته ويحميه من دخول الرياء إلى قلبه، الدخول إلى الجنة دون عذاب.

وورد أن قيام الليل يوجب للمؤمن دخول جنة الله تعالى، وقد وضّح النبي -صلى الله عليه وسلّم- بأنّ من قام الليل يدخل الجنة من دون عذابٍ، ماذا يحدث قبل أذان الفجر بساعة ، كسْب شرف المؤمن، فالبعض يظن أنّ الشرف يأتي بالمال، أو المناصب، أو الشهادة ولكن وضّح النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّ قيام الليل هو شرف المؤمن، وذلك لأن قيام الليل دليلٌ على قوة إيمان العبد وإخلاصه وثقته بالله تعالى، أيضًا الصلاة مقبولة فالله عز وجل يقبل الصلاة من عبده في هذه الساعة، كما أن الله سبحانه وتعالى يثنى على المؤمنين الذين يتعبدون في هذا الوقت، فيما ورد بقوله: « وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» الآية 64 من سورة الفرقان، في هذا الوقت هو وقت إجابة الدعاء وقراءة القرآن والطاعات مستحبة في هذا الوقت والصلاة فيه مفضلة كما جاء في الحديث: «أفضل الصلاة صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ويقوم سدسه».

كيفية قيام الليل بالصلاة

حدد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، كيفية قيام الليل بالصلاة ؟، قائلاً: أن صلاة قيام الليل تصلى مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين كما في الحديث الشريف “صلاة الليل مثنى مثنى”.

وتوه بأن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي قيام الليل ثماني ركعات، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة  رضي الله تعالى عنها تقول إنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي أربعًا فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم يستريح ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن طولهن وحسنهن، منوهًا بأنه يجوز للمسلم أن يصلي قيام الليل بركعات أقل أو زيادة، ويطيل أو يقصر القراءة أينما وجد قلبه.

ويُستحبُ أن تُبدأَ صلاة قيام اللّيل بركعتين خفيفتين ثم تُكمَّل الصّلاة ركعتين ركعتين لما ورد عن رسول الله، فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً»، وبذلك تُصلى صلاة القيام رَكعتين رَكعتين، وذلك قول الجمهور من العلماء الشافعية، والحنابلة، والمالكية، وغيرهم من العلماء.

عدد ركعات صلاة قيام الليل

وعن عدد ركعات صلاة قيام الليل، فورد أنه ليسَ لصلاةِ قيام الليل عددٌ مخصوصٌ من الرَّكعات؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين»، وعن عدد ركعات صلاة قيام الليل فالأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة؛ أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا فعل النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة».

وقد اختلف الفُقَهاء في عدد ركعات صلاة قيام الليل أو الأكثر من عدد ركعاتها، فقال الحَنَفيّة: أكثرُها ثماني ركعات، وقال المالكيّة: أكثرُها اثنتا عشرة ركعة، وقال الشَّافعيَة: لا حصرَ لعدد رَكَعاتها،  وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرْ».

حكم صلاة قيام الليل

حكم صلاة قيام الليل اختلف الفقهاءُ في حكم قيام اللّيل إن كان مُستحبًّا، وبذلك قال مالك، وهو المشهور عند باقي الفقهاءِ، لكن الاستحباب في حقّ العباد، وأمّا في حقّه - صلّى الله عليه وسلم - فهو واجب، والواجب عليه - عليه الصّلاة والسّلام - أقلّه ركعتين، واحتجّوا بقوله تعالى: «ومن الليل فتهجد به نافلة لك»، قالوا: فهذا صريح في عدم الوجوب. قال الآخرون: أمَرهُ بالتهجّد في هذه السّورة كما أمره في قوله تعالى: «يا أيّها المزمل  قم اللّيل إلا قليلا»، ولم يجيء ما ينسخه عنه، قال مُجاهد: "إنّما كان نافلةً للنّبي عليه الصّلاة والسّلام؛ لأنّه قد غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فكانت طاعته نافلة، أي: زيادة في الثّواب، ولغيره كفّارة لذنوبه".

ومع هذا الاختلافِ في حكم قيام اللّيل بحقِّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- إلا أنّهم اتّفقوا على كونه سُنةً على غيره من المُسلمين، فقد قال القحطانيّ في شرح أصول الأحكام: "وقيام اللّيل سُنّة مُؤكّدة بالكتاب والسُنّة وإجماع الأُمّة".

 

 

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هل يجوز قيام الليل هل قيام الليل قيام الليل حكم قيام الليل فضل قيام الليل

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء المصرية: التشدد في منع التوسل بالنبي والأولياء تضييق على الناس

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز التوسل بالنبي والأولياء ما دام على سبيل التقرب إلى الله تعالى، والتشدد في هذه المسائل فيه تشديد على الناس.

وقالت دار الإفتاء إن في منشور عبر الصفحة الرسمية بـ موقع «فيس بوك»: التوسل بالنبي مشروع.. والتشدد في منعه لا يستند إلى دليل شرعي صحيح.

وأضافت الإفتاء: التوسل بالأولياء جائز، ما دام على سبيل المحبة والتقرب إلى الله، والتشدد في هذه المسائل فيه تضييق على الناس.

مفتي الجمهورية في حديثه الرمضاني مع الإعلامي حمدي رزق

يذكر أن الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أكد أن انتصارات العاشر من رمضان تُعَدُّ من المحطات التاريخية العظيمة التي غيَّرت مسار الأمة الإسلامية وأعادت لها عِزَّتها وكرامتها، مشيرًا إلى أن شهر رمضان المبارك يمثل دائمًا بوابة للانتصارات في التاريخ الإسلامي والعربي قديمًا وحديثًا.

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، حيث شدَّد فضيلته على أهمية التذكير بهذه الانتصارات العظيمة، محذرًا من محاولات التقليل من قيمتها عبر حملات منظمة تسعى لخلق حالة من الهزيمة النفسية لدى العرب والمسلمين.

وحذَّر فضيلة المفتي من المحاولات المتعمدة التي تستهدف التقليل من قيمة هذا النصر العظيم، مشيرًا إلى أن هناك حملات منظمة تسعى لخلق حالة من الهزيمة النفسية لدى العرب والمسلمين. وقال: "لا يخفى على أحد أننا أمام محاولات مستمرة لتشويه هذه المعركة التي شرفت العرب والمسلمين، وذلك عبر تقديمها في صورة ثانوية بعيدة عن الحقيقة".

وأضاف أن مثل هذه الدعوات تأتي في إطار خطة ممنهجة لضرب الروح المعنوية للأمة، مؤكدًا أن الانتصار لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة لحسن الإعداد والتنظيم الدقيق، وهو ما يرسخ مبدأ "الجزاء من جنس العمل" الذي أكدته الشريعة الإسلامية.

واستشهد فضيلة المفتي بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]، موضحًا أن "الغد" في هذه الآية لا يقتصر على يوم القيامة، بل يشمل التخطيط لمستقبل الأمة في الدنيا، وهو ما تحقق بالفعل في انتصار العاشر من رمضان.

وأشار إلى أن البعض وصف هذا الانتصار بأنه "بدر الثانية"، نظرًا لما شهده من معاني الإيمان والعزيمة، مشيرًا إلى أن "حرارة الإيمان" هي التي دفعت المقاتلين في تلك المعركة للبذل والتضحية في سبيل الله والوطن.

وأكد فضيلة المفتي أن دعم الملائكة للمؤمنين في معاركهم هو حقيقة ثابتة في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن الله تعالى أيَّد المسلمين في بدر الأولى، وأعاد هذا التأييد في العاشر من رمضان. واستشهد بقول الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12]، مؤكدًا أن هذا التأييد الإلهي يمنح المؤمنين قوة تتجاوز إمكانياتهم البشرية.

وأوضح أن تكبيرات "الله أكبر" التي رددها الجنود خلال المعركة لم تكن مجرد هتافات، بل كانت تعبيرًا عن الثقة بأن الله أكبر من أي قوة، وأكبر من أي جيش، وهي الصيحة التي بثَّت الرعب في قلوب الأعداء، وأعادت للأمة كرامتها وعزتها.

وأشار فضيلة المفتي إلى أنَّ حب الشهادة كان أحد أسرار انتصار المسلمين في معاركهم عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن الشهادة في سبيل الله تمثِّل أعلى مراتب الإيمان، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».

وأضاف أن القرآن الكريم يؤكد على علو منزلة الشهداء بقوله: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 171]، وهو ما يجعل المسلم يتطلَّع إلى هذه المرتبة العظيمة ويبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس.

وفي نهاية الحلقة أجاب فضيلة مفتي الجمهورية عن عدد من أسئلة المشاهدين، وكان أولها عن ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية، حيث أشار فضيلة المفتي إلى أن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا يستوجب تدخُّل المؤسسات الدينية والعلمية والإعلامية لمعالجته.

وقال فضيلته: "إن انتشار هذه الظاهرة يؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة، إما في صورة انتكاسة للفطرة وانحراف في السلوك، أو في صورة انتشار العنوسة وتأخُّر سن الزواج، وكلا الأمرين له آثار مدمرة على المجتمع من الناحية الأخلاقية والاقتصادية".

كما بيَّن كيف أن الإسلام سهَّل إجراءات الزواج، ولم يجعل عليه قيودًا أو أعباء مالية تثقل كاهل الشباب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

وأوضح فضيلته أن الزواج في الإسلام ليس مجرد ارتباط اجتماعي، بل هو علاقة تحقق السكن والمودة والرحمة، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

وأكد أن العادات والتقاليد المغلوطة هي التي أصبحت تكبِّل الآباء والأبناء معًا، بينما الشريعة الإسلامية جعلت الزواج أمرًا يسيرًا قائمًا على أساس الدين والخلق.

وأضاف فضيلة المفتي أن الزواج لا يتعارض مع الرزق، بل قد يكون بابًا لتوسيعه، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح الذي يريد العفاف".

وتابع: "لكننا للأسف نتغافل عن هذه المعاني العظيمة، ونركز فقط على الأعراف والعادات التي ظلمت الشباب والفتيات معًا، وأصبحت عائقًا أمام تكوين الأُسر".

وفي ردِّه على سؤال حول أهمية التوافق الاجتماعي والاقتصادي في الزواج، أكد المفتي أن الكفاءة بين الزوجين من العوامل الأساسية لنجاح الزواج، مشيرًا إلى أن الفجوة الكبيرة بين الزوجين في هذه الأمور قد تؤدي إلى مشكلات تهدِّد استقرار الأسرة، قائلًا: "عدم التكافؤ قد يؤدي إلى حياة غير مستقرة، بل قد يعجِّل بالانفصال ويعرِّض الأبناء للضياع، مما قد يفرز سلوكيات غير سليمة تؤثر على المجتمع بأسره".

وفيما يتعلَّق بتكاليف الزواج والمهر، أوضح فضيلته أن الإسلام لم يمنع إعطاء المهر بصورة كبيرة ما لم يكن ذلك سببًا في عزوف الشباب عن الزواج أو يشكل عبئًا عليهم. وأضاف: "إذا كان الله تعالى قد وسَّع على الإنسان، فلا حرج أن يوسع في المهر، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك عائقًا يحول دون إتمام الزواج".

وعن كيفية تعامل الزوجة مع زوج قاسٍ بعد وفاته، شدد المفتي على ضرورة التحلي بالتسامح واستحضار القيم الدينية، قائلًا: "الله تعالى أمرنا بالعفو والصفح، كما في قوله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]، وهذا النهج النبوي في التعامل مع الآخرين هو الذي جعل حبه صلى الله عليه وآله وسلم يدخل قلوب كل الناس، حتى أعدائه. فعلى الزوجة أن تتذكر أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وأنها مليئة بلحظات الخير والشر، والقسوة والرحمة، فعليها أن تغلب الجوانب الإيجابية وتحسب ذلك عند الله تعالى".

وفي حديثه عن الامتناع عن توريث الأخوات، خاصة البنات، أكد المفتي أن هذا السلوك يعد من كبائر الذنوب، مشددًا على أن حرمان المرأة من الميراث هو اعتراض على حكم الله وظلم بيِّن، قائلًا: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله قسم لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث»، ومن يُقدِم على منع الميراث يعترض على حكم الله، بل ويُعرِّض نفسه للعذاب في الآخرة"، لافتًا إلى أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]، مما يدل على خطورة هذا الفعل.

وفيما يتعلق بحكم تزويج المطلقة لنفسها دون ولي، أوضح فضيلة المفتي أن هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، فمنهم من أجازها ومنهم من منعها. وأضاف: "لكن القضية لا تتوقف عند الحكم الشرعي فقط، بل تمتد إلى الأعراف والتقاليد المجتمعية، حيث يجب مراعاة ما جرى عليه العرف حتى لا تتعرض المرأة أو الأسرة للقيل والقال".

وأشار فضيلته إلى أن الشريعة الإسلامية اشترطت الولاية والإشهاد والإعلان لضمان صحة الزواج، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَي عدل»، موضحًا أن المرأة العاقلة الرشيد إذا عقدت زواجها بنفسها مع استيفاء الأركان الأساسية، فلا حرج، لكن ينبغي مراعاة العادات الاجتماعية حتى لا يكون ذلك سببًا في التشكيك أو الطعن في شرفها أو سمعتها.

مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى انتصارات العاشر من رمضان

مفتي الجمهورية يشيد بجهود القيادة المصرية في الدفاع عن شعب فلسطين

مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك

مقالات مشابهة

  • صلاة تجعل الملائكة تسأل عنك في رمضان.. يغفلها الكثيرون
  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة
  • حكم قضاء صلاة التراويح لمن فاتته.. الإفتاء توضح الحل
  • عليه وزر.. دار الإفتاء تكشف حكم صيام تارك الصلاة
  • هل يجوز تأخير صلاة الفجر بسبب العمل؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل قيام الليل يختلف عن التهجد أم كلاهما واحد؟ الإفتاء تجيب
  • هل يجوز أداء صلاة التراويح بأقل من 8 ركعات.. اعرف الموقف الشرعي
  • دار الإفتاء: يجوز للمرأة المستحاضة الصيام والصلاة وممارسة جميع العبادات
  • هل الحلم بعد صلاة الفجر في رمضان يتحقق؟.. 5 حقائق لا يعرفها كثيرون
  • دار الإفتاء المصرية: التشدد في منع التوسل بالنبي والأولياء تضييق على الناس