“فورين بوليسي”: مكانة “إسرائيل” في حالة يرثى لها خارجياً وتعاني من انقسامات داخلية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
تحدث الكاتب في تقرير بصحيفة “فورين بوليسي”، عن وضع “إسرائيل” على الساحة الدولية في ظل عدوانها على غزة، وقالت إنّ مكانة “إسرائيل” الدولية، بما في ذلك في واشنطن، أصبحت في حالة يرثى لها، مشيرةً إلى أنه في الداخل، أصبحت الانقسامات السياسية والاجتماعية في “إسرائيل” أكثر وضوحاً.
ووفق الصحيفة فإنه سوف يكون من الصعب للغاية تدمير حركة حماس بالكامل، ومن الممكن أن تنمو من جديد في غزة.
كما لفتت إلى أنّ هناك ربع مليون صهيوني يعيشون بعيداً عن وحداتهم الاستيطانية، ولاستعادة الثقة يجب أن تكون “إسرائيل” قادرة على هزيمة أو ردع حماس وحزب الله، ولكن “الهزيمة” و”الردع” مفهومان بعيدا المنال،إذ إنه يمكن أن تحدث كارثة محتملة لـ”إسرائيل” إذا اندلعت حرب واسعة النطاق مع حزب الله، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لـ”إسرائيل” فقد تقع في مأزق في حال قللت من شأن حماس، وقوّت الحركة عن غير قصد، وأضعفت التماسك الداخلي، وفشلت في الانتقال من الحرب إلى الحكم في غزة، وقوّضت علاقتها بالولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة أنه “من غير المرجح أن تقوم القوات الصهيونية أثناء القتال بتصنيف قتلاها بعناية، وقد تحسب بسهولة جميع الذكور في سن القتال كمقاتلين مفترضين. بالإضافة إلى ذلك، قد يحمل بعض الأشخاص في غزة السلاح لأنهم يتعرضون للهجوم، مما يزيد من أعداد عناصر حماس الإجمالية.
حماس متجذّرة بعمق في غزة
ولفتت إلى أنّ “حماس متجذّرة بعمق في غزة. وقد نشأ جيل تحت سيطرتها. ولها قاعدة قوة في مجتمع اللاجئين في غزة. وبفضل هذه الجذور العميقة، تستطيع حماس أن تنمو من جديد بسهولة، حتى لو تمّ تدمير الغالبية العظمى من أجهزتها القتالية”.
ورأى التقرير أنّ “حماس هي أكثر من مجرد منظمة، فهي تجسد أيضاً ما تسميه المقاومة، باستخدام العنف لإنهاء الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وغزة وفي نهاية المطاف تدمير “إسرائيل” – وهي عقيدة يتبناها العديد من الفلسطينيين وكذلك حزب الله وإيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى”.
ولفت إلى أنّ هجوم 7 أكتوبر أثار صدمة العديد من الفلسطينيين ومعظم العالم الإسلامي، حيث ارتفعت نسبة الموافقة على الهجوم إلى أكثر من 80% في الضفة الغربية. وكان الرد العدواني الصهيوني والمستويات المرتفعة من الخسائر في صفوف المدنيين سبباً في إثبات الأساليب التي تتبعها حماس بين كثيرين في المنطقة.
وأوضح أن هذا الأمر يفسر التربة الخصبة التي تمتلكها حماس أو أي جماعة مقاومة أخرى – وهو عامل مهم على المدى الطويل، حيث ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون شخص تحت سن 18 عاماً”.
أما في خارج غزة، “فقد تولد هذه المعطيات الدعم لإيران وغيرها من أعداء “إسرائيل”، ويجعل من الصعب على الدول الصديقة في العالم العربي، مثل مصر والإمارات، العمل بشكل علني مع إسرائيل”.
من الصعب الحفاظ على قوة “الجيش” في حرب طويلة
كما تناول التقرير هجوم 7 أكتوبر (بدء معركة طوفان الأقصى)، والذي أجبر العديد من الصهاينة على ترك وحداتهم الاستيطانية في الجنوب بالقرب من حدود غزة. وأدّى إطلاق حزب الله للصواريخ وقذائف الهاون بشكل شبه مستمر على شمال فلسطين المحتلة إلى نزوح عشرات الآلاف الآخرين. ويعيش اليوم نحو 250,000 مستوطن بعيداً عن مستوطناتهم.
ورأت الصحيفة أنّ “استعادة الثقة سوف يكون أمراً صعباً، على المستويين العسكري والنفسي. ويجب أن تكون “إسرائيل” قادرة على هزيمة أو ردع كل من حماس وحزب الله. ولكن الهزيمة والردع مفهومان بعيدا المنال، ويتعين على “إسرائيل” أن تقنع شعبها بأنه في أمان، وهذا أمر صعب نظراً لفشل 7 أكتوبر”.
أما في الجنوب بالقرب من غزة، “فسوف تتطلب استعادة الثقة هزيمة شاملة وواضحة لحماس. وفي الشمال، سيتطلب الأمر من حزب الله نقل المزيد من وحدات النخبة بعيداً عن حدود “إسرائيل” لضمان عدم وقوع هجوم مفاجئ. وقد تحتاج “إسرائيل” أيضاً إلى نشر أعداد كبيرة من القوات على كل جبهة وتزويد كل منطقة مأهولة بالسكان بقدرات أكبر للدفاع عن النفس. مثل هذه التدابير مكلفة وصعبة بشكل خاص على “إسرائيل” لأنّ قوتها العسكرية تعتمد على جنود الاحتياط، مما يجعل من الصعب الحفاظ على جيش كبير في حرب طويلة”.
ووفق التقرير في “فورين بوليسي” فإنه يمكن أن تحدث كارثة محتملة لـ”إسرائيل” إذا اندلعت حرب واسعة النطاق مع حزب الله، لما لدى الحزب من “عدد أكبر بكثير من المقاتلين الأكثر مهارة والأكثر خبرة – وترسانة من الصواريخ وقذائف الهاون تفوق تلك التي تمتلكها حماس، وتتضمن ذخائر دقيقة التوجيه”.
الفشل في إدارة العلاقة مع الولايات المتحدة
كما تناول التقرير الانتقادات الدولية للحملة الإسرائيلية والتي تتصاعد، فيما تعتمد “إسرائيل” على الولايات المتحدة للحصول على الذخائر (وهي ضرورية بشكل خاص لحرب ضد حزب الله). وتقدم الولايات المتحدة أيضاً الدعم المالي الذي تشتد الحاجة الصهيونية إليه.
ومع ذلك، رأى التقرير أنه يمكن أن تنحرف العلاقة بسهولة. ويحاول الرئيس الأميركي جو بايدن إدارة الحزب الديمقراطي المنقسم، الذي يعارض معظمه دعمه القوي لـ”إسرائيل”.. وهنا يمكن لهذه الفجوات السياسية والاستراتيجية أن تقسم الولايات المتحدة و”إسرائيل”، مما يترك الأخيرة أكثر عزلة على المستوى الدولي وبدون الدعم العسكري الذي تحتاجه.
ما الذي يمكن فعله الآن؟
وخلص تقرير “فورين بوليسي” إلى أنّ هناك قائمة من المشاكل المحتملة تشير أيضاً إلى أنّ “إسرائيل” ستحتاج إلى تقليص أهدافها. وربما يتعين عليها أن تكتفي بشنّ غارات منتظمة على حماس وردعها. ويجب على “إسرائيل” أيضاً أن تخطط للمدى الطويل، مع الاعتراف بأنها لا يمكن أن تبقى في حالة حرب إلى الأبد، ويجب عليها الحفاظ على علاقتها مع الولايات المتحدة.
– الميادين نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فورین بولیسی لـ إسرائیل من الصعب حزب الله یمکن أن فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز تجيب | كيف يمكن للجنائية الدولية محاكمة نتنياهو وجالانت؟
تطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى قضية تقديم المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان علي قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة لتسلط الضوء على سلطات المحكمة الجنائية الدولية وحدود ولايتها القضائية في سياق السياسة الدولية.
المحكمة الجنائية الدولية: أداة للعدالة الدوليةتأسست المحكمة الجنائية الدولية قبل أكثر من عقدين لتقديم المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية، جرائم الحرب، الإبادة الجماعية، وجرائم العدوان إلى العدالة. النظام الأساسي للمحكمة، المعروف بـ "نظام روما"، وقّعت عليه 120 دولة، مما يجعلها أعضاء في المحكمة.
رغم أن إسرائيل ليست من بين الدول الموقعة، فإن توقيع السلطة الفلسطينية على النظام الأساسي يتيح للمحكمة فتح تحقيقات حول الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية. في هذا السياق، وجهت المحكمة اتهامات لنتنياهو وجالانت باستخدام أساليب مثل التجويع كأداة حرب.
حدود السلطة: تحديات تنفيذ العدالةتشير الصحيفة إلى أن سلطات المحكمة الجنائية تواجه عراقيل بسبب عدم اعتراف العديد من الدول الكبرى بولايتها، بما في ذلك الولايات المتحدة، روسيا، والصين، التي لم تصادق على نظام روما الأساسي. هذه الدول لا تلتزم بالمذكرات الصادرة عن المحكمة ولا تسلم مواطنيها إليها، مما يضعف فاعلية المحكمة في ملاحقة المتهمين الدوليين.
رغم ذلك، يمتد نطاق ولاية المحكمة نظريًا إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء، إذ يمكن لمجلس الأمن الدولي إحالة حالات إلى المحكمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة. لكن مع التوترات بين الأعضاء الدائمين في المجلس (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، وبريطانيا)، فإن الإحالة الجماعية تبدو غير مرجحة، كما أشار ديفيد شيفر، السفير الأمريكي السابق والمفاوض في إنشاء المحكمة.
السوابق الدولية: قرارات لم تنفذتاريخيًا، أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق زعماء بارزين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، والعقيد الليبي معمر القذافي. لكن تنفيذ هذه المذكرات يظل مرهونًا بالتعاون الدولي. على سبيل المثال، زار بوتين منغوليا، وهي دولة عضو في المحكمة، دون أن يُعتقل، كما تمكن البشير من مغادرة جنوب أفريقيا في ظروف مشابهة.
التعاون الدولي: التزام اختياري؟تعتمد المحكمة على الدول الأعضاء لتنفيذ أوامر الاعتقال. إلا أن بعض الدول تتجاهل التزاماتها الرسمية، مثل المجر التي أعلنت على لسان رئيس وزرائها فيكتور أوربان أنها لن تعتقل نتنياهو إذا زارها، رغم كونها عضوًا في المحكمة.
هذا الموقف يعكس التحديات التي تواجه المحكمة في فرض سلطتها حتى بين الدول الأعضاء، مما يثير تساؤلات حول فعاليتها في محاسبة القادة المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة.