الثورة نت:
2025-04-07@08:33:48 GMT

خذلان القيادات العربية والإسلامية لفلسطين

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

 

 

في كل حرب يشنها الصهاينة على أرض فلسطين أو غيرها نجد المواقف العربية والإسلامية لا ترقى إلى مستوى أكثر من الشجب والاستنكار والدعوة إلى ضبط النفس وتحميل الوسيط الدولي هكذا (أمريكا) التبعات، ودعوته لممارسة الضغط على الصهاينة في إيقاف العدوان والاحتلال والقتل وسفك الدماء، وكلما تجاوز العدوان كل القيم والمبادئ الإنسانية نجد أن الوسيط يتحول عن مهام الوساطة المزعومة إلى ممارسة المهمة الحقيقة وهي دعم وإسناد الصهاينة وإزالة كل ما يمكن أن يؤثر على وجودهم، ويهدد بقاءهم على الأرض المغتصبة (فلسطين).


القيادات والزعامات العربية والإسلامية مارست أقصى درجات الشجب والاستنكار عقب قيام الكيان الصهيوني وكان أقوى تلك المواقف مؤتمر الثلاث- لاءات الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم ثم توالى السقوط للزعامات والأقنعة فكان هناك من نقض (اللاءات) كما عملت مصر، ومنهم من نقضها سرا وتحت الطاولات ففي الصباح داعم للقضية الفلسطينية وفي الكواليس عكس ذلك حتى أن اليهود أنفسهم فضحوا بعض تلك القيادات واستثمروها بقية الحياء الذي تجمل به البعض حينا من الدهر وفجأة وعلى غير موعد رأينا المكاتب والسفارات والمعاهدات تتم مع أن ذلك ليس غريبا فالذي صنع الكيان الصهيوني وأمده بكل أنواع الدعم ولم يبخل عليه- هو ذاته الذي صنع هذه الأنظمة وجعلها قائمة تمارس القمع والإذلال لشعوبها ليستثمر الخيرات ويعمق الفوارق ويزرع الفرقة بين اقطار الوطن العربي تارة باستغلال العواطف الدينة وتارة باسم القومية والجهوية- والشعبوية- والطائفية – وتارة تحت مسمى التفاوت الاقتصادي والمعرفي.
ثلاثية الانحدار والسقوط
لقد سعت الإدارة الإجرامية من خلال ثلاثة محاور لضمان استمرار الكيان الصهيوني تمثلت في رسم الحدود وإنشاء الجيوش وفق استراتيجية حماية الكيانات القائمة، والثانية هي بذر النعرات وإثارة المشاكل بين الأقطار بعضها البعض وهو الأمر الذي سيؤدي إلى اندلاع الحروب الطاحنة بين الأخ وأخيه، وأما الثالثة فكانت تدمير العلاقة بين أبناء الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية والإسلامية.
ففي الهدف الأول: نجد أن الزعامات العربية الإسلامية بدأت تبحث عن أساسات قيام هذه الكيانات القطرية والتمحور حولها وجودا وعدما وصبت كل الجهود من أجل تحطيم الوحدة العربية والإسلامية واحدا تلو الآخر ولم يبق من شعار التوحد سوى الأسم المجرد من المضمون والأسس التي يعتمد عليها.. وهنا يأتي إثارة النزاعات المختلفة وينهى الجيش على ما تبقى من ذلك المضمون الفارغ بعد أن تم ضمان استمرار النزاع إلى أقصى مدة حتى يستفيد الغرب من نهب الثروات وتسويق منتجات الأسلحة المكدسة في مخازن ومستودعات شركاته.
وفي الهدف الثالث تم تصوير الفلسطينيين وكأنهم خانوا القضية وسلموا أرضهم ووطنهم لليهود، وفي المقابل تسويق الأكاذيب من العملاء والخونة أن الشعوب العربية باعت القضية لصالح الصهاينة ومن تحالف معهم- لكن في الحقيقة أن الزعامات العربية هي القائمة على تصفية القضية الفلسطينية، والمتاجرة بالمواقف والمبادئ على حسابها.
ونظرة متأنية لتصويب الاستطراد السابق نجد الأمثلة الآتية: أن فكرة إنشاء كيان غريب في جسم الوطن العربي يكون ولاؤه للغرب هي فكرة نادى بها رئيس الوزراء البريطاني كامبل بنرمات في المؤتمر الذي سمى باسمه عام 1907م بعد مداولات على مدى عامين بين فرقى السياسية الأوروبية وأما فكرة تقسيم حدود الوطن العربي وتقاسيم النفوذ عليها فهي لوزراء خارجية فرنسا وبريطانيا (سايكس بيكو) وأما فكرة منح وطن قومي لليهود فهي خاصة بمؤتمر بازل الذي عقده (هرتزل) لاستثمار واستدرار الدعم الأوروبي للهيمنة على مقدرات الوطن العربي.
المسيرة القرآنية والقضية الفلسطينية
منذ تأسيس المسيرة القرآنية على يد الشهيد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي وهو ينادي بضرورة التصدي للفكر اليهودي الذي يمارس التضليل والإجرام- تضليل الأفكار بنشر المبادئ الهدامة والاتجاهات المنحرفة، والإجرام بنشر وإثارة الحروب بين الآخرين واستثمارها فلله سبحانه وتعالى يصفهم ” كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” هم مفسدون على الدوام، ومثيرون للحروب وهم موقدوها، ولذلك كان من أقوال الشهيد السيد حسين يرحمه الله “إسرائيل غدة سرطانية يجب استئصالها من الوطن العربي”.
إن المسيرة القرآنية وضعت الأسس الصحيحة التي يجب أن يتم التعامل مع الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين وأبرز مثال على ذلك الشعار الذي لخص أساس المشكلة انطلاقا من الحقائق التاريخية التي رسمت أسس العلاقة التي اختارها اليهود لأنفسهم في تعاملهم مع خاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين الذي اعطى لليهود كل الفرص والوقت لكي يتم تدارك ما هم عليه من غدر وخسة، لكن الطبع غلب التطبيع فمن قتل الأنبياء ونكث العهد وأساء إلى يستحيل أن يتحول إلى ممارسة حياة صحيحة على منهاج الله الذي اختاره الله لعباده المؤمنين ” وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” البقرة (109) ضمهم النبي صلى الله عليه وآله إلى مجتمع المدينة وعدهم أمة من جملة الأمم ارتكبوا الإثم وأردوا انتهاك حرمات المسلمين، أخذ عليهم العهد بالتناصر فكان الغدر ومحاولة الفتك به صلى الله عليه وآله وسلم، كلما انتصر المسلمون على أعدائهم زادت خيباتهم وحنقهم حتى أنهم البوا الجموع واجتاحوا المدينة ليستأصلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفئة المؤمنة.
سفن المجرمين مقابل طعام المستضعفين
يأتي قرار السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية حفظه الله باستهداف سفن المجرمين مقابل فتح المعابر وغوث المستضعفين المعتدى عليهم ومدهم بالغذاء والدواء موقف مشرف أمام الله سبحانه وتعالى وأمام كل الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية والإسلامية، وفي مقابل ذلك نرى المجرمين يتداعون لسرعة انجاد القتلة والمجرمين وكأن الأرواح التي سفكت دماؤهم على أرض غزة وفلسطين لا شأن لهم بها، أفبعد هذا الخزي والعار من خزي؟
لماذا يصر المجرمون على قتل الأبرياء والضعفاء والمساكين بكل أشكال الإجرام؟ الا يكفي تلك الأسلحة المحرمة التي تحصد الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء؟ إلي أي مدى بلغت السفالة والانحطاط بهؤلاء المجرمين؟ أما الموقف اليمني فهو يبتغي الجزاء من الله فلا عذر لأحد عن نصرة هؤلاء الضعفاء على أرض الرباط، وسيأتي اليوم الذي يعض المجرمون أصابع الندم على ما فعلوا في الدنيا قبل الآخرة.
لتحشد أمريكا ومن ورائها أساطيلهم ومساطيلهم لحماية البحر الأحمر وحماية القتلة والمجرمين، فإرادة الله أكبر وأعظم من إرادة المجرمين، والله اذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، ويكفي اليمن فخرا أنها لقنت كل المجرمين شعارا ورسخت القول بالفعل ممارسة وسلوكا، فهل بعد ذلك من قول “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ” آل عمران (126).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشرطة فى مواجهة الذكاء الإجرامى.. تطور أساليب المجرمين وكيفية مواجهتها

مع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال، لم تعد الجرائم تُرتكب بأساليب تقليدية فقط، بل أصبح المجرمون أكثر دهاءً، يستغلون التقنيات الحديثة والمعلومات المتاحة للهروب من العدالة.

في المقابل، تطورت الأجهزة الأمنية، فدخلت التكنولوجيا عالم التحقيقات لتكشف الجرائم الأكثر تعقيدًا.

فكيف تغيرت أساليب المجرمين؟ وكيف تواجه الشرطة هذا التحدي المتصاعد؟

-تطور أساليب الجريمة.. المجرمون أكثر دهاءً

لم تعد الجرائم تعتمد على القوة البدنية أو الأدوات التقليدية، بل أصبح الذكاء الإجرامي عنصرًا أساسيًا في تنفيذ الجرائم والفرار دون ترك أدلة.

-من أبرز التطورات في عالم الجريمة:

* الاحتيال الإلكتروني: أصبح القراصنة والمحتالون يستخدمون الهندسة الاجتماعية لاختراق الحسابات البنكية وسرقة الأموال دون الحاجة إلى السطو التقليدي.

* تقنيات التمويه: يستخدم المجرمون الآن أقنعة سيليكونية وتقنيات تزوير بصمات الأصابع لتضليل أنظمة التعرف على الهوية.

* التشفير وإخفاء الأدلة: مع انتشار تطبيقات الرسائل المشفرة مثل Telegram وSignal، أصبح تعقب المحادثات الإجرامية أكثر صعوبة.

* التزييف العميق (Deepfake): ظهرت جرائم تعتمد على تزييف الصوت والصورة لخداع الأشخاص وتنفيذ عمليات احتيال غير مسبوقة.

* الذكاء الاصطناعي: بدأ بعض المجرمين باستخدام الذكاء الاصطناعي لاختراق الأنظمة أو حتى إنشاء وجوه مزيفة لفتح حسابات بنكية مزورة.

- كيف تواجه الشرطة تطور الجريمة؟

لم تبقَ الأجهزة الأمنية مكتوفة الأيدي، بل دخلت التكنولوجيا عالم التحقيقات الجنائية، ومن أبرز الأساليب الحديثة التي تستخدمها الشرطة لمكافحة الجريمة:

* تحليل البيانات الضخمة (Big Data): تقوم الأجهزة الأمنية بجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط الإجرامية وكشف الشبكات السرية.

* التعرف على الوجه (Facial Recognition): ساعدت هذه التقنية في كشف الهويات الحقيقية للمجرمين، حتى مع استخدامهم للأقنعة أو التمويه.

* الذكاء الاصطناعي في التحقيقات: باتت الشرطة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيديوهات والصور والتنبؤ بمواقع الجرائم المحتملة.

* المراقبة السيبرانية: أصبح هناك وحدات متخصصة في تعقب الجرائم الإلكترونية ورصد عمليات الاحتيال والهجمات السيبرانية.

* استخدام الطائرات بدون طيار (Drones): تساعد هذه الطائرات في مراقبة المجرمين أثناء المطاردات أو تعقب الهاربين في المناطق الوعرة.

-جرائم ذكية هزت مصر وكيف تم كشفها

- سقوط "هاكر" المليون دولار

في 2023، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شاب مصري قام باختراق حسابات بنكية وتحويل أكثر من مليون دولار لحسابه، مستخدمًا ثغرات إلكترونية معقدة.

لكنه وقع بسبب خطأ بسيط، حيث استخدم جهازه الشخصي في تحويل الأموال، ما مكّن الشرطة من تتبعه عبر عنوان الـ IP.

- السفاح الذي غير بصماته

في قضية غريبة، حاول أحد المتهمين بتزوير الأموال الهروب من العدالة عبر تشويه بصماته بحامض كيميائي لتضليل أجهزة التعرف.

لكن الشرطة استخدمت تقنية متطورة لتحليل أنماط الجلد، مما ساهم في كشف هويته الحقيقية.

- "عصابة البيتكوين" وسرقة الملايين

تمكنت مجموعة من الشباب في مصر من تنفيذ عمليات احتيال ضخمة عبر استثمارات وهمية في العملات الرقمية، مما أدى إلى خسائر بملايين الجنيهات للمستثمرين.

بعد تحقيقات مكثفة، تم تعقبهم من خلال تحليل سجلات التحويلات المالية المشبوهة.

 

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الشرطة فى مواجهة الذكاء الإجرامى.. تطور أساليب المجرمين وكيفية مواجهتها
  • بالرغم من حرب الإبادة.. الأنظمة العربية والإسلامية تُدير ظهرها عن مناصرة غزة وإيقاف العدوان الإسرائيلي
  • ماذا حلّ بالأمة العربية والإسلامية؟
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • اليماحي: البرلمان العربي ملتزم بدعم القضايا العربية وعلى رأسها فلسطين
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • مراسل سانا في حلب: قوات الجيش العربي السوري تصل إلى محيط مناطق قوات سوريا الديمقراطية في مدينة حلب وتؤمّن الطريق الذي سيسلكه الرتل العسكري المغادر من حيي الشيخ مقصود والأشرفية باتجاه شرق الفرات
  • مسيرة الغضب من مسجد البيطار في مخيم البقعة .. ” خذلان غزة عار” / شاهد