موقع النيلين:
2025-02-22@18:33:39 GMT

حي أو ميت إن الحلف الجنجويدي لفي خسر

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT


بعد شهر من الحرب، انتشرت شائعات على نطاق واسع تزعم أن الفريق حميدتي قُتل أو أصيب بجروح خطيرة. منذ ذلك الحين، لم يظهر حميدتي شخصيًا، لكنه ظهر في العديد من تسجيلات الفيديو التي قبل البعض بها كأدلة على أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة وجادل البعض بأنه من المحتمل أن تم التلاعب بالتسجيلات بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وافق دقلو على لقاء البرهان هذا الاسبوع ثم تراجع عن الاتفاق حسب قناة العربية. لكن رفضه الحضور شخصيا ورفضه الأخير لقاء البرهان يمكن تفسيره على أنه ثقل ترجيح إضافي يدعم الزعم بأنه مات أو أصيب بجروح بالغة.

لكن يجب الحذر، فوفاته أو إصابته لا تزال فرضيات غير مثبتة،. ومع ذلك هناك ثمة أسئلة: لماذا وافق ممثلو الجنجويد على لقاء بينه وبين البرهان إذا كان الرجل في ذمة السماء؟

أحد الاحتمالات هو أن ممثلو الجنجويد أرادوا استرضاء المجتمع الدولي والظهور كحمامات محبة للسلام للتغطية على أحدث جرائم مليشياتهم في وسط السودان، وصرف انتباه الكونجرس الأمريكي الذي اتخذ بعض الإجراءات التي أدخلت رعب أمريكي في قلب القادة المدنيين البارزين من الجنجويد الذين يخشون الآن فأس العقوبات الأمريكية.

ومن المحتمل أن ممثلي الجنجويد وافقوا على اللقاء بين الجنرالين على أمل أن يرفض البرهان وبلابسته لاحقا وينقذوا يوم الجنجا.

أو، في أسوأ السيناريوهات، يمكن لممثلي الجنجا منع قيام الاجتماع بوضع بعض الشروط المسبقة الصعبة مثل أن يقوم البرهان باعتقال قيادات إسلامية أو الاجتماع مع حميدتي بصفته القائد الأعلى للجيش وليس كرئيس دولة.

وربما لاحقا بعد أن لاحظ قادة الجنجويد الذين وافقوا على الاجتماع أنهم ربما أوقعوا أنفسهم في ورطة، فقد طلبوا من بعض الأصدقاء البارزين في المنطقة إرسال إشارات بأنهم تحدثوا إلى حميدتي مما يعني أنه على قيد الحياة.

والاحتمال الآخر هو أن حميدتي في الواقع على قيد الحياة ويعاني من إصابة طفيفة أو لم يصب على الإطلاق، ولكن تم نصحه من قبل القائمين علي أمره بالاختباء حتى لا يصبح وجه ميليشيا الجنجويد في وسائل الإعلام العالمية لأن التقارير ستذكر دائمًا جرائمه في دارفور عندما كان في خدمة نظام البشير حتى سقوطه. وهذا الاعتبار واقعي وذكي وهو أمر لا يثير الدهشة حيث أن غزو الجنجويد مدعوم بغطاء إعلامي احترافي متطور وممول بشكل جيد ومُدار بشكل ممتاز أثار إعجابنا وتقريظنا.

وإذا كان الاحتمال الأخير صحيحا، فإن السيد حميدتي سيظهر في الوقت المناسب، وسيشكل ظهوره انتصارا نفسيا وسياسيا مهما على خصومه. فقط تخيل نشوة الكتاب المؤيدين للجنجويد عند ظهوره المحتمل وكيف سيشمتون ويضحكون على القوى السياسية المناهضة للجنجويد وسخريتهم من الأصوات الإعلامية التي لا تستسيغ الحلف الجنجويدي.

وأكرر، هذه مجرد احتمالات وليست حقائق مثبتة بعد ونحن نعيش في عالم إحصائي، لكن جل الكتاب والمعلقين الأكثر نشاطًا أميون رياضيًا وإحصائيًا.

لذا فإن كل شيء يتعلق بمصير السيد حميدتي لا يزال غامضا وغير مؤكد، فلا أحد يعرف الحقيقة، أو على الأقل أنا لا أعرف وليس لدي أي فكرة عما إذا كان بصحة جيدة أو ميتًا أو مصابًا أو مدى خطورة إصابته.
كل الذي أعرفه إن الحلف الجنجويدي لفي خسر أما السودان ففي العسر.

معتصم اقرع
معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لا تتوقع من المشتركة أن تحارب الحلو أو عبدالواحد نور ما لم يهاجموا الفاشر مع الجنجويد

“دنيا دبنقا دردقي بشيش”- مثل دارفوري
مناوي سياسي وعنده علاقات قديمة مع الحلو وعبدالواحد وغيرهم من الحركات المسلحة وحربه مع الجنجويد وليس مع الحلو ولا عبدالواحد ولأسباب معروفة متعلقة بالصراع في دارفور أكثر من تعلقها بحرب الدعم السريع مع الجيش.

وليس هناك ما يدعوه لمحاربة رفاقه السابقين في الحركات المسلحة لمجرد اصطفافهم السياسي مع الدعم السريع وهم لم يرفعوا السلاح مع الدعم السريع حتى الآن، فماذا يستعديهم؟

صراع مناوي والقوى المشتركة مع الجنجويد صراع وجودي في دارفور، ولكن صراعه مع الحركات التي تحالفت مع الجنجويد مؤخرا ليس كذلك؛ مناوي ليس لديه حرب مع عبدالعزيز الحلو ولا عبدالواحد أو الطاهر حجر. فمن الطبيعي أن يتعامل موقفهم كموقف سياسي هو مختلف معه، ولكنه لم يصل حتى الآن على الأقل إلى مرحلة القطيعة الكاملة والصدام العسكري.

مناوي وحركات سلام جوبا كلها كانت متمردة تحارب النظام وهي موجودة الآن بموجب اتفاق سياسي. فلا تتوقع أنها ستقاتل بقية الحركات غير الموقعة على سلام جوبا لمجرد أن هذه الحركات ما تزال تحارب الجيش.

القوات المشتركة حاربت الجنجويد لأسباب معروفة وبالذات بعد تهديد الدعم السريع لمدنية الفاشر، وهي قد أبلت بلاءا حسنا في الدفاع عن الفاشر وقاتلت في الصحراء وفي الجيلي والفاو ومناطق أخرى، وهو موقف مفيد في الحرب وبالفعل مثل انحيازها قلبا للموازين بالذات في دارفور.

ولكن لا تتوقع من المشتركة أن تحارب عبدالعزيز الحلو أو عبدالواحد محمد نور ما لم يهاجموا الفاشر مع الجنجويد وهو أمر غير واضح حتى الآن. لذلك يبقى خلاف مناوي وربما كل حركات سلام جوبا المتحالفة مع الجيش مع رفاقهم السابقين خلافا سياسيا قد لا يرقى لمرحلة القطيعة الكاملة، تماما مثل موقفهم من القحاتة.

هذا هو الواقع. أنت كداعم للجيش المشتركة في صفك الآن ضد الجنجويد، ولكن لا تتوقع أن ترى القوات المشتركة تقاتل الحلو في جبال النوبة لمجرد أنه تحالف مع الدعم السريع والمشتركة مع الجيش. هذا مستبعد وغير وارد في الوقت الحالي.

أنا قد أتفهم النقد الذي يوجه إلى مناوي بسبب تغريدته الأخيرة من باب الحوار السياسي والنقاش داخل الصف الوطني الواحد، ومناوي بالفعل يمثل الدولة (بموجب اتفاق سلام مع حركة متمردة ظلت تقاتل تحت نفس شعارات الهامش والمركز التي يرفعها تخالف نيروبي الآن) ولكن تبقى هناك مساحة للاختلاف.

الحرب التي بدأها الجنجويد كجنجويد اتخذت منحى جديدا بعد تحالف الجنجويد مع حركات التمرد التي أصبحت عتيقة وهي تستند إلى خطابها وشعاراتها، والدولة منذ زمن الانقاذ وبعد سقوط الإنقاذ لم تغلق باب الحوار مع هذه الحركات باعتبار أنها حركات تمرد مطلبية، واذا استمر تحالف هذه الحركات مع الجنجويد ونجح في خلق قاعدة شعبية فلن يكون هناك مفر من التفاوض معه في يوم ما. هذه حقيقة يجب التعامل معها.

مثلما قلت قبل يومين لا سبيل إلى هزيمة مشروع تحالف الجنجويد والحركات الجديد إلا بمشروع سياسي بديل يفرغ خطاب هذا التحالف القائم على أفكار الهامش والمركز ومطالب العدالة من مضمونه. وهذا لا يتم إلا بالانفتاح والمرونة والحوار وتقبل الآراء، وليس بالابتزاز والتخويف.

صحيح ليس مطلوبا من الجيش أن يرضخ لمليشيات ولا من الدولة والشعب السوداني أن يخضعوا لإبتزاز حركات متمردة أو حركات تهدد بالتمرد، ولكن لكي تتمسك الدولة بموقفها يجب أن يكون لديها موقف أساسا. بمعنى، يجب أن تبلور الحكومة الحالية والتي تمثل الدولة الخطوط العريضة التي تحدد ما يقبل وما لا يقبل النقاش. على سبيل المثال، لا نتوقع أن تساوم الحكومة في أمر السيادة أو حرية الشعب السوداني وحقه في ممارسة إرادته بشكل ديمقراطي أو مبدأ الجيش الواحد، وأنها ستقاتل في سبيل ذلك حتى النهاية، ولكن ما دون ذلك فهناك ما يقبل النقاش والحوار.

بدون وجود مشروع واضح محدد المعالم تقاتل من أجله وتصالح من أجله، فلن تعرف ما هي أهدافك ومن هو عدوك ومن هو صديقك ومتى تحارب ومتى تصالح. فالرؤية السياسة الواضحة أهم عامل من عوامل الانتصار.

ومثلما ذكرت من قبل، يجب أن تتضمن هذه الرؤية تعريف الانتصار في الحرب كذلك. متى نقول أننا انتصرنا وهزمنا أكبر مؤامرة ضد السودان؟ يجب أن تكون هناك رؤية تحدد ذلك بوضوح.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أيهما أكذب من الآخر.. حميدتي ام شقيقه الأكبر ونائبه ؟!
  • أوّل تبعات المؤتمر التأسيسي للحلف الجنجويدي ح يكون اضمحلال وتفكّك مجموعة “صمود”
  • روبيو: لقاء ترامب وبوتين يعتمد على التقدم باتجاه إنهاء حرب أوكرانيا
  • حكومة الجنجويد ( الجزيرة نموذجا )
  • روبيو:لقاء ترامب وبوتين بعد التقدم باتجاه إنهاء حرب أوكرانيا
  • لا تتوقع من المشتركة أن تحارب الحلو أو عبدالواحد نور ما لم يهاجموا الفاشر مع الجنجويد
  • حويلي: أتمنى أن يسهم لقاء القاهرة في إعادة توحيد مجلس الدولة
  • لقد أعادت 56 حميدتي لصاً كما بدأ حياته
  • حويلي: أتمنى أن يسهم لقاء القاهرة في إعادة توحيد مجلس الدولة 
  • برئاسة البرهان.. الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء يجيز الوثيقة الدستورية الجديدة للفترة الانتقالية