الثورة نت:
2025-01-19@02:38:55 GMT

بين خيارين!!

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

 

 

من الواقع الميداني والحق التاريخي، تظهر الحقائق المعمدة بالدم والكبرياء والصمود وهو ما سطرته المقاومة الإسلامية حماس ومازالت في دحر جحافل الاحتلال الصهيو- أمريكي، فالقضية الفلسطينية المركزية عامة عربية- إسلامية، والنازيون الجدد الصهاينة شذاذ آفاق (مُلقطين) من كافة أصقاع الأرض.
تغيرت المعادلة وانقلبت الآية وقُهر الجيش (قاتل النساء والأطفال والشيوخ) بمجازر ومذابح بحرية ومحاولة تهجير سكان قطاع غزة الذين يمثلون القوة الضاربة أمام كيان الاحتلال المتعجرف.


اليمن منذ بداية حرب السابع من أكتوبر وقف إلى جانب المقاومة ومازال، الأمر الذي أدى إلى إنشاء تحالف غربي بقيادة أمريكا لضمان أمن إسرائيل، لكن التحالف تلاشى قبل ان يولد والمخطط كان هو عسكرة البحر الأحمر من أجل ضمان امن الصهاينة من القوة اليمنية فالبحر كان آمناً لمرور السفن التجارية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكانت كل السفن تعبر بأمان وحرية عدا السفن المملوكة للكيان الإسرائيلي أو المتجهة نحوه أو المساندة له، لأن اليمن منذ اللحظة الأولى وعلى لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ومعه الشعب اليمني الذي اتخذ القرارات المناسبة لمنع أي سفن تدخل الى الموانئ الفلسطينية المحتلة، وكعادته مجلس الأمن القومي الأمريكي يبحث عن ذرائع منذ قيام كيان الاحتلال عام 1947م لعسكرة البحر الأحمر والسيطرة على شرايين التجارة العالمية تحت ذرائع واهية، فالموقف اليمني واضح، إيقاف المجازر الدموية على غزة ورفع الحصار وإدخال المشتقات النفطية والدواء والماء، وقد قال قائد الثورة في هذا الصدد (إذا تورط الأمريكي فهو تورط بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليعرف الأمريكيون ان صهاينة أمريكا يسعون لتوريطها في ما ليس في مصلحتها، بل خدمة لإسرائيل)، ويضيف (لدينا نفس طويل بحمد الله للمواجهة والتصدي للعدو والثبات في مواجهة الاعتداءات، فشعبنا اليمني صمد تسع سنوات في مواجهة عدوان كبير ومازال الشعب اليمني مُحاصرا،ً فلا الأمم المتحدة استطاعت ان تكسر وتذيب الجليد والعنجهية الأمريكية الحامية للصهيونية بعبارات مطاطية في كل القرارات المنحازة والداعمة لإسرائيل، فإسرائيل أصبحت كالثور الهائج تخترق كل الاتفاقات الدولية في قوانين الحروب، لأنه وبكل وقاحة يعلن وزير الخارجية الأمريكي يهوديته وسط تل أبيب ومثله الصهيوني المتصهين (بايدن) وفي كل اجتماعات مجلس الأمن تقف الولايات المتحدة بكل وقاحة ضد قرار إيقاف الحرب الدموية على أبناء الشعب العربي الفلسطيني المحاصر في أرضه منذ 16 عاماً والهدف من هذا كله القضاء على المقاومة الإسلامية حماس وإنشاء قناة (بنجوريون)، فتلاشت أحلامهم وأطماعهم وها هو القائد يحيى السنوار بعث رسالة إلى رئيس وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس مجملها (ان كتائب القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي وقد تكبد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فالقسام استهدف خلال الحرب البرية ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة والثلث الأخير بإعاقات دائمة وتم تدمير 750 آلية عسكرية ما بين تدمير كلي وجزئي).
فكيف لأمريكا وأذنابها ان يستبيحوا دماء الفلسطينيين في مجازر وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً؟ فأين محكمة الجنايات الدولية من جرائم العصر النازية؟؟؟
بالنسبة للموقف اليمني هو عقلاني يقف إلى جانب الاخوة الفلسطينيين ورفع الحصار عنهم وإيقاف جرائم الحرب، فأمريكا خلطت الأوراق وقفزت على المعايير بصورة واضحة توحي وتكشف للعالم الحر وقوفها إلى جانب (شرطي المنطقة) الذي غرس من قبل الغرب (أمريكا_ بريطانيا) منذ عام 1948م حتى اللحظة..
فكيف لأمريكا ان تقف الى جانب الكيان المحتل وتمنع اليمن من الوقوف الى جانب أبناء الأرض الأصليين؟!!!!
هي تريد خلق رأي عام معاكس للحقائق والوقائع التاريخية، فالإعلام المقاوم والمقاومة يتصفان بالحرية ومن خلال الإعلام وكشفت الحقائق ارتفع رصيد المقاومة على الأرض وخفت صوت الإعلام الماجور رغم الضخ ووقوف أمريكا بشكل سافر إلى جانب الجلاد ضد الضحية مثلها مثل المتخبط المهووس الحالم الذي أفاق من حلمه على غير ما كان يتوقع ولا تتورع أصوات قنوات وأقدام المأجورين إلى جانب الأذيال الحالمين بالكراسي الذين يسيرون بالريموت كنترول عن ممارسة الكذب والدجل وتزييف الحقائق ولا تتوارى تلك الأذيال عن الظهور بكل بجاحة، تلفق التهم من اجل إرضاء (الموساد) الذي اصبح هو وما يسمى برئيس حكومته (النتن) للبحث عن مخرج من الورطة وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني بأكمله.
فأبناء غزة يتعرضون للتشريد والتهجير من مكان إلى آخر والحصار الخانق والقاتل والإبادة الجماعية وتقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والمناظر المقززة لمدنيين عاديين اعُتقلوا ويصورونهم بدون ملابس لإيهام الرأي العام بأنهم مقاتلون ينتمون إلى حماس، انكسرت اليوم شوكة (الجيش الذي لا يُقهر) وبالمقابل جرجرت أمريكا بعض الدول الأوروبية والعربية ومنها (البحرين) التي تمثل واجهة بعض دويلات الخليج الزجاجية، فالتحالف فعلاً قد انهار قبل أن يولد.
أخيراً، التجربة اليمنية قد اثبتت نجاحها طوال التسع سنوات من الحرب التي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الدولية والمصنعة من قبل أمريكا وإسرائيل ولم تسلم منها حتى المقابر!!!
وها هي اليوم أمريكا تختلق أعذاراً واهية من اجل اشعال المنطقة في البحر الأحمر فالحذر واجب من غضب الشعوب.
وخارطة الطريق للسلام الذي ترنو اليه اليمن ولبنان والعراق وسوريا واضحة وغير معقدة، والتعامل بجدية وندية وإلا فإن المراوحة (مكانك سر) ستزيد من غضب الشعوب وتحول المصالح الغربية إلى هدف لسلاح المقاومة ولا يعتقد الغرب الأمريكي الصهيوني أن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء، فالاقتصاد المُنهار الذي تكبده الكيان الإسرائيلي سيحتاج إلى عملية جراحية معقدة خاصة ورأس المال جبان وأمريكا هي سبب في تحويل معظم السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر لتطوف حول الرجاء الصالح والحليم تكفيه الإشارة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تتوقّف الحرب.. وتستمر الإبادة

 

تتوقف الحرب في غزة بشكل أو بآخر، ستكتب الصحف وتبث الشاشات خبر «انتهاء الحرب في غزة»، وبذلك، ستكون بقعة صغيرة في زاوية المنطقة، اسمها قطاع غزة، عاشت الحرب لنحو 15 شهراً، ورغم أن كلمة «عاشت» لا تتناسب وكلمة «حرب»، إلا أنها تتناسب مع الأمل، والرغبة في الحياة. تتوقف هذه الحرب المستمرة بإبادتها، بعد أن قتلت من الأرواح ما يزيد، وفقاً للأرقام الرسمية، عن 46 ألفاً، وبحسب جهات أخرى، معروفة بدقة أرقامها وحساباتها، أكثر من 200 ألف، هؤلاء، بالرقمين، أو برقم ثالث أو رابع سينتج لاحقاً، يضاف إليهم ضحايا لا يدخلون في إحصاء رسمي، منهم أمهات سيعشن بقية أعمارهن في كمد على أبنائهن، ومنهم أبناء أيتمتهم الحرب، ومنهم زوجات ترمّلن، وأزواج ترمّلوا، وإخوة فقدوا إخوة، ولاختصار المشهد، نكتفي بما قاله محمود درويش في «حالة حصار»:

«من مات… من؟

الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد

وأخت الشهيد وأخت الشهيدة كِنَّة

أم الشهيد حفيدة جد الشهيد

وجارة عم الشهيد إلخ … إلخ…»

ورغم ذلك، هذا المشهد المختصر بشعر درويش، هو زاوية صغيرة في وصف الحال، فلو عدّدنا الضحايا فعلياً، لكانوا بعدد أهل غزة، أكثر من مليوني ضحية، على الجميع أن يعترف بهم، بوصفهم نالوا ما نالوه من القتل والسفك والسفح والتدمير.

تتوقف الحرب، ولا تنتهي. فما زال بوسع إسرائيل أن تستمر في حربها بلا هوادة، وبوسعها أن تقول للعالم كذباً، فتصدّقها عواصم الغرب الأغرب، وتنتفض من أجلها سياسات الحكومات، وتكذب وتغطي الجريمة كرمى لعيون تل أبيب، وتدفع من جيوب ضرائبها مالاً ليستمر القتل طالما تريد إسرائيل ذلك، وطالما بكائيات قادتها تلقى لطّامين في أمريكا، فالحرب لن تنتهي في أي يوم من الأيام، وستستمر، وإن اتخذت شكلاً جديداً مؤقتاً، ريثما تذخّر الأسلحة، ويستريح الجنود في إسرائيل.

وما هذا سوى الحرب التي تخاض بالأسلحة، أما الحروب الأخرى المفتوحة على القدس، وعلى اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم، وعلى الأونروا، وعلى المياه، وعلى الأسرى، وفي الإعلام وعليه، وفي الأكاديميات وعليها، وفي السينما، وفي التراث، من طعام ولباس وغيرهما… هذه الحروب كلها وغيرها لا يتسع المكان لذكرها، فلا تواجه بفعل، ولا تقابل بأكثر من تعليق يحمل شكل واسم بيان لتسجيل «موقف»، والقول في مجلس «أصدرنا بياناً».

إن هذه الحروب المستمرة، والتي رافقتها حرب غزة، والحرب على الضفة، تُشن لإنهاء الفلسطينيين، وبالتالي إنهاء فكرة الأرض لهم، وتحويلهم إلى مجموعة كانت تحمل اسم «شعب فلسطين»، وهذا الواقع الذي لا يواجه منذ وقت، لن يواجه في القادم، ففصائل المقاومة، دخلت في نفق صعب، قد يطول الوقت حتى تخرج منه، بعد كل هذه الأشهر من القتال المستميت، وفصائل المنظمة، لا حول لها ولا قوة، تفتي بما تفتي به «فتح» رغم المعارضة الصورية بين حين وآخر، وفتح آه منها؛ تحاصر السلطة الفلسطينية مخيم جنين، وأبناء من «فتح» يمررون كذبة «الخارجين عن القانون» لتبرير انتهاك المخيم، الدور الذي للأسف يضطلع به الاحتلال عادة.. فماذا بعد هذا الكلام؟!

ما يحدث في مخيم جنين، أحد الدلائل الكبيرة على تضعضع حالنا، فالصمت شبه المطبق على ما تفعله السلطة الفلسطينية في مخيم جنين، والحصار الذي تفرضه عليه وعلى أهله، يذهل أكثر من الحصار، أما المصيبة، فهي أنها تقوم بما قامت به أنظمة عربية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من قبل، وربما غداً، فبعد وقت قصير، لن يُقبل بواقع المخيمات الراهن، وستوضع الذرائع ذاتها التي وضعتها السلطة (خارجون عن القانون)، وهل من يلوم؟ لا لوم، فالسبّاق بالفعل ربّ البيت.

هل غاليت؟ نعم ولا! ما سبق نظرة مبسّطة وواقعية كما أراها في القادم الفلسطيني والعربي، لكن من شدة تعقيد الواقع الفلسطيني والعربي الذي نحن فيه، والذي نؤول إليه، ليس سهلاً النظر وتوقّع سيناريوات أفضل، ومشكلة الكلام السابق أنه يجترّ نفسه من كثرة ما انكتب عنه وفيه، وهذا ضروري ومهم، لكن ما يهم أيضاً، هو الكتابة عن حالنا، ووصف شؤوننا بواقعية مفرطة، وجلد الذات لو تطلّب الأمر. المهم أن لا نبقى ضحايا أنفسنا، مثلما نحن ضحايا الغرب ومستعمراته المنتشرة في منطقتنا بأشكال مختلفة.

استدعيت ما يحدث في مخيم جنين، وذهبت إلى المستقبل، وربما لم أذهب بعيداً، لأضع ظني في ما سيحدث في المخيمات بعد حين، وبهذا لا أكون قد ابتعدت عن غزة، وما حدث ويحدث فيها. ستتوقف الحرب في غزة، وجراحها لن تندمل بسهولة وسرعة، والأعضاء التي بُترت من أجساد أهلها، بُترت من جسد فلسطين.. لذا، لن تقوم قائمة لفلسطين من دون حق غزة المكان، وحق غزة الأهل، وحق غزة الشعب الفلسطيني، حقهم من كل شخص يفكر في أمر ولا يقيم للشعب حق مقامه، والحق هذا في جانب منه، هو ترك مجال للنضال الوطني للفلسطينيين، من دون عظات، ومن دون مؤامرات واتهامات، ومن دون كذب على العامة والخاصة، كما أنه حق الشعب في أن يقرر مصيره، ومن يمثّله من كل القوى، بقبولها أو لفظها من حياته؛ وحقه في أن يحاسب المسؤولين في فلسطين والعالم العربي والعالم عمّا آلت إليه أموره في كل مكان، من موت وجرح وسجن، وتغييب لقضايا كقضايا اللاجئين، ومن استخدام للفلسطينيين وقضيتهم في غير مكان في الإقليم والعالم.

اتفاق وقف إطلاق النار، والذي قدّم تنازلات عن ثوابت كبرى، يجعل فكرة تحميل المسؤوليات، واقعاً لا بدّ منه… ليس للمقاومة، بل لمسؤولي المقاومة، فالمقاومة مقدّسة، وفعلها مقدّس على مدار الزمان وفي كل مكان، كانت قبل «فتح» و»حماس»، وستبقى بعدهما، المقاومة هي الشعب، هي إدراك الحرية، والنضال من أجلها، بكل الأساليب. أما من يتولون المقاومة، فليسوا مقدّسين، يخطئون ويصيبون، وربما يحاسبون.

*كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • شاهد | وقفة في تونس للاحتفاء بالدور اليمني في مساندة المقاومة الفلسطينية
  • هكذا دمر الاحتلال القطاع الطبي بغزة في 15 شهرا من الحرب (خارطة تفاعلية)
  • هكذا دمر الاحتلال القطاع الطبي بغزة في 15 شهر من الحرب (خارطة تفاعلية)
  • هكذا دمر الاحتلال القطاع الطبي في 15 شهر من الحرب (خارطة تفاعلية)
  • صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟
  • رئيس مجلس القيادة اليمني: يثمن وقوف مصر بقيادة الرئيس السيسي إلى جانب الشعب اليمني
  • بعد 15 شهراً من الحرب.. ماذا حقق نتنياهو من أهدافه ووعوداته؟
  • درس غزة القاسي.. لماذا انهزمت إسرائيل إستراتيجيا رغم فداحة التدمير؟
  • العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
  • تتوقّف الحرب.. وتستمر الإبادة