الثورة / تقرير/ أسماء البزاز

يعيش قطاع غزة الذي يتعرض لحرب وحشية وإبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي أسوأ أزمة صحية في التاريخ الحديث على مستوى العالم.
وحمّلت حركة حماس الاحتلال الصهيوني المجرم المسؤولية كاملة عن انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة، وتعريض أبناء الشعب الفلسطيني النازحين للأوبئة والأمراض المعدية، عبر استهدافه الممنهج لكافة المستشفيات في القطاع وتدميره لكافة محتوياتها وإخراجها عن الخدمة.


وقالت حركة حماس في بيان إن الاحتلال الصهيوني المجرم يتحمّل المسؤولية كاملة عن انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة، وتعريض النازحين للأوبئة والأمراض المعدية، عبر استهدافه الممنهج لكافة المستشفيات في القطاع وتدميره لكافة محتوياتها وإخراجها عن الخدمة.
وطالبت حماس وكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل وتوفير ما يلزم من مستلزمات صحية ودوائية تقي أبناء الشعب من انتشار الأمراض المعدية، فهذا الأمر هو الحد الأدنى من واجبات المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه ما يتعرض له الشعب من حرب إبادة على يد جيش الاحتلال النازي.
فيما حذّرت خبيرة أممية مستقلة من أن القطاع الصحي في غزة “وصل إلى نقطة الانهيار، في ظل القصف المستمر والدمار الهائل”. وقالت: إن البنية التحتية الطبية “تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها”.
وفي بيان يوم الثلاثاء الماضي ، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، تلالنغ موفوكينغ، إن مقدمي الرعاية الصحية يعملون في أوضاع مزرية مع محدودية الوصول إلى الإمدادات الطبية.
وأضافت: “العاملون في المجال الإنساني والأطباء والمجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيون يواصلون العمل في المنطقة وهم أنفسهم تحت القصف”.
وقد وثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 111 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك 48 هجوما على قطاع غزة
ووفقاً للخبيرة المستقلة، فإن “استمرار التهجير العنيف والتهديدات بشن مزيد من الهجمات على قطاع غزة المحاصر” يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة، “فيما تمنع إسرائيل دخول الإمدادات الأساسية”.
وقالت: إن على جميع أطراف الصراع “وشركاءهم الدوليين” أن يضمنوا الوصول السريع ودون عوائق إلى الإمدادات الإنسانية الأساسية.
ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمنع تصعيد النزاع وحماية واحترام حق الجميع في الصحة “من خلال المطالبة بالوصول عبر الممرات الإنسانية، وحماية البنية التحتية للرعاية الصحية والعاملين في مجال الصحة”.
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، من وجود مخاطر حقيقية على حياة آلاف الفلسطينيين في غزة بسبب مخلفات العدوان الإسرائيلي على القطاع في حال عدم توفر دعم عاجل للنظام الصحي حتى يعود لطبيعته بسرعة، مشيرة إلى أن عددا أكبر من المدنيين باتوا معرضين للموت بسبب الأمراض أكثر مما سببه القصف.
وقالت مارجريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة، في تصريحات، إنه “في نهاية المطاف، سنرى عددا أكبر من الناس يموتون بسبب الأمراض مقارنة بالقصف إذا لم نتمكن من إعادة بناء النظام الصحي في القطاع”، واصفة الانهيار الذي شهده مستشفى الشفاء في شمال غزة بأنه “مأساة”.
وإلى جانب اقتحام وتدمير مستشفيات شمالي القطاع، تفيد التقارير الأخيرة باستهدفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية، لمستشفيات في جنوبي القطاع، كان آخرها “مجمع ناصر الطبي” في خان يونس.
إحصائيات :
وتقول مصادر طبية فلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة، يشن “حملة ممنهجة وشرسة”، ضد مستشفيات القطاع، خاصة في المناطق الشمالية، وإن هذه الحملة، تتراوح بين الاستهداف الجوي، والمدفعي والمحاصرة والاقتحام والاعتقال والقصف، الأمر الذي هدد حياة آلاف المرضى والجرحى في مناطق عمل هذه المستشفيات.
وبشكل إجمالي ووفقا للتقديرات، فإن هناك أكثر من 22 مستشفى في قطاع غزة، باتت خارج الخدمة، إضافة إلى 138 مؤسسة صحية أخرى، بفعل القصف الإسرائيلي ونقص الوقود والعاملين ، في وقت تواجه فيه المستشفيات التي لا تزال مفتوحة، ضغوطا متصاعدة وخانقة، إما من جراء القصف وإما من جراء الأعداد الكبيرة، من المرضى والجرحى الذين يصلون إليها.
إدانات:
وقد دفع هذا الوضع كلا من منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف التابعتين للأمم المتحدة للتنديد المتواصل، باستمرار استهداف إسرائيل للمستشفيات في قطاع غزة، والتحذير من التراجع الكبير، في عدد من باتوا يعملون في قطاع الرعاية الصحية في القطاع.
وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، ريتشارد بيبركورن قد وصف الوضع في مستشفيات غزة، بأنه “محزن وكارثي للغاية”، وقال كورن إن جميع المرضى في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، تم إجلاؤهم إما لمستشفى الأهلي أو الشفاء.
من جانبها أعلنت منظمة اليونيسف، أن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات، يُقتلون داخل المستشفيات نفسها. ووصفت المنظمة غزة بأنها أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال.
يذكر أن المسؤولين الإسرائيليين، يؤكدون في تصريحات متتالية لهم، على أن مستشفيات القطاع التي يستهدفونها، تضم مراكز لإدارة عمليات حركة حماس على حد قولهم، وهو الأمر الذي تنفيه دائماً، وزارة الصحة في قطاع غزة وحركة حماس على حد سواء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مؤتمر«أرب هيلث».. «السبكى»: استخدام التكنولوجيا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، في فعاليات "مؤتمر ومعرض الصحة العربي 2025"، والذي يُعد أكبر منصة تجمع خبراء الرعاية الصحية في المنطقة. 

وخلال العرض التقديمي الذي قدّمه، استعرض السبكي الخطوات الطموحة التي تتخذها مصر لتطوير نظامها الصحي وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، من خلال التحول الرقمي وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.

تطرق السبكي إلى أبرز الإنجازات التي تحققت في قطاع الرعاية الصحية، والتي تمثل أساسًا قويًا لجذب الاستثمارات في هذا القطاع، وعلى رأسها مشروع التأمين الصحي الشامل، الذي يهدف إلى توفير خدمات صحية متكاملة لجميع المواطنين وفقًا لأعلى معايير الجودة.

كما أوضح، أن هذا المشروع يتيح فرصًا ذهبية للقطاع الخاص للمشاركة في إنشاء وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، مما يسهم في تعزيز استدامة هذه الشراكات.

سلّط العرض الضوء على المشروعات الرقمية المبتكرة، مثل "المستشفى الافتراضي"، الذي يضم 9 عيادات طبية عن بُعد، بالإضافة إلى وحدات متخصصة تشمل الرعاية المركزة الافتراضية وبرامج متقدمة في طب القلب.

وأشار السبكي إلى أن هذه المشاريع تُعد نقلة نوعية في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، خاصة للمناطق النائية، مما يعزز كفاءة النظام الصحي.

كما استعرض السبكي التعاون مع الشركات والمؤسسات الدولية في تقديم حلول مبتكرة، مثل الأجهزة القابلة للارتداء التي تتيح للمرضى متابعة حالتهم الصحية بشكل لحظي. وتحدث عن خطط تحسين تقييم التكنولوجيا الصحية، بالإضافة إلى توفير علاجات مبتكرة للأمراض المزمنة.

وخلال مشاركته في معرض الصحة العربي 2025، ناقش الدكتور السبكي أبرز الفرص الاستثمارية في القطاع الصحي، مشيرًا إلى النمو الاقتصادي الواعد وحزم الحوافز التي توفرها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الدولية في المجال الطبي.

وأكد السبكي أن رؤية مصر 2030 تهدف إلى تعزيز النظام الصحي من خلال الابتكار والشراكات الدولية، مشددًا على أهمية الاستثمار في البنية التحتية الصحية. 

كما أوضح أن الحكومة تعمل على تحسين بيئة الأعمال لتشجيع الاستثمارات في القطاع الصحي، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة.

وفي ختام العرض، وجّه الدكتور السبكي دعوة إلى الشركات العالمية لاستكشاف الفرص الاستثمارية الكبيرة في قطاع الصحة المصري، مؤكدًا أن "معرض الصحة العربي 2025" يمثل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات، بما يسهم في تحقيق مستقبل صحي أفضل لمصر والمنطقة.

IMG-20250129-WA0018 IMG-20250129-WA0017 IMG-20250129-WA0014 IMG-20250129-WA0015 IMG-20250129-WA0013

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تدعو إلى الإخلاء الطبي العاجل من قطاع غزة
  • «الصحة العالمية»: ما بين 12 إلى 14 ألف فلسطيني ما زالوا بحاجة للإجلاء الطبي من غزة
  • "الصحة العالمية": الاحتياجات الصحية في غزة هائلة
  • مدير منظمة العمل الدولية : البطالة العالمية تتراجع والتحديات مستمرة
  • الصحة العالمية تحذر وتدعو لإنقاذ النظم الصحية في إقليم شرق المتوسط
  • منظمة السياحة العالمية تقدر استثمارات المغرب في القطاع السياحي استعدادا للمونديال بمليار دولار
  • إصابة فلسطينيين برصاص إسرائيلي.. وآلاف يعودون إلى شمال غزة
  • مصر تطالب منظمة الصحة بدعم أممي في القطاع الصحي
  • مصر تحقق قفزات نوعية في الرعاية الصحية
  • مؤتمر«أرب هيلث».. «السبكى»: استخدام التكنولوجيا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في مصر