المعارضة والمجتمع المدني في الكونغو يطالبان بإلغاء الانتخابات
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
طالب ممثلو اثنتي عشرة منظمة من منظمات المجتمع المدني ومرشحون رئاسيون آخرون، بإلغاء الانتخابات؛ ويشيرون إلى "مخالفات خطيرة" لوحظت خلال انتخابات 20 و 21 ديسمبر الماضي.
ومن جانبه أعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الثلاثاء أنه سيتم حظر مظاهرة خططت لها المعارضة يوم الأربعاء للاحتجاج على ما قالت إنها "مخالفات" في الانتخابات التي أجريت في الفترة من 20 إلى 21 ديسمبر.
وقال وزير الداخلية بيتر كازادي للصحفيين "المظاهرة، تهدف إلى تقويض العملية الانتخابية، ولا يمكن لحكومة الجمهورية قبول ذلك".
وأصر قائلا: «يمكنني أن أؤكد لكم أنه لن تكون هناك مثل هذه المسيرة».
وفي رسالة نشرت يوم السبت، أبلغ خمسة مرشحين للرئاسة من المعارضة حاكم كينشاسا باعتزامهم تنظيم مسيرة يوم الأربعاء.
وكتبوا "سنحتج على المخالفات التي لوحظت خلال عمليات التصويت" ، واصفين التصويت بأنه "انتخابات زائفة".
ومن بين هؤلاء المعارضين مارتن فايولو، المرشح غير الناجح في انتخابات عام 2018، ودينيس موكويجي، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعمله مع النساء ضحايا الاغتصاب في زمن الحرب.
ودعا معسكر مرشح آخر للمعارضة، وهو الحاكم السابق لمنطقة التعدين الجنوبية الشرقية في كاتانغا، مويس كاتومبي، إلى إلغاء الانتخابات على الفور.
وفي مؤتمر صحفي، انضم ممثلون عن عشرات منظمات المجتمع المدني وغيرهم من المرشحين للرئاسة إلى الدعوة، "مطالبين بإلغاء" الانتخابات.
وفي بيانهم المشترك، ندد الموقعون أيضا ب «انتخابات صورية»، معتبرين على وجه الخصوص أن تمديد التصويت على مدى عدة أيام «يهدف إلى تشجيع التزوير على نطاق واسع».
وقالوا أيضا إنهم يعتزمون الانضمام إلى احتجاج الأربعاء على الرغم من الحظر.
قال مينو بوبومي من حركة المواطنين الفيليمبية، عندما سئل عن تصريحات وزير الداخلية، "لا يمكنك تهديد أو صدمة السكان الذين يريدون السير سلميا".
وفي 20 ديسمبر، وصفت المعارضة الانتخابات بأنها "فوضى تامة".
ودعي نحو 44 مليون ناخب، من أصل نحو 100 مليون نسمة في البلد الضخم، يوم الأربعاء الماضي لانتخاب رئيسهم ونوابهم الوطنيين والإقليميين وأعضاء مجالسهم البلدية.
وبسبب مشاكل لوجستية متعددة، تم تمديد الانتخابات الرباعية رسميا ليوم واحد واستمرت حتى عيد الميلاد في بعض المناطق النائية.
وضعت النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية التي نشرتها اللجنة الانتخابية الرئيس الحالي فيليكس تشيسيكيدي في المقدمة ، وفقا للأرقام المحدثة يوم الثلاثاء ، 77.34٪ من حوالي 4.4 مليون صوت تم فرزها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكونغو
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الرئاسية: الآية إنقلبت
من دون أدني شكّ، عاد الحراك الرئاسي الى نوع مختلف من النشاط والجدية مع انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، لكن الاكيد أيضاً أن احداً من القوى السياسية في لبنان ليس لديه اجابات واضحة عن نتيجة هذا الحراك وما اذا كان سيؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ام الى مزيد من المماطلة السياسي والفراغ.
بات الحديث عن الاسماء بتماشى بشكل لافت مع تغيّر التوازنات السياسية في المنطقة، ومن كانت حظوظه عالية في السابق تراجعت اليوم لترتفع في المقابل حظوظ آخرين، لكن الاختلاف ليس بالحظوظ الرئاسية فقط بل بمواقف القوى والاحزاب والكتل النيابية من اصل الاستحقاق وحصوله.
لم تعد قوى المعارضة مستعجلة على الانتخابات الرئاسية، اذ وبالرغم من تقدم مشروعها السياسي في المنطقة وتالياً انعكاس الامر على واقعها في لبنان وامكانية ايصال مرشح قريب منها الى قصر بعبدا، الا ان هذه القوى تريد المزيد من الوقت، لا بل باتت في العمق تشجع الذهاب الى عملية تأجيل لجلسة الانتخاب الى ما بعد وصول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض وبدء ولايته الرئاسية. هذا الامر يظهر بشكل جلّي من خلال عدم خوض قوى المعارضة لنقاش فعلي في ما بينها من اجل الاتفاق على مرشح واحد ودعمه في جلسة 9 كانون الثاني بهدف الفوز بالمعركة الدستورية.
من وجهة نظر قوى المعارضة، فإن التطورات الحاصلة اليوم والتي حصلت في الاسابيع الماضية، والتي فرضت على "حزب الله" عملياً التخلي عن مرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قد تتفاعل وتتوسع في الاسابيع المقبلة وتحديداً من خلال توجيه اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية ضربة عسكرية كبرى ضدّ ايران، وهذا ما سيجعل حظوظ ايصال رئيس من صفوف المعارضة اكبر ولن يكون ممكناً الاكتفاء بإنهاء حظوظ فرنجية، وعليه لماذا الاستعجال اليوم؟ من الواضح ان المعارضة تتراجع بشكل حذر عن مرشحين كانت قد دعمتهم ضمناً في المرحلة السابقة أمثال قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو ما فتح الباب امام لعبة مضادة من قبل "قوى الثامن من اذار".
قد يكون من مصلحة" الثنائي الشيعي" تحديداً ان تقوم المعارضة بحرق اسم قائد الجيش، لكن في الوقت نفسه لا يمكن لقوى الثامن من اذار القبول بعملية تأجيل الاستحقاق الرئاسي مجدداً، اولاً لسبب اعلامي – سياسي، وهو توجيه ضربة جيدة للخطاب السياسي للمعارض التي تحمل فيه قوى الثامن من اذار مسؤولية التعطيل، لذلك سنرى خلال جلسة التاسع من كانون الثاني حضوراً كاملاً لكتل الثامن من اذار وجلسات متتالية من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى حين تطيير نواب المعارضة للنصاب او انتخاب رئيس جديد وهذا ما لا يمكن حصوله الا من خلال توافق بين الاطراف المتنازعة على اسم وسطي.
اما السبب الثاني الذي يجعل قوى الثامن من اذار مستعجلة لانتخاب رئيس، فهو تجنب حصول تطورات جديدة في المنطقة، وتحديداً استهداف ايران، واذا كان تبدل موازين القوى امر ممكن ومتاح لطرفي النزاع، الا ان فكرة استمرار اسرائيل بالتصعيد تبقى اكثر ترجيحاً. وحتى لو تمكنت طهران من توجيه ضربات جدية وافشلت الهجوم عليها، فإن اقصى ما قد يحصل عليه الفريق المتحالف مع "حزب الله" اليوم هو رئيس وسطي وعليه لماذا لا يتم انتخابه الآن وتجنب المخاطرة؟
المصدر: خاص "لبنان 24"