«ابتكارات ثورية» اقتحمت مناحي الحياة في 2023
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلة «الذكاء الاصطناعي» لتقييم وإعادة تأهيل النظم البيئية البرية والساحلية في أبوظبي "بريد الإمارات" تطلق الإصدار الأول من طوابع عيد الاتحاد الـ 52 المصممة بالذكاء الاصطناعي التوليديشهد عام 2023 ابتكارات غير عادية في مجال الذكاء الاصطناعي، وصفت بأنها «ثورية»، حيث تمكن المطورون من إدخال الابتكارات في مجالات جديدة عدة، مثل الطب والسينما وحتى إلى النشاطات اليومية العادية، وتطوير نسخ أقوى وأسرع من التي كانت موجودة بالفعل.
«GPT 4»
ظهر نموذج «GPT 4» للمرة الأولى في مارس الماضي، وهو أحد أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي المتخصص في الدردشة المتاحة للجمهور، وبإمكان الشخص التحدث معه عبر الكتابة بأي لغة، كما يفسّر اللهجات المحلية الشائعة.
ويُعد «GPT 4» بديلاً لمحركات البحث التقليدية، وبإمكانه تحليل الصور وتفصيل محتواها ومعالجة أكثر من 25000 كلمة، مما يسمح له بتقديم محتوى وافر وعالي الدقة، ويتمكن من تلخيص أي موضوع بطريقة احترافية ودقة عالية، مقارنة بالعقل البشري، ويتميز هذه النموذج بقدرته على فهم الأسئلة الصعبة وحل المشكلات المعقدة.
«Gen 2»
طورت شركة «Runway» إصداراً جديداً من تقنية «Gen 2» والمتميز بقدرته على تحرير وإنشاء مقاطع الفيديو، حيث يعمل على تحويل النص إلى فيديو وإنشاء مقاطع جديدة، ويعتبر هذا تطوراً كبيراً مقارنة بالإصدار السابق الذي كان يقتصر على تحرير المقاطع الحالية فقط.
ويستطيع «Gen 2» إنشاء مقاطع فيديو لا يمكن تمييزها عن التي ينتجها البشر، وتتيح الميزات الجديدة للمستخدمين توفير الوقت والجهد من خلال إنشاء المقاطع تلقائياً دون الحاجة إلى مهارات متقدمة في تحرير الفيديو.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنموذج تحويل الصور المُحمّلة إلى مقاطع فيديو قصيرة، من خلال تقديم وصف نصي لما يرغب المستخدم في أن يتضمنه الفيديو، رغم أن مدة المقاطع الحالية قصيرة لمدة ثوانٍ عدة، إلا أنها تمكن المستخدمين من تحويل صورهم الثابتة إلى مقاطع فيديو ديناميكية.
رعاية طبية
تعددت الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي خلال عام 2023، فقد ظهر نموذج متطور أعلن عنه فريق من الباحثين في جامعة «كوليدج لندن» بإمكانه كشف الأمراض عن طريق صور شبكية العين، بعد تدريبه بناءً على التعلم الذاتي المستند إلى 1.6 مليون صورة شبكية ليتمكن من تشخيص وتوقع الأمراض المرتبطة بالعيون والاضطرابات الجسدية مثل قصور القلب واحتشاء عضلة القلب.
كما استخدم علماء تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف مضاد حيوي جديد قادر على قتل سلالات بكتيرية مميتة المعروفة بـ«المقاومة الخارقة»، واستبعاد آلاف المركبات الكيميائية المحتملة، وتركيز الاهتمام على مجموعة صغيرة يمكن فحصها في المختبر، لينتج عن ذلك اكتشاف مضاد حيوي قوي يطلق عليه «أباوسين».
وبدأت أنظمة الرعاية الصحية في أميركا الاعتماد على الأجهزة الطبية القائمة على الذكاء الاصطناعي، فخلال النصف الثاني من عام 2023 وافقت إدارة الغذاء والدواء «FDA» على دخول 692 جهازاً تعمل بالذكاء الاصطناعي لخدمة المرضى.
حرائق الغابات
طورت جامعة «كاليفورنيا سان دييغو» تكنولوجيا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمواجهة حرائق الغابات التي تهدد مناطق عدة حول العالم، من خلال تكنولوجيا اكتشاف الحرائق قبل انتشارها، ويطلق عليه «برنامج السلامة».
وبإمكان الذكاء الاصطناعي في هذا البرنامج اكتشاف علامات مبكرة للحرائق، مثل الدخان وغيرها، باستخدام شبكة تضم أكثر من 1050 كاميرا مثبتة في الغابات في جميع أنحاء الولاية، عندما يكتشف النظام أي علامة تشير إلى حدوث حريق، يقوم بإرسال تنبيه عبر رسالة نصية إلى إدارة الإطفاء.
وتمكن النظام من اكتشاف 80 حريقاً خلال الشهرين الأولين من استخدامه، قبل تلقي أي مكالمات طوارئ، مما ساهم في الحد من انتشار الحرائق.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الطبيعة السينما الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟
مؤيد الزعبي
رغم أنَّ قطاع البنوك واحدٌ من أكثر القطاعات حساسية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يترتب على ذلك من مخاطر عديدة، إلّا أنه في الوقت نفسه، يُعد قطاع البنوك واحدًا من أكثر القطاعات استثمارًا في التكنولوجيا واستخداماتها لتطوير بيئة العمل داخل القطاع نفسه أو حتى فيما يتعلق بتحسين تجربة المستخدمين وتعاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.
ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكينزي" بعنوان "لماذا تفشل أغلب عمليات التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، وكيفية قلب الاحتمالات"، فإنَّ إنتاجية البنوك الكبيرة كانت أقل بنسبة 40% من البنوك الرقمية. وهنا نتحدث عن البنوك الرقمية، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يكون الحال مع البنوك الذكية أو بنوك الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل كيف سيؤثر هذا الأمر على موظفي قطاع البنوك؛ سواء من حيث طريقة عملهم أو حتى فرصهم المستقبلية والمخاطر التي تهدد وظائفهم، هذا هو ما سوف أتناوله معك ها هنا من خلال هذا الطرح.
تُشير الدراسات إلى أنه منذ عام 2013 وحتى عام 2022، زادت البنوك إنفاقها على التكنولوجيا بنسبة 38% لدعم الاحتياجات الرقمية المتطورة للعملاء، وفي بيئة حياة دخلها الذكاء الاصطناعي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية فكان لا بُد للبنوك من إدخال هذه التقنيات في صلب عملياتها التشغيلية وأيضًا إدراجها في عمليات تحسين تجربة العملاء. وقد حدث بالفعل في أن شهدنا تطورًا كبيرًا في التطبيقات الرقمية الخاصة بالبنوك، من خلال تحسينات ملحوظة في واجهة المستخدم، وأيضًا من خلال الخدمات التي يمكن للعمل الوصول إليها من خلال هذه التطبيقات مباشرة دون تدخل موظفي البنوك إلا في بعض الحالات.
الذكاء الاصطناعي قادم لا محال في قطاع البنوك، أولًا: لأن البنوك تستهدف الربحية في المقام الأول؛ إذ يُشير تقرير منشور في موقع "Financial News London" إلى أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يضيف 170 مليار دولار إلى أرباح البنوك في السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة الأرباح إلى ما يقرب من 1.992 مليار دولار بحلول عام 2028، وعين البنوك جميعها على هذه الأرباح. وثانيًا: لأن البنوك لن تدخر أي فرصة من شأنها تحسين وتسريع تجربة العملاء. وثالثًا: لأن المخاطر التي سيخلقها دخول الذكاء الاصطناعي لحياتنا تحتاج لذكاء اصطناعي قادر على مواجهتها. ونتحدث هنا عن الأمن الإلكتروني والاحتيال وما شابه ذلك من مخاطر رقمية. ففي الوقت الذي تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من محاكاة الأصوات وتقليدها وما سيُسببه ذلك من إرباك لمقدمي الخدمات المصرفية عبر الهاتف، إلّا أنه في الوقت نفسه، سيُقدِّم الذكاء الاصطناعي حلًا لمثل هذه المشاكل، كما إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستُقلِّل من عمليات جرائم غسيل الأموال أو انتحال الهوية أو التحويلات المزيفة أو السرقة الإلكترونية.
ربما لاحظنا جميعًا السرعة الكبيرة التي حدثت في عمليات التحويلات المالية والتي باتت مؤتمتة بالكامل من خلال أنظمة تكنولوجية لا يمكننا القول إنها تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه العمليات يمكن إدراجها ضمن الأتمتة الإلكترونية المتطورة، وليس لها علاقة بالذكاء الاصطناعي. لكن سنجد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتسريع بعض العمليات المُعقَّدة في هذا الجانب، مثل التحويلات المالية بين الشركات أو حتى التحويلات الدولية، والتي كانت تحتاج لبعض الأيام لمعالجتها والتأكد منها إلى حين إتمامها. والذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا كبيرًا في تسريع هذه العملية لما له من قدرات فائقة في تحليل البيانات والتأكد من صحتها.
وتُعد خدمة العملاء أو الرد على استفسارات أو تنفيذ متطلباتهم المالية من أكثر المهام التي سيدخلها الذكاء الاصطناعي، وسيسطر عليها في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال: رُوبوت الدردشة "Watsonx Assistant" الذي طورته شركة "IBM، وهو عبارة عن روبوت محادثة يقدم المساعدة للخدمات المصرفية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، سنجده يلبي احتياجات المؤسسات المالية بشكل فعّال في الرد على استفسارات العملاء، وتسجيل شكاويهم وتنفيذ طلباتهم وتقديم المساعدة في الوصول لبياناتهم المصرفية. وكل هذا دون تدخل بشري، إلّا أن الشركة المُطوِّرة تقول إن نظامها يُشبه البشر في طريقة الرد والتحدث، ونحن ما زلنا في بداية الأمر؛ إذ ستشهد هذه الخدمات تطورًا كبيرًا قد يتسبب في إلغاء أي وظيفة متعلقة بخدمة العملاء في قطاع البنوك في السنواتر المقبلة.
وأحد أكبر فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، هو تحسين عملية اتخاذ القرار المتعلقة بتقييم الائتمان والإقراض والاستثمار، والذكاء الاصطناعي وقدراته في الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تولدها المؤسسات المالية سيُعزز عمليات اتخاذ القرار؛ سواءً بالنسبة للموظفين العاملين في البنوك من عمليات الموافقة على القروض والائتمان، أو حتى تحسين اتخاذ القرار بالنسبة للخدمات المؤتمتة والرقمية؛ حيث سيُوفِّر الذكاء الاصطناعي القدرة على تقييم المخاطر الائتمانية وبنفس الوقت سيكون قادرًا بنفسه على اتخاذ القرار للموافقة أو الرفض لأي عملية ائتمانية دون الرجوع للبشر.
أيضًا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على فتح وإغلاق الحسابات، وقد لاحظنا إدراج العديد من البنوك لمثل هذه الخدمات ضمن خدماتها المصرفية الرقمية. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ ما إذا كان العملاء الأفراد أو الشركات على وشك إلغاء حساباتهم بناء على سجلاتهم البنكية، مثل عدد مرات تسجيل الدخول أو إيداع الأموال، وبالتالي يُمكن للبنوك تفادي هذا الأمر من خلال تقديم بعض العروض للعملاء، أو حتى تقديم بعض التحسينات في تجربتهم الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في أن يقدم للعملاء تجربة شخصية بناءً على متطلباته ومتغيراته الشخصية، ولهذا سنجد في قادم الوقت خدمات أكثر شخصية تقدمها البنوك لعملائها، مثل بطاقة ائتمانية تناسب العميل نفسه وحده، أو نوع حساب مناسب له بشكل أكبر، أو تسهيلات في عمليات الدفع تناسب ظروفه المالية أو حتى تناسب طبيعة عمله.
الخلاصة.. أن قطاع البنوك سيشهد طفرة كبيرة في عملية التحوُّل التشغيلي والخدمي مع دخول الذكاء الاصطناعي، وسنجد وظائفَ تنتهي مثل وظائف خدمة العملاء، ووظائف متعلقة بالتحليل الائتماني ومكافحة الاحتيال، أو حتى بعض وظائف المبيعات والتسويق، إلّا أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة في قطاع البنوك، مثل مُبرمِج ذكاء اصطناعي أو مُتخصص أمن سيبراني أو مدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلى جانب آخر، ستُوفِّر البنوك خدمات "أكثر ملاءمة شخصية" لعملائها، تتناسب معهم ومع طبيعة أعمالهم الشخصية أو التجارية، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنَّ الخطأ في برمجة الذكاء الاصطناعي قد يُسبب كارثة في المستقبل، ولهذا ما نُبرمِجه اليوم وما نُدخله في بيئة أعمالنا هو ما سيُحدد شكل تواجدنا المستقبلي كمؤسسات بنكية، وما نتعلمه اليوم ونُطوِّرُه من مهارات، سيُحدد ما إذا كُنا سنخسر وظائفنا أم سنُطوِّرُها كأفراد وعاملين في قطاع البنوك.
رابط مختصر