التغير المناخي في «القرن الأفريقي» يهدد حياة الملايين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةرغم المساهمة المنخفضة لمنطقة القرن الأفريقي في انبعاثات الغازات الكربونية والدفيئة، إلا أنها الأكثر تضرراً بتغير المناخ الذي تضاعفت تداعياته في السنوات الأخيرة وأثرت على حياة ملايين الأشخاص عالمياً، وفي تلك المنطقة بالأخص والتي تضم 7 دول هي إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا والسودان وجنوب السودان.
وبحسب تقارير أممية ودراسات بحثية، تتنوع أشكال تأثيرات تغير المناخ على منطقة القرن الأفريقي ما بين هطول أمطار وارتفاع درجات الحرارة وموجات الجفاف، مما يهدد الأرواح وسبل كسب الرزق، بما في ذلك ملايين اللاجئين والنازحين داخلياً، بخلاف تأثيرها على الأمن والسلم في تلك المنطقة.
وذكر تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن عدد المهددين بالمجاعة في منطقة القرن الأفريقي زاد إلى أكثر 22 مليون شخص بسبب الجفاف، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 7.5 مليون حالة نزوح داخلي بسبب الكوارث في القارة الأفريقية.
ويعد الجفاف أكثر تداعيات تغير المناخ خطورة بالمنطقة، حيث أوضحت الأمم المتحدة أن «احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي منذ نهاية عام 2020 فاقم جفافاً هو الأسوأ منذ 40 عاماً، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل».
وأدت موجات الجفاف الطويلة إلى نزوح نحو مليوني شخص داخلياً في إثيوبيا والصومال، وملايين اللاجئين عبروا الحدود من الصومال وجنوب السودان إلى المناطق التي يطالها الجفاف في كينيا وإثيوبيا، بالإضافة إلى 3.3 مليون شخص آخرين تطالهم تأثيرات الجفاف.
من جانبه، قال أستاذ الموارد المائية وخبير المناخ الدكتور أسامة سلام إن تغير المناخ يؤثر بشكل كبير على منطقة القرن الأفريقي، وخاصة موجات الجفاف الممتدة، مضيفاً أن المنطقة شهدت في السنوات الأخيرة، أسوأ موجات جفاف منذ عقود، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء والتسبب في نزوح الملايين من الناس.
وأوضح سلام في تصريح لـ «الاتحاد» أن المجتمعات الريفية في منطقة القرن الأفريقي تعتمد على الزراعة المطرية كمصدر أساسي للغذاء والمياه، ومع انخفاض هطول الأمطار، تنخفض الإنتاجية الزراعية، مما يؤدي إلى نقص الغذاء والماء.
والتأثير الثاني بحسب سلام هو النزوح، حيث يضطر ملايين الأشخاص في منطقة القرن الأفريقي إلى الفرار من منازلهم بسبب نقص الغذاء والماء، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
جفاف استثنائي
ويقول الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ التغيرات المناخية، إن منطقة القرن الأفريقي تشهد موجات قياسية من الجفاف بسبب نقص غير مسبوق في الأمطار وارتفاعات قياسية في الحرارة وهي مظاهر مناخية مرتبطة بتغير المناخ.
وأوضح فهيم في تصريح لـ «الاتحاد» أن الوضع الحالي يصنف على أنه «جفاف استثنائي» وهو مستوى الإنذار الرابع والأخير على سلم التصنيف الأميركي، مضيفاً أن هذا الوضع غير مرجح في السابق إلا أن ثمة احتمالاً بنسبة 5 % أن يتكرر سنويا الآن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التغير المناخي القرن الأفريقي إثيوبيا إريتريا الصومال جيبوتي السودان جنوب السودان منطقة القرن الأفریقی
إقرأ أيضاً:
كسر في أرضية معبد جبل النور .. آثار بني سويف توضح الحقيقة
أكدت منطقة آثار بني سويف أنه لا صحة لما تم تداوله بشأن تعرض معبد جبل النور لأي أعمال تعدٍ، موضحة أن اللجنة المختصة التي كُلفت بمعاينة الموقع كشفت أن الكسر المحدود الذي تم رصده في قاعدة أرضية المعبد ناتج عن هبوط طفيف بسبب تأثير المياه الجوفية، نظرًا لقرب المعبد من الأراضي الزراعية.
وأوضح الدكتور محمد إبراهيم، مدير عام منطقة آثار بني سويف، أن معبد جبل النور يُعد من البقايا الأثرية التي تعرضت عبر العصور لاستخدامات متعددة، مما أدى إلى فقدانه بعض مكوناته الأصلية، مشيرًا إلى أن المنطقة تتخذ كافة الإجراءات الوقائية لضمان حماية الموقع من أي تأثيرات بيئية قد تؤثر على حالته الإنشائية.
وأضاف أن اللجنة التي تم تكليفها بالمعاينة ضمت عددًا من الأثريين والمتخصصين في أعمال الترميم، حيث تبين أن الكسر المكتشف لا يمثل تهديدًا على سلامة المعبد، لكنه يخضع للمراقبة الدورية ضمن خطط الحماية التي تعتمدها المنطقة للحفاظ على المواقع الأثرية.
وأكد "إبراهيم" أن جميع المواقع الأثرية المفتوحة، ومن بينها معبد جبل النور، تخضع لإشراف مستمر من قبل لجان التفتيش الأثري، والتي تقوم برصد أي متغيرات قد تطرأ عليها، مشددًا على أنه يتم اتخاذ الإجراءات الفورية عند ملاحظة أي تأثيرات سلبية، سواء كانت بيئية أو إنشائية.
وأشار إلى أن منطقة آثار بني سويف تعمل على التنسيق الدائم مع الجهات المعنية لضمان الحفاظ على المواقع الأثرية، موضحًا أن هناك خططًا دورية لأعمال الصيانة والترميم وفقًا لأولويات كل موقع أثري، مع الالتزام بتطبيق معايير الحفاظ الدولية.
كما ناشد مدير عام المنطقة المهتمين بالشأن الأثري ووسائل الإعلام تحري الدقة قبل نشر أي أخبار تتعلق بالمواقع الأثرية، مؤكدًا أن المنطقة تتبنى سياسة الشفافية في التعامل مع أي مستجدات تخص الآثار، وأنها على استعداد دائم لتوضيح الحقائق والرد على أي استفسارات تتعلق بالمواقع الأثرية ببني سويف.