كشفت صحيفة إسرائيل هايوم، في تقرير مهم لها نشرته اليوم الأربعاء، عن مناقشات مستقبل غزة بين إسرائيل والإدارة الأمريكية، وكان من أهم النقاط التي تحدث عنها التقرير، إبلاغ واشنطن لتل أبيب باستبعاد سيناريو التهجير القسري لأهل غزة، وكذلك إحضار قوات أمن خارجية تعمل على قمع المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، حتى ولو كانت قوات عربية.

 

والمتابع للحركة الدبلوماسية خلال الشهرين الماضيين، ومع تحليل دقيق للمشهد الفلسطيني في العواصم المختلفة، يستطيع بحسم أن يجد مؤشرات نجاح الموقف المصري الواضح والحاسم في إفشال مخططات تل أبيب الكارثية لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على أهل القطاع الواقعة الآن، حيث سعت إسرائيل التخلص من مسئولية قطاع غزة، وذلك عبر عدة سيناريوهات أخطرها كان ملف تهجيرهم إلى الدول العربية، والثاني هو وجود قوات عربية تعمل كحائط صد لحماية إسرائيل وتصتدم بفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة.

 

إدارة بايدن: احتمال قبول العرب المسؤولية عن غزة صفر

وبحسب الصحيفة العبرية، فقد كشفت المناقشات الداخلية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الفرصة الوحيدة لعدم وجود احتلال إسرائيلي للقطاع مرة أخرى، هي حكم السلطة الفلسطينية، ولكن بعد الإصلاح، وعلى رأس التغييرات المطلوبة، هو استبدال الرئيس الفلسطيني محمود أبو مازن.

وتعتقد إدارة بايدن أن فرص قبول إحدى الدول العربية المعتدلة المسؤولية عن قطاع غزة في اليوم التالي ضئيلة أو معدومة، وجاء ذلك في المناقشات الداخلية لوزارة الخارجية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، كما أن فرص إنشاء نظام مشترك لبعض الدول العربية منخفضة للغاية، بحسب المسؤولين الحكوميين.

جلسات عصف ذهني 

وتأتي هذه المناقشات في إطار جلسة عصف ذهني يجريها مسؤولون حكوميون مع مختلف الأطراف لبحث التطورات المتوقعة في غزة بعد الحرب، ومن بين الخيارات التي يتم بحثها على مستوى الحكومة الإسرائيلية، وأيضاً على مستوى المنظمات غير الحكومية، هناك اقتراح بأن تقوم الدول العربية، التي تعارض الإسلام المتطرف، بإدارة الحياة المدنية في قطاع غزة، عندما يتم تدمير حماس.

والأسماء التي ظهرت في تلك المناقشات هي مصر والبحرين والأردن والإمارات العربية المتحدة التي تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل، وكذلك المملكة العربية السعودية، التي ليس لديها أي علاقات رسمية حتى الآن، وبحسب المسؤولين الأميركيين، لا ترغب أي من هذه الدول في أن تكون في حالة احتكاك مع القوى المحلية في قطاع غزة، سواء كانت بقايا حماس – في حال نجاح إسرائيل في مخططها - أو السلطة الفلسطينية أو أصحاب النفوذ المحليين.

إنجاح السلطة السبيل الوحيد 

وبحسب تقرير الصحيفة العبرية، فإنه لهذا السبب ترى الإدارة الامريكية، أن الجهود يجب أن توجه نحو الإصلاحات في السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها استبدال رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، وبحسب الأميركيين، فإن هذا هو الخيار الوحيد غير الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، قال مسؤول سياسي كبير مسؤول في إسرائيل يعرب عن شكوكه في إمكانية تسليم غزة لحكم عربي معتدل، وفي حديث مع "إسرائيل اليوم" قال المسؤول إن إسرائيل لن تقتل 30 ألفاً من أعضاء حماس، وبالتالي فإن فلول المنظمة ستشكل دائماً خطراً على القوات الأجنبية التي تأتي إلى غزة.

وقال: "ستكون مشكلة صعبة إذا ظهرت فرق فجأة في المنطقة التي نحددها كمنطقة إنسانية ونسلمها للإمارات أو السعودية، فأنا حقا لا أعرف كيف سيكون رد فعلهم وكيف سيكون رد فعلنا، إذا بدأ رئيس بلدية حماس في استقبال الجمهور، على سبيل المثال، من وجهة نظرنا، محكوم عليه بالفشل لأننا قررنا القضاء على حماس، ولكن ماذا سيكون رد فعل حماس؟ ماذا يفعل الإماراتيون أو السعوديون إذا أسقطت طائرة إسرائيلية بدون طيار عمدة المدينة؟ ، فلا يمكن تقديمهم في العالم العربي على أنهم متعاونون مع الجيش الإسرائيلي، لذلك هناك أفكار ومناقشات وخطط أخرى يجب البحث عنها دون تلك الأفكار".

مصر والأردن .. مواقف حاسمة 

وتـأتي القناعات الأمريكية بعد الموقف الحاسم الذي اتخذته الدول العربية، وخصوصا إغلاق الأردن ومصر الأبواب أمام أي نقاش يتعلق بمقترح نشر قوات منهما في قطاع غزة بعد الانتهاء من الحرب، أو فكرة تهجير أهل غزة والضفة للبلدين، وهذا الموقف هو الذي سارت علية كافة الدول العربية، وتبعت نفس المواقف الدبلوماسية بعد التنسيق العربي المشترك.

وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي قد قال في عدة مناسبات إن بلاده ترفض أي حديث عن إدارة غزة ما بعد الحرب، عبر قوات عربية أو غير عربية، وتبع هذا التصريح تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" قالت فيه إن "الولايات المتحدة اقترحت على مصر إدارة الأمن في قطاع غزة بصفة مؤقتة"، إلا أن القاهرة رفضت أيضا، وبحسب الصحيفة، فإن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، ويليام بيرنز، هو من ناقش المقترح مع القاهرة.

 

ماذا وراء الرفض؟ 

ومع دخول الحرب الإسرائيلية في غزة شهرها الثالث تبحث الولايات المتحدة الأميركية عن سيناريو لما بعد الحرب، وفي المقابل من الواضح أن إسرائيل لن تبقى في القطاع على شكل احتلال، وبينما تبرز الإدارة الدولية ونشر قوات دولية كأحد الخيارات، يرى المراقبون أن قضية نشر قوات عربية غير مقبول وفيه نوع من الخبث السياسي، لأنه سيؤدي إلى نقل الصراع إلى عربي – عربي، وبالتالي ستصبح هناك مشكلة كبيرة، وربما يكون هناك محاولة اختراق من الجانب الفلسطيني وتجبر القوات العربية للتعامل بإطلاق النار، ما يحول المشكلة إلى عربية - عربية".

وأيضا ربما تتصادم القوات العربية مع القوات الإسرائيلية، وبالتالي سيصبح النزاع إقليميا ويتحول لصراع، فوجود قوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة هو السبيل المتعارف عليه دوليا، فالرفض المطلق للمقترح، لأنه لا ينسجم ولا يستجيب مع المواقف المصرية والعربية، التي ترى أنه يجب إقامة دولة فلسطينية عبر تسوية سياسية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الدول العربیة فی قطاع غزة قوات عربیة غزة بعد

إقرأ أيضاً:

مستشار الأمن الأمريكي: ترامب اقترح السيطرة على غزة للضغط على الدول العربية

واشنطن

كشف مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، اليوم، عن الهدف الذي يريده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينما صرح بأنه يريد السيطرة على غزة.

وقال “والتز” إن ترامب يهدف إلى الضغط على الدول العربية المجاورة للتوصل إلى حل خاص بها.

وكان ترامب قد صرح إنه يريد الاستيلاء على قطاع غزة وتطويره بعد إعادة توطين الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه لا يستبعد نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة.

وأضاف ترامب، خلال تواجده بجوار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه لا يدعم استيطان قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لكنه لا يعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع.

وقال إنه سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف، مشيرا إلى أنه يناقش إمكان إعادة التوطين مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة.

أقرأ أيضا

مصر ترفض رسميا فكرة ترامب لتهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • مستشار الأمن الأمريكي: ترامب اقترح السيطرة على غزة للضغط على الدول العربية
  • حركة فتح تدعو الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لمراجعة جميع الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل
  • خبراء: أمريكا تريد تسليم غزة لـ"تل أبيب" وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى
  • «شيماء الكومي»: القضية الفلسطينية تواجه أخطر تحدياتها
  • شيماء الكومي: القضية الفلسطينية تواجه أخطر تحدياتها
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • جامعة الدول العربية: حظر إسرائيل عمل أونروا في القدس الشرقية إجراء باطل