قال الدكتور أيمن الحجار، الباحث في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، أشاد بخلق التعاون الذى ظهر في قبيلة الأشعريين، حينما ينفد الطعام عند بعضهم، حيث يجمعون كل الطعام الذي في بيوتهم، ويقسمونه بينهم بالتساوي، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة؛ جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم".

 

وأكمل: “المجتمع المتعاون تبث فيه روح الإيجابية، فالإنسان مدني بطبعه، ولا يستطيع أن يحيا دون تفاعل مع المجتمع، فالإنسان طالما يده بيد أخيه سيحقق أعمالا كبيرة، مشيرا إلى أن  معظم عادات المصريين خلقت من الكتاب والسنة.

وقال مجمع البحوث الإسلامية، إن مساعدة المسلم لجاره المسيحي- في حال إذا طلب الأخير المساعدة-؛ من الأمور الواجبة والتي فُطر الناس عليها، وحض عليها الشرع؛ فمن الطبيعي أن يساعد الإنسان نظيره في الإنسانية أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه، كما أن هذا الفعل يدل على نقاء الفطرة وكرم الأصل.

جاء ذلك فى الإجابة عن سؤال «حكم تعاون المسلم مع جاره المسيحي ومساعدته؟»، وأضاف المجمع، أما من يزعمون أن الإسلام حرم على أتباعه مد يد العون أو مساعدة المخالفين لهم في الدين، يخالفون بآرائهم سنة الله في خلقه التي اقتضت أن يقع الاختلاف في الأديان والألوان والأجناس، وينسبون إلى الإسلام أقوالًا ما أنزل الله بها من سلطان، وهو من هذه المزاعم والادعاءات براء.

وبيًن أن مهما اختلفت أديان الناس، فإن جميعهم إخوة في الإنسانية، والمسلم يثاب من الله تعالى على إحسانه الذي يقدمه لغيره دون تفرقة بين مسلم أو غير مسلم، كما أن مساعدة الآخرين تُعد نوعًا من العبادة، وهي من أعظم أبواب الخير، ولها مكانة عالية جدا في الإسلام الذي جاءت عقائده وشرائعه لإصلاح العلاقة بين العبد وربه، وبين العباد أنفسهم، ولهذا حثت الشريعة الإسلامية على إيصال النفع للآخرين بقدر المستطاع؛ قال تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كبار العلماء بالأزهر الشريف البحوث الإسلامية

إقرأ أيضاً:

آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل

وَرَدَ في القرآن الكريم آيات قرآنية كثيرة تتحدث عن الشكر، منها الآتي: قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ). وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، وقال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ). 

في ذكرى رحيله.. "مصر قرآن كريم" تذيع تلاوات متعددة لمصطفى إسماعيل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يواصل إطلاق مبادرة «قرآن السهرة» يوميًّا

وقال تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، قال تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا). وأيضاً كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).

 وفيما يخص الفرق بين الحمد والشكر، بالفرق من ناحية العموم، فالحمد أعمّ من الشكر من ناحية السبب، فهو يشمل جميع الأسباب اللازمة والمتعدية، وكذلك فهو أخص لأنه يكون في القول فقط، أمّا الشكر لا يكون إلّا في الصفات المتعدية فقط، ومن جهة العموم فهو أعمّ؛ لأنه يكون في القول والفعل والقلب.


 

مقالات مشابهة

  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يعرض الضوابط المنهجية للمعرفة والنظر عند أهل السنة
  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • الإماء في الإسلام: مرآة الصراع بين الحرية والتقاليد وموروث الجاهلية الذي يثقل كاهل الإسلام
  • لماذا خلق الله البعض فقراء والآخر أغنياء؟.. الأطفال يسألون الإمام بمعرض الكتاب
  • الإسراء والمعراج