سرايا - فاجأت تقارير عن رفض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الموافقة على طلب الاحتلال شراء طائرات مروحية من طراز أباتشي الهجومية، الكثير من المعلقين الأميركيين، خاصة في ضوء الدعم الكبير الذي تقدمه واشنطن لكيان الاحتلال منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وحتى يوم 20 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، قدمت واشنطن أكثر من 230 طائرة شحن و20 سفينة محملة بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى الاحتلال، مع تعهد إدارة بايدن بتقديم الدعم للصهاينة مهما استغرق الأمر.



وأشارت تقارير إلى تقديم تل أبيب طلبها بخصوص طائرات الأباتشي قبل أسابيع، وهو الطلب الذي عادت وقدمته الحكومة إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أثناء زيارته للكيان في وقت سابق من هذا الشهر. وجاءت أنباء الرفض الأميركي في الوقت الذي رجح فيه رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أول من أمس أن الحرب التي تشنها بلاده على قطاع غزة ستستمر لأشهر عدة. وترغب إدارة بايدن في أن ينتقل جيش الاحتلال سريعا إلى المرحلة الثالثة من العدوان بما يخفض معه أعداد الضحايا بعدما تخطى عدد الشهداء 20 ألفا، إضافة إلى إصابة ما يزيد على 50 ألفا آخرين. وأشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، إلى أنه "لدى الولايات المتحدة كميات محدودة من هذه الطائرات الرئيسية لقواتنا المسلحة، علاوة على ذلك، ربما تكون هناك أولوية في التخطيط لإمداد أوكرانيا بتلك الطائرات لهجوم محتمل في العام المقبل". وأضاف أنه "بالنظر إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يقتل الفلسطينيين في غزة وكذلك مدن الضفة، فمن المنطقي أن توقف إدارة بايدن تقديم أسلحة هجومية، علاوة على ذلك، لا نريد أن نشجع إسرائيل على فتح جبهة جديدة ضد لبنان حيث ستكون طائرات الأباتشي المسلحة بصواريخ هيلفاير إضافة رئيسية إلى الترسانة الإسرائيلية". ورغم أن بعض التقارير قد ذكرت أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد رفضت بشكل قاطع الطلب، فإن من يقول إنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن الرفض النهائي والصارم. من جانبه، اعتبر الدبلوماسي الأميركي السابق، ولفغانغ بوستزتاي، أنه "إذا كان هذا هو القرار النهائي -والقرار لم يتخذ بعد وفقا لمعلوماتي- فهذه بالتأكيد علامة قوية أخرى على أن واشنطن غير راضية عن الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، خاصة فيما يتعلق بالعدد الكبير من الضحايا المدنيين". وأشار بوستزتاي إلى أنه "لن يكون هناك تأثير فوري لهذا القرار على ساحة المعركة في غزة، لأن المروحيات بالتأكيد لن تكون متاحة لإسرائيل خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة". ويرى محللون أن رفض بايدن جاء نتيجة لانتقادات شديدة لدعم واشنطن حرب الإبادة الجماعية على غزة ويأتي رفض واشنطن إعطاء الاحتلال المزيد من مروحيات الأباتشي، رغم الاستمرار في تقديمها مساعدات عسكرية للاحتلال بلا توقف منذ اندلاع الصراع، ليمثل إشارة إلى عدم اتفاق واشنطن مع استمرار تل أبيب في عدوانها بالأساليب نفسها المستمرة منذ "طوفان الأقصى". وأشارت مصادر في واشنطن إلى أن موضوع الطائرات قد أثير أثناء اجتماع وزير الشؤون الإستراتيجية بكيان الاحتلال رون ديرمر، وهو مستشار رئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان في البيت الأبيض بعد ظهر أول من أمس، وسبق أن خدم ديرمر سفيرا لكيان الاحتلال لدى الولايات المتحدة من 2013 إلى 2021. وقال ديفيد دي روش، الضابط السابق، والأستاذ المساعد حاليا في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، إنه يعتقد أن "إدارة بايدن تحاول إقناع الإسرائيليين بأن يأخذوا طلب واشنطن للحد من الخسائر في صفوف المدنيين على محمل الجد، خاصة مع استمرار تجاهل الإسرائيليين دعوات واشنطن لتقليص حدة هجماتهم". من جانبه، ذكر مدير مؤسسة دراسات دول الخليج جورجيو كافيرو للجزيرة نت أن رفض "إدارة بايدن قد يكون جاء تلبية لرفض تيارات واسعة داخل الحزب الديمقراطي والناخبين الليبراليين الذين ينتقدون بشدة دعم البيت الأبيض القوي لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة". وتتمتع المروحية الهجومية من طراز أباتشي بشعبية كبيرة بين العسكريين منذ ظهورها القتالي لأول مرة عام 1986، وتصنعها شركة بوينغ، ويبلغ متوسط سعرها نحو 52 مليون دولار. وتشير تقارير إلى مشاركة طائرات مروحية هجومية للاحتلال من طراز "أباتشي 64-إيه إتش" في هجمات مباشرة ضد مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستخدام مدفع سلسلة من عيار 30 مليمترا وصواريخ هيلفاير. ومنذ العدوان على غزة، تسلم الاحتلال 2000 صاروخ هيلفاير موجه بالليزر ليستخدم من طائرات الأباتشي الصهيونية، إلى جانب 36 ألف طلقة من ذخيرة 30 مليمترا. وتمتلك كيان الاحتلال سربين من مروحيات الأباتشي (48 طائرة)، تتمركز في قاعدة رامون الجوية في صحراء النقب. وما يزال سلاح الجو الصهيوني يعتمد بشكل كبير على المروحية الأكثر تقدما في العالم في عدوانه وضرباته اليومية ضد قطاع غزة، وضد حزب الله في جنوب لبنان.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: إدارة بایدن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصين تعتزم تقديم شكوى ضد واشنطن لدى «التجارة العالمية»

عواصم (وكالات)

أعلنت الصين اعتزامها تقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة، بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على جميع المنتجات المستوردة منها، فيما فرضت كندا رسوماً مضادة، والمكسيك تتوجه لتنفيذ الخطة «ب».

وأفاد بيان لوزارة التجارة الصينية، أمس، أن قيام واشنطن برفع الرسوم الجمركية من جانب واحد يعد انتهاكاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، مشيراً إلى أن هذا القرار سيلحق الضرر بالعلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة. وأكد أن الصين ستتقدم بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية وستتخذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة. بدورها، أكدت الخارجية الصينية في بيان أنه «لا رابح في الحروب التجارية»، مبينة أن هذه الخطوة من قبل الولايات المتحدة لن تحل مشكلاتها الداخلية، كما أنها لن تفيد أياً من الطرفين أو دول أخرى بالعالم. ووقع الرئيس الأميركي، أمس، أمراً تنفيذياً يفرض رسوماً جمركية إضافية على الواردات من كندا والمكسيك والصين.

أخبار ذات صلة الصين توسع غطاءها من غابات المانغروف لحماية الأراضي الرطبة الصين تتوعد بالرد على الرسوم الجمركية الأميركية

وذكر البيت الأبيض في بيان أنه سيتم تطبيق تعرفة جمركية إضافية بنسبة 10 % على الواردات من الصين، وبنسبة 25 % على السلع المستوردة من كندا والمكسيك. بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس، إن بلاده ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 % على واردات الولايات المتحدة بقيمة 155 مليار دولار كندي (106.5 مليار دولار أميركي) رداً على الرسوم الجمركية الأميركية. وأوضح ترودو، في مؤتمر صحفي، أن رسوماً جمركية بقيمة 30 مليار دولار كندي ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من غداً، ورسوماً بقيمة 125 مليار دولار كندي ستدخل حيز التنفيذ بعد 21 يوماً. وأضاف رئيس الوزراء الكندي أن رد بلاده سيكون واسع النطاق، وسيشمل منتجات، مثل عصائر الفاكهة والخضراوات والعطور والملابس والأحذية والأجهزة المنزلية والأثاث والمعدات الرياضية والأخشاب والبلاستيك.

وقال ترودو: «ندرس مجموعة متنوعة من التدابير غير الجمركية في معرض ردنا على الرسوم الأميركية الإضافية، بما في ذلك بعض التدابير المتعلقة بالمعادن الحيوية وإمدادات الطاقة والشراكات الأخرى»، مشدداً على أن هذا الوضع من شأنه أن يضر بالكنديين اقتصادياً، بالتوازي مع خلق عواقب كبيرة على الشعب الأميركي. بدورها، قالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، إنها وجهت حكومتها لتنفيذ الخطة «ب» بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية بنسبة 25 % على السلع المستوردة من بلادها.

 

وشددت في منشور عبر منصة «إكس»، أنه «لا يمكن حل القضايا بالقوة، وإنما بالعقل والقانون»، مضيفة أنها وجهت وزير اقتصادها بتنفيذ خطة بديلة تضمن فرض الرسوم الجمركية وغيرها من التدابير الاقتصادية لحماية مصالح المكسيك.

مقالات مشابهة

  • شاهد لحظة نقل مروحيات الاحتلال جرحى ومصابي عملية «حاجز تياسير»
  • لماذا حرض مسؤول إسرائيلي على جيش مصر بسيناء وطالب واشنطن بوقف تسليحه؟
  • محلل سياسي: العمليات العسكرية للاحتلال بالضفة الغربية تأتي في وضع معقد
  • محلل سياسي: العمليات العسكرية للاحتلال بالضفة الغربية تأتي في وضع سياسي وأمني مٌعقد
  • 2161 اعتداء للاحتلال ومستوطنيه على الضفة الشهر الماضي
  • واشنطن بوست: لماذا تعد قناة بنما ذات أهمية استراتيجية
  • الصين تعتزم تقديم شكوى ضد واشنطن لدى «التجارة العالمية»
  • إدارة ترامب تدرس إرسال 24 ألف بندقية للاحتلال
  • 4 شهداء في قصف للاحتلال على مدينة جنين وبلدة قباطية
  • إدارة ترامب تدرس إرسال 24 ألف بندقية هجومية للاحتلال الإسرائيلي