مشرعون إسرائيليون يضغطون لترحيل سكان غزة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
يواصل مشرعون إسرائيليون الضغط لترحيل سكان غزة تحت ستار "المساعدة الإنسانية"، وهو ما اعتبرته صحيفة عبرية بأنه "مزحة سخيفة"، في ظل الحرب المدمرة على القطاع.
جاء ذلك في افتتاحية صحيفة "هآرتس" العبرية، التي نشرتها تحت عنوان: "مشرعون إسرائيليون يواصلون الضغط من أجل النقل تحت ستار المساعدة الإنسانية".
ووفق الصحيفة: "وجد عضو الكنيست من (حزب) الليكود (يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) داني دانون الحل لمشكلة غزة، وكشف في مقابلة مع إذاعة كان (الإسرائيلية) أنه تلقى اتصالات من دول في أمريكا اللاتينية وإفريقيا ترغب في استيعاب اللاجئين من قطاع غزة".
وتتابع: "بل إن دانون، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة من 2015 إلى 2020، يرى في هذه الفكرة حلا إنسانيا، وقال: علينا أن نسهّل على سكان غزة المغادرة إلى بلدان أخرى، أنا أتحدث عن الهجرة الطوعية للفلسطينيين الذين يريدون المغادرة".
وتنتقد الصحيفة كلامه بالقول: "من دون نقطة من الوعي الذاتي، أعطى دانون مثال سوريا، من بين كل الدول، كسابقة تثبت تفاهة حلّه".
وتتابع: "يمكن لدانون أن يصرّ بقدر ما يريد على أن هذا سيكون "طوعيًا"، لكن ما يقترحه هو ترحيل السكان من جميع النواحي".
اقرأ أيضاً
مع تتالي أوامر الإخلاء الإسرائيلية.. سكان غزة في نزوح مستمر
وتعتبر الصحيفة أن "التعامل مع سكان غزة الذين يفكرون في الفرار للنجاة بحياتهم كما لو كانوا يغادرون طواعية، في وقت يتم فيه قصف غزة بلا توقف، وتجاوز عدد القتلى 20 ألفًا، وتمّ محو أحياء بأكملها، وتعاني المنطقة من أزمة إنسانية، ولا يوجد ماء أو طعام أو بنية تحتية، ولكن هناك الكثير من الأمراض، هو مزحة سخيفة".
وتزيد: "الرغبة الوحيدة التي تلعب دورًا هنا هي رغبة دانون وشركائه الأيديولوجيين، الذين يريدون طرد سكان غزة والعودة إلى المستوطنات اليهودية التي تم إخلاؤها من القطاع عام 2005".
وتلفت الصحيفة العبرية، إلى أن "دانون ظل يدفع بفكرة النقل الطوعي (وفق تعبيره) في المحادثات الدولية منذ بعض الوقت".
وتقول: "ليس هو وحده، فقبل بضعة أسابيع، نشر عضو الكنيست رام بن باراك من حزب هناك مستقبل، مقالا افتتاحيا حول هذه القضية في صحيفة وول ستريت جورنال، مما يدل على أن فكرة الترانسفير (الترحيل) وجدت موطئ قدم في المعارضة أيضا".
وتضيف: "كما نشرت وزيرة الاستخبارات جيلا جمليئيل مقالة افتتاحية حول هذه القضية في صحيفة جيروزاليم بوست، الشهر الماضي، واضطرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى توضيح أن هذا لا يعكس سياسة الحكومة".
وحسب "هآرتس"، فإن "الأكثر إثارة للقلق هو أن نتنياهو نفسه يناقش هذه القضية، ففي اجتماع لأعضاء الكنيست من حزب الليكود، الاثنين، وردًّا على تصريح دانون بأن إسرائيل يجب أن تشكل فريق عمل للتعامل مع هذه القضية، قال نتنياهو: مشكلتنا هي الدول التي ترغب في استيعابهم، ونحن نعمل على هذا الأمر".
اقرأ أيضاً
هجمات إسرائيل تجبر 85% من سكان غزة على النزوح داخليا
وعن ذلك تقول الصحيفة: "يستمر تطرف نتنياهو، وبعد أن أضفى الشرعية على الكاهانية (اتباع الحاخام المتطرف الراحل مائير كهانا) ومهّد الطريق لـ إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي المتطرف) إلى الحكومة، فهو يسمح الآن بمناقشة الترانسفير".
وتستدرك: "لكن، بغضّ النظر عن الغلاف الدبلوماسي الذي يستخدمه نتنياهو ودانون وزملاؤهما، فإن هذه الفكرة المشوّهة وغير الأخلاقية يجب أن لا تصبح خيارًا مشروعًا".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، تكشفت دعوات إسرائيلية، وخاصة في صفوف اليمين المتشدد، تدعو جهارةً إلى ترحيل الفلسطينيين من القطاع وإعادة الاستيطان فيه، خاصة في المستوطنات التي سبق وأخلتها إسرائيل عام 2005.
وقوبلت هذه الدعوات بموجة رفض واستهجان وإدانة إقليمية ودولية واسعة، خاصةً ما يدعمها من حرب مدمرة شملت تشديد الحصار وإجبار معظم أهالي القطاع على النزوح نحو الجنوب، في ما اعتُبر مرحلة أولى لـ "تغريبة فلسطينية جديدة" كما حدث عام 1948 إبّان تأسيس إسرائيل.
وفي السياق ذاته، تكرر الرفض الفلسطيني لأي مقترح أو مخطط للتهجير، على المستويين الرسمي والشعبي، سواء من جانب السلطة الفلسطينية في رام الله بقيادة الرئيس محمود عباس، أو من الفصائل الفلسطينية في الضفة وغزة.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضد قطاع غزة، حتى الأربعاء، 21 ألفا و110 شهيدا و55 ألفا و243 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
خريطة النزوح بغزة.. ملاجئ مكتظة وخدمات غائبة وقصف إسرائيلي
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة حرب غزة نزوح المساعدة الإنسانية طرد سكان غزة هذه القضیة سکان غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: لسنا معنيين بانهيار الاتفاق والوسطاء يضغطون لتنفيذ التبادل السبت
ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 48.239 شهيداً و111.676 مصابا جلّهم من الأطفال والنساء
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
أكد الناطق باسم حركة حماس الدكتور عبد اللطيف القانوع أمس الخميس ، أن الحركة ليست معنية بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصة على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملاً.
وأوضح القانوع، أن الوسطاء يمارسون ضغطاً لإتمام تنفيذ كامل الاتفاق وإلزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني واستئناف عملية التبادل يوم السبت.
وبين أن وفد حركة حماس في القاهرة لمعالجة العقبات التي وضعها الاحتلال وسبل تنفيذ كامل اتفاق وقف إطلاق النار.
وشدد القانوع، على أن لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
جاءت تصريحات القانوع، بعد ظهور خلافات في استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أعلنت حماس تأجيل إطلاق دفعة الأسرى السبت المقبل، بعد مماطلة الكيان في تنفيذ بنود الاتفاق.
وذكرت مصادر إعلامية، أن الأمور تتجه نحو الانفراج وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، مشيرة إلى أن جهود الوساطة نجحت حتى الآن في حل بعض الأمور العالقة.
إلى ذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس ،أمس الخميس، جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم لحراك عالمي ضدّ مخططات التهجير ، والترحيل القسري من قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان لها “لتكن أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة حراكاً عالمياً، تُحشد فيه المواقف، وترفع فيه الأصوات عالياً ضدّ مخططات التهجير والترحيل القسري، التي ينادي بها الاحتلال وداعموه”.
وأكد القيادي حسام بدران، في بيان نشرته الحركة عبر حسابها في تطبيق تلغرام: “ضرورة مشاركة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس بفعاليات أيام الجمعة والسبت والأحد، وإثبات أحقيته في التمسك بأرضه والدفاع عنها، والتشبث بحقوقه ومقدساته”.
وقال بدران أن “مخططات الاحتلال على مدار تاريخ الصراع فشلت أمام صمود شعبنا ومقاومته وتحديه”، مضيفًا أن “إرادة شعبنا قادرة على تحطيم أوهام الاحتلال وداعميه في التهجير والترحيل والتطهير العرقي“.
وأشار القيادي في حماس إلى أن ثبات شعبنا في قطاع غزة أمام حرب الإبادة الجماعية على مدار 15 شهرا، وصمود أهالي شمال الضفة أمام عدوان الاحتلال المتواصل، يؤكد مجددًا أن “مخططات التهجير مصيرها الفشل”.
وشدد بدران على “ضرورة تكاتف الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وقواه ومؤسساته، ورص الصفوف والوحدة على خيار المقاومة، ومواجهة جرائم الاحتلال، ومخططات التهجير”.
من جانبه طالب المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، أمس الخميس ، بوضع خطة عمل عربية وإسلامية لمنع تنفيذ مخططات التهجير.
وقال قاسم في تصريح صحفي له: “نقدّر موقف مصر والأردن والسعودية، وجميع الدول التي تعارض سياسة التهجير التي اقترحها ترمب”.
وأضاف: “ندعو إلى تبنّي هذا الموقف الرافض للتهجير في القمة العربية المقبلة، وكذلك في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية”.
وتابع قاسم: “نطالب بوضع خطة عمل عربية وإسلامية لمنع تنفيذ مخططات التهجير”.
وأردف قائلاً: “حديث ترمب عن التهجير يعكس انحيازه لليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية”.
وقال قاسم: “حركة حماس ملتزمة بتنفيذ تعهداتها في مواعيدها، وعلى الاحتلال تنفيذ التزاماته وفق الاتفاق والبروتوكول الإنساني”.
ميدانيا ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، امس الخميس، إلى 48,239 شهيدا، و 111,676 مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 .
وأعلنت مصادر طبية، أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 17 شهيدا (منهم 14 انتُشلت جثامينهم، وثلاثة شهداء جدد)، وإصابتان خلال الساعات الـ24 الماضية.
ولفتت إلى انه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
يذكر أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دخل حيز التنفيذ في الـ19 من شهر يناير الماضي، ومنذ بدء سريانه استشهد وأصيب عدد من المواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.