WP: العالم يريد راحة في غزة.. ومواصلة إسرائيل الحرب تعري موقف بايدن
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن العالم يريد فترة راحة في غزة، لكن إسرائيل مصممة على مواصلة القتال، وفي ظل هذا يظهر التناقض في خطاب إدارة جو بايدن تجاه ما يجري.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه في الوقت الذي دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى فترات توقف "عاجلة وطويلة" في غزة من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تقول الولايات المتحدة، أفضل صديق لإسرائيل إنه يجب التحرك من عمليات هدم الأبراج السكنية إلى استهداف قادة حماس وبدقة.
وتابعت "لكن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة الجيش إن مستوى الحرب التي يديرونها، وهي الأكثر دمارا في القرن الحادي والعشرين، ولم يمر مثلها في نزاعات أخرى، ستزيد كثافة ولن تتوقف، وقتلت الغارات الإسرائيلية منذ عشية أعياد الميلاد في الغرب عشرات آلاف من الفلسطينيين معظمهم في مخميات اللاجئين، وحسب المصادر الفلسطينية".
وقتل 19 جنديا في القتال مع مقاتلي حماس في الأيام الأربعة الأخيرة. في أكبر خسائر إسرائيلية منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت الصحيفة إنه وفي الأيام الأخيرة التي كثفت فيها إسرائيل من دك وسط غزة من الجو وطلبت من السكان الإنتقال إلى مناطق أخرى، تعرى الموقف الأمريكي المتناقض الذي يظهر التزام إدارة بايدن بتخفيض أعداد القتلى المدنيين ودعمها الذي لم يتزحزح لإسرائيل في حملتها ضد حماس.
وتقدم الولايات المتحدة الدعم العسكري الميداني والدعم السياسي في الأمم المتحدة، وهو دعم ضمن استمرار الحرب. ومع كل يوم يمضي على الدعم الأمريكي، ويستشهد المئاتم من الفلسطينيين.
وفي مقال كتبه نتنياهو بصحيفة "وول ستريت جورنال" وضع فيه الشروط لوقف الحرب، وهي "تدمير حماس واجتثاث التطرف من غزة كما اجتثت النازية في ألمانيا والتطرف في اليابان وتحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح".
وضغطت إدارة بايدن على السلطة في الضفة الغربية للعب دور في غزة ما بعد الحرب، وهو ما رفضه نتنياهو، قائلا إن التوقعات بقيام السلطة الوطنية بنزع أسلحة غزة هي "أضعاث أحلام".
وقال رئيس هيئة أركان الاحتلال: "لا توجد حلول سحرية أو اختصار طريق في التفكيك الأساسي للمنظمة باستثناء القتال والتصميم، ونحن مصممون جدا، سنصل لقيادة حماس سواء اقتضى الأمر أسبوعا أم أشهرا".
ووسط التوتر بين إدارة بايدن ونتنياهو وصل يوم الثلاثاء أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي البارزين رون ديرمر إلى واشنطن للتباحث مع وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وفي بيان للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي قال فيه إن ديرمر الوزير في حكومة نتنياهو وسفير إسرائيل السابق في واشنطن عقد لقاء وجها لوجه مع سوليفان وتباحثا الحرب في غزة وتحرير الرهائن هناك. وحثت الإدارة إسرائيل على الإنتقال لوجه جديد في الحرب.
وقال مسؤول بارز طلب عدم الكشف عن هويته إنه تم البحث في "الإنتقال إلى مرحلة مختلفة للحرب والتركيز على أهداف حماس الثمينة"، وهي خطوة عملية لتحسين الوضع الإنساني والتركيز على جهود استعادة الرهائن الباقين والتخطيط لما بعد الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال العدوان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الشعب الفلسطيني لا يريد حماس
لعل مشهدية عودة النازحين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى بيوتهم المدمّرة، وافتراشهم للركام ليكون راوياً على وحشية الاحتلال الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى على حماقة حماس السياسية والعسكرية التي خاضت بها مقامرة غير محسوبة النتائج بحسابات بالية، جلبت تعقيدات أكبر على القضية الفلسطينية.
دون مواربة، لم يعد كافياً رفع الصوت والاحتجاج والاستنكار، بل تجب محاربة هذه الشوائب التنظيمية التي أنتجتها مشاريع إقليمية منقوصة تريد زعامة الشرق الأوسط، وعدم الانجرار وراء محاولة ابتداع شعبية لها. بل يجب أيضاً الوقوف أمام استمرار ممارسة الاستعلاء السياسي الذي أنتجته رؤى فكرية إخوانية عقيمة، وصد منهجية تزييف الواقع المرير. بل يجب وقف ربط مستقبل الشعوب والمنطقة بحلم أصبح أبعد من أن يتحقق في ظل الظروف الراهنة، خاصة في ظل وجود إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تسعى لفرض معادلات سياسية تتجاوز دولاً وشعوباً في المنطقة، بل وفي العالم برمته.الثابت الوحيد اليوم لتجاوز ما سبق من سوداوية الواقع الذي أنتجه الصراع هو عدم السماح للشعب الفلسطيني، الذي دفع ثمن الصراع الأكبر، بهروب الجناة ومجرمي الحرب من المحاسبة والمحاكمة، تحت وهم النصر الذي لم يتحقق. ثابت أصبح يتلمسه الجميع بأصوات الغزيين أنفسهم التي تصدح نقماً وسخطاً.
فمعضلة غزة أعمق من مجرد نشر مجموعات محدودة من عناصر شرطية لإظهار سيطرة وحكم حماس، التي لا تملك مقومات مد الفلسطينيين في القطاع لتثبيت صمودهم وبقائهم على أرضهم، مما سيضطرهم عاجلاً أم آجلاً إلى أخذ زمام المبادرة قريباً لانتفاضة بوجه الحركة وعناصرها التنظيمية والشرطية والبلدية. انتفاضة لن تُفاجئ أحداً إلا قادة الحركة الذين يعيشون في أبراج عاجية في عواصم إقليمية.
الشعب الفلسطيني لا يريد حماس العاجزة عن تأمين احتياجاته، والتي تعيش حالة إنكار حقيقية لما تعانيه في ظل المستجدات الإقليمية والدولية وانعكاساته على سكان القطاع، ولا يريد الشعب إعادة إنتاج مقاربات سياسية فارغة لا قيمة لها أمام سحق تداعيات الصراع الذي عاث بمصيره ومستقبله.
ولا يريد إتاحة الفرصة مجدداً لبنيامين نتانياهو لاستغلال بقايا حماس لاستمرار الانقسام الفلسطيني، وحرف المشروع الوطني الفلسطيني عن مساقه السياسي.
سيرفض الشعب الفلسطيني في القطاع أن يبقى رهينة ظلم وعبث الحركة، كما سيبدع في الخروج من دوائر تحالفاتها الضيقة. فلا أحد اليوم يمكن له أن يتكهن بالتطورات التي قد تذهب إليها مسارات الأحداث في غزة، فاليقين الراسخ لدينا جميعاً هو أن الواقع لن يعود كسابق عهده، والحاجة إلى استكمال وتعزيز مشهدية العودة من النزوح بمشهديات أخرى، كمشهدية البقاء والصمود، ومشهدية البناء والإعمار لاحقاً، في تجاوز حقيقي لحماس التي لا يريدها الشعب الفلسطيني.