موقع النيلين:
2024-12-25@21:15:09 GMT

???? حرب بلا إعلام (٥ من ٥)

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT


???? حرب بلا إعلام (٥ من ٥)
وختامًا: الوصايا العشر
قال المفكر الأميركي جوزيف ناي في كتابه المهم: “القوة الناعمة”: “إن المعارك لا يمكن أن تُربَح فقط في ميادين القتال، وإن الكاسب في الحرب هو ذلك الذي تُكسب قصته في الإعلام”.
تعكس هذه العبارة بوضوح شديد ما نشهده خلال هذه الأيام من أواخر شهر ديسمبر وهو الشهر التاسع للحرب، كيف أن عصابات التمرد ومن يخططون له استطاعوا أن يخلقوا نصرًا وهميًا بمجرد دخولهم الفجائي إلى مدينة ود مدني وقرى ولاية الجزيرة.

وصارت القصة السائدة في الإعلام خلال هذه الساعات هي أن الجيش في وضع سيء وأن التمرد يتقدم إلى المدن والقرى يحتلها واحدة بعد أخرى.

هذه صورة مضخمة بالطبع، التمرد يندحر في الخرطوم، ويخرج الآلاف في كل المدن يحملون السلاح في استنفار كبير.
ولعل أقوى الدروس في حرب الخرطوم، أن من أقوى الأسباب لما أصابنا الانغلاق الاستراتيجي الناتج عن الانقسام والتجزئة، وهو أسوأ ما يصيب الشعوب. قالوا: (تسقط بس) ومارسوا التصنيف والإقصاء. الشعوب التي عبرت لمستقبلها هي التي حققت انفتاحات إستراتيجية متجددة باستمرار، وتجاوزت العصبيات والحزبيات المنغلقة، وتمكنت عبر الحوار التعاوني على إدراك وعي مشترك للمصير الوطني الواحد.
ويستوجب الوصول إلى هذه الغاية التواصي بالآتي:
1. توحيد وتشبيك وتجميع كل القوى الوطنية. ووقف التنازع الداخلي والتلاوم، ولجم المتفلتين وكل أمر يفتت الوحدة الوطنية ويشتت الجهود.

2. تفهيم الشعب طبيعة هذه المرحلة التي نمر بها، وإعادة تعريف الحرب التي فرضت علينا وأبعادها الاستعمارية، والاهتمام بتشكيل ذهنية إستراتيجية سودانية تركز على الهوية الوطنية، وتنفتح على مرجعية الشعب السوداني في الجملة، ونبذ العصبيات الحزبية والجهوية والعنصرية والقبلية.
3. تجديد الخطط لتيار المعركة الوطنية والمدافعة لمواجهة سياسات التجويع ومحاصرة الشعب بالتفلت الأمني والحروب القبلية، والعجز عن إدارة الدولة وسياسة استدعاء الاستعمار الجديد التي تنفذها بعض الأحزاب والجماعات. (الخطة ينبغي أن تكون ذات مركزية موحدة وأوجه متعددة).

4. التقليل من آثار حالة الفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي، بسنِّ التشريعات والقوانين والأوامر (أصدر والي الولاية الشمالية يوم أمس قرارًا بحظر أي نشر يهدد الأمن العام والسلامة والطمأنينة في الولاية الشمالية).

5. اتخاذ تدابير لمواجهة الشائعات من أبرزها إطلاع الجمهور بشكل صادق على ما يجري بعيدًا عن أساليب الخداع والمراوغة التي سرعان ما تكشفها الأحداث.

6. الحاجة إلى إعلام احترافي في التحليل وصناعة المحتوى الإعلامي الفعال، مع الحاجة إلى مختبرات لتصنيف وتحليل الأخبار المزيفة والملفقة للتحقق منها والرد عليها وتصحيحها للرأي العام، ويجدر التنويه في هذا إلى ما يقوم به موقع جهينة من الرصد والرد.

7. مواجهة الشعارات الزائفة مثل (لا للحرب)، لأن نبذ الحرب لا يكون بمجرد إطلاق الشعارات، بل بإعداد القوة التي توقف العدو من المضي في خططه، وتعزيز الشعور العام ضد صانعي الحرب وهم الطامعون في بلادنا، والعمل على كشف الدور الخطير للمجموعات المعادية، ومواجهة وسائلهم وأساليبهم في التخريب وممالأة العدو.

8. الارتقاء بمجموعات واتساب وتوجيهها إلى الحوار التعاوني الذي يلمُّ الشعث ويحقق التوعية الشاملة وتنمية الشعور بالمسؤولية لدى المواطن. ولا بد هنا من الإشارة إلى مجموعات أسهمت في حل كثير من المشكلات التي تواجه الناس في الأزمة وتقديم العون المالي للعالقين والمرضى والنازحين وذوي الحاجات. في حين أن بعض المجموعات (القروبات) تحولت إلى أماكن للتنابذ والتنمر بل التهديد والوعيد.

9. تأكيد الدور للإعلاميين في ضبط الخطاب الإعلامي وتوزيع أدواره وتنزيله موقوتا ومحسوبا وربطه بحراك على الأرض؛ لا يهدأ.

10. لا يمنع ذلك من إنشاء واجهات متعددة بشرط العمل على تكوين تواصل مستمر وتنسيق مع القوى الوطنية كافة عبر هذه الواجهات المتعددة والمبادرة لطرح رؤية قومية شاملة مناهضة لإقصائية الأحزاب المرتبطة بالخارج وبالاستعمار الجديد.

الطريق نحو النصر واضح، وبإمكان قواتنا المسلحة وقوى شعبنا التي حملت السلاح أن تمضي قدمًا في طريق النصر والكرامة.
والله وليُّ التوفيق والإعانة.

✍ عثمان أبوزيد

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

يوسف الدقير: معاناة الشعب السوداني تتفاقم بسبب الحرب والفيضانات

حذر الدقير من تزايد معاناة الشعب السوداني جراء الحرب المستمرة، وطالب بتحرك عاجل لإصلاح خزان جبل أولياء بعد تدميره بسبب الفيضانات في ولاية النيل الأبيض..

التغيير: الخرطوم

قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر يوسف الدقير، إن آلاف المواطنين في مناطق مختلفة من ولاية النيل الأبيض تعرضوا للفيضانات نتيجة خروج خزان جبل أولياء عن الخدمة، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل والممتلكات العامة والخاصة، مع استمرار تهديد الوضع بمزيد من المعاناة للسكان.

وصف رئيس حزب المؤتمر السوداني، وسف الدقير، معاناة السودانيين في ظل الحرب المستمرة بأنها “كارثية”.

وأشار في تغريدة على منصة اكس الاثنين، إلى أن “الشعب السوداني يتقلّب على جمر المعاناة”.

وأكد أن الحرب لم تترك للناس سوى الألم والمأساة، حيث يعيش المواطنون بين الرصاص والتشريد والجوع وانعدام الخدمات الأساسية. وأضاف: “من نجا من الرصاص لاحقته مأساة التشريد والجوع”.

وتابع: وفقًا لإفادات مهندسين مختصين في السدود، قال الدقير إن “خزان جبل أولياء عانى من إهمال جسيم في الصيانة منذ عهد النظام السابق، واستمر هذا الإهمال خلال الفترة الانتقالية”.

كما أشار إلى أن القصف الجوي والاشتباكات المسلحة قد أسفرا عن تدمير جزء من الخزان. كما أضاف أن فرق تشغيل وصيانة الخزان غادرت موقعها بعد احتدام المعارك في المنطقة والتي انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع عليها.

ودعا الدقير الجهات المعنية إلى التحرك الفوري، مطالبًا باستنفار فريق فني متخصص لمعالجة الوضع. كما شدد على ضرورة أن تسمح القوات المسلحة في مناطق سيطرتها بمرور الفريق الفني إلى موقع الخزان.

وأكد على أهمية التنسيق مع قوات الدعم السريع لضمان وصول الفريق إلى الخزان تحت إشراف الصليب الأحمر، لضمان سلامة العملية.

كما وجه الدقير نداءً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل وتقديم الدعم الفني والإغاثي، ودعا السودانيين في الداخل والخارج إلى التكاتف وإطلاق مبادرات شعبية لدعم المتضررين من الفيضانات والكوارث.

تتابع الكوارث

وحذر الدقير من أن استمرار الحرب يعني تتابع الكوارث، واصفًا الوضع بالتهديد الوجودي للسودان. ودعا إلى توحيد صفوف القوى الوطنية، مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في “رؤية مشتركة وإرادة موحدة لإنهاء الحرب، وإعادة بناء السودان على أسس السلام المستدام والتحول الديمقراطي”.

وأدى فيضان النيل الأبيض إلى غمر أجزاء كبيرة من أحياء الجزيرة أبا، مما تسبب في كارثة إنسانية شديدة. تم تدمير العديد من المنازل، مما أجبر السكان على النزوح من منازلهم والبحث عن مناطق أكثر أمانًا.

وتتضمن المناطق المتضررة العديد من الأحياء مثل زغاوة والإنقاذ والمزاد، حيث غمر الماء هذه المناطق بشكل كامل.

وحذر خبراء سودانيون في مجال الري وهندسة الخزانات من مخاطر ارتفاع مناسيب المياه بخزان جبل أولياء، مشيرين إلى تحديات هيكلية وإدارية قد تؤدي إلى كارثة مائية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

وأكد الخبراء خلال تصريحات لـ (التغيير) على ضرورة إعادة إدارة الخزان إلى وزارة الري، إلى جانب صيانة الجسور الواقية، وفتح أبواب السد لتخفيف الضغط الناتج عن تدفق المياه غير المسبوق من الجنوب.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 تصاعدًا كبيرًا في أعمال العنف، حيث اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

هذا الصراع الذي بدأ في الخرطوم امتد إلى العديد من الولايات السودانية مثل دارفور وكردفان والجزيرة، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى تهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، في أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد.

الوسومالجزيرة أبا الكوارث حرب الجيش والدعم السريع عمر يوسف الدقير فيضان النيل الأبيض

مقالات مشابهة

  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • الكويت تفرض ضريبة 15% على الكيانات متعددة الجنسيات
  • إعلام إسرائيلي: صور وفيديوهات الجنود التي توثق الانتهاكات بغزة تهدد باعتقالهم
  • مئات المسيحيين يتظاهرون فى دمشق.. رفض للطائفية ودعوة للوحدة الوطنية
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • يوسف الدقير: معاناة الشعب السوداني تتفاقم بسبب الحرب والفيضانات
  • إعلام القوى الثورية مقابل إعلام الكيزان
  • مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يهنئ الشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ 73 لاستقلال ليبيا
  • الوحدة الوطنية وحرية التعبير، بين صلابة الدولة وصوت الشعب