في إطار مساعي الدولة المصرية لتحقيق مزيد من معدلات التنمية المستدامة داخل كافة قطاعات المجتمع المصري، شرعت الدولة في تنفيذ العديد من المبادرات التي تهدف في مقامها الأول لتدشين مجموعة من الأطر والسياسات التي تسعى للحفاظ على مقومات الدولة مع تقديم خدمات ذات جودة مرتفعة للمواطنين، وهو الأمر الذي يمثل بعدا تنمويا فاعلا في مشروعات الدولة المستقبلية.
ومع تنامي تلك المبادرات تبرز القضية السكانية والتي تمثل تحديا حقيقيا للدولة في كيفية مجابهة النمو السكاني المطرد والذي يعد عائقا كبيرا في سبيل تحقيق معدلات أكبر للتنمية المستدامة بكافة صورها وأشكالها خاصة في ظل استمرار أفكار غير فعالة حول زيادة أعداد السكان، والتي جعلت من الدولة المصرية أكبر معدل للنمو السكاني في العالم العربي ومن أكثر دول العالم في معدلات الزيادة السكانية.
وهنا كان لزاما على الدولة المصرية أن تسعى لمواجهة هذا الخطر المتنامي، والذي يلتهم كافة معدلات التنمية الاقتصادية، ويمثل أحد المشكلات المجتمعية داخل الدولة وهو ما تسعى اليه كافة المؤسسات والمنظمات العاملة داخل الدولة، ومنها وزارة الصحة والتي تسعى لترسيخ سياسات تعتمد على الحفاظ على صحة المواطن خاصة من الأجيال الجديدة وهو ما يرتبط بضبط معدلات النمو السكاني بعيدا عن النزيف الاقتصادي والمجتمعي والهدر الكبير في موارد الدولة نتيجة تقاليد بالية مثل العزوة، والعدد الكبير في البيت الواحد، الى جانب التداعيات السلبية والتي تحيط بالمشكلة ومنها الجوانب الصحية والتي لا يمكن من خلالها تقديم خدمات عالية الجودة في ظل معدلات كبيرة للغاية من النمو السكاني الكبير.
إذا تبرز الحاجة لتدشين سياسات تنموية ومجتمعية وثقافية وتعليمية وهو ما يمثل استراتيجية شاملة لتحقيق ركائز ثابتة في هذا الطرح يعتمد بالدرجة الاولى على ترسيخ ثقافة تعلمية جديدة تعتمد على الحفاظ على النوع والصحة والتعليم من خلال ضبط نمو سكاني سليم وتقليل معدلات النمو المرتفعة إلى جانب الحفاظ على صحة الأجيال القادمة من خلال تقديم خدمات أكثر تأثيرا للمواطن وهو ما يدعو للتثقيف المجتمعي حول إعادة الرؤية لهذا النمو السكاني الهائل.
جملة القول، إن ما تحتاجه الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وقطاعاتها هو البحث عن ثقافة تنموية جديدة تجاه قضية النمو السكاني تستند إلى شيوع ثقافة التربية السليمة التي تراعي عدد الأبناء، وتبحث عن جودة للحياة بعيدا عن أفكار العدد الكبير واستمرار الزيادة الكبيرة في أعداد السكان وهو ما يدعو إلى التكاتف المجتمعي لتغيير ثقافة بالية وتدشين ثقافة تنموية جديدة من أجل بناء مجتمع أفضل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الزيادة الكبيرة أعداد السكان الدولة المصریة النمو السکانی وهو ما
إقرأ أيضاً:
إهمال فحص البروستاتا يرفع معدلات وفيات الرجال بالسرطان
أظهرت دراسة أجريت على مدار 20 عاماً في سبع دول أوروبية أن الرجال الذين يغفلون عن إجراء فحص البروستاتا تتزايد احتمالات وفاتهم بالسرطان.
وكشفت الدراسة التي استندت إلى بيانات مبادرة الفحص العشوائي لسرطان البروستاتا، وعرضت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب المسالك البولية في مدريد، أن الامتناع عن إجراء فحص البروستاتا يزيد مخاطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة تصل إلى 45%.
وسرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في 112 دولة حول العالم، ومن المتوقع أن تزيد معدلات الإصابة بهذا المرض بواقع الضعف بحلول عام 2040.
ومن الممكن اكتشاف الإصابة بهذا المرض من خلال قياس مستوى أحد المستضدات الخاصة بالبروستاتا في الدم ويعرف باسم "بي.إس.إيه"، مما يزيد فرص الاكتشاف المبكر والشفاء، ويقلل الحاجة إلى التدخلات الجراحية الحرجة في الحالات المتأخرة من المرض.
ومن بين أكثر من 72 ألف رجل شملتهم الدراسة، تبين أن حوالي 12 ألفاً منهم لا يخضعون لفحص البروستاتا بما يمثل واحداً من كل ستة رجال، مما يزيد فرص وفاتهم جراء سرطان البروستاتا بنسبة 45%، مقارنة بمن يحرصون على إجراء هذه الفحوص.
فحص بول جديد يكشف عن نوع عدواني من سرطان البروستات - موقع 24يمكن أن يكشف اختبار بول جديد عن الأشكال العدوانية لسرطان البروستات التي لم يتم كشفها بواسطة الخزعات والفحوصات التقليدية.
وذكر رئيس فريق الدراسة رينيه لينان من معهد أبحاث السرطان التابع لجامعة إيراسموس الهولندية، أن الرجال الذين يغفلون فحوصات البروستاتا ربما يكونون من نوعية الأشخاص الذين لا يهتمون بالعناية الصحية، بمعنى أنهم لا ينخرطون على الأرجح في أي سلوكيات صحية ويتجنبون إجراءات الرعاية الوقائية بشكل عام.
ويقول الطبيب توبياس نوردستروم، أخصائي المسالك البولية في مركز كارولينسكا البحثي في السويد إن هذه الدراسة تؤكد أن فحوص البروستاتا هي أكثر أهمية، مما كان يعتقد من قبل.
وأضاف في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية: "لابد أن نفهم لماذا يختار البعض إغفال إجراء هذه الفحوصات وتحديد مدى تأثير ذلك على تفاقم حالتهم المرضية، عندما يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان".