مجاذيب الصوفية يحيون الليلة الختامية لمولد نفيسة العلوم (صور)
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تحتفل الطرق الصوفية والمصريون مساء اليوم الأربعاء بمولد السيدة نفيسة، رضي الله عنها، حفيدة الإمام الحسن بن علي، وذلك بإقامة العديد من الفعاليات الدينية والثقافية، فيما توافد الآلاف من المحبين من محافظات الجمهورية.
بدأت مظاهر الاحتفال بالمولد بكسوة جامع السيدة نفيسة وتزيينه بالأنوار، بينما شهد محيط المسجد توافد الزائرين الذين حضروا من كافة أنحاء الجمهورية ومازالوا يتوافدون للمشاركة بإحياء تلك المناسبة العطرة.
كما بدأت خدمات الطرق الصوفية نصب خيامها لتقديم المأكولات والمشروبات للزائرين.
ويحتفل الشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين مع أبناء الطرق الصوفية في جمهورية مصر العربية والعالم العربي والإسلامي بمولد السيدة نفيسة وذلك مساء اليوم الأربعاء بميدان السيدة نفيسة، ويختتم الحفل الذي يبدأ في العاشرة مساء الشيخ ياسين التهامي الملقب بعميد الإنشاد الديني.
ولدت السيدة نفيسة في مكة المكرمة عام 145هـ، وهي حفيدة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما، ووالدها الإمام القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب، وزوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
نشأت السيدة نفيسة في المدينة المنورة، حيث كانت تردد على المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب "نفيسة العلم".
كانت السيدة نفيسة من الصالحات العابدات، فكانت تكثر من الصلاة والصوم والذكر، كما كانت تهتم بالقرآن الكريم وحفظه، وكانت من سيدات العلم في العالم الإسلامي، واشتهرت بإجابة دعائها.
توفيت السيدة نفيسة في القاهرة عام 208هـ، وكانت صائمة ورفضت أن تفطر وقالت: "لقد سألت الله أن يقبضني إليه صائمة".
كانت السيدة نفيسة من النساء الصالحات اللاتي تركن أثرًا طيبًا في المجتمع، ومازالت قبرها مزارًا للمؤمنين من كل أنحاء العالم.
فرصة لتجديد الإيمان
يحرص ملايين المصريين من مختلف أنحاء البلاد على زيارة مسجد السيدة نفيسة في القاهرة كل عام في مولد السيدة نفيسة.
ويؤكد المصريون أن مولد السيدة نفيسة فرصة للتواصل مع الدين والإيمان، والشعور بالروحانية العالية، وتجديد الصلة بالله تعالى.
ويشهد المسجد خلال أيام المولد العديد من الفعاليات الدينية والثقافية، مثل الندوات الدينية التي تتناول حياة السيدة نفيسة وسيرتها العطرة، والمسابقات الثقافية التي تستهدف نشر الوعي الديني والثقافي بين الشباب، والأمسيات الشعرية التي تقام على شرف السيدة نفيسة.
وتمثل احتفالات مولد السيدة نفيسة فرصة للتعبير عن حب المصريين للدين الإسلامي، وتقديرهم لسيرة السيدة نفيسة التي عرفت بالعلم والصلاح والتقوى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تحتفل الطرق الصوفية بمولد السيدة نفيسة رضي الله عنها توافد الآلاف مولد السیدة نفیسة السیدة نفیسة فی بن علی
إقرأ أيضاً:
شخصيات إسلامية.. أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان
هي أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان من بنات عمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أقرب نسائه إليه نسباً، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.. روت عدة أحاديث. حدث عنها: أخواها، الخليفة معاوية، وعنبسة، وابن أخيها، عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وشتير بن شكل، وأبو المليح عامر الهذلي، وآخرون.
كانت قد تزوجت عبيد الله بن جحش وهاجر بها مع من هاجر إلى الحبشة، وقيل إنها أنجبت ابنتها حبيبة بمكة قبل الهجرة، غير أنه ارتد عن الإسلام، ثم مات بعد ذلك، فطلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي في الحبشة، سنة 6 هـ، وكانت أكثر نسائه صلى الله عليه وسلم صداقاً، حيث أصدقها عنه النجاشي ملك الحبشة أربعمائة دينار وجهَّزها، وأقام وليمة كبيرة لأجل هذا الأمر، وكانت قد بلغت في هذا الوقت بضعاً وثلاثين سنة.
وحين نزل قوله عز وجل: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ...» «سورة الممتحنة: الآية 6»، أي لقد كان لكم في إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء اقتداء بهم في معاداة قومهم من المشركين الذين أظهروا عداوتهم لهم، ولما رأى رب العزة سبحانه وتعالى من المؤمنين من التصلُّب في الدين، والتشديد في معاداة قومهم حتى الأقارب منهم، أنزل قوله تعالى: (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً...)، «سورة الممتحنة: الآية 7»، تطييباً لقلوبهم، ولقد أنجز وَعْدَه الكريم، فأسْلَم كثير منهم يوم فتح مكة، فتصافوا، وتوادوا، وصاروا أولياء وإخواناً، وخالَطوهم وناكَحوهم، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، فَلَانَ لهم أبو سفيان، وبلغه ذلك وهو مشرك، فلم يرد زواجه.
وكان لها موقف مع أبيها يُبيِّن ذلك، حين قَدِمَ أبو سفيان المدينة، والنبي ﷺ يريد غزو مكة، فكلَّمَه في أن يزيدَ في الهدنة، فلم يقبل عليه، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم، طوته دونه، فقال: يا بُنَيَّة، أرَغِبْتِ بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله، فقال: «يا بُنَيَّة، لقد أصابك بعدي شر».
وعن السيدة عائشة قالت: «دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك، فقالت: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك»، فكان ذلك دليلاً على سموِّ نفسها، وعظمة قدرها، فرضي الله عنها وأرضاها.