بوابة الوفد:
2024-10-02@15:29:42 GMT

2023 العام «المر»

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

المتتبع لأحوال العباد يرى عجبا وهموما وغالبا بسبب موجة غلاء عاتية قصمت الظهور من شدة أعباء الحياة، وحولت حياة الجميع إلى لهث مستمر بهدف تسديد أبسط المتطلبات، بل العيش على حد الكفاف.

طال الغلاء كل شيء وكان العام الحالى 2023 الأسوأ على جموع الشعب بكل فئاته، نعم الغلاء موجة عالمية وهناك العديد من الدول تأثرت، ولكن فى مصر الأمر مختلف لأسباب متعددة.

الحكاية ببساطة هى المعركة بين التجار والحكومة فى السيطرة على الأسواق، والتى حسمت فى أغلب الأوقات لتجار الأزمات الذين تاجروا فى كل شيء، الأدوية والأطعمة والملابس والمواد الغذائية والعقارات، وصنعوا البورصات السوداء الخاصة بهم، والأسواق الموازية فيما يتعلق بالدولار وغيره.. طالوا كل شيء فى حياتنا حتى تحكموا فى مزاج المصريين عبر التحكم المبالغ فى التبغ ومشتقاته.

نعم هذه هى الحقيقة، التجار هزموا الحكومة ودفع الشعب الثمن غاليا بعدما أصبحت معظم متطلباته الحياتية ليست فى متناول يده، وأصبحت السلعة الواحدة تباع فى المحل الواحد بأكثر من سعر على مدار اليوم، بل فى الشارع الواحد بأسعار متفاوتة وفقا للعرض والطلب فى غياب الأجهزة الرقابية المعنية عن القيام بدورها المنوط.

وشاهدنا جميعا قفزات ما أنزل الله بها من سلطان فى أسعار السيارات والمواد الاستراتيجية الأساسية التى لا يستغنى عنها أى منزل حتى وإن كان يحيا أهله على الكفاف.

رواتب الموظفين التى تركب ظهر السلحفاة لم تسعفها الزيادات المتقطعة لتلحق بارتفاعات الأسعار التى تركب صاروخ الغلاء الذى لا يرى ولا يرحم ولا تعنيه البطون الخاوية ولا الجيوب الفارغة ولا الأجساد المريضة، ولا مصروفات التعليم والعلاج وغيرها.. فقط هو معنى بتكديس ثروات لتجار الأزمات فوق رقاب المصريين.

تبقى زلازل الأسواق المتوالية سرًا سوف ينقضى العام المر للأزمات بعد أيام دون الإجابة عنه، مما يجعلنا ونحن على أعتاب عام جديد وقد تخلى كل منا عما يملك تقريبا فى محاولة للنجاة على سطح سفينة البلاد التى كاد أن يغرقها هؤلاء المتاجرون بقوت الشعب، فى محاولة للوصول إلى بر الأمان بسلام.

الحكومة تستطيع.. نعم، والدليل أنها عندما أرادت أن توقف تلك المهازل تدخلت وقررت تحديد أسعار 7 سلع استراتيجية بصورة جبرية وحددت اليوم والساعة لبدء التنفيذ، وقد كان لها ما أرادت وبمنتهى الدقة، وإذا كان الأمر كذلك ويد الدولة مازالت فوق رقاب الجميع فلماذا بدأ الانفلات يعود من جديد للأسواق وطال السلع الاستراتيجية من جديد؟

والأهم لماذا لم تحكم الدولة قبضتها على الأسواق وجميع المنتجات عن طريق فرض التسعيرة المناسبة؟ وأين جهاز حماية المستهلك من كل ما يحدث؟ وما هو دوره؟

والأهم حماية الأسواق والعباد من جشع التجار.. مسؤولية من؟ وما هى حدود تلك المسؤولية؟

باختصار.. يجب أن تبقى للحكومة هيبتها وقوتها فى الإشراف والرقابة والمتابعة، فالمصريون جميعا فى رقاب الحكومة، وتلك مسؤولية لا يجب التخلى عنها.

المستهلك بات يمثل الحركة الأضعف فى ظل اقتصاديات العولمة المتشابكة التى خلقت اقتصادًا عالميًا موحدًا خاضع للتنافس الحر، فى ظل سوق دولية مفتوحة، الأمر الذى تسبب فى تضاؤل دور الدول وأثر كثيرا فى الصناعات الوطنية التى خار قوى معظمها أمام المنافسة الشرسة فأثرت بصورة مباشرة على المستهلك الذى أصبحت حمايته أكثر إلحاحا من أى وقت مضى.

تبقى كلمة.. لا يجب أن نغفل أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المستهلك فى حماية نفسه وأسرته وممارسته لدور فاعل فيما يتعلق باستخدام القرارات الرشيدة عند الشراء والاستهلاك.

المقاطعة الشعبية ربما كانت السلاح الأقوى والأكثر تأثيرًا لكل ما على ثمنه وارتفع بصورة مبالغ فيها، وسلاح المقاطعة أوالاستغناء أكثر الأسلحة جدوى فى مثل هذه الظروف، ولنا فى السلع التى تم التخلى عنها للتصدى للشركات التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى فى حربه على غزة المثل، حيث أجبرت تلك الشركات على النزول بأسعارها للنصف ومازالت المقاطعة مستمرة وخسائر الشركات متوالية.

على أعتاب العام الجديد نأمل فى المزيد من التشريعات لضبط الأسواق، والتصدى لحيتان الأزمات وفرض شبكة حماية قانونية تكون حائط صد منيعا لحماية أصحاب البطون الخاوية من سماسرة الأزمات.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار أعباء الحياة

إقرأ أيضاً:

التخطيط القومي يطلق دعوة للمشاركة في الأنشطة البحثية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي العام لمعهد التخطيط القومي، برئاسة الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، وبحضور الدكتور خالد عطية، نائب رئيس المعهد لشؤون البحوث والدراسات العليا، والدكتور أشرف صلاح الدين، نائب رئيس المعهد لشؤون التدريب والاستشارات وخدمة المجتمع، ومديري المراكز العلمية، وعدد كبير من أعضاء الهيئة العلمية والهيئة العلمية المعاونة.

واستهدف المؤتمر متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر العام للمعهد في العام السابق، وكذا متابعة التقدم المحرز في تنفيذ الخطة الاستراتيجية للمعهد 2023- 2030، فضلًا عن برنامج عمل المعهد للعام الأكاديمي 2024 /2025.

وفي مستهل المؤتمر العام، أكد العربي حرص المعهد على إجراء المزيد من الدراسات القائمة على الأدلة واستشراف المستقبل وفق الأولويات الوطنية والمستجدات العالمية، سواء من خلال الوحدات المتخصصة بالمعهد أو المراكز العلمية بمجالاتها الواسعة، مع إيلاء مزيد من الاهتمام للدراسات التي تقوم باختبار أثر المتغيرات الراهنة والمستقبلية على صنع السياسات في مصر، لافتًا إلى إطلاق دعوة للمشاركة في الأنشطة البحثية، وذلك في إطار مشروع طموح تحت عنوان: "مصر ما بعد 2025: رؤية تنموية طويلة الأجل".

ونوه رئيس معهد التخطيط القومي إلى تبني المعهد مشروع "تطوير ورفع كفاءة منظومة التحول الرقمي بالمعهد"، وذلك في إطار توجه الدولة لدعم المؤسسات الحكومية في مجال التحول الرقمي. 

وحول عرض ومناقشة أنشطة المعهد المنفذة خلال العام الأكاديمي 2023/2024 في ضوء الخطة الاستراتيجية 2023-2030، وبرنامجها التنفيذي لعام 2023/2024، عرض العربي نسب إنجاز أنشطة ومنتجات المعهد المختلفة في المجالات البحثية والتدريبية والدراسات العليا والاستشارات وخدمة المجتمع وغيرها من الأنشطة الداعمة وذلك مقارنةً بالمستهدف بالخطة لذات العام. 

وحول تعزيز مكانة المعهد وطنيًا وإقليميًا ودوليًا من خلال شراكات فعالة في كافة مجالات عمل المعهد، أشار العربي إلى توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون مع العديد من الجهات منها صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وهيئة تنمية الصعيد، ومنظمة العمل الدولية، وكل من وزارات الشباب والرياضة والتنمية المحلية والتموين بالإضافة إلى المجلس القومي للمرأة.

ويعقد المعهد مؤتمره العام سنويًا بناءً على دعوة من رئيس المعهد وجميع أعضاء الهيئة العلمية والهيئة العلمية المعاونة تطبيقًا للمادة رقم (13) من قانون المعهد رقم 13 لسنة 2015.

مقالات مشابهة

  • التخطيط القومي يطلق دعوة للمشاركة في الأنشطة البحثية
  • حصاد نشاط جهاز حماية المستهلك خلال سبتمبر الماضي.
  • إنفوجراف.. حصاد نشاط جهاز حماية المستهلك خلال سبتمبر الماضي
  • الإعلان عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب آسيوي في العام
  • مزيج توليد الكهرباء في الخليج العربي.. كيف تغيّرت الخريطة خلال 2023؟
  • الصحة الفلسطينية: الحرب تفاقم معاناة مرضى السرطان في غزة
  • «بيك الباتروس» للفنادق المصرية تستحوذ على ٤ فنادق فى المغرب
  • 5 حالات لا يسمح فيها قانون حماية المستهلك بإعادة السلعة واسترداد سعرها بعد شرائها
  • مؤشّرات تَغَيُّر لافتة في أعداد مشتركي ومتقاعدي الضمان.!
  • "حماية المستهلك" تسلط الضوء على "الممارسات الاستهلاكية الصحيحة"