بوابة الوفد:
2025-02-16@15:57:40 GMT

2023 العام «المر»

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

المتتبع لأحوال العباد يرى عجبا وهموما وغالبا بسبب موجة غلاء عاتية قصمت الظهور من شدة أعباء الحياة، وحولت حياة الجميع إلى لهث مستمر بهدف تسديد أبسط المتطلبات، بل العيش على حد الكفاف.

طال الغلاء كل شيء وكان العام الحالى 2023 الأسوأ على جموع الشعب بكل فئاته، نعم الغلاء موجة عالمية وهناك العديد من الدول تأثرت، ولكن فى مصر الأمر مختلف لأسباب متعددة.

الحكاية ببساطة هى المعركة بين التجار والحكومة فى السيطرة على الأسواق، والتى حسمت فى أغلب الأوقات لتجار الأزمات الذين تاجروا فى كل شيء، الأدوية والأطعمة والملابس والمواد الغذائية والعقارات، وصنعوا البورصات السوداء الخاصة بهم، والأسواق الموازية فيما يتعلق بالدولار وغيره.. طالوا كل شيء فى حياتنا حتى تحكموا فى مزاج المصريين عبر التحكم المبالغ فى التبغ ومشتقاته.

نعم هذه هى الحقيقة، التجار هزموا الحكومة ودفع الشعب الثمن غاليا بعدما أصبحت معظم متطلباته الحياتية ليست فى متناول يده، وأصبحت السلعة الواحدة تباع فى المحل الواحد بأكثر من سعر على مدار اليوم، بل فى الشارع الواحد بأسعار متفاوتة وفقا للعرض والطلب فى غياب الأجهزة الرقابية المعنية عن القيام بدورها المنوط.

وشاهدنا جميعا قفزات ما أنزل الله بها من سلطان فى أسعار السيارات والمواد الاستراتيجية الأساسية التى لا يستغنى عنها أى منزل حتى وإن كان يحيا أهله على الكفاف.

رواتب الموظفين التى تركب ظهر السلحفاة لم تسعفها الزيادات المتقطعة لتلحق بارتفاعات الأسعار التى تركب صاروخ الغلاء الذى لا يرى ولا يرحم ولا تعنيه البطون الخاوية ولا الجيوب الفارغة ولا الأجساد المريضة، ولا مصروفات التعليم والعلاج وغيرها.. فقط هو معنى بتكديس ثروات لتجار الأزمات فوق رقاب المصريين.

تبقى زلازل الأسواق المتوالية سرًا سوف ينقضى العام المر للأزمات بعد أيام دون الإجابة عنه، مما يجعلنا ونحن على أعتاب عام جديد وقد تخلى كل منا عما يملك تقريبا فى محاولة للنجاة على سطح سفينة البلاد التى كاد أن يغرقها هؤلاء المتاجرون بقوت الشعب، فى محاولة للوصول إلى بر الأمان بسلام.

الحكومة تستطيع.. نعم، والدليل أنها عندما أرادت أن توقف تلك المهازل تدخلت وقررت تحديد أسعار 7 سلع استراتيجية بصورة جبرية وحددت اليوم والساعة لبدء التنفيذ، وقد كان لها ما أرادت وبمنتهى الدقة، وإذا كان الأمر كذلك ويد الدولة مازالت فوق رقاب الجميع فلماذا بدأ الانفلات يعود من جديد للأسواق وطال السلع الاستراتيجية من جديد؟

والأهم لماذا لم تحكم الدولة قبضتها على الأسواق وجميع المنتجات عن طريق فرض التسعيرة المناسبة؟ وأين جهاز حماية المستهلك من كل ما يحدث؟ وما هو دوره؟

والأهم حماية الأسواق والعباد من جشع التجار.. مسؤولية من؟ وما هى حدود تلك المسؤولية؟

باختصار.. يجب أن تبقى للحكومة هيبتها وقوتها فى الإشراف والرقابة والمتابعة، فالمصريون جميعا فى رقاب الحكومة، وتلك مسؤولية لا يجب التخلى عنها.

المستهلك بات يمثل الحركة الأضعف فى ظل اقتصاديات العولمة المتشابكة التى خلقت اقتصادًا عالميًا موحدًا خاضع للتنافس الحر، فى ظل سوق دولية مفتوحة، الأمر الذى تسبب فى تضاؤل دور الدول وأثر كثيرا فى الصناعات الوطنية التى خار قوى معظمها أمام المنافسة الشرسة فأثرت بصورة مباشرة على المستهلك الذى أصبحت حمايته أكثر إلحاحا من أى وقت مضى.

تبقى كلمة.. لا يجب أن نغفل أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المستهلك فى حماية نفسه وأسرته وممارسته لدور فاعل فيما يتعلق باستخدام القرارات الرشيدة عند الشراء والاستهلاك.

المقاطعة الشعبية ربما كانت السلاح الأقوى والأكثر تأثيرًا لكل ما على ثمنه وارتفع بصورة مبالغ فيها، وسلاح المقاطعة أوالاستغناء أكثر الأسلحة جدوى فى مثل هذه الظروف، ولنا فى السلع التى تم التخلى عنها للتصدى للشركات التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى فى حربه على غزة المثل، حيث أجبرت تلك الشركات على النزول بأسعارها للنصف ومازالت المقاطعة مستمرة وخسائر الشركات متوالية.

على أعتاب العام الجديد نأمل فى المزيد من التشريعات لضبط الأسواق، والتصدى لحيتان الأزمات وفرض شبكة حماية قانونية تكون حائط صد منيعا لحماية أصحاب البطون الخاوية من سماسرة الأزمات.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار أعباء الحياة

إقرأ أيضاً:

عرض فيلم كابتن أمريكا في دول عربية رغم دعوات المقاطعة.. ما قصة الممثلة والشخصية الإسرائيلية؟

بدأ عرض فيلم "كابتن أمريكا - عالم شجاع جديد - Captain America: Brave New World" في العديد من الدول العربية، رغم الجدل الواسع الذي أثير حوله منذ أول إعلان له في أيلول/ سبتمبر 2022، بسبب ضم طاقمه لممثلة إسرائيلية تؤدي دور شخصية خدمت سابقا في الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد".

ومن المقرر عرض الفيلم في العديد من الدول العربية منها مصر والبحرين والأردن والكويت وعمان وقطر والسعودية الإمارات، بينما لم يتم وجود أن إعلانات للفيلم في لبنان، وذلك بحسب رصد إعلانات كبرى دور العرض في هذه البلدان.

وخلال عرض الفيلم في الولايات المتحدة، تظاهر العديد من الأشخاص الداعمين للقضية الفلسطينية أمام دور العرض وفي ممشى المشاهير في هوليوود بولاية لوس أنجلوس، ورفعوا شعارات ترفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

Pro-Palestinian protesters at the LA premiere of Captain America: Brave New World demanded a boycott over Sabra, played by Israeli actress Shira Haas, holding signs that read "Sabra must go." pic.twitter.com/dWZ9Qv1B8Z — V PALESTINE ???????? (@V_Palestine20) February 12, 2025
وأكدت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" أن نحو 30 مؤسسة ثقافية وفنية فلسطينية دعت لمقاطعة عرض الفيلم بسبب وجود شخصية "صبرا"، التي تروج لنظام الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وتساهم في تلميع جرائمه ضد الفلسطينيين.

وأوضحت أن إحياء شركة "مارفيل للترفيه - Marvel Entertainment" لشخصية مثل "صبرا" "لا يمكن أبدا أن يكون أمراً عفوياً، ولا نرى فيه سوى مساهمة في تلميع سمعة  النظام الاستعماري الآخذة في التضرر بشكل مضطرد".


إن إحياء مارفل لشخصية مثل "صبرا" لا يمكن أبداً أن يكون أمراً عفوياً، ولا نرى فيه سوى مساهمة في تلميع سمعة النظام الاستعماري الآخذة في التضرر بشكل مضطرد. لنوحّد جهودنا ونقطع الطريق على استوديوهات (مارفل) المملوكة لـ(ديزني). فإما أن تختار الجانب الصحيح وإما المقاطعة. pic.twitter.com/V7ZVxye8Yn — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) February 11, 2025
"صبرا"
ومع أول عرض للفيلم، جرى التركيز على قصة سام ويلسون، الذي لبس رسميا عباءة "كابتن أمريكا"، وسط حادثة أمنية دولية، وهو من إخراج يوليوس أوناه، ومن تأليف مالكولم سبيلمان ودالان موسون، ويعد الفيلم بأن يكون حجر زاوية جديد في عالم مارفل السينمائي (MCU). 

ويعد الفيلم مرحلة جديدة لشخصية "كابتن أمريكا" بشكل أساسي، وهو ما أثار ردود فعل متباينة حول الإشادة والانتقاد، إلا أن الجدل الأوسع كان من نصيب شخصية الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس، بدور "روث بات سيراف" أو "صبرا"، وهي أيضا شخصية إسرائيلية ضمن القصص المصورة التي تعتمد عليها مثل هذه النوعية من الأفلام.

وظهرت شخصية "صبرا" سابقا في القصص المصورة "مارفل: ذا إنكردبل هالك" في الثمانينيات، مرتدية زيا باللونين الأبيض والأزرق وتتوسطه نجمة داود، ما يشير إلى علم الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب القصص المصورة فإن شخصية "صبرا" تمتلك السرعة والقوة الخارقة، وأدت سابقا دور عميلة في الموساد الإسرائيلي، لكن لم تتضح بعد معالم دورها بشكل تام في الفيلم القادم من سلسلة "كابتن أمريكا".

Hollywood is no stranger to Jewish erasure, and here is yet another example.

The MCU will introduce "Sabra" in "Captain America: Brave New World"

In the comics, she is an ex-Mossad agent from Israel. In the movie she will now be Russian.https://t.co/gtIa7GIMP5 pic.twitter.com/huFn6zSr6C — Jewish News Syndicate (@JNS_org) July 17, 2024
ومنذ ذلك الحين، أصبح وجود "صبرا" نقطة خلاف بسبب تضمين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في قصة الكتاب المصور "هالك" الصادر عام 1981، وفيه يتم تقديمها مع العملاق الأخضر "هالك" والدموع تنهمر على وجهه وهو يصرخ على "صبرا"، ومعه جثة عند قدميه لطفل فلسطيني قُتل في انفجار.

وتقول شخصية هالك في ذلك الكتاب المصور: "مات صبي لأن أبناء شعبه وأبناء شعبك يريدون امتلاك الأرض! مات الصبي لأنكم لا تريدون المشاركة"، بعد ذلك، تركع المرأة، التي ترتدي الزي الأبيض والأزرق مع نجمة داود على صدرها، بجانب الصبي.

وجاء في قصة "مارفل" المصورة: "لقد تطلب الأمر استخدام هالك ليجعلها ترى هذا الفتى العربي الميت كإنسان، لقد تطلب الأمر وحشا كي يوقظ إحساسها بالإنسانية".

this single panel of Sabra has always been insane and also everything you need to know about her https://t.co/tcfBfUq0VV pic.twitter.com/BmaubZ1VYa — devil may cam (@GreenEggzAndCam) July 13, 2024
ويشير اسم الشخصية "صبرا" إلى فاكهة الصبر ذات المظهر الخشن والقوي من الخارج واللطيف والحلو من الداخل، في استعارة لـ "وصف الإسرائيلي"، بينما ذكرت مواقع إسرائيلية أنه مشتق من لفظ "تسباريم"، أي "الإسرائيليين المولودين على أرض إسرائيل"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".


وشيرا هاس ممثلة إسرائيلية ولدت في 11 أيار/ مايو 1995 في مدينة "تل أبيب"، وحصلت على جائزة "أوفير" مرتين واشتهرت دوليا لدورها في مسلسل "أنورثودوكس - Unorthodox" الذي عرض على منصة نتفليكس، وهي مجندة إسرائيلية سابقة خدمت في مسرح جيش الاحتلال الإسرائيلي.



ويتبع هذا المسرح لفيلق "التربية والشباب" في جيش الاحتلال، وممثلوه جنود في الخدمة النظامية، ولديهم خلفية في التمثيل، والتطوع أو العمل فيه يعادل الخدمة العسكرية المباشرة.

تغير التقديم 
وخلال المقطع الترويجي ظهرت "صبرا" أو حتى "روث بات سيراف"، وهو اسمها خلال العمل في الموساد، بزي تقليدي وليس بأزياء لا تشبه بدلات الأبطال الخارقين، وهذا يشير إلى ظهورها بدور عميلة الموساد أو ضمن مسؤولة عن أمن الرئيس الأمريكي، وذلك على الأقل بحسب ما ظهر في اللقطات السريعة، وأكده بعض النقاد والمواقع الإسرائيلية ضمن مراجعاتها.

When you buy or stream Unorthodox, Bodies, Shtisel, The Zookeeper’s Wife, Asia, Broken Mirrors, Captain America 2025, you’re giving money to zionists. Shira Haas is a zionist settler. pic.twitter.com/vxUwQdSrrC — Zionists in Film (@zionistsinfilm) May 30, 2024
ويمكن خلال الفيلم أن يحدث التحول الذي يدفعها إلى شخصية "صبرا" أو حتى احتمال تغيير ذلك وتقديمها كعضو سابق في برنامج التجسس الفائق لـ "الأرملة السوداء الروسية السوفييتية"، ونفس البرنامج الذي قام بتدريب ناتاشا رومانوف، ضمن أفلام سابقة من عالم مارفل السينمائي، بتأدية الممثلة الشهيرة سكارليت جوهانسون.

وبحسب موقع "ذا وارب" المتخصص في أخبار الفن ستكون الشخصية الجديدة إسرائيلية بشكل رسمي، رغم أنه تم اتهام الأستوديو، في يوليو/ تموز 2024 بمحو الخلفية الإسرائيلية للشخصية بعد أن أصبح معروفا في تصوير الفيلم أنها لم تعد عميلة للموساد كما هي في القصص المصورة.

وردت اللجنة اليهودية الأمريكية "AJC" على تقرير الموقع حينها قائلة: "إذا كان هذا صحيحا، فنحن سعداء لأن مارفل أدركت مدى أهمية الهوية الإسرائيلية لصبرا بالنسبة لشخصيتها.. الأبطال الخارقون لديهم ما يكفي من الأشياء للقلق، ولا ينبغي لسياسات الهوية أن تكون واحدة منها".


وأضافت اللجنة: "يسعدنا أن نعرف أن صبرا ستحتفظ بهويتها الإسرائيلية في فيلم "كابتن أمريكا"، وما زالت الممثلة الإسرائيلية الرائعة شيرا هاس تؤدي دورها، يجب الثناء على أستوديوهات مارفيل لعدم استسلامها للقوى المناهضة لإسرائيل التي أرادت إلغاء هوية هذه الشخصية، بالإضافة إلى خلفيتها الدرامية".

 وقالت مديرة معهد الإعلام والترفيه في رابطة مكافحة التشهير "ADL" ديبورا كاميل، “نحن نرحب بتصوير امرأة يهودية وإسرائيلية قوية على الشاشة، ونتطلع إلى رؤية كيفية تطوير هذه الشخصية في الفيلم".

مقالات مشابهة

  • ابن طوق يؤكد حرص الوزارة على حماية حقوق المستهلك
  • في جولة قبل رمضان.. وزير الاقتصاد يؤكد الحرص على حماية حقوق المستهلك
  • إغلاق 537 فرعا لمطاعم أمريكية في تركيا بسبب المقاطعة
  • الرئيس التنفيذي لستاربكس يقر بقسوة المقاطعة
  • "حماية المستهلك" تطلق حملة لمواجهة "الإعلانات المُضلِّلة"
  • سوريا.. هل سيتعلّم الغرب من الدروس المستفادة هذه المرّة؟
  • نصرة لغزة.. المقاطعة تطيح بكنتاكي وبيتزا هت في تركيا
  • حماية مصر تبدأ من الداخل| كيف نحافظ على التلاحم الشعبي؟.. فيديو
  • الغرف التجارية: السلع متوفرة في الأسواق بأسعار أقل من العام الماضي.. فيديو
  • عرض فيلم كابتن أمريكا في دول عربية رغم دعوات المقاطعة.. ما قصة الممثلة والشخصية الإسرائيلية؟