بوابة الوفد:
2025-04-11@02:43:51 GMT

لأنها تفتح عمل الشيطان

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة غطت على كل شيء فى المنطقة وفى خارجها، ولا يكاد العالم يجد ما يجعله يفيق منها، ولو شاء لكان قد أفاق منها منذ يومها الأول، لو أنه جرّب أن يكون عالمًا حرًا بالمعنى الحقيقى لعبارة العالم الحُر. 

ولأن « لو « تفتح عمل الشيطان كما قيل، فلا مجال للكلام عن شيء لم يتحقق فى الماضى، ولا مساحة للحديث عن معنى العالم الحُر فى عالم ليس كذلك، ولا دليل على أنه ليس كذلك إلا أنه يتابع المقتلة التى تجرى فى القطاع بعينين مُغمضتين.

وقد جاء وقت فى صيف هذه السنة كانت أخبار النيجر خلاله مانشيتات فى وسائل الإعلام، وكان السبب أن انقلابًا وقع فيها ضد الرئيس محمد بازوم، وجاءت فى مكانه سلطة جديدة فى البلاد. 

وكانت أخبار النيجر من بين الأخبار المهمة الكثيرة التى غطت عليها الحرب الوحشية فى غزة، لولا أنها قد عادت تطل برأسها من جديد، ولولا أنها قد عادت تفرض نفسها على الذين يتابعون أنباء القارة السمراء بيننا.. وأخبار النيجر مهمة لنا ليس فقط لأنها تنتمى إلى القارة نفسها التى ننتمى إليها، ولكن لأن بيننا وبينها ما يشبه الجوار. 

بيننا وبينها ما يشبه الجوار لأنها على جوار مباشر مع ليبيا الجارة المباشرة لنا، وبما أن الوضع كذلك فما يدور هناك فى العاصمة النيجيرية نيامى لا بد أن يستوقفنا، وأن يستحوذ على شيء من وقتنا وشيء من اهتمامنا. 

وفى يوم ٢٢ من هذا الشهر غادر آخر جندى فرنسى أرض النيجر، بعد أن كان الوجود العسكرى الفرنسى هناك يصل إلى ١٥٠٠ جندى أيام الرئيس بازوم، ولكن مع مجيء السلطة الجديدة فى مكانه بدا أن «الكيميا» بينها وبين فرنسا ليست على ما يرام، وبدا أن كل محاولات التقارب بين الطرفين قد باءت بالفشل، وبدا أن السلطة الجديدة لا ترى للفرنسيين موطيء قدم على أرضها!

وهى قصة طويلة بدأت عندما وقع الانقلاب فى ٢٦ يوليو، وانتهت مع مغادرة آخر جندى فرنسى، ولكن مغادرته كانت إشارة إلى وجود فراغ بالضرورة، وكان لا بد أن يتقدم طرف آخر يملأ هذا الفراغ، وهذا ما يمثل حالة من الصراع بين الروس من ناحية وبين الغرب من ناحية أخرى، وعلى رأسه بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية. 

وكأن السماء قد كتبت على الكثير من دول هذه القارة، أن تظل أسيرة الفراغ الذى يستدعى دائمًا مَنْ يملؤه، وأن تخرج من القبضة الفرنسية إلى القبضة الغربية الأمريكية أو القبضة الروسية، أو إلى القبضتين الأخيرتين معًا. 

ولكن المؤكد أن هذا الوضع لن يدوم، وأن مقاومته ستنجح فى النهاية، ولم تكن الحالة النيجيرية سوى خطوة قصيرة فى طريق طويل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط احمر الحرب الإسرائيلية الوحشية قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!

الإعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!

بثينة تروس

في مشهد لا يخلو من مفارقة تثير العجب، وزير الإعلام في حكومة بورتسودان العائد من بريطانيا حيث التمدن والمؤسسات والنهج الديمقراطي ليُفاجئنا بخطاب أقرب إلى طقوس “رجم الأوثان”، بدلًا من تقديم خطاب دولة يليق بتجربته وخبراته.

الوزير خالد الأعيسر الذي سبق أن سوق لنفسه بسيرة معرفية ومهنية محترمة، تمتد من جامعة بولتون في المملكة المتحدة إلى أروقة الإعلام العربي في كبريات الصحف والقنوات، شارك مؤخرًا في فعالية نُظمت تحت عنوان (رجم الشيطان)!! حدثنا (خاطبت اليوم مسيرة (حماة الوطن) التي نظمتها منظمة عتاب الثقافية تحت شعار (رجم الشيطان) وشاركت فيها جماهير غفيرة من مدينة بورتسودان. جاءت المسيرة بهدف رجم دمية تمثل رمزية قائد المليشيات المتمرد، والتأكيد على رفض الشعب السوداني لعودة ميلشياته بأي شكل من الأشكال إلى الحياة السودانية. لقد انتهى عهد المليشيات وأعوانها ورعاتها بلا رجعة)!

وانتشر مقطع مصور للوزير وهو يفتتح مشهد “الرجم”، وسط مجموعة من المؤيدين الذين يعلو صوت تكبيرهم وزغاريدهم، في لحظة بدت وكأنها مسرحية شعبوية ساخرة لا تليق بمقام رجل دولة، لكنها تشبه حالات وزراء حكومة الحركة الإسلامية، أمثال الشهير (اللمبي) الجنرال عبد الرحيم محمد حسين لصيق المخلوع البشير ووزير الداخلية الأسبق، وبدعة خطة وزارته (الدفاع بالنظر)! لكن السؤال الجوهري هنا، أما كان الأجدر بوزير يحمل الجنسية البريطانية، ويحمل إرثًا من الخبرات الإعلامية الدولية، بدل التهافت في التمكين في السلطة، أن يوجه خطابه ومجهوده نحو رفع الوعي، لا الانزلاق في استعراضات لا تحل أزمة ولا توقف حربًا، ألم يكن من أولى أولوياته أن يُذكّر منظمي هذه الفعالية بخطورة انتشار السلاح وتعدد المليشيات، وأن يضع في مقدمة حديثه أهمية بناء السلام، وترسيخ العدالة، والتأسيس لخطاب يواجه جذور الأزمة، بدل هذه الجهالات؟ إن تشبيه “حميدتي” بالشيطان، وتجسيده في دمية، قد يبدو متنفسًا عاطفيًا، لكنه لا يعالج الدماء المسفوكة، ولا يعيد المهجّرين، ولا يُصلح الخراب الممتد على أرض الوطن، وأكثر من ذلك شيطنته وإجرام ميلشياته مفهومة في اللحم والدم لدى من أُخرجوا من ديارهم، وأُريقت دماؤهم، وانتهُكت أعراضهم. وفي رجم دمية لن يجدوا المواساة.

والوزير بحكم موقعه وخبراته الإعلامية الراقية!  يفترض أن يُسهم في إعداد الرأي العام المستنير ببرامج ترفع من شأن العدالة وحقوق الإنسان، وأن يُحذّر من أخذ المواطنين بالشبهات، وأن يُسلّط الضوء على القضايا الكبرى، بحكم خبراته في المعيشة في بلدان المواطنة ذات الحقوق المتساوية، مثل الاختفاء القسري للمواطنين، وفيات المعتقلين، والتقارير التي وثّقت أسباب الوفيات داخل معتقلات الدعم السريع في سوبا، توثيق الشهادات الطبية، والكشف عن الكوادر التي أُجبرت على العمل تحت التهديد، والمعلومات التي انتشرت في وسائل الإعلام حول وفاة 78 شخصًا داخل المعتقل، كلها قضايا تمسّ جذور الأزمة وتهم إنسان السودان، وتُعنى بما يحفظ دماء الناس وكرامتهم. فها هو الوزير، صاحب العلوم المتعددة، يجمع في خطابه ما بين مفاهيم العوالم الحضرية… وعصور الجاهلية! بينما كان يُنتظر منه أن يُعلّم وأن يستبدل منصة الوعي بمنصة الرجم. فهل يعقل أن تتحول وظيفة الإعلام، لا سيما من موقع وزاري، إلى أداء تعبوي سطحي رجعي مهووس؟ أم هي سخرية الأقدار على يد وزارة الإعيسر أعادتنا إلى هذا المشهد الكاريكاتوري… لنرجم الدمى بدل أن نرجم الفساد والعنف والجهل ونوقف الحرب.

إن رعونة الوزير وفرحته الطفولية برجم الدمية تؤكد، فعلاً، أن الإعلام والأقلام قد آلت إلى غير أهلها. فالشيطان الحقيقي لا يسكن في مجسّم بلاستيكي، بل يتجسّد في عبادة المناصب، والتشبّث بالكراسي على جماجم الضحايا، والخضوع لبطانة السلطة. وهي ذات المغريات التي استخدمتها الحركة الإسلامية لصناعة (حميدتي)، ولاتزال تصنع في المزيد من الميليشيات، وهي الاَن سوف تدفع بوافد بلدان الحضارة إلى أن ينحني أمام الرعاع، فقط ليؤكّد ولاءه لحكّام بورتسودان.

يا سعادة الوزير في النهاية، لا تُقاس قيمة المسؤول بما يردده من شعارات أو بما يستعرضه من ماضٍ مهني، بل بما يقدمه من مواقف تتسم بالحكمة والرؤية والمسؤولية، لقد تعب الشعب السوداني طوال حكوماته المتعاقبة من الرموز والتجسيدات والدمى، والتكبير والتهليل الأجوف، وهو اليوم في أمسّ الحاجة إلى خطاب عقلاني، يُعيد للناس ثقتهم في مؤسساتهم، وفي رجالات دولتهم. أما أن يُختزل الصراع في دمية، وتُختزل العدالة والقصاص في رجم، فذلك ليس سوى محاولة يائسة لذرّ الرماد في العيون، والهروب من الأسئلة الحقيقية!

الوسومالحركة الإسلامية السودان الكيزان بثينة تروس بريطانيا جامعة بولتون حكومة بورتسودان حميدتي خالد الإعيسر

مقالات مشابهة

  • «لأنها تستحق الازدهار» تناقش تمكين المرأة وتعزيز رفاهها
  • إيلون ماسك يوسع شبكة ستارلينك في أفريقيا
  • شيخ الدروز في سوريا يصف الإدارة بدمشق بـالفصائل الإرهابية.. لا توافق بيننا
  • الإعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
  • حازم إمام: كان يجب بيع زيزو ولكن الزمالك خاف من الجماهير
  • قمة عسكرية أفريقية في غانا لمواجهة التحديات الأمنية بالقارة
  • الاعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
  • حزب الله يثير الجدل: مستعدون للتخلي عن سلاحنا ولكن بشروط
  • شاب: عمري حاسبت شبكة وكل تعاملاتي كاش لأنها أفضل وفيها بركة ..فيديو
  • النظام ساقط… ولكن الظل قائم: في طقوس الإنكار وانفجارات الكذب الوجودي عند إبراهيم محمود