حكايات المرضى فى مستشفيات وزارة الصحة مليئة بالأوجاع والآلام، ليس بسبب المرض وحده وإنما بسبب الزحام والروتين ونقص الإمكانات، سواء كان فى الطوارئ أو العيادات الخارجية أو الأقسام الداخلية، وهو ما يزيد من أوجاعهم ويضاعف آلامهم.
يختلف هذا الإحساس من مستشفى لآخر حسب الإدارة، فهناك مسئول موهوب فى الإدارة وحاباه الله بكثير من الرحمة ويشعر أن المريض فى بلدنا يحتاج لمن يحنو عليه وهو فى أضعف حالاته ليخفف آلامه فتجده أغلب الوقت وسط المرضى يتفقد أحوالهم ويسعى لحل مشاكلهم، وهناك من يتعالى ويغلق باب مكتبه فى وجه المرضى ويتركهم فريسة لبعض ضعاف النفوس من الموظفين.
والحمد لله أن لدينا من القيادات والقامات الطبية فى وزارة الصحة نماذج كثيرة نفتخر بها عظماء فى الإدارة والطب والإنسانية، يعملون جميعا تحت قيادة الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان الذى قاد مسيرة الإصلاح فى قطاعات الوزارة عقب رحيل الوزيرة السابقة هالة زايد والإطاحة بالفتى المدلل خالد مجاهد.
وأرى أنه من الإنصاف أن نشيد بمن يؤدى واجبه بإخلاص ويتفانى فى خدمة المرضى، ومنهم العالم الجليل الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار أستاذ مناظير الجهاز الهضمى، ورئيس الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية، هذا الرجل يعمل ليل نهار للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمرضى فى 15 مستشفى تعليميا و9 معاهد تخصصية على مستوى الجمهورية تابعة للهيئة، ولا يتأخر لحظة واحدة فى الاستجابة لإنقاذ حياة مريض لأنه يعلم أن أى تأخير قد يؤدى إلى تدهور الحالة، تليفونه دائما متاح ومكتبه مفتوح ولا يختلف عنه نائبه للشئون الفنية الدكتور شريف صفوت الرجل الخلوق أستاذ أمراض النساء والتوليد الذى جاء خلفا للدكتور وائل الدرندلى الذى كان شعلة نشاط ومؤسسة إغاثة للمرضى وتم ترقيته إلى عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة الصحية والاعتماد.
وفى هذه الهيئة قامات طبية وإنسانية عظيمة تتحدى الروتين ونقص الإمكانات وتقدم أقصى ما لديها لعلاج المرضى منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور محمد عبدالهادى عميد معهد القلب ونائبه الدكتور أحمد كامل، والدكتور محمد صلاح الدين زكى، عميد المعهد القومى للكلى والمسالك البولية، ونائبته الدكتورة جيهان التهامى والدكتور عبدالفتاح حجازى مدير مستشفى الساحل التعليمى.
أما فى الهيئة العامة للتأمين الصحى فهناك أجمل نموذج للإنسانية الدكتور خالد موافى رئيس الإدارة المركزية للشئون الطبية، لا يكل ولا يمل أبدا من تقديم الخدمات للمرضى، طيب القلب بشوش الوجه بابه مفتوح وتليفونه متاح على مدار الساعة، يصنع المستحيل للتيسير على المرضى.
وفى مستشفى ٦ أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى الدكتور محمود المعداوى مدير المستشفى ونائبه الدكتور محمد فتحى وأطباء الاستقبال وحتى الإداريين والفنيين والعلاقات العامة جميعا يعملون فى ظروف صعبة لتقديم أفضل الخدمات للمرضى، واختتم بنموذج رائع للإدارة فى مستشفى إمبابة العام المعروف باسم مستشفى «الموظفين» هناك مايسترو اسمه أحمد مكاوى أستاذ النساء والتوليد والنائبة الدكتورة سعاد هندى وأشرف أبوالعلا دينامو المستشفى، وفريق عمل من الأطباء والتمريض والإداريين صنعوا المعجزات وتحدوا المستحيل أيام جائحة كورونا، فكان أول مستشفى فى محافظة يستأنف العمليات الجراحية فى ذروة الجائحة، ومازال المستشفى يعمل بنفس الروح الجماعية والتعاون الإيجابى للتخفيف عن المرضى.
بالتأكيد هذه النماذج غيض من فيض ولدينا الكثير من عظماء الطب والإنسانية سنتحدث عنهم لاحقا وللحديث بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشفيات وزارة الصحة الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
القطاع الصحي في المحافظات المحتلة.. على حافة الانهيار!
مستشفيات بلا أطباء.. وخدمات بالعملة الصعبة أجور الخدمة بالريال السعودي والإماراتي.. ورفض استقبال المرضى.. ونهب للمعدات والأدوية.. أبرز علامات الانهيار وفاة 5 نساء في ذوباب بتعز نتيجة غياب الأدوية والمستلزمات الطبية والأهالي يغلقون المستشفى ويطالبون بطرد المرتزقة مناشدات لإنقاذ بعض مستشفيات شبوة من الإغلاق.. وتقليص استقبال الحالات المرضية إلى النصفقضايا وناس / مصطفى المنتصر
ليس في غزة أو لبنان، بل في المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية المحتلة الخاضعة لسيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزقته، يواجه المواطنون والمرضى مصيراً مجهولاً ومعاناة لا حصر لها جراء توقف بعض المستشفيات عن الخدمة ورفض أخرى استقبال المرضى في الوقت الذي يشهد فيه القطاع الصحي حالة من الشلل والانهيار الخدمي والطبي نتيجة الفساد والإهمال الذي تعيشه المحافظات المحتلة وانشغال المرتزقة بتنمية مشاريعهم وحساباتهم البنكية على حساب معاناة وألم وجراح المواطنين.
تعيش المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة حالة من الانهيار المتسارع في شتى مناحي الحياة المختلفة وأبرزها الملف الصحي الذي كان حاضرا وبقوة خلال الأسبوع الماضي في أكثر من محافظة ومنطقة شهدت احتجاجات شعبية ووقفات احتجاجية وإضرابات مستمرة على خلفية تردي الوضع الصحي والإنساني والخدمي وعجز سلطات المرتزقة عن تقديم أي حلول لمعالجة واحتواء تلك الكارثة التي تستهدف حياة وسلامة المواطنين بصورة أساسية ومباشرة.
على خلفية تردي الخدمات الصحية وغياب الأدوية والأدوات الطبية اللازمة لإسعاف المرضى والمصابين، أقدم العشرات من أبناء مديرية ذوباب الساحلية الأسبوع الماضي، على إغلاق مستشفى المديرية بعد عجز المستشفى عن تقديم الرعاية الطبية والخدمات الصحية لإنقاذ حياة 5 نساء تعرضن للسقوط في احدى حفر الصرف الصحي أثناء عودتهن من حفلة زفاف بالمنطقة.
الحادثة المأساوية التي هزت الوسط الاجتماعي والشعبي اليمني عقب سقوط 22 امرأة في إحدى حفر الصرف الصحي بمديرية ذوباب الساحلية والتي تخضع لسيطرة ميليشيات التحالف، ووفاة 5 نساء وإصابة 17 امرأة وعجز مستشفى المديرية عن تقديم أي خدمة صحية أو إسعافات أولية لإنقاذ النساء المصابات لينتهي الأمر بوفاة 5 منهن نتيجة الإهمال وغياب الخدمات .
الحادثة الأليمة عرت حقيقة المشاريع الوهمية والتي لطالما تبجح مرتزقة الاحتلال بافتتاح المستشفيات والمشاريع الخدمية في المحافظات المحتلة ومحاولة تسويق الوهم والأكاذيب للناس من خلال اللوحات الإعلانية المعلقة على جدران البنايات ومن ثم يقومون بنهب المخصصات والميزانية الخاصة بتلك المشاريع إلى حساباتهم ومشاريعهم الخاصة، والتي كان منها في مديرية المخا التي تسيطر عليها مرتزقة الإمارات وطارق عفاش والتي لطالما تغنى المرتزقة بكرم المحتل الإماراتي وسخائه في توفير الخدمات والمشاريع للمواطنين ، لتكشف هذه المأساة المروعة حالة الاستغلال والخداع والإهمال الذي تمارسه مليشيات الاحتلال تجاه معاناة المواطنين واحتياجاتهم الضرورية.
أهالي الضحايا بالمديرية احتجوا على هذا الإهمال وتردي الخدمات الصحية الذي تعيشه المنطقة واغلقوا المستشفى والطريق الساحلي الرابط بين المخا ومدينة عدن، مطالبين بسرعة محاسبة وإقالة المتورطين في هذه الجريمة وتحسين مستوى الخدمات بالمنطقة التي يعيش أبناؤها تحت وطأة الظلم والبؤس والحرمان.
مستشفيات بلا أطباء وخدمات بالعملة الصعبة
حضرموت الغنية بالنفط لم تكن بمنأى عن هذا الإهمال والانهيار الذي يشهده القطاع الصحي حيث طفت على السطح مؤخرا العديد من الشكاوى والمناشدات من المواطنين على سوء الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية التي باتت مهجورة من الأطباء والكوادر الطبية وفي حال وجدت مستشفى تقدم الخدمات فأن المواطن اصبح ملزماً بدفع قيمة المعاينات والعلاجات بالعملة الصعبة بعد ان أوقفت تلك المستشفيات التعامل بالريال اليمني.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة سند قبض مالي صادر عن مستشفى هيئة ابن سيناء في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، يوضح أن المستشفى الحكومي بدأ بتحصيل رسوم العمليات الطبية من المواطنين بالريال السعودي بدلًا من الريال اليمني.
وقد أثارت هذه الخطوة استياءً واسعًا بين المواطنين، لاسيما في ظل حالة الفوضى التي تعيشها تلك المحافظات وتردي الخدمات الطبية والانهيار المستمر لقيمة العملة المحلية، وغيرها من الصعوبات والمشاكل التي يواجهها المواطن على مختلف الأصعدة في ظل سيطرة الاحتلال ومليشياته التي جعلت من حياة المواطن وسلامته وسيلة للكسب والاستغلال .
وفي حادثة مماثلة أثار فيديو نشره مواطن يظهر مستشفى ابن سيناء بالمكلا (وهو ذات المستشفى الذي بدأ التعامل بالريال السعودي) أكبر مستشفى حكومي في محافظة حضرموت، وهو خال من الطاقم الطبي، استياء واسعا بين السكان.
الفيديو الذي لاقى رواجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي كشف عن خلو أقسام المستشفى من الأطباء والممرضين، مما أثار حالة من الاستنكار والتنديد بين أوساط المواطنين والناشطين على مواقع التواصل على خلفية الإهمال والفوضى الذي تشهده المستشفيات في المحافظة وغياب الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطنين .
مستشفيات ترفض استقبال المرضى
شبوة هي الأخرى شهدت حراكا واسعا ومستمرا لأكثر من أسبوع نفذته الكوادر الطبية والإدارية في أكثر من مستشفى للمطالبة بصرف المستحقات وتحسين الخدمات وتوفير المتطلبات الضرورية لتقديم الخدمات للمرضى والمواطنين.
حيث نفذ أطباء وموظفو مستشفى عتق العام للأمومة والطفولة بشبوة طيلة أسبوع على التوالي وقفاتهم الاحتجاجية للمطالبة بوضع حد لتدهور الأوضاع، وتدني الخدمات الطبية في كافة الأقسام.
وشددت الوقفات الاحتجاجية على ضرورة قيام سلطات المرتزقة بواجباتها واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة التدهور الكبير الذي تشهده المستشفى في مختلف الجوانب الطبية والخدمية والعلاجية، مهددين بتصعيد الاحتجاجات حتى تلبية مطالبهم.
وأشار الأطباء المحتجون إلى أن الإدارة وسلطة المرتزقة في المحافظة تتجاهل مطالبهم الحقوقية المشروعة، وتتعمد إهمال المستشفى وانهيارها الأمر الذي ألقى بظلاله على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والعجز عن توفير الضرورية لهم.
ومع استمرار تجاهل سلطات المرتزقة بالمحافظة لمطالب الكادر الطبي ونقابة المهن الطبية والوقفات المستمرة بضرورة تحسين الخدمات وتوفير الاحتياجات الضرورية للأقسام الطبية، خفضت المستشفى عدد الحالات المرضية التي تستقبلها كل يوم، من 300 حالة إلى 160 حالة مرضية بسبب عجز في الكادر الطبي الذي يعمل على تقديم الخدمات وغياب المعدات والأدوات الطبية اللازمة لاستقبال الحالات المرضية.
وذكرت المصادر أن الفساد المالي في المحافظة ومكتب الصحة هو سبب هذا الإجراء القاسي في تخفيض عدد الحالات المرضية، الأمر الذي يتسبب في مضاعفات خطيرة على المرضى وذويهم في المحافظة الغنية بالنفط والمواد والتي تفتقر لأبسط الخدمات الطبية العلاجية في ظل الفساد المالي الذي تعيشه محافظة شبوة منذ سيطرة الاحتلال ومرتزقتها عليها منذ 2015 م .
وطالب الموظفون والأطباء بضرورة إقالة إدارة المستشفى ومكتب الصحة بالمحافظة على خلفية قضايا الفساد والمحسوبية التي تشهده المستشفى والقطاع الصحي بالمحافظة مؤكدين على ضرورة تكاتف الجميع لمحاربة مثل هذه المشاكل التي تهدد حياة وسلامة المرضى والمواطنين من أبناء المحافظة.
واتهم الموظفون إدارة المستشفى بإيقاف الإمدادات الغذائية المخصصة لهم والاستحواذ عليها واستغلال دعم المنظمات الإنسانية لصالح مصالح خاصة إضافة إلى المحسوبية والفساد وجلب عمالة خارجية على حساب الكوادر المحلية المؤهلة بالإضافة إلى الإهمال والنهب الذي تتعرض له المعدات الطبية في المستشفى بما في ذلك المصاعد وأجهزة المختبرات والأشعة التي باتت معطلة بالكامل نتيجة إهمال إدارة المستشفى.
نهب المعدات والسطو على مخازن الأدوية
ولم يقتصر الأمر في المسألة على الإهمال وغياب الخدمات أو مطالبات حقوقية بتحسين الأوضاع بل بلغ الفساد والفوضى مراحل غير مسبوقة ومستويات لم يشهد لها مثيلاً، بعد أن قام مرتزقة الاحتلال بالنهب والسطو على أكثر من مستشفى ومركز صحي ونهب المعدات والأدوية والأدوات الطبية المختلفة بحسب ما كشفته وثائق ومذكرات رسمية.
وبحسب مذكرة صادرة عن إدارة مستشفى عبود العسكري بعدن كشفت عن قيام مجموعة مسلحة تتبع الدائرة الصحية بميليشيا الانتقالي عن اقتحام المستشفى ليلا وتكسير اقفال المخازن ونهب محتوياتها من المعدات والأدوية الطبية، وفي حادثة مشابهة أخرى كشفت مصادر إعلامية في محافظة شبوة عن اختفاء أربع وحدات عناية مركزة حديثه من داخل مركز العزل الصحي بالمحافظة دون معرفة أي معلومات عنها أو تحرك من قبل سلطات المرتزقة بالمحافظة للبحث عن المتهمين واستعادة المعدات الطبية .