بوابة الوفد:
2025-03-10@08:28:33 GMT

حرب نتنياهو العبثية!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

رغم كل أنواع الدمار التى لحقت بغزة، ورغم ارتفاع حجم الخسائر الإسرائيلية إلا أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى يصر على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها من وجهة نظره والمتمثلة فى ثلاثة أهداف تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، وهى القضاء على حماس، وانتفاء أى خطر على بلاده من قبل غزة، والقضاء على ما يصفه بالتطرف الفلسطينى متناسيًا أنه هو نفسه يمثل عنصر تطرف من الطبيعى أن يولد تطرفًا مضادًا.

وتبدو واقعية نتنياهو رغم كل شىء فى اعترافه بجانب من حجم العقبات التى تواجهها القوات الإسرائيلية فى حربها على غزة وتأكيده أن إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة هذه الحرب، الأمر الذى يثير الدهشة من قدرة حركة مقاومة لا تملك الكثير من العتاد أو حتى الدعم على خوض القتال رغم الحرب الوحشية المستمرة منذ أسابيع. ومن مؤشرات ذلك مقتل أكثر من 15 جنديًا وضابطًا اسرائيليًا وإصابة 44 آخرين، منهم 10 فى حالة خطرة فى يوم واحد خلال إحدى العمليات، فى واحدة من أعنف المعارك التى واجهتها القوات الإسرائيلية فى غزة.

رغم كل ذلك يصر نتنياهو على مواصلة الحرب دون أن يتيح أى فرصة لبدء جهود تفاوضية تحقق جانب من أهدافه وهو ما قد يفسر موقف المقاومة الفلسطينية الصلب التى تدرك طبائع العدو وأن القوة هى اللغة الوحيدة للتعامل معه بعيدًا عن طبيعة حالة التوازن فى هذه القوة، وأنها فى حدود المتاح والممكن أعدت لمثل هذه القوة الأمر الذى يؤكده صمودها كل هذه الفترة التى تقترب من ثلاثة أشهر أمام قوة تمتلك أحدث ما توصلت اليه البشرية فى مجال التسلح.

هل يحقق نتنياهو أهدافه؟ أشك، فسكان غزة باقون ولن يرحلوا لأن السبل تحول دون ترحيلهم، حيث لا يمكن أن يتم ذلك سوى بالتهجير القسرى إلى سيناء، وفى ضوء موقف مصر القوى الرافض لهذه الخطوة فإن الفكرة تبدو مبالغة فى الخيال، وهو ما دعا نتنياهو إلى البحث عن دول تقبل باستيعاب سكان غزة كلاجئين. أما عن القضاء على حماس فالحركة ليست مكونة من العناصر التى تتشكل منها فقط وإنما تمتد عملية الانتماء لها لتشمل كل بيت فلسطينى ما يعنى أنه حتى فى حال القضاء على حماس فى الشكل فإنها ستبقى فى الجوهر فى أشكال أخرى أو فى ضمير كل مواطن فلسطينى من سكان غزة.

أما عن التطرف فإنه لا يتمثل فى الحقيقة فى منظور نتنياهو سوى فى كل رفض يكنه الفلسطينيون لإسرائيل، وهو رفض طبيعى وسيستمر ويتواصل طالما استمر الاحتلال وبقيت المظالم الواقعة على الشعب الفلسطينى.

وسط كل ذلك تتوافق الكثير من الأطراف الدولية على ترك نتنياهو يواصل حربه العبثية، فيما تعجز أطراف أخرى عن ممارسة الضغط الكافى لوقف الحرب، الأمر الذى سيبقى المنطقة فى دوامة من العنف لن تنتهى وقد تزيد ولن تنقص، وهو ما يؤكده تصور نتنياهو نفسه بأن إسرائيل أمام حرب طويلة لن تنتهى فى القريب العاجل.

ما الحل دون إغراق فى تصورات متفائلة أو غير واقعية؟ للأسف رغم كل شىء تبدو الرؤية واضحة فى الوقت الذى يتغافل عنها الجميع.. وقد أشار إليها كاتب إسرائيلى فى صحيفة هاآرتس بقوله الأمر فى غاية السهولة: نتخلص من الاحتلال.

وإلا قد يستغرق الأمر عقودًا أخرى قد تمتد لقرن يتخللها صراع متواصل حتى تحقق إسرائيل هدفها الأصيل المتمثل فى القضاء على الفلسطينيين، كما قضت الولايات المتحدة على الهنود الحمر.. وهو هدف تحول دونه إرادة الفلسطينيين وصمودهم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات رئيس الوزراء الاسرائيلي الحرب مستمرة هو نفسه القضاء على رغم کل

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقيّم مفاوضات الصفقة ومبادرة أميركية لإطلاق 10 أسرى من غزة

يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة تقييما للوضع بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كما يعقد غدا الأحد اجتماعا للمجلس الأمني المصغر (الكابينت).

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية -عن مصادر مطلعة- أنه في ظل جمود المفاوضات أوعز المستوى السياسي الإسرائيلي للجيش الاستعداد الفوري للعودة للقتال، لكن مصدرا أمنيا إسرائيليا حذر من أن العودة إلى القتال ستعرض حياة الأسرى للخطر.

تحذيرات

في غضون ذلك، اتهمت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة نتنياهو بعرقلة جهود استعادة أبنائهم، مؤكدة أنه جمد المفاوضات عمدًا وفكك فريق التفاوض. وشددت على أن نتنياهو مستعد للتضحية بحياة الأسرى من أجل مصالحه السياسية، متهمة إياه بتهيئة الرأي العام للعودة إلى الحرب رغم أن ذلك لا يخدم مصلحة إسرائيل.

وأكدت عائلات الأسرى أن الحل الوحيد لاستعادة المحتجزين هو صفقة تبادل دفعة واحدة، وطالبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم السماح لنتنياهو بالمقامرة بأرواح أبنائهم.

وفي السياق نفسه، قالت عيناف تسينغاوكر (والدة أسير إسرائيلي محتجز بغزة) إن استئناف الحرب يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية ويخدم مصلحة نتنياهو. ودعت في مؤتمر صحفي لأهالي الأسرى في تل أبيب الجمهور إلى الانضمام إليهم في الشوارع لمنع استئناف الحرب أو التضحية بالمحتجزين.

إعلان

ودعت عائلات الأسرى وحركات احتجاجية إلى تنظيم مظاهرات واعتصام مفتوح حول مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، اعتبارا من مساء السبت، للضغط على حكومتهم من أجل العمل على الإفراج عن ذويهم المحتجزين في قطاع غزة.

عاجل | بدء تظاهرة حاشدة للمستوطنين في "تل أبيب" للمطالبة بصفقة تبادل فورية والإفراج عن بقية أسرى الاحتلال بغزة. pic.twitter.com/csOsgMG6n7

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 8, 2025

مبادرة أميركية

في هذه الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تقترح مبادرة جديدة لإطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء. ونقلت عن هذه المصادر أن إسرائيل لا تشارك في مفاوضات بشأن مقترح واشنطن الجديد للإفراج عن أسرى.

وبدوره، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي، وقال في تغريدة على منصة إكس "شكرا لك الرئيس ترامب على دعمك الجريء لإسرائيل مرة أخرى في حربها العادلة ضد حماس".

وفي المقابل، قالت حركة حماس إن حكومة الاحتلال ترتكب جريمة حرب بتجويع مليوني فلسطيني في غزة وحرمانهم من وسائل الحياة لليوم السابع على التوالي.

وأضاف البيان الفلسطيني أن جرائم إسرائيل تمتد إلى أسراها لدى المقاومة الذين يسري عليهم ما يسري على الشعب الفلسطيني من تضييق وتجويع.

وقالت حماس إن "مجرم الحرب نتنياهو يتحمل مسؤولية تداعيات جريمة الحصار والإغلاق الوحشية وعدم اكتراثه بأسراه في قطاع غزة" مطالِبة بوقف جريمة التجويع والحصار الوحشية التي يرتكبها الاحتلال "ومحاسبة مجرمي الحرب الفاشيين على جرائمهم".

مقالات مشابهة

  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • صانع خطة الجنرالات يضع 3 خيارات أمام حكومة نتنياهو
  • عائلات أسرى العدو: نتنياهو حوّل حياة أبنائنا للعبة شطرنج
  • نتنياهو يقيّم مفاوضات الصفقة ومبادرة أميركية لإطلاق 10 أسرى من غزة
  • نتنياهو والعودة إلى الحرب
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية جريمة حصار غزة
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يرغب في إبقاء الأمور في حالة حرب
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي