بوابة الوفد:
2025-01-05@13:05:55 GMT

حرب نتنياهو العبثية!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

رغم كل أنواع الدمار التى لحقت بغزة، ورغم ارتفاع حجم الخسائر الإسرائيلية إلا أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى يصر على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها من وجهة نظره والمتمثلة فى ثلاثة أهداف تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، وهى القضاء على حماس، وانتفاء أى خطر على بلاده من قبل غزة، والقضاء على ما يصفه بالتطرف الفلسطينى متناسيًا أنه هو نفسه يمثل عنصر تطرف من الطبيعى أن يولد تطرفًا مضادًا.

وتبدو واقعية نتنياهو رغم كل شىء فى اعترافه بجانب من حجم العقبات التى تواجهها القوات الإسرائيلية فى حربها على غزة وتأكيده أن إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة هذه الحرب، الأمر الذى يثير الدهشة من قدرة حركة مقاومة لا تملك الكثير من العتاد أو حتى الدعم على خوض القتال رغم الحرب الوحشية المستمرة منذ أسابيع. ومن مؤشرات ذلك مقتل أكثر من 15 جنديًا وضابطًا اسرائيليًا وإصابة 44 آخرين، منهم 10 فى حالة خطرة فى يوم واحد خلال إحدى العمليات، فى واحدة من أعنف المعارك التى واجهتها القوات الإسرائيلية فى غزة.

رغم كل ذلك يصر نتنياهو على مواصلة الحرب دون أن يتيح أى فرصة لبدء جهود تفاوضية تحقق جانب من أهدافه وهو ما قد يفسر موقف المقاومة الفلسطينية الصلب التى تدرك طبائع العدو وأن القوة هى اللغة الوحيدة للتعامل معه بعيدًا عن طبيعة حالة التوازن فى هذه القوة، وأنها فى حدود المتاح والممكن أعدت لمثل هذه القوة الأمر الذى يؤكده صمودها كل هذه الفترة التى تقترب من ثلاثة أشهر أمام قوة تمتلك أحدث ما توصلت اليه البشرية فى مجال التسلح.

هل يحقق نتنياهو أهدافه؟ أشك، فسكان غزة باقون ولن يرحلوا لأن السبل تحول دون ترحيلهم، حيث لا يمكن أن يتم ذلك سوى بالتهجير القسرى إلى سيناء، وفى ضوء موقف مصر القوى الرافض لهذه الخطوة فإن الفكرة تبدو مبالغة فى الخيال، وهو ما دعا نتنياهو إلى البحث عن دول تقبل باستيعاب سكان غزة كلاجئين. أما عن القضاء على حماس فالحركة ليست مكونة من العناصر التى تتشكل منها فقط وإنما تمتد عملية الانتماء لها لتشمل كل بيت فلسطينى ما يعنى أنه حتى فى حال القضاء على حماس فى الشكل فإنها ستبقى فى الجوهر فى أشكال أخرى أو فى ضمير كل مواطن فلسطينى من سكان غزة.

أما عن التطرف فإنه لا يتمثل فى الحقيقة فى منظور نتنياهو سوى فى كل رفض يكنه الفلسطينيون لإسرائيل، وهو رفض طبيعى وسيستمر ويتواصل طالما استمر الاحتلال وبقيت المظالم الواقعة على الشعب الفلسطينى.

وسط كل ذلك تتوافق الكثير من الأطراف الدولية على ترك نتنياهو يواصل حربه العبثية، فيما تعجز أطراف أخرى عن ممارسة الضغط الكافى لوقف الحرب، الأمر الذى سيبقى المنطقة فى دوامة من العنف لن تنتهى وقد تزيد ولن تنقص، وهو ما يؤكده تصور نتنياهو نفسه بأن إسرائيل أمام حرب طويلة لن تنتهى فى القريب العاجل.

ما الحل دون إغراق فى تصورات متفائلة أو غير واقعية؟ للأسف رغم كل شىء تبدو الرؤية واضحة فى الوقت الذى يتغافل عنها الجميع.. وقد أشار إليها كاتب إسرائيلى فى صحيفة هاآرتس بقوله الأمر فى غاية السهولة: نتخلص من الاحتلال.

وإلا قد يستغرق الأمر عقودًا أخرى قد تمتد لقرن يتخللها صراع متواصل حتى تحقق إسرائيل هدفها الأصيل المتمثل فى القضاء على الفلسطينيين، كما قضت الولايات المتحدة على الهنود الحمر.. وهو هدف تحول دونه إرادة الفلسطينيين وصمودهم!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات رئيس الوزراء الاسرائيلي الحرب مستمرة هو نفسه القضاء على رغم کل

إقرأ أيضاً:

تكملة البنيان

من أهداف ثورة فولكر (السمبرية) هدم الدولة السودانية مبنى ومعنى. وهنا ظهرت سنة التدافع الكونية ما بين حق الشارع وباطل جنجاتقزم. هذا الأمر أفضى لإفلاس جنجاتقزم في نهاية مضمار العقلانية بإشعالها لحرب قضت على الأخضر واليابس. ونتيجة لهذه الحرب لم يبق من عرى الوطن إلا الابن البار (الجيش). الذي تحمل المسؤولية التاريخية بحمايته للوطن أرضا وشعبا من التقسيم والتقاتل القبلي. فخاضها حربا ضروسا لا هوادة فيها. وبفضل الله ها هي تباشير النصر على الأبواب. وتكملة لبنيان الوطن بعد عودته من رحلة الضياع الجنجاتقزمية كان لابد من بناء أركانه. في الميدان الاقتصادي تم تبديل العملة. ووفقا للخبراء فإن للعملية مردود إيجابي. وفي الميدان الدبلوماسي نجد وزارة الخارجية قد بزت التوقعات الإيجابية المتوقعة. وفي الميدان السياسي يكفي ما صرح به البرهان من قبول أي مبادرة لإنهاء الحرب المفروضة على الشارع. وخلاصة الأمر نؤكد بأن المرحلة الثانية لمعركة الكرامة قد بدأت متمثلة في إعادة البلاد لسيرتها الأولى. لذا نناشد المحايدين حتى هذه اللحظة بالانضمام لركب شرفاء الوطن بالمشاركة لنيل ذلك الشرف. حتى لا ينطبق عليهم قول الشاعر: (وعاجز الرأي مضياع لفرصته ** حتى إذا فات أمرا عاتب القدرا).

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي

الخميس ٢٠٢٥/١/٢

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الفن والشعب
  • أنشودة البساطة.. محمود حامد يكتب: في حب يحيى حقي
  • بشرى لـ«الوفد»: فيلم «آخر الخط» رحلة فانتازية عبر أسرار الخطايا السبع
  • بين تحدٍ وإنجاز وإخفاق ٢٠٢٤.. صمود انتفاضة الأقصى
  • النموذج السورى
  • تكملة البنيان
  • معاناة أهل بلادنا بسبب الحرب العبثية!
  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون