بوابة الوفد:
2024-09-30@11:08:00 GMT

الحب وأشياء أخرى

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

مع قرب بداية عام جديد، من المهم تأمل حياتنا (ما مضى، وما هو آت). ولنقل بداية إنه إذا كان الحب يصنع المعجزات، فالاحترام يبنى الواقع، استمرار الحياة مرتبط بتطور الواقع، أما المعجزات فهى حالات استثنائية تتجاوز الواقع والعقل.. وأشهر قصص الحب أكثرها فشلًا جمالا، أما أطول روايات الحياة فهى التى كان احترام الواقع سيد كل فصولها.

رومانسية الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى انعكست على كلامنا وأغانينا وملابسنا وأحلامنا والأهم من كل ذلك أنها انعكست على علاقات الناس بعضهم البعض.. هذه الرومانسية لم تكن تحليقًا فى الفضاء بلا أجنحة ولكنها كانت اكتشافًا لطاقات مجتمع ونظام حكم وتعبيرًا عن حالة احترام رائعة بين كل أطراف الحلم.. 

أى نظام سياسى يحتاج لاحترام الناس قبل حبهم.. العواطف الجياشة سريعة الظهور وسريعة التبخر، أما الاحترام المبنى على حقائق فإنه يولد طاقة جبارة على الاستمرار وإيجابية الفعل.. نفس نمط العلاقة لو ساد بين الأفراد لتغير حال المجتمع.. مشكلتنا فى مصر أننا نتكلم كثيرًا عن الحب ولا نحب، وندمن الكلام فى الدين بلا تدين حقيقى. 

كثيرًا ما نبكى على زمن فات من الاحترام والأمانة والمودة بين الناس ونحن نمارس حياتنا بشكل مغاير تمامًا لهذا الزمن الذى نبكى عليه.. شىء غريب كيف يتحدث كل الناس تقريبا بمنطق واحد ويفعلون عكسه.. هل نحن مصابون بحالة انفصام جماعية؟ هل نحن أدمنا الكلام واعتبرناه يغنى عن الفعل؟ هل نحن شعب طحنته الأزمات طوال أكثر من نصف قرن لدرجة أنه فقد ذاكرة المنطق والعقل والصدق؟..

أخطر شىء أن يتحول العبث إلى معقول ونتعود عليه، ويصبح المعقول بعد وقت ما عبثيًا وثقيلًا على النفوس ومنفرًا لمعظم الناس.. هذه الحالة إذا تحكمت بثقافة مجتمع فإن فرص تقدمه تصبح ضئيلة إذا لم تتحمل الدولة مسئوليتها بوعى وتدرك أن الإنفاق على الثقافة وإعادة ترميم الشخصية المصرية يجب أن يسبق، أو على الأقل يواكب بناء الحجر.. خطط الدولة مهما بلغت درجة الطموح بها ستظل بحاجة إلى وعى جمعى.. إلى جيل جديد يعتزل ترف إهدار الوقت ويتعود على أن الخبرات والمهارات لا تتكون على النواصى والكافيهات ولكن هناك قنوات أخرى موصلة إلى ذلك.

الدين ليس معطلًا للتقدم ولكن التدين الكاذب والمتخلف هو المدمر للحياة كلها.. لو كنا مؤمنين بأن الله خلق الكون بشرًا وحجرًا وكائنات من كل لون وجنس، فالطبيعى أن هذا الخالق ليس بحاجة إلى أن نتقاتل ونسفك دماء بعضنا البعض بحجة الدفاع عن الله والحفاظ على شريعته.. نحن الذين بحاجة دائمة إلى رحمة من خلقنا وكرمه، أما من يدعون أنهم الأكثر حرصًا على دنيا الله وقوانينه فإنهم الأكثر عداوة لله والإنسان والإنسانية.. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح قرب بداية يصنع المعجزات فصولها الفضاء ب

إقرأ أيضاً:

البرھان وزيف السلطة

 

 

عين علي الحرب

الجميل الفاضل

البرھان وزيف السلطة

بعمد أو بغير عمد، ظل الجنرال البرھان يخوض منذ صعوده الي السلطة، في سراب منطقة غامضة، أستطيع أن أُسَميھا “منطقة زيف السلطة”.

المھم فان الجنرال برھان منذ أن طار الي عنتيبي الأوغندية في الثالث من فبراير سنة (20) للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خارج صلاحياته الدستورية، إذ ظل ھو منذ ذلك التاريخ يركل في لعبته المفضلة “الوثيقة الدستورية”، التي صار بموجبھا رئيسا لمجلس السيادة الإنتقالي، والتي يزعم الي اليوم أنه يحكم وفق مشروعيتھا، والي أن خاطب البرھان بالأمس القريب “الجمعية العامة” بأسم ذات الشرعية المفترضة التي يستمدھا من ھذه الوثيقة المفتري عليھا نفسھا، ھذه الوثيقة التي مزقھا البرھان في الواقع علي رؤوس الأشھاد، ولأكثر من مرة، قبل إنقلابه عليھا في (25) اكتوبر (21) وبعده، بل والي يومنا ھذا شر مُمزق.

علي أية حال يبدو أن ھذا الجنرال لا يستطيع ممارسة الحكم سوي في ھذه المنطقة الرمادية التي تمنحه سلطات شبه مطلقة لا تحدھا حدود، لا يقبل ھو فيھا التقيد بوثيقة أو باتفاق أو بقانون.

فضلا عن أن حكم برھان الذي يمثل في أفضل حالاته الي الآن توصيفا انه “سلطة أمر واقع”.. نجده في ذات الوقت يغالط حقائق ھذا الواقع كل يوم ولا يعترف بھا، حتي لو أن الناس قد قبلوا جدلا “الأمر الواقع” كمُحددٍ ومِعيارٍ، يكفي لإعتراف منقوص بسلطة ھذا الجنرال، القائمة في حقيقتھا علي ما يمتلكه من سلاح وقوة فقط، لا أكثر ولا أقل.

ولعل من آخر تجليات “الظاھرة البرھانية” في التناقض مع الواقع وعدم إحترامه، بل وإحترام عقول من يصدر بشأنھم من قرارات، ھو قرار تعيينه للسيد بحر الدين ادم كرامة واليا لولاية غرب دارفور، ھذه الولاية التي تقع بالكامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

المھم فلكل سُلطةٍ زَيفُ سُلطة، إذ للسُلطةَ أيا كان نوعھا ظِلٌ، يَضيقُ تارةً ويتسع تارة أخري، درج السودانيون علي وصف حالة مثل ھذا الظل بأنه “ضُل ضَحا” قابل للإنكشاف أو الإنحسار، مع خط سير حركة الشمس الظاھرية وتبدلاتھا.

وبالتالي فإن السقوط في منطقة “زيف السلطة”، يصنع لدي من إنكمشت من بين أيديھم سلطتھم لسبب أو لاخر، شعورا زائفا بالقدرة علي ممارسة ذات السلطة التي كانت بحوزتھم في وقت مَدِھا وتَمدُدِھا، حتي وإن فقدوا من بعد ھذه السلطة كليا أو جزئيا بقانون الجذر، ھذا القانون الذي من شأنه أن يفقدھم بالطبع، قدرة مزاولتھا كما كانت من قبل علي أرض الواقع.

بل أتصور أن لمنطقة زيف السلطة، دوار كدوار البحر، لذا تجد من وقع في ھذه المنطقة المتأرجحة، دائم التحسس بشكل لا إرادي مستمر لأدوات وأطراف سُلطانه، للتأكد علي الأقل من أن أطراف ومظاھر وأدوات ھذا السلطان لا زالت فاعلة وموجودة في مكانها ولم تغادره.

وقد يتخذ ھذا التحسس احيانا شكل أقوال وقرارات تجافي العقل والمنطق والحقيقة، كالتصريحات التي تصدر من حين لآخر، خاصة من الجنرالين البرھان والعطا.

والتي تعكس في بعض الأحيان صورة تھيوءات تكشف عن نوع من الغربة النفسية، فضلا عن وقائع في سيرة الرجلين، تثبت بلا شك عندي وجود قطيعة ما، لھذين الجنرالين مع الواقع.

الوسومالبرهان حرب السودان زيف السلطة

مقالات مشابهة

  • غادة عبدالرازق تشبه زهرة الحب
  • شريفة ماهر لـ "البوابة نيوز": عيد ميلادي في شهر مارس وويكيبيديا أخطأ
  • الهيمص يتوقع رفع "العقوبات" عن المصارف العراقية: لم تثبت أي مخالفات
  • «النفس بحاجة إلى ترويح».. أمين الفتوى يوضح حكم ترك العمل لمتابعة مباراة رياضية
  • تعرف على أبرز تصريحات المشاهير عن حياتهم الزوجية (تقرير)
  • البرھان وزيف السلطة
  • هتان النجار: نفسية بنزيما بحاجة إلى تحسين.. فيديو
  • "فورين بوليسي": أوروبا ما زالت بحاجة ماسة لأمريكا بغض النظر عن "سيد البيت الأبيض"
  • رئيس وزراء بريطانيا: نحن بحاجة لوقف إطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين
  • رئيس وزراء #بريطانيا: نحن بحاجة إلى أن نرى وقفا فوريا لإطلاق النار وإفراجا عن جميع المحتجزين في الشرق الأوسط