بوابة الوفد:
2024-12-16@10:04:08 GMT

الحب وأشياء أخرى

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

مع قرب بداية عام جديد، من المهم تأمل حياتنا (ما مضى، وما هو آت). ولنقل بداية إنه إذا كان الحب يصنع المعجزات، فالاحترام يبنى الواقع، استمرار الحياة مرتبط بتطور الواقع، أما المعجزات فهى حالات استثنائية تتجاوز الواقع والعقل.. وأشهر قصص الحب أكثرها فشلًا جمالا، أما أطول روايات الحياة فهى التى كان احترام الواقع سيد كل فصولها.

رومانسية الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى انعكست على كلامنا وأغانينا وملابسنا وأحلامنا والأهم من كل ذلك أنها انعكست على علاقات الناس بعضهم البعض.. هذه الرومانسية لم تكن تحليقًا فى الفضاء بلا أجنحة ولكنها كانت اكتشافًا لطاقات مجتمع ونظام حكم وتعبيرًا عن حالة احترام رائعة بين كل أطراف الحلم.. 

أى نظام سياسى يحتاج لاحترام الناس قبل حبهم.. العواطف الجياشة سريعة الظهور وسريعة التبخر، أما الاحترام المبنى على حقائق فإنه يولد طاقة جبارة على الاستمرار وإيجابية الفعل.. نفس نمط العلاقة لو ساد بين الأفراد لتغير حال المجتمع.. مشكلتنا فى مصر أننا نتكلم كثيرًا عن الحب ولا نحب، وندمن الكلام فى الدين بلا تدين حقيقى. 

كثيرًا ما نبكى على زمن فات من الاحترام والأمانة والمودة بين الناس ونحن نمارس حياتنا بشكل مغاير تمامًا لهذا الزمن الذى نبكى عليه.. شىء غريب كيف يتحدث كل الناس تقريبا بمنطق واحد ويفعلون عكسه.. هل نحن مصابون بحالة انفصام جماعية؟ هل نحن أدمنا الكلام واعتبرناه يغنى عن الفعل؟ هل نحن شعب طحنته الأزمات طوال أكثر من نصف قرن لدرجة أنه فقد ذاكرة المنطق والعقل والصدق؟..

أخطر شىء أن يتحول العبث إلى معقول ونتعود عليه، ويصبح المعقول بعد وقت ما عبثيًا وثقيلًا على النفوس ومنفرًا لمعظم الناس.. هذه الحالة إذا تحكمت بثقافة مجتمع فإن فرص تقدمه تصبح ضئيلة إذا لم تتحمل الدولة مسئوليتها بوعى وتدرك أن الإنفاق على الثقافة وإعادة ترميم الشخصية المصرية يجب أن يسبق، أو على الأقل يواكب بناء الحجر.. خطط الدولة مهما بلغت درجة الطموح بها ستظل بحاجة إلى وعى جمعى.. إلى جيل جديد يعتزل ترف إهدار الوقت ويتعود على أن الخبرات والمهارات لا تتكون على النواصى والكافيهات ولكن هناك قنوات أخرى موصلة إلى ذلك.

الدين ليس معطلًا للتقدم ولكن التدين الكاذب والمتخلف هو المدمر للحياة كلها.. لو كنا مؤمنين بأن الله خلق الكون بشرًا وحجرًا وكائنات من كل لون وجنس، فالطبيعى أن هذا الخالق ليس بحاجة إلى أن نتقاتل ونسفك دماء بعضنا البعض بحجة الدفاع عن الله والحفاظ على شريعته.. نحن الذين بحاجة دائمة إلى رحمة من خلقنا وكرمه، أما من يدعون أنهم الأكثر حرصًا على دنيا الله وقوانينه فإنهم الأكثر عداوة لله والإنسان والإنسانية.. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح قرب بداية يصنع المعجزات فصولها الفضاء ب

إقرأ أيضاً:

السجن 18 عامًا لثلاثة متهمين بقتل وسرقة ط.فل بالغردقة في عيد الحب

أصدرت محكمة جنايات البحر الأحمر برئاسة المستشار وليد محمد عبدالمنعم، حكماً بالسجن لمدة 15 عامًا على ثلاثة متهمين لإدانتهم بقتل الط.فل يوسف مراد، الذي لم يتجاوز عمره 15 عامًا.

كما قضت المحكمة بسجن المتهم 3 سنوات إضافية لكل متهم عن جريمة سرقة هاتف الضحية، ليصبح إجمالي الأحكام 18 سنة لكل متهم.

تفاصيل الواقعة

البداية كانت حين تلقت أجهزة الأمن بالبحر الأحمر بلاغًا في فبراير الماضي، خلال عيد الحب، عن اختفاء الطفل يوسف مراد في ظروف غامضة، تبعه العثور على جثته في منطقة جبلية جنوب مدينة الغردقة. وعلى الفور أمر اللواء محيي سلامة، مدير أمن البحر الأحمر آنذاك، بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الجريمة.

الجريمة ودوافعها

التحقيقات أثبتت تورط ثلاثة من أصدقاء المجني عليه في ارتكاب الجريمة، حيث قاموا باستدراج يوسف وسرقة هاتفه وأمواله، ومن ثم أجبروا الضحية على تناول كمية من العقاقير المنومة، ما تسبب في توقف عضلة القلب، وعندما فشلت محاولاتهم لإبقائه على قيد الحياة، اعتدوا عليه بالضرب المبرح حتى فقد حياته، ثم ألقوا بجثته.

مقالات مشابهة

  • تعرف علي الرهبنة المكرسة لذوات متلازمة داون
  • بغداد.. انتحار رجل بسبب ضغط نفسي وإنقاذ شاب حاول الانتحار بدافع الحب
  • الحرب والسلام
  • ما هي الأحجار الكريمة التي تجلب الحب إلى حياتنا؟
  • نباتات تجذب الحب في حياتك
  • يونيسيف: 14.5 ألف طـ.فل قتـ.ـلوا في غزة ومليون آخرين بحاجة لحماية عاجلة
  • السجن 18 عامًا لثلاثة متهمين بقتل وسرقة ط.فل بالغردقة في عيد الحب
  • آسر ياسين.. «الحب كله» في رمضان
  • رشا محرز: 70% من أطفال سوريا بحاجة ماسة إلى تدخل طبي
  • أحمد جمال : انتظروني في أغنية رومانسية قبل عيد الحب .. خاص