منذ أيام وبالتحديد فى الثامن عشر من ديسمبر كانت احتفالاتنا باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذى اختارته اليونسكو، وكان ذلك بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. وتهدف هذه الاحتفالية للحفاظ على لغتنا الجميلة وتعزيز وتجديد اللغة التى أهملناها كثيرا وكانت طرق تدريسها -ولا تزال- أحد أسباب تدمير كثير من أركانها وتآكل أعمدتها دون صيانة، حتى مجمع اللغة العربية الذى شرف بقيادة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى وصولاً إلى فاروق شوشة والدكتور صلاح فضل وغيرهم، قدم جميعهم كل الجهود للحفاظ على اللغة ولكن لم تصل مقومات هذا الكيان الشامخ إلى الأجيال بمختلف ثقافاتهم واتجاهاتهم، حتى أصبح الكثير من خريجى الجامعات المتخصصة فى تدريس اللغة العربية يجهلون أساسيات اللغة، حتى يصل الأمر إلى العجز عن كتابة أبسط المفردات.
* جريجورى كورسو شاعر ولد فى نيويورك عام ١٩٣٦ لأبوين إيطاليين ولكنه انتقد أمريكا ووصفها بالحضارة المجنونة، فقد تعرض فيها للسجن والإحساس العميق بالمهانة، وبرغم احتفاء أمريكا بالإنسان، إلا أنها أهملت كورسو واعترفت به فقط حين احتاجت إليه، يقول فى إحدى قصائده: أقف فى الضياء المعتم / أتطلع إلى نافذتى، حيث كنت قد ولدت هناك / الأنوار تتلألأ فى الأعلى، ومن هنا وهناك أناس يتحركون / بمعطف مطر وسيجارة فى الفم / بقبعة على العين ويد على المسدس / أعبر الشارع وأدخل البناية / أصعد إلى الطابق الأول، المقابض تصوب نحوى سكينا / انتزعه من استغراقه فى الساعات الضائعة!
* كيلانى حسن سند شاعر «١٩٢٥ _ ١٩٧٩» ولد فى أسيوط وعاش وتعلم فى القاهرة ورافق أمل دنقل فى سكنه وفى حياته. انشغل دنقل بالقصيدة السياسية المقاومة، بينما انشغل كيلانى بالشعر الإنسانى والدراسات الأدبية فقد أصدر كتبا عن ذو الرمة شاعر الطبيعة والحب، وحازم القرطاجنى وابن سناء الملك، وقد أتيحت لى فرصة حضور مناقشة دراسة أكاديمية للحصول على درجة الماجستير للباحثة غادة عيد نصر الله عام ٢٠١٦ فى كلية الآداب جامعة قناة السويس، وكانت الرسالة عن (التجديد فى شعر كيلانى حسن سند) من خلال دواوينه الأربعة: قصائد فى القنال ١٩٥٧ وفى العاصفة ١٩٦٠ وقبل ما تسقط الأمطار ١٩٦٦ وفى انتظار المطر ١٩٧٦.. ومات الرفيقان كيلانى وأمل دنقل فى وقت متقارب. وبقيت أعمالهما لتخلد وتدعم الضمير الأدبى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قضايا وبالتحديد للغة العربية مملكة العربية السعودية الدكتور طه حسين
إقرأ أيضاً:
الخلفي: أخفقنا خلال قيادتنا للحكومة في تحقيق إنجازات لصالح اللغة العربية
أقر مصطفى الخلفي، الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، اليوم الجمعة، أن حزبه أخفق في تحقيق منجزات لصالح اللغة العربية عندما كان على رأس الحكومة لولايتين متتاليتين.
وقال الخلفي في المؤتمر الوطني السابع للغة العربية الذي ينظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية: « لا بد أن أقدم نقدا ذاتيا، ففي العشر سنوات الأخيرة، لم ننخرط بالشكل المطلوب في تحقيق هدف من الأهداف الأساسية المرتبطة بالقوى الوطنية في بلادنا وببرامجها، ويتعلق الأمر بقضية اللغة العربية ».
واعتبر في مداخلة له وهو يتحدث بتحسُّر أنه « تحققت بعض الأمور بشأن اللغة العربية، إلا أن المحصلة العامة، كانت محصلة سلبية »، وفق تعبيره.
وأكد الخلفي على أنه « لا مناص في أن نتحمل مسؤوليتنا في الإعلان عن أن هناك إخفاقا، وبالتالي علينا تحمل تبعاته ».
وفي الصّدد نفسه، أبرز المتحدّث أن المجتمع المدني عليه أن يدفع في اتجاه إقرار سياسة عمومية فعلية للنهوض باللغة العربية، وذلك بحيث تنسجم مع أحكام الدستور، ومع مقتضيات القوانين التي تم اعتمادها طيلة السنوات الماضية.
وأفاد الخلفي بأن « اللغة اليوم في العالم هي مؤشر على استقلال القرار الوطني، وعنوان لصيانة السيادة الوطنية »، كما أنها بحسبه « تشكل أحد مفاتيح الأمن العام، فلا أمن حقيقي بدون سياسة لغوية تحقق شروط التماسك الاجتماعي ».
وشدّد الخلفي على ضرورة التنوع والتعدد، فالسياسة اللغوية الفعلية والحقيقية، والتي تنتج السيادة وتحقق الأمن، هي التي تبتعد عن الانغلاق والدوغمائية، وتفتح الآفاق نحو نهضة الشعوب والمجتمعات والدول.
كلمات دلالية الخلفي العدالة والتنمية اللغة العربية