البوابة نيوز:
2024-11-27@11:04:32 GMT

"بدون كافيين" وأنا بحب نفسي جدًا..

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

 على غير عادتها، تبتسم ابتسامة صامتة. لا تحرك الدوائر المغناطيسية حولها. حقل الكهرباء في وجودها معطل. رغم أنها تتكلم. لكنه كلام يشبه تحرك الأجسام بفعل القصور الذاتي. حركة تثبت أنك مازلت حيًا وتدافع عن بقائك بالبعد عن الاصطدام بشيء بقوة قد يهشمك. لكنك في الواقع لا تختار حركتك. أنت فقط تحافظ على الحياة في مستوى القصور الذاتي.

مستوى لا تريد فيه أي شيء لكنك تتحرك مع ذلك. حاولت أن أجد سببًا لهذه الحالة الغريبة التي كانت فيها. لكنني لم أجد أبدًا. 

في أعرافي الشخصية لا يتخلى الإنسان عن حياته حتى يتخلى عن كل رغباته. حتى أنني خفت من عادة تتفق مع هذا المعنى، لاحقتني بعد وفاة ثلاثة ممن أحب. بدأت رغمًا عني ألاحظ أن من ماتوا وصلوا في نهاية حياتهم لحالة تشبه اللارغبة في كل شيء. حالة فقدان رغبة يمكن ملاحظتها وتحليلها ببساطة شديدة. تظهر حتى في عدم رغبتهم في الطعام رغم أنهم يجوعون ويأكلون دون أن يمنعهم مرض من ذلك. خفت من تلك العادة، وارغمت نفسي على عدم التفكير في ذلك حين بدأت أراها في بعض الأحياء حولي. أصابني الهلع من فقدانهم قبل أن يصل بي الحال لاختبار نهاية تحليلاتي. 

لم أستطع أن أحتمل الانتظار هذه المرة. سمية فتاة تشبه اسمها "سماء صغيرة" صافية ورحبة حتى في مطرها خير وصواعقها ضياء يقتل الظلام. شقية كرقصة نجوم الصيف في واحة، وهادئة كنهار ذات السماء وسط الصحراء. سألتها مباشرة. طلبت مني الإجابة على سؤال صدمني: "نعيش لوحدنا أو نموت في صحبة؟" قلت دون تردد وبقناعة شديدة: "نعيش لوحدنا.. هو حد طايل ثانية حياة؟!". لمحت بريق الحياة فجأة في عينيها البنيتين كفنجاني قهوة شتاء تحاولان التزام الجمر. قالت أعطني دقيقة. خرجت للشرفة. كان عليها أن تجري اتصالها الهاتفي في البرد لأن تغطية الشبكة لم تكن تجد دفئها إلا في برد الشرفة. لاحظت أنها منفعلة، كما بدى لي وأنا أراقبها خلف الزجاج. تحرك ذراعيها في عصبية. تقطب جبينها للحظات ثم تضحك ملء ما بين أذنيها. تجلس ثم تهب اقفة فجأة. تفرقع أصابعها استنادًا على الحائط. الهواء يعبث بثوبها الأخضر الجميل. لون ثيابها كان الشيء الوحيد الحي حولها. 

عادت سمية تضج بالحياة. نظرت إليها. أحببت كيف ابتسمت. أحببت أكثر كيف عانقتني دون سبب لمدة طويلة. شعرت أن بقلبها ثورة وليدة أو فجر كوكب يبلغ طول يومه شهران. استطاع فجأة أن يسرع وتيرة دوران كوكبه حتى صار يومه ساعتان. كانت دقات قلبها تتسارع أن يأتي الفجر. اتطمئننتُ حين رايت الرغبة في الحياة تملؤها. قلت لها: "أحب أشوفك كده على طول.. أتطمن يا سمية؟" قالت وهي تشرب كأسًا ممتلئًا حتى آخره بالعصير: "وأنا بحب نفسي جدَا.." هكذا تكون الحياة.. لا تتوقفوا عن حب أنفسكم. أتظنون أن الحياة شيء آخر غير أنفسكم؟!.

*أستاذة بقسم الصحافة كلية الآداب جامعة القليوبية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكهرباء

إقرأ أيضاً:

استشاري نفسي: محمد صلاح قدوة ونموذج في الانضباط السلوكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن اللاعب الدولي محمد صلاح قدوة ونموذج في الانضباط السلوكي والجدية في العمل، حيث حقق نجاحات متتالية وصولاً لمرحلة النجومية.

وأضاف استشاري الطب النفسي، خلال حواره مع الإعلامي هيثم بسام، ببرنامج "حقك مع المشاكس"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن أي شخص يتمنى أن يكون مُماثلًا للكابتن محمد صلاح، مشيرًا إلى أن أحد أسباب انهيار بعض الشباب هو عدم وجود نموذج للقدوة أو للمثال الأعلى.

وأوضح أن تصريحات محمد صلاح الأخيرة ركزت على أهمية القراءة في الحياة، وهذا يرجع إلى أن القراءة تُثري الشخصية، وتُزيد من الإدراك والذكاء، وتؤثر في الجانب الوجداني، وتشكل السلوكيات وطريقة حل المشاكل والأزمات.

مقالات مشابهة

  • عبدالله بهمن: زوجتي مظلومة وأنا مشغول بتصوير الأعمال.. فيديو
  • 3 أدعية لنصرة المظلوم من الظالم
  • أول تحرك من حماس بعد وقف إطلاق النار في لبنان
  • جوارديولا: أريد إيذاء نفسي!
  • «أنا فخورة به».. أول تعليق من سمية الألفي على أنباء ارتباطها بـ أحمد الفيشاوي
  • فاروق فلوكس: أمي تركية وأبي مصري وعشت أجمل أيام حياتي في عابدين
  • لهذا السبب تتواجد سمية الخشاب في السعودية
  • سقط فجأة| تحقيقات موسعة حول إصابة شخصين داخل مصعد في ورشة بـ 6 أكتوبر
  • “إنت رقم 19 بعيد أوي”.. ويجز في أقوى هجوم على رامي صبري
  • استشاري نفسي: محمد صلاح قدوة ونموذج في الانضباط السلوكي