البوابة نيوز:
2025-05-01@05:36:24 GMT

"بدون كافيين" وأنا بحب نفسي جدًا..

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

 على غير عادتها، تبتسم ابتسامة صامتة. لا تحرك الدوائر المغناطيسية حولها. حقل الكهرباء في وجودها معطل. رغم أنها تتكلم. لكنه كلام يشبه تحرك الأجسام بفعل القصور الذاتي. حركة تثبت أنك مازلت حيًا وتدافع عن بقائك بالبعد عن الاصطدام بشيء بقوة قد يهشمك. لكنك في الواقع لا تختار حركتك. أنت فقط تحافظ على الحياة في مستوى القصور الذاتي.

مستوى لا تريد فيه أي شيء لكنك تتحرك مع ذلك. حاولت أن أجد سببًا لهذه الحالة الغريبة التي كانت فيها. لكنني لم أجد أبدًا. 

في أعرافي الشخصية لا يتخلى الإنسان عن حياته حتى يتخلى عن كل رغباته. حتى أنني خفت من عادة تتفق مع هذا المعنى، لاحقتني بعد وفاة ثلاثة ممن أحب. بدأت رغمًا عني ألاحظ أن من ماتوا وصلوا في نهاية حياتهم لحالة تشبه اللارغبة في كل شيء. حالة فقدان رغبة يمكن ملاحظتها وتحليلها ببساطة شديدة. تظهر حتى في عدم رغبتهم في الطعام رغم أنهم يجوعون ويأكلون دون أن يمنعهم مرض من ذلك. خفت من تلك العادة، وارغمت نفسي على عدم التفكير في ذلك حين بدأت أراها في بعض الأحياء حولي. أصابني الهلع من فقدانهم قبل أن يصل بي الحال لاختبار نهاية تحليلاتي. 

لم أستطع أن أحتمل الانتظار هذه المرة. سمية فتاة تشبه اسمها "سماء صغيرة" صافية ورحبة حتى في مطرها خير وصواعقها ضياء يقتل الظلام. شقية كرقصة نجوم الصيف في واحة، وهادئة كنهار ذات السماء وسط الصحراء. سألتها مباشرة. طلبت مني الإجابة على سؤال صدمني: "نعيش لوحدنا أو نموت في صحبة؟" قلت دون تردد وبقناعة شديدة: "نعيش لوحدنا.. هو حد طايل ثانية حياة؟!". لمحت بريق الحياة فجأة في عينيها البنيتين كفنجاني قهوة شتاء تحاولان التزام الجمر. قالت أعطني دقيقة. خرجت للشرفة. كان عليها أن تجري اتصالها الهاتفي في البرد لأن تغطية الشبكة لم تكن تجد دفئها إلا في برد الشرفة. لاحظت أنها منفعلة، كما بدى لي وأنا أراقبها خلف الزجاج. تحرك ذراعيها في عصبية. تقطب جبينها للحظات ثم تضحك ملء ما بين أذنيها. تجلس ثم تهب اقفة فجأة. تفرقع أصابعها استنادًا على الحائط. الهواء يعبث بثوبها الأخضر الجميل. لون ثيابها كان الشيء الوحيد الحي حولها. 

عادت سمية تضج بالحياة. نظرت إليها. أحببت كيف ابتسمت. أحببت أكثر كيف عانقتني دون سبب لمدة طويلة. شعرت أن بقلبها ثورة وليدة أو فجر كوكب يبلغ طول يومه شهران. استطاع فجأة أن يسرع وتيرة دوران كوكبه حتى صار يومه ساعتان. كانت دقات قلبها تتسارع أن يأتي الفجر. اتطمئننتُ حين رايت الرغبة في الحياة تملؤها. قلت لها: "أحب أشوفك كده على طول.. أتطمن يا سمية؟" قالت وهي تشرب كأسًا ممتلئًا حتى آخره بالعصير: "وأنا بحب نفسي جدَا.." هكذا تكون الحياة.. لا تتوقفوا عن حب أنفسكم. أتظنون أن الحياة شيء آخر غير أنفسكم؟!.

*أستاذة بقسم الصحافة كلية الآداب جامعة القليوبية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكهرباء

إقرأ أيضاً:

كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة ٨٠ باكو تشبهني

أقيم اليوم الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان دور المرأة في ضمن فعاليات اليوم الثالث بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في الدورة الحادية عشر بالمتحف اليوناني الرماني برعاية هيئة تنشيط السياحة.

 

وتحدثت المخرجة كوثر يونس عن تجربتها بمسلسل ٨٠ باكو كونه عمل يتحدث عن دور المرأة، قائلة: "سعيدة بمشاركتي بفعاليات مهرجان الإسكندرية لأني أحب هذا المهرجان، ومسلسل ٨٠ باكو اختياري للفكرة له علاقة بفكر المخرج الذي يريد تقديمه، وعملت مع المؤلفة غادة عبد العال على الورق، وأكثر ما جذبني أن البطلة كانت تشبهني في جانب المشاعر وأنا "جرّتها" لذلك، لأنها كانت منسوبة لمكان وهذا كان محرك مشاعر الشخصية الأساسية،وبجانب كل شخصية كان لديها مشكلة.

 

وأضافت: "وأنا كسيدة كنت أشعر أن بوسي تلمسني بشكل ما،لأنها كانت تريد أن تجمع ٨٠ باكو لكي تتزوج". 

 

وأكدت: "ردود الأفعال أبهرتني والتعليقات من السيدات أن الشخصيات تشبههن،وشكل حكي الموضوع هو كان تركيزي الأكبر وطريقة حكي الحدوتة.

 

وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.

 

‏‎يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.

 

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري، باشون للإنتاج الفني.

مقالات مشابهة

  • 5 أسباب لارتفاع حرارة السيارة فجأة أثناء القيادة
  • أسباب ارتفاع حرارة السيارة فجأة أثناء القيادة ؟
  • بمناسبة ذكرى وفاة محمد عبد الوهاب.. سمية وجدي تحيى حفلًا غنائيًا بدار الأوبرا
  • لوسي : فايزة الشبح فى «فهد البطل» لا تشبهني.. وأنا إنسانة طيبة
  • الحياه اختيارات.. ريهام عبد الغفور ترد على التنمر من ملامح تقدمها في السن
  • لقاء الخميسي تخطف الأنظار بفستان أسود
  • "رمادونا".. محمد رمضان يعلن موعد طرح أحدث أغانيه
  • زوجي لم ينسها يوما حتى وأنا على ذمته
  • كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير.. مشاعر بطلة 80 باكو تشبهني
  • كوثر يونس من الإسكندرية للفيلم القصير: مشاعر بطلة ٨٠ باكو تشبهني