احتفالية جامعة القاهرة بعيد العلم الثامن عشر (صور)
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة احتفالية عيد العلم الثامن عشر، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة.
الانتهاء من مشروعات كبرى في جامعة القاهرة خلال 2023 لقاء الأجيال في مركز اللغة والثقافة العربية جامعة القاهرةوتكرم عدد من الوزراء والشخصيات العامة و60 من علمائها ومفكريها وباحثيها الحاصلين على جوائز الدولة والجامعة بأنواعها في مختلف المجالات العلمية عن عام 2022 تقديرًا لعطائهم وجهودهم في مختلف المجالات العلمية والإنسانية، وما حققوه من إنجازات علمية وبحثية في المحافل المحلية والدولية، وتأكيدًا لمكانة العلم والعلماء في الدولة المصرية.
حضر الاحتفالية عدد كبير من الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة وكبار الشخصيات العامة ورجال الدولة، ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وبدأت مراسم احتفالية عيد العلم، بصورة تذكارية لمجلس الجامعة، ثم دخول موكب مجلس الجامعة بطابور عرض لقاعة الاحتفالات الكبرى، ثم السلام الجمهوري، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، للشيخ محمود الخشت ، ثم عرض فيلم تسجيلي عن جامعة القاهرة الدولية، تلاه كلمة الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ثم كلمة الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، ثم كلمة الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ثم بدأت مراسم تكريم ضيوف وعلماء الجامعة، أعقبها حفل فني لأوركسترا طلاب جامعة القاهرة.
وزير التعليم العالي يهنئ علماء جامعة القاهرةقدم الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التهنئة لعلماء جامعة القاهرة ومفكريها لحصولهم علي جوائز الدولة والجامعة المختلفة، مشيرًا إلى تطلعه لمشاركتهم ومساهمتهم في تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم العالي والبحث العلمي لتحقيق رؤية مستقبل مصر في الجمهورية الجديدة.
وأشار الدكتور أيمن عاشور، إلى دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم العالي والبحث العلمي والتي تم إطلاقها في مارس 2023 بحضور 600 عالم وباحث وعضو هيئة تدريس، إلى جانب مشاركة ممثلي الجامعات والهيئات والمنظمات الدولية والاتحادات الطلابية الممثلة للجامعات المختلفة، لافتًا إلي إطلاق 5 ورش عمل بالتزامن مع إطلاق استراتيجة تطوير التعليم العالي والبحث العلمي تم خلالها تبادل الرؤي والأفكار والتحديات التي تواجه التعليم العالي لمواكبة وظائف المستقبل، بالإضافة إلي الاحتياجات الاقليمية والدولية للبرامج وتجيهز الطلاب والخريجين لإستيعاب التكنولوجيا الحديثة في التعليم ووظائف المستقبل من خلال البرامج المبتكرة.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ضرورة توفير برامج جديدة تتسم بالتكامل والديناميكية تكون قادرة علي استيعاب احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلي التعاون مع القطاع الخاص لمشاركة الجامعات لاتاحة وتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العملي.
وأشاد الدكتور أيمن عاشور، بمستشفيات جامعة القاهرة ودورها البارز والمهم والمحوري في خدمة احتياجات الدولة والتي نفخر جميعًا بتواجدها على أرض مصر.
واستعرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ملخصًا لاستراتيجية الوزارة وما تحتاجه من العلماء والباحثين من قلب جامعة القاهرة لتنفيذها وتحقيق أهدافها المرجوة، لافتًا إلى وجود العديد من التحديات تحتاج العمل للتغلب عليها خلال الفترة القادمة.
وأشار الدكتور أيمن عاشور، إلى المبادئ السبعة لاستراتيجة الوزارة لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي والتي تتمثل في التكامل، والبرامج الدولية، والمشاركة الفعالة، والاستدامة والمرجعية الدولية، والابداع والابتكار في التعليم، موضحًا مفهوم التكامل والذي يتمثل في تعاون الجامعات في اطار اقليمي، لافتًا أن مصر تضم ٧ اقاليم وكل اقليم له خصائصه وامكانياته واحتياجاته الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلي الأنشطة المختلفة المتواجدة داخل كل اقليم.
كما أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى بدء إنشاء تحالفات أكاديمية داخل كل إقليم من الاقاليم ال٧ بمصر، وتم انشاء ٥ تحالفات حتي الوقت الراهن، موضحًا أن التحالف الاكاديمي عبارة عن مجموعة الجامعات والمؤسسات التعليمية داخل كل اقليم سواء جامعات حكومية واهلية وخاصة وتكنولوجية بالاضافة الي أفرع الجامعات الأجنبية والمعاهد، لافتًا أن أقدم جامعة داخل كل اقليم سوف ترأس التحالف ، ومشيرًا إلي وجود تحالف آخر للشركات والمنشآت الاقتصادية سواء في الزراعة والصناعة والعمران، وان كل اقليم بداخله مؤسسات تعليم متكامله تمتلك رؤية لانتاج مشروعات ذات علاقة باحتياجات كل اقليم.
وأوضح الدكتور ايمن عاشور، أن اقليم القاهرة الكبري سوف يكون تحت قيادة جامعة القاهرة مع باقي المنشآت الاقتصادية ، مؤكدًا أنه بعد الانتهاء من تكوين التحالفات السبعة سيتم البدء في العمل علي المشروعات ذات الاولوية داخل كل اقليم ومايحتاجه من الشريك الصناعي والدولة وفق استراتيجية مصر ٢٠٣٠، ومضيفًا ان بناء علي هذه المشروعات سيصبح لدينا خطة لتحويل الابتكار الي منهج لتوطين الصناعة الوطنية المحلية ودعم الاقتصاد المحلي.
نص كلمة رئيس جامعة القاهرةرحب الدكتور محمد الخشت بالوزراء والشخصيات العامة وعلماء جامعة القاهرة الحاصلين على جوائز الدولة والجامعة، مشيرًا إلى دعم الجامعة الكامل لعلمائها وباحثيها، وتوفير البيئة المناسبة للبحث العلمي والابتكار وتطبيق أحدث مستجدات العلوم والتكنولوجيا، والتركيز على المجالات التي تحظى باهتمام محلي وعالمي وتدخل في نطاق الحاجة الإنسانية والنهوض الاجتماعي، وتوظيف استغلال المعرفة وربطها بالتنمية الشاملة للوطن، بما يعكس إيمان الجامعة بأن العلم والتعليم هما أساس النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن جامعة القاهرة حققت تقدما كبيرا طبقًا للمؤشرات الدولية في منظومة البحث العلمي وريادة الجامعة وتفوقها وتقدمها في التصنيفات الدولية بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى انجاز عدد ضخم من المشروعات الانشائية من اهمها انشاء جامعة جديدة هي جامعة القاهرة الدولية وعدد من المستشفيات الكبرى، علاوة على مساهمتها في إحداث النهضة ودفع عجلة التنمية.
وركزت كلمة الدكتور محمد الخشت، على المشروعات المستقبلية التي تعمل الجامعة على تحقيقها ومن بينها إنشاء الجامعة الأهلية لجامعة القاهرة وجامعة تكنولوجية دولية، وإنشاء 3 كليات جديدة في تخصصات المستقبل وهي كليات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وكلية الطاقة الجديدة والمتجددة، وكلية علوم وتكنولوجيا الفضاء، بالإضافة إلى مواصلة الجهود لتأسيس خطاب ديني جديد، وإنشاء كرسي لتطوير علوم الدين، إلى جانب البدء في 30 مشروعًا لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية، ورفع كفاءة المعامل بالجامعة كلها، وتطوير مستشفى الفرنساوي، والمشروع الكبير لتطوير مستشفيات قصر العيني، والانتهاء من أكبر مدينة سكنية لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة.
واستعرض الدكتور محمد عثمان الخشت، خلال كلمته، مشروعه لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية وأدوارها في مواجهة التحديات القومية وتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة؛ كأحد المبادرات لإيجاد الحلول العلمية للمشكلات المجتمعية والعالمية، وسد الفجوة المعرفية والتي تتضمن تشجيع البحوث المبتكرة في جميع التخصصات العلمية والتطبيقية والإنسانية.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أن جامعة القاهرة لديها مشروع متكامل لتجديد الفكر العربي وتأسيس خطاب ديني جديد، ولديها العديد من التخصصات العلمية المتخصصة في هذا المجال في كلياتها المختلفة بالإضافة إلى دور الجامعة في تنظيم دورات لتدريب الأئمة والوعاظ بوزارة الأوقاف.
وكشف رئيس جامعة القاهرة عن جهود الجامعة وحجم تطورها، مؤكدًا أن الجامعة نجحت في تحديث منظومة العملية التعليمية وتطوير البحث العلمي والابتكار والنشر الدولي في إطار الرؤية الواضحة التي تم وضعها منذ أكثر من 6 سنوات ونتج عنها نجاح الجامعة في تحقيق وإحداث طفرة كبيرة بها، وهو ما اتضح في العديد من الجوانب التي تضمنت ارتقاء علماء الجامعة وباحثيها في المؤشرات العالمية، وزيادة النشر الدولي، وتقدُم المجلات العلمية الصادرة عن الجامعة، والاكتشافات العلمية والأثرية، والمكانة الدولية في التصنيفات الدولية، والتحول إلى جامعة ذكية من جامعات الجيل الرابع يقوم التعليم فيها على المنافسة مع البرامج المناظرة لها بالجامعات المحلية والدولية، ومواكبة أحدث نُظم التعليم العالمي وتحقيق متطلبات الجودة والاعتماد الأكاديمي، وبما يتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلية والعالمية، بهدف إيجاد ظروف مواتية للإبداع وتحقيق الجودة والميزة التنافسية للجامعة، بما يساهم في تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية 2030.
وأكد رئيس جامعة القاهرة مواصلة استحداث وتطوير العديد من البرامج واللوائح الدراسية والدبلومات المهنية، وإنشاء وتطوير عدد من الكليات الجديدة التي تواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة ووظائف المستقبل، بالإضافة إلى تجديد طرق واستراتيجيات التعلم والامتحانات والتفكير.
ومن جانبه، هنأ الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، علماء الجامعة المكرمين في عيد العلم الـ18، مؤكدًا حرص الجامعة على تكريم علمائها ونوابغها ومبدعيها ومفكريها للتعبير عن تقديرها لقيمة العلم ومكانة العلماء، لافتًا إلى أن حصول أساتذة الجامعة على جوائز الدولة المختلفة وجوائز الجامعة يُعد مؤشرًا قويًا من مؤشرات ريادتها وتفوقها وامتدادًا لعطائها الذي لا ينضب.
وقدم الدكتور محمد سامي عبد الصادق، التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي لتولية فترة رئاسية جديدة تؤكد ثقة الشعب المصري في قدرته الحكيمة في إدارة شئون الوطن، كما قدم الشكر للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، لدعمه اللا محدود لأنشطة قطاع خدمة المجتمع المختلفة، ولعطائه المتميز على مدار أكثر من 6 سنوات في خدمة الجامعة والوطن.
واستعرض نائب رئيس جامعة القاهرة، خلال كلمته، الإنجازات التي حققها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة خلال عام 2023 ومن أهمها أن قطاع خدمة المجتمع نجح في اعتماد اللوائح المالية والإدارية من وزارة المالية لنحو 120 مركزًا مقارنة بالعام الماضي والذي لم يكن هناك سوى 5 مراكز فقط معتمدة اللوائح، لافتًا إلى مشاركة القطاع في العديد من المشروعات القومية بالتعاون مع وزارات النقل، والصحة والسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى التعاون المثمر مع محافظة الجيزة ومختلف الأجهزة الحكومية الأخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة القاهرة الاحتفالات التعليم التعليم العالى وزير التعليم العالى أيمن عاشور محمد الخشت وزیر التعلیم العالی والبحث العلمی الدکتور محمد الخشت الدکتور أیمن عاشور رئیس جامعة القاهرة کلمة الدکتور جوائز الدولة خدمة المجتمع بالإضافة إلى رئیس الجامعة العدید من لافت ا
إقرأ أيضاً:
جامعة بغداد، منارة العلم والمعرفة في قلب العراق
مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025
محمد الربيعي
* بروفسور متمرس ومستشار دولي، جامعة دبلن
جامعة بغداد صرح علمي شامخ، واحد ابرز منارات المعرفة في العراق والعالم العربي. تاسست عام 1957، لكن جذورها تمتد الى بدايات القرن العشرين مع تاسيس كليات الحقوق والطب والهندسة. لعبت الجامعة دورا اساسيا ومحوريا في تخريج الكفاءات العراقية التي ساهمت في بناء وتقدم العراق الحديث.
ارتباطي بجامعة بغداد
كانت لحظة دخولي كلية العلوم في الجامعة بداية رحلة استثنائية في عالم المعرفة. اتذكر تلك الايام الاولى في قسم النبات، حيث اكتشفت شغفي الحقيقي للعلوم الاحيائية. بعد تخرجي، تم تعيني كمعيد في الجامعة، حيث انطلقت مسيرتي العلمية الحافلة بالانجازات. لقد كان لدي اصرار وعزيمة لا يلينان، فبادرت الى اجراء بحثين علميين وانا لازلت معيدا في الجامعة، نشر احدهما في مجلة Annals of Human Biology المرموقة. كانت تلك اول دراسة انثروبولوجية حول المجاميع الدموية بين اكراد العراق، مما جعلني فخورا باسهامي في هذا المجال.
قدمت الكثير لجامعة بغداد بعد عام 2003، من ندوات وورش عمل ومحاضرات واستشارات، ولكني اتذكر بالخصوص تلك الورشة الرائعة التي نظمها قسم ضمان الجودة والاداء الجامعي في الجامعة بالتعاون مع منظمة اليونسكو بتاريخ 24-25 شباط 2014، وحضرها عدد من القيادات الجامعية من العمداء ومدراء المراكز ورؤساء الاقسام في تشكيلات الجامعة، وحملت عنوان “كيفية استدامة نظام الجودة في جامعة بغداد”. عرضت فيها نظام الجودة الذي سعينا لبنائه ضمن مشروع اليونسكو لتحسين جودة التعليم في الجامعات العراقية الذي ضم اربعة علماء من خريجي الجامعة هم صباح جاسم ورمزي محمود ورياض المهيدي ومثنى الدهان.
تاريخ جامعة بغداد
تعود البدايات الاولى لجامعة بغداد الى عام 1908، عندما تاسست مدرسة الحقوق، وهي اقدم المؤسسات الحديثة التي شكلت فيما بعد جامعة بغداد. في عام 1921، تاسست كلية الهندسة، وفي عام 1923، تاسست دار المعلمين العالية (التي اصبحت فيما بعد كلية التربية). وفي عام 1927، تاسست كلية الطب. في عام 1942، تم تاسيس اول مؤسسة تعليمية عليا للبنات، وهي كلية الملكة علياء. وتاسست كلية الاداب والعلوم 1949 وانقسمت الى كليتي الاداب والعلوم عام 1953 وكانت اول كلية اكاديمية (غير مهنية). وفي عام 1956، تم سن اول قانون لتاسيس جامعة في العراق باسم “جامعة بغداد”.
في عام 1957، تم تاسيس جامعة بغداد رسميا، وكانت تضم في البداية كليات الحقوق والاداب والعلوم والطب والهندسة. وقد شهدت الجامعة نموا وتوسعا كبيرا في العقود اللاحقة، حيث تم اضافة العديد من الكليات والمعاهد الاخرى، مثل كليات الزراعة والصيدلة والطب البيطري والتربية والفنون الجميلة. وفي عام 1959 تقرر البدء بفتح الدراسات العليا، وانجزت دراسات مفصلة حول هذا المشروع المهم، في كلية العلوم مثلا تقرر اولا ان تبنى بناية مستقلة لمكتبة كبيرة ورصدت الاموال لهذا المشروع، لكن مع الاسف في 1963 تقلصت مساحة المكتبة وتحول نصف البناية لاشغال عمادة الكلية.
وضع عبد الكريم قاسم الحجر الاساس لبناية جامعة بغداد في 17 تموز 1959 وصمم الجامعة المهندس الامريكي والالماني الاصل وولتر گروبيوس. من الرموز المهمة التي ادخلها في التصميم: القوس في مدخل الجامعة حيث صٌمم على قطعتين قوس المدخل يرمز الى فصي الدماغ الايمن والايسر وفي اعلاه فتحة لا يمكن ان تنغلق وبجمع القوس رمز بالعقل المنفتح الذي يتلقى العلم بدون حدود. وما هو بارز في تاريخ الجامعة هو تعيين العالم العراقي الدكتور عبد الجبار عبد الله رئيسا للجامعة عام 1959 وكان من افضل علماء الانواء الجوية الذين برزوا في العالم.
دور جامعة بغداد في تخريج الكفاءات العراقية
لعبت جامعة بغداد دورا حاسما في تخريج اجيال من الكفاءات العراقية في مختلف المجالات. فقد ساهمت الجامعة في تزويد العراق بالمهندسين والاطباء والمحامين والمدرسين الذين ساهموا في بناء وتطوير العراق الحديث.
تخرج من جامعة بغداد العديد من الشخصيات البارزة في العراق، الذين اسهموا بشكل كبير في مختلف المجالات، مثل العلوم والسياسة والادب والفنون. وقد تبوا العديد منهم ارفع المناصب في العراق وخارجه من رؤساء الوزراء والوزراء والبرلمانيين والاكاديميين والفنانين والادباء. كثيرون من الاعلام تخرجوا من جامعة بغداد منهم من سار على خطى اساتذته الاجلاء، امثال عبد الجبار عبد الله في فيزياء الانواء الجوية، وفخري البزاز في البيئة النباتية والتطور البيولوجي، وصالح جواد الوكيل في الكيمياء الحياتية والانزيمات، وطه باقر وبهنام ابو الصوف في مجال الاثار والتاريخ القديم، وعلي الوردي في علم الاجتماع، ومحمد سلمان حسن في الاقتصاد السياسي، وابراهيم كبه وفاضل عباس الحسب في الفكر الاقتصادي، وحسين امين في التاريخ العراقي والعربي الحديث، ومصطفى جواد في الدراسات اللغوية والتاريخية، وعبد العزيز الدوري في التاريخ العربي الاسلامي، وفرحان باقر وكمال السامرائي وعبد اللطيف البدري وزهير البحراني وخالد القصاب في العلوم الطبية، ومحمد مكية ومهدي حنتوش في العلوم الهندسية، وعلي حسين البهادلي وعلي عبد الحسين في العلوم الزراعية، وعدد كبير من العلماء الذين تركوا بصمات لا تمحى في التاريخ العلمي للعراق، واعتذر عن اغفالي ذكر اسماء هؤلاء العلماء الاجلاء. واليوم، يواصل عدد كبير من العلماء من خريجي جامعة بغداد، مسيرتهم في داخل العراق وخارجه، وهم منتشرون في انحاء العالم، من امريكا الى استراليا، لكن قلوبهم وعقولهم متجهة نحو خدمة العراق.
خريجو جامعة بغداد، هم قصة عطاء مستمرة، فكما تخرجوا من هذا الصرح العظيم، فهم اليوم يحملون اسم جامعتهم عاليا في كل مكان، ويساهمون في بناء مستقبل مشرق لوطنهم العراق.
دور جامعة بغداد في التنمية والتاثير في المجتمع العراقي
بالاضافة الى تخريج الكفاءات، لعبت جامعة بغداد دورا هاما في التنمية والتاثير في المجتمع العراقي. فقد ساهمت الجامعة في تطوير البحث العلمي في العراق، وقدمت العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في حل المشكلات التي تواجه المجتمع العراقي ومن خلال مراكز بحوث متميزة. وقدم باحثو الجامعة دراسات حول معالجة المياه وتلوث الهواء، وقدموا حلولا مبتكرة للمشاكل البيئية التي تواجه العراق. كما ساهمت الجامعة في تطوير القطاع الصحي في العراق، وقدمت العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في تحسين الرعاية الصحية في العراق، منها دراسات حول انتشار الامراض السرطانية. وعملت على توفير الاستشارات من خلال مكاتبها الاستشارية المتخصصة لتساهم في عمليات التطوير والتدريب ووضع الخبرات العلمية والفنية في خدمة الخطط التنموية وتقديم الاستشارات لحل المعضلات الهندسية والطبية والزراعية والادارية والاقتصادية وغيرها.
كما لعبت جامعة بغداد دورا هاما في نشر الثقافة والمعرفة في المجتمع العراقي، وقدمت العديد من المؤتمرات والندوات التي ساهمت في رفع مستوى الوعي الثقافي لدى المواطنين العراقيين. واستضافت جامعة بغداد العديد من المؤتمرات الدولية حول القضايا الاجتماعية والسياسية التي تواجه العراق، وساهمت في نشر الوعي لدى المواطنين العراقيين.
بالاضافة الى ذلك، لعبت جامعة بغداد دورا هاما في تطوير الاقتصاد العراقي. فقد قدمت الجامعة العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة في العراق. مثل ما قدم باحثوها حلولا مبتكرة لزيادة الانتاج الزراعي والقضاء على الامراض الزراعية. كما ساهمت الجامعة في تطوير القطاع الصناعي في العراق، وقدمت العديد من الدراسات والابحاث التي ساهمت في تحسين جودة المنتجات الصناعية العراقية.
بشكل عام، يمكن القول ان جامعة بغداد لعبت دورا هاما في التنمية والتاثير في المجتمع العراقي. فقد ساهمت الجامعة في تطوير البحث العلمي، وتحسين الرعاية الصحية، ونشر الثقافة والمعرفة، وتطوير الاقتصاد العراقي.
التحديات التي تواجه جامعة بغداد
تواجه جامعة بغداد تحديات كبيرة تعيق تقدمها، بما في ذلك المركزية المفرطة حيث تخضع لادارة ورقابة صارمة من وزارة التعليم العالي، مما يحد من استقلاليتها. كما تواجه نقصا حادا في التمويل يؤثر على قدرتها على توفير بيئة تعليمية مناسبة، وتدهورا في البنية التحتية لمبانيها ومرافقها. تشهد نوعية البحث العلمي في الجامعة تراجعا ملحوظا، وتوسعت بشكل كبير في عدد الطلاب والبرامج دون زيادة ملحوظة في الموارد. على الرغم من هذه التحديات، تبذل الجامعة جهودا كبيرة للتغلب عليها، من خلال وضع خطط استراتيجية للتطوير، والبحث عن مصادر تمويل اضافية، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع البحث العلمي، وتطوير المناهج الدراسية، والتعاون مع الجامعات العالمية. تسعى جامعة بغداد جاهدة لاستعادة مكانتها المرموقة، ومواصلة دورها في خدمة المجتمع العراقي.
مستقبل جامعة بغداد
تطمح جامعة بغداد الى ان تصبح واحدة من افضل الجامعات في المنطقة والعالم. وتسعى الجامعة الى تحقيق هذا الهدف من خلال تطوير برامجها الاكاديمية والبحثية، وجذب افضل الكفاءات التدريسية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة للطلاب. ولربما بالحصول على استقلاليتها الادارية والاكاديمية ستتمكن من استعادة دورها السابق في قيادة التعليم العالي على الصعيد العربي والشرق اوسطي. هذا يتطلب اعادة تقييم وضعها مثلما كانت عليه في السابق عندما كان لرئيس الجامعة صلاحيات واسعة مشابهة لصلاحيات وزير.