السديس: القيادة حريصة على تطبيق مبدأ الشورى وخدمة الحرمين وتعزيز القيم الإسلامية النبيلة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
ثمَّن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي, عبدالرحمن السديس، الخطاب الملكي السنوي, الذي ألقاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء ـ حفظه الله ـ ، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله.
ووصف السديس الخطاب الملكي أنه خارطة طريق لما تنتهجه المملكة العربية السعودية من خطط ورؤى تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية والإسلامية، وإكمال لمسيرة التنمية الشاملة التي تسير عليها منذ تأسيسها على يد المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، بما تمتلكه من مقومات جغرافية، وحضارية، واجتماعية، واقتصادية, تؤهلها لتكون في مصاف الدول العالمية.
وقال السديس : إن الخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد -حفظه الله- خلال افتتاح أعمال السنة الـرابعة لمجلس الشورى في دورته الثامنة, حمل في طياته مضامين ومعاني تعزِّز الأمن والسلام الدولي، والتأكيد على ما تعده المملكة من خطط تنموية مستدامة وفق رؤية 2030, التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن ورفاهيته".
وأضاف "أن الوطن والمواطن في أولى أولويات القيادة الحكيمة -رعاها الله- وأعلى اهتماماتها وبرامجها الطموحة, التي ستسهم -بمشيئة الله- في محافظة المملكة على مكانتها المتقدمة عالميًا، وتحقيق المزيد من التطور والازدهار، وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين".
ونوَّه السديس بما يحظى به الحرمان الشريفان، ومنظومة خِدمات قاصديهما دينيًا, من اهتمام ومتابعة مستمرة لجميع المتطلبات التي تكفل أداء القاصدين عباداتهم ومناسكهم بكل يسر وطمأنينة، وتسخيرهم للغالي والنفيس في سبيل تهيئة أحدث الوسائل والخِدمات الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي.
وأشاد بما ذكره سمو ولي العهد -أيده الله-, من حرص المملكة على تيسير أداء مناسك الحج والعمرة لأكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين, وقد استضافت المملكة خلال العام الماضي: (1,800,000) حاج، أدوا مناسك الحج، وأكثر من (10,000,000) معتمر، عبر برنامج خدمة ضيوف الرحمن, الذي هو أحد برامج رؤية المملكة 2030.
وتابع قائلًا : "إن نهج المملكة الثابت, قائم على احترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام الدائم بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، والتمسك بمبادئ حسن الجوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إلى جانب تكريس قيم التسامح والاعتدال والوسطية، انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا...﴾ [البقرة: ١٤٣]، ونبذ الإرهاب والتطرف، وتعظيم القيم الإسلامية النبيلة.
وأفاد أن خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-, يجسد منهج المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس، ومن بعده أبنائه البررة، وحتى العهد الزاهر الميمون، في تطبيق مبدأ الشورى؛ تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى: ﴿وَأَمرُهُم شورى بَينَهُم﴾ [الشورى: ٣٨]، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتمسك المملكة بدستورها القائم على الكتاب والسنة، وعدم الحيدة عنهما، سائلًا الله تعالى, أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين, لما فيه عزُّ وازدهار البلاد والعباد، ورفعة الإسلام والمسلمين, إنه سميع مجيب.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الحرمین الشریفین
إقرأ أيضاً:
بث مباشر .. شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الحرمين الشريفين
نشرت قناة القرآن الكريم السعودية، وقناة السنة النبوية، بثا مباشرا لنقل شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الحرمين الشريفين، المسجد الحرام والمسجد النبوي.
واتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر؛ لما روى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".
وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك.
الذكر بين ركعات التراويحويظن بعض الناس أن الصلاة على النبي والذكر بين ركعات صلاة التراويح من مكروهات التراويح ومن البدع التي لم ترد عن النبي، ولذلك أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم الصلاة على النبي والذكر قبل إقامة صلاة العشاء وبين ركعات التراويح؟ فقد اعتاد الناس في بعض المساجد في شهر رمضان المُعظَّم قبل صلاة العشاء أن يُصَلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصيغة الشافعية: اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد.. إلى آخرها، ثم يقيموا صلاة العشاء، وبعد صلاة سنة العشاء يقوم أحدهم مناديًا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، صلاةَ القيام أثابكم الله، ثم يصلون ثماني ركعات، بين كل ركعتين يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرة واحدة، فاعترض أحد المصلين على ذلك بحجة أنها بدعة يجب تركها. فما حكم الشرع في ذلك؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن أمر الله تعالى بالصلاة والسلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، ومن المقرر شرعًا أن أمر الذكر والدعاء على السعة؛ لأنَّ الأمر المطلق يستلزم عموم الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة؛ فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية أدائه أكثر من وجه، فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك الحال في الذكر قبل صلاة التراويح وأثناءها وبعدها؛ فإنه مشروع بالأدلة الشرعية العامة، فقد ورد الأمر الرباني بالذكر عقب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، والمطلق يُؤخَذ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيّده في الشرع، وقد ورد في السنة ما يدل على الجهر بالذكر عقب الصلاة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ" متفق عليه.