لجريدة عمان:
2025-02-04@10:50:50 GMT

عقدة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

بعد مضي قرابة 3 أشهر لا تزال إسرائيل عالقة بجيوشها الجرارة عند أنفاق غزة، وبالرغم من الاستحالة الكامنة في مهمة بنك الأهداف الإسرائيلية، التي تأتي على رأسها مهمة الخلاص من حماس في غزة، سنجد أنفسنا حين نتأمل في هذا الشرط المستحيل الذي وضعته إسرائيل، أمام عناد متأتٍ من وهم فائض القوة والغطرسة دون أي منحى عقلاني يجيز فهم ذلك العناد.

غرقت إسرائيل اليوم في ما يمكن أن نسمّيه «عقدة غزة» وبطبيعة الحال حين يتحول أي تحدٍ إلى عقدة فستتبدل كل ممكنات العقلانية لتتحول إلى ضرب من العجز النفسي الذي لا يمكن تبريره بأي منطق عقلاني.

وفيما تغرق إسرائيل يوما بعد يوم في مستنقع «عقدة غزة» هذه، فهي لا تدرك أنها تختبر مناخا جديدا للحرب لم تعهده من قبل في تاريخها، لهذا وفيما ترى إسرائيل أمامها معطيات قديمة لميدان صراع قديم، لا يمكنها أن تنتبه أبدا إلى أي أمر يصرفها عن الإيمان بقوتها المادية وتفوقها التكنولوجي الذي تؤمن عبره بمنطق القوة.

وفي ذروة العنف غير المسبوق الذي تمارسه إسرائيل وتسقط حممه على قطاع غزة لا تنتبه أبدا إلى أنها قد تجاوزت حدودا أصبح معها الأمر بالنسبة للمقاومة الفلسطينية أمرا تجاوز أيضا كافة الحدود الممكنة التي كان يمكن للفصائل أن تقف عندها بحسابات المحاور والضغوط الأصدقاء.

أوشكت إسرائيل أن تزيل مدينة كاملة من الخريطة على أرض غزة، وفي غمرة جنونها العصابي هذا لا تريد أن تدرك أبدا أن ما بدأته على هذا النحو الكارثي غير المسبوق من تسييل للعنف في غزة إنما هو بذاته الشرك الذي وضعته لمأزقها الوجودي مع المقاومة الفلسطينية، فهذه الحرب التي توشك أن تكمل شهرها الثالث دون أن تجني منها إسرائيل ما كانت تجنيه بأقل الأثمان على مدى سنوات أصبحت اليوم «عقدة غزة» التي لا يمكن للعالم كله أن ينقذها من العواقب التي ستحيط بها.

دخلت إسرائيل إلى الفخ ولن يستطيع أحد في العالم أن يخرجها منه، وطبيعة هذا الفخ إسرائيل هي من وضعت سقوفه العليا وبنك أهدافه التي ظنت أن فائض القوة ووهم التفوق التكنولوجي كفيل بأن يمنحها ما تريد.

وفيما يقول قادة إسرائيل العسكريون بأن هذه الحرب ستستمر لشهور حتى القضاء على حماس، لا يبدو المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة في وارد قبول تلك المدة لأن استمرار نزيف الضحايا والدماء والشهداء بهذه الأرقام غير المسبوقة في غزة لهو مما لا يمكن أن تتحمّله الولايات المتحدة لأسابيع ناهيك عن شهور، فما جنته أمريكا من سمعتها نتيجة تحالفها غير المشروط مع إسرائيل أصبح ثمنه باهظ الكلفة، فالولايات المتحدة أولا وأخيرا دولة تدرك تماما خطر تآكل سمعتها الأخلاقية ليس فقط بين دول العالم بل كذلك داخل مجتمعها وشعبها الذي يمكنه أن يؤدي دورا كبيرا بأوراق كثيرة في ظل السنة الانتخابية القادمة لكي يخيف ساكن البيت الأبيض من عواقب التغافل عن مخالفة القوانين الدولية التي تتجاوزها إسرائيل.

ثمة الكثير من الشرايين المفتوحة لتوريط إسرائيل بالدم في هذه الحرب التي تدل مؤشرات كثيرة على أنها حرب لن تنته كأي حرب خاضتها إسرائيل من قبل.

فاشتباك مصالح الإقليم على نحو حساس بترمومتر القضية الفلسطينية، والحراك العسكري النسقي والمحدود الذي تعكس من خلاله أحلاف إيران في سوريا ولبنان واليمن أعمال ما تطلق عليه الأولى نظرية «وحدة الساحات»، قد لا يبدو على تلك الشاكلة المنضبطة، لا سيما في ظل الصراع الذي يتوسع يوما بعد يوم بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

كل الاحتمالات مفتوحة لانفجار شرايين شرق أوسط دموي وعنيف على وقع مجريات الصراع في غزة؛ لأنه ليس ثمة حدود باتت ممكنة لهذا الصراع الدموي المفتوح بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.

فوق ذلك كله؛ تدرك إسرائيل حتى الآن، ذلك الرعب العظيم الذي لم تفق من صدمته جراء ما حدث لها في عملية طوفان الأقصى، وما تحاوله إسرائيل اليوم بكل جيوشها الجرارة وآلتها الحربية هو في الاستماتة من أجل عدم تكرار ما حدث في غزة، ولو كان ثمن ذلك هو ثمن مستحيل كاقتلاع فكرة حماس من نفوس الفلسطينيين وقلوبهم!

ما حدث في 7 أكتوبر يمكن أن يحدث مراتٍ أخرى وهذا هو الرعب الذي تخشى إسرائيل تكراره لكنه سيتكرر مرةً أخرى، لأنه حدث من قبل!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

النفقة بعد الطلاق: متى يمكن تخفيضها وما هي حقوق الزوجة قانونيًا؟ .. فيديو

الرياض

شهدت قضايا النفقة بعد الطلاق انخفاضًا ملحوظًا في ظل نظام الأحوال الشخصية، الذي وضع أطرًا قانونية واضحة لتنظيم هذه القضايا والحد من النزاعات بين الأزواج بعد الانفصال.

وأشارت المحامية خلود الغامدي أن النظام حدد مدة معينة لمطالبة الزوجة بالنفقة، سواء خلال الزواج أو بعد الطلاق، حيث تسقط دعوى المطالبة بالنفقة الزوجية إذا لم تُرفع خلال سنتين من تاريخ استحقاقها.

أكدت الغامدي خلال حديثها عبر برنامج “سيدتي”، أن هناك حالات محددة يمكن فيها تقليل النفقة التي تُفرض على الزوج بعد الطلاق.

وأشارت أن أبرز تلك الحالات: تغير الحالة المالية للزوج، فإذا تعرض الزوج لانخفاض كبير في دخله، يمكنه التقدم بطلب لتعديل النفقة، وتحسن وضع الزوجة المادي، ففي حال حصول المطلقة على دخل جيد أو وظيفة ثابتة، يمكن للمحكمة إعادة النظر في قيمة النفقة.

بالإضافة إلى بلوغ الأبناء سن الرشد، حيث أنه عند وصول الأبناء إلى سن يمكنهم فيه إعالة أنفسهم، قد يتم تخفيض النفقة أو إلغاؤها.

فيما تعتبر النفقة والحضانة من أكثر القضايا التي تشهد نزاعات بين المطلقين، حيث يلجأ بعض الأزواج إلى تخفيض النفقة دون قرار قضائي، مما يدفع الأمهات إلى المحاكم للمطالبة بحقوقهن.

وشددت الغامدي على أهمية الوعي القانوني لدى الطرفين لتجنب النزاعات، مؤكدة أن العلاقة بعد الطلاق يجب أن تبقى قائمة على الاحترام المتبادل، خاصة إذا كان هناك أبناء، قائلة: “إذا فشل الزوجان في علاقتهما الزوجية، فلا يجب أن يفشلا في تربية أبنائهما”.

ويتم تحديد النفقة بناءً على دخل الزوج واحتياجات الأبناء، مع مراعاة توفير حياة كريمة لهم دون إرهاق الأب بأعباء تفوق قدرته المالية.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/f7c-FV4eeT5FU01S.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/sZNMKAym45oKegKs.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/0Mg4Hupea35ciqoX.mp4

مقالات مشابهة

  • "كائنات".. أول مسلسل رعب إماراتي يتناول الصراعات والقضايا المُعقدة
  • عقدة تمثيل كتلة الاعتدال الوطني في الحكومة.. هذا ما سيحصل غدًا
  • فرانشيكا ألبانيز: الأوضاع في غزة كارثية بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل
  • النفقة بعد الطلاق: متى يمكن تخفيضها وما هي حقوق الزوجة قانونيًا؟ .. فيديو
  • عاجل | لوبينيون الفرنسية عن رئيس الجزائر: مستعدون لتطبيع العلاقة مع إسرائيل في نفس اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • عقدة الخشب