ما أن بدأت إسرائيل حربها على غزة، في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر الماضي، وبدأت تتكشف الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع المحاصر، وكمية المتفجرات الضخمة وغير المسبوقة التي استخدمتها إسرائيل على مدى زمني قصير، التي نتج عنها أكثر من 20 ألف شهيد، حتى انطلقت العديد من التحركات الشعبية والمظاهرات الغاضبة المنددة بممارسات الاحتلال العنصرية ومخططاته، لتهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية فى مختلف أنحاء العالم.

من المحيط إلى الخليج، كما يقولون، خرجت تحركات ومظاهرات معارضة لـ إسرائيل وداعمة لفلسطين، فى الدول العربية، فى مقدمتها بلدان الجوار القريبة من موقع المذابح الإسرائيلية، مصر والأردن وسوريا ولبنان، وامتدت إلى دول انخرطت حديثاً فى اتفاقات وإجراءات للتطبيع مع إسرائيل، من بينها «المغرب» وحتى «البحرين»، حيث كانت تندد بالتطبيع مع إسرائيل واتفاقات السلام معها، وقد امتدت بعض هذه المظاهرات لمحيط سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الحليف الداعم لإسرائيل، كما حدث فى لبنان مثلاً، ما دعا واشنطن لإخلاء سفارتها هناك وتوجيه مواطنيها لمغادرة البلاد.

وفى مصر والأردن، أكدت المظاهرات على ما ذهبت إليه المواقف الرسمية لهاتين الدولتين وما أعلنتاه من خطوط حمراء فى مواجهة المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية لكل من مصر والأردن، حيث امتلأت العديد من الساحات والميادين بآلاف المواطنين الذين حملوا أعلام فلسطين، وهتفوا ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلى وجرائمه فى غزة وغيرها من أنحاء فلسطين.

لكن مظاهر الحراك الشعبى الداعم لفلسطين لم تقتصر بالطبع على المظاهرات وإنما امتدت لمظاهر أخرى، لا سيما فى مصر، حيث شملت جمع التبرعات وتجهيز المساعدات لإدخالها لقطاع غزة المحاصر، الذى أصبح منفذ الحياة الوحيد فيه يمر عبر معبر رفح فى سيناء المصرية، حيث انخرطت العديد من المؤسسات الأهلية، من بينها المؤسسات المندرجة تحت ما يُعرف بـ«التحالف الوطنى للعمل الأهلى»، فى جمع التبرعات، وفتح رجال أعمال مخازنهم ومصانعهم لتجهيز المساعدات، وتطوع المئات من الشباب لتجهيز وإعداد المساعدات لدخول فلسطين.

وفى الوقت الذى تؤكد فيه عبير ياسين، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصصة فى الشئون الفلسطينية، أن التحركات والاحتجاجات الشعبية ضد الحروب تعتبر أمراً معروفاً وشهدناه من قبل، سواء فيما يتعلق بحروب غزة السابقة أو غيرها من الحروب، إلا أنها ترصد أن الحراك الشعبى المصاحب لحرب غزة الحالية انتقل من التعامل معها على كونها قضية حقوق إنسان، إلى التعامل معها على أنها قضية استقلال وإنهاء للاحتلال.

ولفتت عبير ياسين، في تصريحات لـ«الوطن»، النظر إلى أن التحركات العربية تحديداً هذه المرة أخذت أكثر من شكل، سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعى، ومحاولة إيجاد طرق للتواصل عن طريق الإنترنت حال قطعها من جانب الاحتلال، فضلاً عن حملات مقاطعة لشركات تدعم الجيش الإسرائيلى، وفى الوقت الذى أخذت بعض التحركات شكل ردود فعل عفوية، كانت هناك تحركات منظمة أكثر من خلال نقابات مثل «الصحفيين» و«الأطباء»، اللتين نددتا بالعدوان ومقتل الصحفيين والأطباء هناك.

وفى مصر تحديداً، جاءت التحركات والتظاهرات الشعبية داعمة للموقف الرسمى الرافض لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.وحسبما تضيف الخبيرة فى الشئون الفلسطينية، فقد جاءت المظاهرات الشعبية ضد التطبيع فى الدول التى دخلت فى اتفاقات سلام وتطبيع حديثة مع إسرائيل، مثل البحرين والمغرب، لتربك وربما تعرقل المساعى الإسرائيلية والأمريكية لعقد اتفاقات تطبيع جديدة مع دول عربية أخرى مهمة كالسعودية، بالتوازى مع تصورها أنه بإمكانها تصفية القضية الفلسطينية، حيث إن الشعارات التى رفعتها المظاهرات الرافضة للعدوان الحالى على غزة، والمنددة بإسرائيل وشكل السلام الحاصل معها، تبعث برسائل بأن عودة إسرائيل لهذه المساعى ستكون محل سؤال كبير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين إسرائيل القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«الشيوخ»: مصر ستظل المدافع الأول عن القضية الفلسطينية

قال النائب حازم الجندي، عضو اللجنة العامة لمجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الترويج لحرب ممنهجة من الشائعات والأكاذيب تجاه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، في بعض المنصات الإعلامية المغرضة بشأن استقبال ميناء الإسكندرية السفينة كاثرين الألمانية التي تحمل مواد عسكرية لصالح إسرائيل، الهدف منه تشويه صورة مصر والإساءة إلى دورها التاريخي في القضية الفلسطينية.

دعم القضية الفلسطينية

وأكد الجندي، في بيان له، أن مصر تعمل على دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، سواء من خلال جامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان، لافتا إلى أن هذه الجهود تأكيدًا على الالتزام المصري تجاه حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ورفض جميع أشكال الظلم والاعتداءات الإسرائيلية، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

التزام مصر بالمبادئ التاريخية

ولفت عضو اللجنة العامة لمجلس الشيوخ إلى أن الشائعات التي تحاول النيل من الدور المصري في القضية الفلسطينية لن تؤثر أبدًا على المواقف الراسخة للدولة المصرية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، بل تبرز مرة أخرى مدى التزام مصر بقضايا أمتها وبمبادئها التاريخية في نصرة المظلومين والدفاع عن حقوقهم.

وأكد أن هذه المحاولات الساعية لإثارة الفتنة سرعان ما تنكشف حقيقتها أمام وعي الشعوب، ويبقى الدعم المصري لفلسطين مبدأ ثابتًا لا يتزعزع، ويتجسد يومًا بعد يوم في أفعال وجهود ملموسة.

دعم الشعب الفلسطيني

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تدرك تمامًا أهمية الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني، وتعمل بكل ثقة على تقديم كل ما يمكن من أجل مساعدته، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو التبرعات أو عبر العمل الدبلوماسي المكثف لفضح الانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد الحلول العادلة التي تصب في مصلحة الفلسطينيين وتحقق لهم السلام الدائم والعادل.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: حزب الله يقوم بمناورات ذكية وهجماته تربك إسرائيل
  • مصر حصن فلسطين للأبد.. «القاهرة» تحشد العالم ضد جرائم إسرائيل وتتصدى لتصفية القضية (ملف خاص)
  • كتلة الحوار: مصر لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية
  • عضو بـ«النواب»: الموقف المصري لن يتغير حيال دعم القضية الفلسطينية
  • عضو بـ«الشيوخ»: مصر ستظل المدافع الأول عن القضية الفلسطينية
  • دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.. جهود لا تتوقف
  • برلماني: الشائعات لن تُثني مصر عن دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها
  • عضو بـ«النواب»: مصر تواصل جهودها لدعم القضية الفلسطينية رغم حملات التشويه
  • «حزب الاتحاد»: مصر المدافع الأول عن القضية الفلسطينية وثوابتها لا تحتمل المزايدة
  • نائب رئيس البرلمان العربي: القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا