أعلنت "سي أم آي سي جي أم" الفرنسية و"ميرسك" الدنماركية استنئناف تسيير سفنها عبر البحر الأحمر، وذلك بعد تعليق حركة الشحن بسبب هجمات جماعة الحوثيين على خلفية الحرب في غزة.

وقالت الشركة الفرنسية في رسالة لعملائها، إن "بعض السفن عبرت البحر الأحمر"، وإنها تعتزم "زيادة تسيير سفنها عبر قناة السويس بشكل تدريجي".

من جهتها، أكدت "ميرسك" أنها تعتزم "استئناف الملاحة في البحر الأحمر"، مشيرة الى أن السفن ستعاود استخدام هذا الممر البحري "في أسرع وقت ممكن".

 

إقرأ المزيد وسائل إعلام: أربع شركات شحن يابانية توقف الملاحة عبر البحر الأحمر

وكانت شركات نقل عالمية كبرى قد أعلنت من منتصف ديسمبر، تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر بعد إعلان الحوثيين منع مرور السفن من وإلى إسرائيل. واستهدفت عددا من السفن التي تتعامل مع إسرائيل.

وأكد الحوثيون اليمنيون أن عملياتهم تأتي لنصرة غزة التي تشهد حربا منذ السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدين أنها ستتواصل ما لم يتم السماح بإدخال مواد إغاثية من أغذية وأدوية الى القطاع المحاصر.

ودفعت هذه الهجمات الولايات المتحدة الى تشكيل تحالف دولي يضم أكثر من 20 بلدا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

ورأت شركة "ميرسك" أن تشكيل هذا التحالف "نبأ جيد لكامل قطاع" النقل البحري لأنه يتيح استئناف حركة الملاحة، الا أنها اعتبرت أن "الخطر عموما في هذه المنطقة ما زال قائما".

بدورها، أكدت الشركة الفرنسية أنها "تتابع الوضع بشكل دائم، وهي على استعداد لإعادة تقييم خططها اذا تطلب الأمر.

وكان الجيش الأميركي قد أعلن الثلاثاء أنّه أسقط أكثر من 10 طائرات مسيّرة هجومية وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفن شحن في البحر الأحمر من دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار.

بدورهم، شدد الحوثيون الثلاثاء على استمرار دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، مجددين موقفهم "بشأن منع مرور كافة السفن الإسرائيلية".

ويعد البحر الأحمر الرابط بين قناة السويس ومضيق باب المندب ممرا أساسيا للملاحة الدولية، وتمرّ عبره زهاء 20 ألف سفينة تجارية سنويا.

ويفرض تفادي المرور عبر البحر الأحمر تكاليف ووقتاً إضافيين على شركات النقل، اذ تضطر إلى الاستدارة حول قارة إفريقيا للانتقال من آسيا الى أوروبا، عوضا عن عبور البحر الأحمر وقناة السويس وصولا الى المتوسط.

المصدر: AFP

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة عبر البحر الأحمر فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن

وعلى الرغم من التوجهات الأميركية المتجددة لتصعيد الأعمال الحربية على الحديدة تحت حجة وقف هذه الهجمات، فإن المعطيات والوقائع على الأرض تكشف أن هذه الرؤية تتسم بالعشوائية وعدم الاستناد إلى تحليل دقيق للواقع العسكري.

إن الدعوات الأميركية لشن هجوم بري على الحديدة تطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستراتيجية. فالمنطق العسكري يقول إن استهداف السفن في المياه الإقليمية لم يكن يوما مرتبطا بموقع جغرافي معين، بل كان مرتبطا بالقدرة على استهداف الأهداف البحرية عبر تقنيات متنوعة.

إذ إن أنصار الله لم يعتمدوا في استهداف السفن على الزوارق المسيرة إلا بعد شهور طويلة من استخدام صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من مختلف المناطق اليمنية.

وبالتحديد، منذ بداية هجمات أنصار الله على السفن التجارية، تم استهداف 153 سفينة خلال الأشهر السبعة الأولى من المواجهات، ولم يحتاج المهاجمون إلى الزوارق المسيرة في تلك الفترة. بل كانت الهجمات تتم عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة أُطلقت من 12 محافظة يمنية. وهذا يثبت أن استهداف السفن لا يعتمد على الحديدة أو على منطقة معينة في البحر الأحمر، بل هو جزء من استراتيجية عسكرية شاملة تتوزع فيها العمليات من عدة مواقع في اليمن.

واليوم، وبعد مرور أكثر من عام على بداية هذه الهجمات، بلغ إجمالي السفن المستهدفة 202 سفينة، منها اثنتان فقط استُهدِفتا عبر الزوارق المسيرة في البحر الأحمر أما بقية السفن، فقد تم استهدافها بصواريخ وطائرات مسيرة، وصواريخ باليستية متطورة انطلقت جميعها من مختلف المناطق اليمنية، باتجاه مسرح العمليات البحري الذي يشمل البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط. هذه الوقائع تؤكد أنه لا توجد علاقة حتمية بين الهجمات على السفن وبين الحديدة بشكل خاص.

يستند التحليل العسكري إلى الوقائع الميدانية، ولا يمكن تجاهل المعطيات التي تؤكد أن الهجمات على السفن لن تتوقف في حال شن حرب برية على الحديدة. بل إن النتيجة ستكون كارثية، حيث ستجد المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة ردود فعل عسكرية عنيفة من قبل أنصار الله، سواء في البحر أو على الأرض وفي حال تم تنفيذ الهجوم البري على الحديدة، فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الهجمات على السفن السعودية والنفطية، التي تشكل جزءا رئيسيا من الاقتصاد السعودي. ومن الممكن أن يكون الرد الحوثي على أي تصعيد في الحديدة جزءا من استراتيجية عسكرية أوسع تشمل استهداف المنشآت النفطية الحيوية للمملكة

وبالتالي حدوث ازمة عالمية في اسواق الطاقة بالعالم

علاوة على ذلك، فإن ما يبدو أنه اقتراح عسكري عشوائي يتجاهل تماما حقيقة أن أنصار الله يمتلكون القدرة على استهداف السفن باستخدام تقنيات أخرى لا تعتمد على موقع جغرافي معين.

لذلك، يمكن الاستنتاج بأن إشعال حرب على الحديدة لن يؤدي إلى توقف الهجمات على السفن، بل سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المواجهات، وسيضر بمصالح الأطراف المتورطة في هذا النزاع، وعلى رأسها السعودية التي تساهم بشكل مباشر في دعم القوات المعادية في اليمن.

هذه المعطيات العسكرية تؤكد أن الرهان الأميركي على استهداف الحديدة كوسيلة لوقف الهجمات على السفن هو رهان خاطئ. بل إن التصعيد العسكري في هذه المنطقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ ستزيد الضغوط على المملكة العربية السعودية التي قد تجد نفسها في مواجهة تهديدات متعددة، سواء كانت في البحر أو على الأرض.

في النهاية، يعكس الموقف الأمريكي تجاه الحديدة فشلا في فهم تعقيدات الواقع العسكري اليمني، ويجسد عجزا في قراءة التفاعلات الاستراتيجية على الأرض. وإذا كانت الولايات المتحدة تظن أن الهجوم على الحديدة سيقيد قدرة أنصار الله على استهداف السفن، فهي بذلك تقامر بمصالحها الإقليمية وتضع الأمن السعودي والاقليمي في خطر أكبر.

وما كان من المفترض أن يكون خطوة نحو وقف الهجمات البحرية عبر وقف العدوان الاسرائيلي على غزة قد يتحول إلى تصعيد عسكري شامل، مع ما يترتب عليه من عواقب كارثية على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة للمملكة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم.
- عرب جورنال / كامل المعمري -

مقالات مشابهة

  • الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن
  • إنذار جوي بشأن اضطراب الملاحة البحرية.. سرعة الرياح تصل لـ80 كيلومترا
  • توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات قناة السويس
  • ليست مسرحية.. نشطاء يعلقون على استهداف الحوثيين سفينة تركية
  • النقد الدولي: مصر تفقد 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
  • مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر
  • النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين
  • “الجيش” الذي أذهل أمريكا والغرب..!
  • مجموعة تجارية أمريكية تدعو الرئيس بايدن لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من هجمات الإرهابيين الحوثيين
  • “لينكولن” تفشل في ترميم قوة الردع الأمريكي واستعادة ثقة الفرقاطات الغربية